نحن حاليا في حاجة، أكثر من أي وقت مضى، لعلاقات إنسانية تعتمد على تفهم حاجات الفرد والجماعة، وتسعى من خلال ذلك إلى إشباع الحاجات الفردية. والعلاقات الإنسانية تركز على العنصر البشري أكثر من التركيز على الجوانب المادية، كما أنها تعمل على إثارة الدوافع الفردية بهدف الإنتاج والتنظيم في جو يسوده التفاهم والثقة المتبادلة. فارتياح الأفراد ورضاهم في أعمالهم إنما هو نتيجة للشعور بالتقدير والشعور بالانتماء والمشاركة.
والعلاقات الإنسانية ليست مجرد كلمات مجاملة تقال للآخرين، وإنما هي بالإضافة إلى ذلك تفهم لقدرات الأفراد وطاقاتهم وظروفهم ودوافعهم وحاجاتهم. وللغرب في هذا المجال عبارة تختزل كل هذا وهي:" اللمسة الإنسانية " أي human touch وكل حرف من هذه العبارة يرشد إلى طريق خاص في معاملة وإشباع حاجات الفرد. فحرف H يرشد إلى HEAR HIM أي استمع إليه، وحرف U الأول يرشد إلى UNDERSTAND HIS FEELING أي احترم شعوره، وحرف M يرشد إلى MOTIVATE HIS DESIER أي حرك رغبته وحرف A يرشد إلى APPRECIATE HIS EFFORTS أي قدر جهوده وحرف N يرشد إلى NEW HIM أي مده بالأخبار وحرفT يرشد إلى TRAIN HIM أي دربه وحرف O يرشد إلى OPEN HIS EYES أي أرشده وحرف U الثانية يرشد إلى UNDERSTAND HIS UNIQUENESS أي تفهم تفرده وحرف C يرشد إلى CONTACT HIM أي اتصل به وحرف H الأخير يرشد إلى HONOUR HIM أي كرمه .
إذن، إن العلاقات الإنسانية تعني جميع الصفات التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية، وهي تعبر على جملة من التفاعلات بين الأفراد سواء كانت إيجابية كالاحترام والتواضع والتسامح والرفق أو سلبية كالتكبر والظلم والقسوة والجور.
وتظل العلاقات الإنسانية عموما هي تلك المعاملة الطيبة القائمة على الفضائل الأخلاقية والقيم الإنسانية السوية المستمدة من تعاليم الديانات السماوية والمرتكزة على التبصر والإقناع ومجافاة التضليل والخداع بكافة مظاهره وألوانه وأساليبه.
إنها جو انفعالي مبني على المعاملة الطيبة والأخلاق والقيم والاحترام وتقدير المسؤولية والتعاون والمساواة والعدل والصدق والأمانة والمحبة والألفة والتدريب على تحقيق العمل التكاملي وبلوغ الأهداف المتوخاة.