أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار -العلاقة المتبادلة مابين الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني - سامي البدري - نقابات العمال والعمل السياسي














المزيد.....

نقابات العمال والعمل السياسي


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 1902 - 2007 / 5 / 1 - 13:03
المحور: ملف الاول من آيار -العلاقة المتبادلة مابين الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني
    


لم يأتي التداخل بين العمل النقابي والعمل السياسي (ممارسة نقابات العمال والمنظمات المهنية للعمل السياسي) وليد ظرف طارئ فرضته ظروف استثنائية في تجربة سياسية ما ،وانما كان نتيجة لحاجة فرضتها مستجدات وتطورات وسائل الانتاج وانتشار عمليات الانتاج الكبير التي افرزتها الثورة الصناعية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر . ورغم ان حاجة تنظيم العلاقة بين العامل ورب العمل والدفاع عن حقوق العمال وتنظيم جهدهم في الدفاع عن تلك الحقوق ،كانت هي الباعث على تأسيس نقابات العمال ،الا ان التطور التكنلوجي وتوسع وتعدد اوجه الانتاج الكبير (الانتاج على مستوى التصدير) هو من كان خلف ممارسة نقابات العمال للعمل السياسي ،والذي بدأ بشكل مشاركة الدولة في وضع السياسات الاقتصادية وتنظيم وقيادة النقابات لاضرابات العمال الاحتجاجية ضد ممارسات وسياسات ارباب العمل واجهزة الدولة المختصة بالعملية الصناعية . ومثل ما كانت بريطانيا مهدا للثورة الصناعية ، فانها قد شهدت ولادة اول تجارب العمل النقابي وتشكيلاته التي فرضت على الحكومات البريطانية الاعتراف بجدوى جهدها واهمية دورها وحقها في الوجود واحترام شخصيتها المعنوية منذ منتصف القرن التاسع عشر .ولم تكن مسيرة العمل النقابي يسيرة ،او دون عراقيل او مجابهة ،بسبب تعارض اهدافها وتطلعاتها مع مصالح ارباب العمل والطبقة البورجوازية ،ولبثها لروح الرفض والمجابهة الثورية بين صفوف العمال وتنظيمها وقيادتها لاضرابات الاحتجاج ومظاهرات المطالبة بحقوق العمال وانصافهم التي كانت تسبب الخسائر المادية لاصحاب المعامل وورش الانتاج ؛الامر الذي جعل منها هدفا للطبقة البورجوازية واصحاب رؤوس الاموال والساسة ،الذين لجأوا الى الى اجهزة الدولة ومحاكمها من اجل تعطيل نشاطها او الحد من تطلعات قادتها او حتى الغاءها خلال بعض الفترات ،الامر الذي الجأ قادة العمل النقابي ـ في بريطانيا على وجه الخصوص ـ الى ممارسة العمل السياسي ـ حماية لحقها في الوجود والحياة ـ وترشيح عناصرها القيادية لعضوية البرلمان ،الى ان تحقق لها هذا الهدف عام 1906 ،اذ رشحت نقابات العمال الصناعيين وعمال سكك الحديد 50 عنصرا لعضوية مجلس العموم انتخب منهم 29 نائبا ،والذين تولوا ،على اثرها ،عملية تأسيس حزب العمال البريطاني ،ثاني اهم الحزبين اللذين يتناوبان على حكم المملكة المتحدة ،منذ اعوام تأسيسه الاولى والى يومنا هذا . وقد كان من بين اهم ما سعى الى تحقيقه الحزب هو تشريع قانون جديد لنقابات العمال في عام 1913 ،والذي اجيز بموجبه لعموم النقابات بمزاولة العمل السياسي بحرية وعلانية . ومنذ ذلك التاريخ صار العمل السياسي احد اهم حقوق و انشطة نقابات العمال في معظم دول العالم ،والذي كفلته لها التشريعات القانونية ،في اغلبها ،بما فيها دول العالم التي اعتمدت نظام الحزب الواحد لحكمها والانظمة الدكتاتورية ،التي عملت على احتواء وتدجين نشاطات النقابات السياسية او حصرتها في مجال الدعاية والتنظيم للحزب الحاكم . ومن هنا يتضح ان نضال الطبقة العاملة كان احد دعامات بناء العلية الديمقراطية الرئيسية في المجتمع الحديث ،وان جهدها السياسي كان ثوريا وبناء بامتياز ،وانه من بين اهم شروط تحقيق العدالة الاجتماعية وتذويب الفوارق الطبقية بين شرائح المجتمع وتحقيق مجتمع المساواة والكفالة الاجتماعية .كما ان نقابات العمال كانت حجر الزاوية في تأسيس فكرة وممارسة المجتمع المدني وبث ثقافته بين شرائح المجتمع الانساني التي كانت تحكمها الروح الطبقية في ظل مجتمع الامتيازات والنزعات البارونية وسلطات طبقة الاكليروس الكهنوتي وملوك الحق الالهي ،التي حكمت وتحكمت بالمجتمع الانساني طوال القرون الطويلة التي سبقت ثورة القارة الاوربية ضد سلطة الكنيسة ،التي اثمرت تحرر العقول وانطلاق الثورة الصناعية التي نقلت البشرية من طور العبودية السياسية الى طور الحياة المدنية وحكم الشعوب لنفسها ،في ظل مؤسسات المجتمع المدني التي كانت نقابات العمال نواتها الام بامتياز . ومن هنا يتضح ان ممارسة نقابات العمال للعمل لسياسي لم يكن ترفا او طموحا غرضيا وانما كان حاجة فرضتها ظروف المجتمع الانساني والعملية التاريخية في نهوض الطبقة المسحوقة بروحها الثورية لتزيح عن كاهل الانسانية عبء ومعاناة وقهر قرون الاستغلال والابتزاز والعبودية التي فرضتها نعرة الروح البارونية الامتيازية التي انتجتها قرون حكم الاقطاع ووراثة الارض والعامل والفلاح وتكيس مفهوم عبودية الحقل . ولعلنا لانشتط اذا ما صنفنا سبب بقاء الدول العربية محكومة من قبل انظمة قمعية ودكتاتورية ،تحت عملية تغييب واحتواء نقابات العمال فيها ،وسيطرة اجهزة هذه الانظمة الامنية على مجالس ادارات واجهات الهياكل النقابية التي انشأتها بقرارات سياسية لغرض تجميل صورها امام العالم المتمدن ،دون السماح لطبقاتها العاملة تشكيل نقاباتها الحرة والمستقلة ععن توجيه وعين الرقيب السياسي ورجل الامن الذي يعتبر العمل السياسي اول محرماته ومحظوراته لعموم شرائح المجتمع من خارج اسوار القصر الملكي وبناية الاذاعة والتلفزيون المجاورة له ،والتي تتسلم برامجها من الباب الجانبي الذي يربطهما ببعض .



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو انسحبت امريكا من العراق ... ؟
- الذئب الزجاجي
- سيرة جدار
- جبرا ابراهيم جبرا والرواية العراقية
- ازمة المالكي الجوية
- مسرحية-حذاء ملكي
- العلمانية ومهمة بناء المجتمع الحديث
- انجاز جديد مضاف لحكومة المالكي
- مؤسسات المجتمع المدني وبناء العملية الديمقراطية
- منظمة مجاهدي خلق في معادلة التوازن الامريكي – الايراني
- هل نحن على اعتاب حرب باردة جديدة؟
- في سبيل بناء مجتمع مدني
- على حافة الراس
- لبنان في ميزان الهيمنة الاقليمي
- ايران و استراتيجية بوش الجديدة
- ايران وحلم الضيعة العراقية
- مكافآت الصبيان
- لعبة حظ على طاولة الطعام
- حرب العراق الاهلية .. الوجه والقفا
- حصيلة العراق من النظام الجمهوري


المزيد.....




- -لا يتبع قوانين السجن ويحاول التلاعب بالشهود-.. إليكم ما نعر ...
- نظام روما: حين سعى العالم لمحكمة دولية تُحاسب مجرمي الحروب
- لأول مرة منذ 13 عامًا.. قبرص تحقق قفزة تاريخية في التصنيف ا ...
- أمطار غزيرة تضرب شمال كاليفورنيا مسببة فيضانات وانزلاقات أرض ...
- عملية مركّبة للقسام في رفح والاحتلال ينذر بإخلاء مناطق بحي ا ...
- إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
- حزب إنصاف يستعد لمظاهرات بإسلام آباد والحكومة تغلق الطرق
- من هو الحاخام الذي اختفى في الإمارات.. وحقائق عن -حباد-
- بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
- اختتام أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار -العلاقة المتبادلة مابين الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني - سامي البدري - نقابات العمال والعمل السياسي