أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد كشكولي - مهرجان بربري لسحق وردة














المزيد.....

مهرجان بربري لسحق وردة


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1901 - 2007 / 4 / 30 - 11:49
المحور: المجتمع المدني
    


كان يوم السابع من ابريل من أكثر أيام عراق ديمقراطية بوش وأمراء الحرب بشاعة ، و ترويعا، إذ جرت في قصبة بعشيقة التابعة لمحافظة نينوى إقامة مهرجان همجي ، حيث يقوم رجال بالتنافس في رجم الفتاة البريئة " دعاء" التي لما تبلغ السابعة عشر ربيعا من عمرها ، وبطريقة غاية في الهمجية والوحشية. إن دعاء فتاة يانعة من عائلة يزيدية أحبت شابا موصليا ، واضطرت للهرب قبل 4 أشهر من بيت والديها خوفا على حياتها ، إذ تسري عندهم عادة قتل الأنثى إن ارتبطت بعلاقة حب خارج الغيتو الديني. وثم يتم خداعها بأن أهلها قد عفوا عنها، و يجري استدراجها إلى بيت عائلتها، فتخرج من البيت الذي لاذت إليه. وهناك تزف إلى براثن الموت ،إذ يقوم أهلها بأداء طقوس الرجم مع عديد من الشباب الهمج ، و بحضور الشرطة ، فيقومون برجمها بالحجر و البلوك في جريمة مروعة يندى لها جبين البشرية. وإنني شخصيا لم أتحمل مشاهدة المشاهد المروعة وخاصة حين يقوم الأوباش بتعريتها و هي تحاول التغطية فلا تجد شيئا سوى شعرها وراحتيها لكي تختفي وراءه ، في الرابط أدناه:


http://media.putfile.com/axer-bo-amkozhn-tawanm-chya-bawka-gyan-daya-gyan-axer-bo-

إن ما نسمعه عن مصائب أهالي العراق إثر الاحتلال، و ممالك الطوائف يدعونا أن نعتقد أن هذا الفلم ليس تصويرا لجريمة مقتل “دعاء"، بل هو تصوير لمشاهد حقيقية من الحياة في العراق بعد الاحتلال الديمقراطي، و قيام ممالك الطوائف القومية و الطائفية والمذهبية.
إن رجم "دعاء" وتمريغ أحلامها في دمائها و التراب ، إنما هو استمرار لمقتل آلاف النساء في كردستان ، سواء بقتل الشرف ، أو الانتحار احتراقا . إن هذه الجريمة هي إعادة إنتاج البربرية، وتكرارها في مجتمع متعطش للحرية، المجتمع الذي يتم قمعه منذ عصور، وتُدفن أحلام الحالمين فيه بيوم الحرية و الخلاص.
فمنذ أكثر من 15 عاما تغض السلطات الكردية النظر عن جرائم قتل النساء ، و تعمل على تقوية أسس العشائرية و الرجعية والتخلف في سبيل تمرير نهجها في استغلال الجماهير الكادحة ، و نهب مقدراتها و ثرواتها.

فلو كان في إمكان البشر المتمدنين و التحرريين كبح جماح هذا الفيروس الخطير ، لكانت دعاء تعيش أحلامها الوردية في الحياة ، و تعشق من تشاء ، و تتمتع بمباهج الحياة، و تتأبط ذراع حبيبها، تتنزه في متنزهات الموصل ، وشلالات كردستان. لكن ، وا أسفاه ، فاليوم ثمة "دعاءات" كثيرات يمسين ضحايا هذا النظام الدموي الذي يديره أمثال بوش وبلير و الطالباني والبارزاني والحكيم وعلاوي وووو.
تُرجم دعاء و يتفرج عدد من الشرطة العراقية، شرطة التحرير والديمقراطية، بدون أن يبدر منهم أي ّ انزعاج من هذه الجريمة، و ينتهز بعض المشاركين في الجريمة، هذه الفرصة لتصوير هذه المشاهد النادرة، مشاهد العمر بتلفوناتهم النقالة، لجسد دعاء العاري الميت.

مسئولو الحكومة الطائفية العميلة في العراق وأمراء الحرب في كردستان هم المسئولون مباشرة عن هذه الجريمة والبربرية التي تعيد انتاجها الرأسمالية والنظام العالمي الجديد.
على النساء والرجال المتحررين في العراق والعالم عدم الصمت عن هذه المشاهد القذرة للرجم حتى الموت الذي قام به فحول الديانة اليزيدية المتعفنة ، و " شرفاء" التقاليد العشائرية الكردية.
لا بد أن يقوم شرفاء العراق والعالم بمحاكمة الحكومة الطائفية العميلة لأمريكا وحلفائها، و الهمج القوميين الكرد في كردستان العراق على الجرائم والمذابح اليومية التي يرتكبونها ، وبتهمة خلق حالة اللاأمن واللا استقرار و إشعال فتيل الحرب الأهلية والطائفية ، و بسبب انتهاك مظاهر المدنية وسرقة قوت الناس ، و تعد يم المعيشة التي تليق بالبشر في العراق ، وبسبب الجريمة البشعة في قتل دعاء برجمها حتى الموت وفق طقوس الديانة اليزيدية.
وإن على منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، و كل الأحرار في العالم اليوم بالتحديد، الوقوف بوجه هؤلاء الحكام المجرمين، ويطالبوا بمحاكمة مرتكبي هذه الجريمة البشعة.
إن مهرجان قتل دعاء جريمة أخرى تضاف إلى ركام جرائم النظام الدموي لأمريكا وحلفائها وعملائها في العراق والشرق الأوسط ، و كل التيارات الطائفية والقومية. و لتكن إدانة هذه الجريمة البشعة، أو أبشع ما يمكن أن تكون من الجرائم، حافزا لتشديد مطالب الجماهير التحررية لدفن عار التقاليد البالية والطقوس البربرية للديانات والقومية و الطائفية، وإقامة نظام إنساني تحرري، لا مكان فيه للفروق القومية والطائفية و الجنسية.
‏29‏/04‏/2007.





#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الهجوم على الحوار المتمدن؟
- قرابين إلى إلهة الحريّة
- أربع سنوات على الحرب الديمقراطية: الجزء 6
- الجذور
- أربع سنوات على الحرب الديمقراطية: الجزء5
- أين جناحك الآخر؟
- أربع سنوات على الحرب الديمقراطية: الجزء 4
- أربع سنوات على الحرب الديمقراطية: الجزء 3
- أربع سنوات على الحرب الديمقراطية : الجزء 2
- أربع سنوات على الحرب الديمقراطية .. الجزء 1
- خفقتان في ذاكرة الياسمين
- إرادة الجماهير أقوى من أسلحة مشعلي الحروب
- المرأة الأممية والنضال الأممي
- المرأة الضحية الأولى لجبهتي الإرهاب
- أيّهما أفظع ، الذبح بسيف الله المسلول، أم بصاروخ كروز؟
- قصيدة - فوق الثرى- للشاعرة التحررية فروغ فرّخزاد
- المعارضةالإيرانية وجحيم الديمقراطية الأمريكية في العراق
- الرأسمالية الأمريكية تنهب فقراء أمريكا لتمويل حروبها
- النيوصفويزم عودة مأساة التاريخ وملهاته
- أزهار الخمسين


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد كشكولي - مهرجان بربري لسحق وردة