|
فاتح ماي 2007 بأية حقوق عدت يا عيد؟؟؟.
محمد الحرش
الحوار المتمدن-العدد: 1902 - 2007 / 5 / 1 - 13:00
المحور:
ملف الاول من آيار -العلاقة المتبادلة مابين الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني
يأتي احتفال الشغيلة المغربية هذه السنة 2007 م بالعيد الأممي للعمال في سياق دولي يتميز بتعاظم سلطان الرأسمال العالمي و نهبه لمقدرات الشعوب، و سياق وطني سمته الأساسية أوضاع أقل ما يقال عنها أنها مأساوية بفعل تدهور القدرة الشرائية و قوة التحالف الذي يجمع أرباب العمل بالسلطة الحاكمة، لضرب ما تبقى من كرامة و مكتسبات الطبقة العاملة، مع تضخم أخطبوط " المخزن الاقتصادي" و فسح المجال واسعا أمام " اقتصاد الريع"، و تملص خدام النظام من ضرائب مستحقة، وسطو في واضحة النهار على ممتلكات الشعب مع تعميم سياسة "اللاعقاب" .
كنت أروم في مقالتي هذه، توظيف لغة جميلة و متفائلة لتهنئة الشغيلة المغربية بعيدها الأممي ، لكن عمق الأزمة و طبيعتها المركبة المعقدة فرضا علي أولا الوقوف بجدية على مفاصلها، و الإسهام في طرح حلول يبدو أن إيجادها أضحى مسألة حياة أو موت بالنسبة للعمل النقابي.
فاتح ماي ...حقوق مهدورة ووعود منقوضة.
منذ أن أسست الدولة المغربية للحوار الاجتماعي من خلال اتفاق فاتح غشت 1996 واتفاق 19 محرم 1421( 24 أبريل 2000 ) واتفاق 13 ماي 2002 ثم اتفاق 28 يناير 2004 واتفاق 14 دجنبر 2005....ووو... و حالة التوتر و الاحتقان في أوساط الشغيلة المغربية تتأجج و تزداد بفعل نتائجه الهزيلة و انعكاساته السلبية.
فإذا كان الحوار في المجتمعات المتحضرة وسيلة لتقريب وجهات النظر و رأب الصدع بين مختلف الفرقاء الفاعلين في حقل الإنتاج لتأسيس علاقات شغل سليمة، فإنه بالمغرب كان و لا يزال وسيلة لانتزاع " سلم اجتماعي " مجاني.
و مما زاد الطين بلة إقدام الحكومة على زيادات صاروخية، ابتدأتها بالزيادة في أسعار المحروقات ( 5 مرات إلى الآن ) و شملت العديد من السلع و الخدمات الأساسية السكر، الدقيق، الزيت، الحليب... و الماء، الكهرباء، النقل...الشيء الذي ألهب جيوب العمال و عموم الشعب المغربي.
كل هذا و النقابات لاذت بالصمت المطبق و في أحسن الأحوال تتحرك بشكل خجول، مما دفع بعض الفاعلين لتأسيس " تنسيقيات محلية " لمواجهات موجات الغلاء دون جدوى.
بعد أزيد من عقد من الزمان على أول اتفاق للحوار الإجتماعى( فاتح غشت 1996 م ) يحق للشغيلة المغربية أن تساءل الطرفين معا، حكومة و نقابات: أين وعود تحسين الأوضاع الاجتماعية؟ أين ذهبت مداخيل خوصصة القطاعات الحيوية؟ أين حصيلة الحوار؟ من تقاضى ثمن السلم الاجتماعي؟
أزمات بعضها فوق بعض.
لعل الوقوف على مكامن الداء أولى الأولويات قبل توصيف الدواء، من هنا ضرورة إبراز أهم أزمات العمل النقابي و التي أجملها فيما يلي:
1- طبيعة الحكم بالمغرب و الذي لا يحتمل وجود قوة منافسة سياسية كانت أو نقابية أو غير ذلك، فقراءة تاريخية سريعة لما بعد " الاستقلال " تظهر كيف " اجتهد " النظام المغربي في تشتيت العمل النقابي و السياسي و توظيفه لأخس الأساليب في ذلك ( انظر شهادة رجل الاستخبارات البوخاري في الإيقاع بالمناضلين و الزعماء ). 2- سياق دولي يسعى لتقزيم العمل النقابي خصوصا بعد انهيار المعسكر الشرقي و انتفاء ضرورة " مجتمع الرفاهية " الذي كان العالم الرأسمالي يبرزه كجنة موعودة في وجه شعوب ما وراء جدار برلين. 3- الولادة غير الطبيعية للعمل النقابي الوطني إبان الاستعمار، حيث كانت أجندته الحقيقية إخراج المستعمر لا الدفاع عن مصالح الشغيلة، من هنا تبعية النقابي للسياسي، ووجود أغلب الأمناء العامون للنقابات في الهيآت القيادية للأحزاب المغربية. 4- التعددية المرضية: إذا كانت التعددية تجليا لممارسة ديمقراطية رشيدة في العالم المتحضر، فإنها أضحت عندنا بالمغرب وسيلة فعالة لإضعاف العمل النقابي من طرف النظام، و أداة للاسترزاق و الزعامة عند بعض مناضلي آخر الزمان، و ضرورة لكثير من الأحزاب المنشقة حتى وصل العدد 30 نقابة، لا تكاد تجد لأغلبها أثرا في ميدان الممارسة النقابية أو في البناء النظري . 5- انعدام مبدأ الاستقلالية: كانت الوصاية الحزبية ولا تزال واحدة من أسوأ معاول الهدم و التشتيت للعمل النقابي، فكلما انشطر حزب انشطرت نقابته و ضعفت و أصبحت ألعوبة بيد النظام و " الباطرونا " . 6- غياب الوعي النقابي عند فئة عريضة من الشغيلة و ضعف التنقيب ( نسبة العضوية بالنقابات بين 10% إلى 15% ) و سيادة النفعية و الانتهازية. 7- غياب الديمقراطية و حضور البيروقراطية و التسلط: نتج عنه تصلب خطير في شرايين النقابات و تكلس للأفكار منذر باندثارها. مرة اجتمع مناضلو " الإتحاد المغربي للشغل " بمدينة الخميسات و انتخبوا كاتبا للفرع لم يرق لسعادة الأمين العام، فنزل بثقله التنظيمي و أعاد تشكيل المكتب بما يروق هواه و يرضيه...ولتحيى الديمقراطية. 8- شيخوخة القيادات: أغلب الزعماء النقابيين عندنا بالمغرب لا يرون مكانا لهم غير القيادة، " ينتخبون " و يعاد " انتخابهم " في مؤتمرات وطنية بالإجماع و الزغاريد و التصفيق و يبقون كذلك لعقود من الزمن، منهم من تجاوز الخمسين سنة في القيادة و لم يبقى له إلا أن يحضر الاجتماعات محمولا، حولوا النقابة لزاوية تمارس فيها طقوس لا تمت للعمل النقابي بصلة.
بعد هذا تبقى الأسئلة قائمة: ما هي السبل لتجاوز أزمات العمل النقابي المؤذنة بخرابه و اندثاره؟ و أية نقابة نريد؟ و ما طبيعة العلاقات المثلى بين أرباب العمل و النقابات و الدولة؟
استخلاص حق العامل شرطه القوة.
إذا كان شرط قوة النقابة ضروريا لانتزاع المطالب المشروعة للعمال فإن تقوية الذات النقابية و تمنيعها و الدفع باتجاه توحدها يصبح المدخل الطبيعي لتحقيق ذالك. من هنا تصبح الدعوة لجبهة نقابية المخرج للطبقة العاملة من حالة الضعف و التشرذم التي تعيشها. ولتحقيق ذلك وجب توفير جملة شروط أهمها:
ذاتـــيـــــا:
1- اعتماد شرط الكفاءة و النزاهة لتولي المسؤوليات النقابية، و تفعيل الديمقراطية الداخلية. 2- البعد عن شعار " الزعامات التاريخية " المحنطة. 3- توزين العامل الذاتي لدى المناضلين النقابيين بالتكوين و التدريب و الممارسة الميدانية. 4- تجسير الهوة بين مختلف مكونات الصف النقابي. 5- التواصل مع الشغيلة و تبني قضاياها بقوة لتقزيم حالة عدم الثقة عندها.
موضوعيا: 1- امتلاك الدولة لقرارها السياسي و عدم ارتهانها للرأسمال محليا كان أم أجنبيا. 2- شراكة حقيقية بين الطبقة العاملة و أرباب العمل و الدولة الراعية لحقوق الجميع دون انحياز. 3- وعي مكونات المجتمع بأهمية العمل النقابي و الدفع باتجاه تقويته مع البعد عن توظيفه.
ترى هل يأتي على الشغيلة المغربية عيد عمالي و قد تخلصت من فرقتها و ضعفها و حازت حقوقها المشروعة؟؟؟ دون ذلك عمل و جد و نضال و مثابرة.
تحية لكل العمال و كل المضربين و كل المفصولين من عملهم و كل شرفاء هذا البلد الذين يجدون و يكدون لكسب اللقمة الحلال...وكل فاتح ماي و الشغيلة المغربية عازمة على تغيير أوضاعها.
وزان في 25/04/2007 م
#محمد_الحرش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بموريتانيا...ديمقراطية بلبوس العسكر!!!
-
النضال الحنجري- عند النخبة السياسية المغربية – ذ. إدريس لشكر
...
المزيد.....
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
-
فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
-
لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط
...
-
عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم
...
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ
...
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
المزيد.....
|