أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عفيف إسماعيل - الشاعر المصري حلمي سالم.. وفقهاء الظلام















المزيد.....

الشاعر المصري حلمي سالم.. وفقهاء الظلام


عفيف إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1901 - 2007 / 4 / 30 - 11:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


*مُسامرة سودانوية
"وأقول لا ..للوجوه المغطاة بالشمع
وأؤمن أنَّ بعضَ أحزانِنا لا تضيعُ سُدَى"
سيد أحمد بلال
في خفة ضحلة صادر قصابو الثقافة ومن خلفهم فقهاء الظلام وحراس النوايا العدد الأخير من مجلة "إبداع" التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب و يرأس تحريرها الشاعر المصري المعروف أحمد عبدالمعطى حجازي، واوقفوا توزيعها بسبب قصيدة للشاعر حلمى سالم الموسومة بـ "شرفة ليلى مراد" بتهمة الإساءة للذات الإلهية و لكريم المعتقدات، تلك التهمة التي تكرر بلا معيار يسندها سوي فقه الضرورة الذي تستند عليه القوي الظلامية في بلاد المسلمين قاطبة، وفي جمهورية مصر العربية بشكل خاص في مجابهتها للفكر والابداع وحرية الرأي منذ كتاب "في الشعر الجاهلي" لطه حسين ، "واولاد حارتنا" لنجيب محفوظ و"وليمة لأعشاب البحر" لحيدر حيدر وتمدد القائمة الطويلة لتشمل كل من د. نوال السعدوادي، ونصر حامد أبوزيد وأحمد الشهاوي، وويع سعادة .. وآخرون.
لقد استهدفوا هذه المرة احد انبل ابناء المحروسة وهو الشاعر المصري الكبير حلمي سالم المعروف بإسهامته الشعرية المميزية علي مستوي الوطن العربي والعالم .واحد رواد الحداثة والتجديد في الشعر المصري الحديث بعطاءه الممتد بين الإجيال منذ: "دهاليزي والصيف ذو الوطء" "فقه اللذة" و"سراب التريكو" و"يوجد هنا عميان"" "حمامة على بنت جبيل"،" إلي ديوان " الثناء على الضعف "الذي يتضمن النص الشعري" شرفة ليلي مراد" .

تطور الأمر بعد ان تقدم الشيخ يوسف البدوي أحد اقطاب الاخوان المسلمين في مصر وبعض المحاميين ببلاغ الى النائب العام ضد الشاعر احمد عبد المعطي حجازي رئيس تحرير مجلة أبدع وضد الشاعر حلمي سالم صاحب النص الشعري" علي شرفة ليلي مراد".
ما زالت الاصولية وحيدة القرن وخطابها الإقصائي المتمادي في إرهاب الخصوم بسيف الدين الحنيف وباسمه الكريم تتمدد بسرطانية عمياء، وتزحف تحت مسميات متعددة ،عباءات ازهرية حيناً وطالبانية في احيانا أخري، تستند علي نظرة عابرة وغير متقصية لروح النصوص الشعرية تتسم بمحاكمة ظاهرها وغير متعمقة في مجازاتها ورموزها ودلالتها التي تحكمها بنيتها وديناميتها الداخلية. فقط يكتفون بإجتزاءات مخلة يمارسونها بحرفية قصابين يقتطعونها بعيداً عن السياق العام للنصوص الشعرية ، فقط ما يتفق مع جاهزية مزاج الفتوي ذات القالب التكفيري، التي تثبت الحدود السقفية للذهنية الأصولية وشكلانيتها في معالجة قضايا العصر المعقدة اصلاً أكثر من أخلية كل الشعراء والفلاسفة، ولا تتم معالجة مثل هذه الإختلافات إلي بمزيد من حرية الفكر الإبداع وفهم حقيقي لجوهر التحاور والصراع الفكري.
حاولت بعض من الصحف ان تصطاد في الطقس المناسب لبذر فتنة اكبر وابتسرت أمر المصادرة في انه سطوع الصراع المستتر بين جيل الستينات والسبعينات، وحاولت ان تقحم ايضا تهميش جيل التسعينيات في مصر!! يرد علي ذلك الشاعر حلمي سالم في حواره مع "المستقبل" بتاريخ 23 ابريل 2007 عن ازمة مجلة أبداع ونصه الشعري "علي شرفة ليلي مراد" قائلاً:
" الحوار الدائر في الصحافة حول هذه القصيدة ينحصر في اتجاهين: ذلك الذي يأخذ على القصيدة والشعر عموماً التعرض للأديان وازدراء الثوابت، والثاني يؤيد حرية الابداع ويستنكر النظرة الدينية الحرفية الضيقة للشعر على أساس ان الشعر مجاز لا ينبغي أن يقرأ قراءة بوليسية أو فقهية".
من المعروف ان الشاعر حلمي سالم ناشط في مجال حقوق الإنسان وله مواقفه التضامنية المعروفة والمعلنة مع كل قضايا الحريات العامة في الوطن العربي والعالم وتشهد له بذلك اساماته النظرية والعملية والعلمية الشعرية والنثرية المشهودة مثل: "الثقافة تحت الحصار"، "سيرة بيروت ، "تحيات الحجر الكريم" " الحداثة أخت التسامح" " ثقافة كاتم الصوت" وجملة إصداراته عن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان وكل كتاباته في مجلة أدب ونقد.
بذهن وقلب مفتوح ظل الشاعر حلمي سالم يقدم دعمه الثقافي والتضامني للمبدعيين السودانيين الذين عبروا من بوابة القاهرة الرحيمة إلي المنافي البعيدة بعد ان استهدفتهم سلطة الجبهة القومية الإسلاموية بعد إنقلابها المشؤم 30 يونيو 1989م بشكل خاص ودفعت بهم إلي المعتقلات والسجون وبيوت الأشباح وشردتهم من من وظائفهم إلي المهاجر، ظل الشاعر حلمي مهموماً بعلاقات التجسير بين الثقافة السودانية والمصرية يستضيف المبدعيين السودانيين في صالون ابن رشد بمركز القاهرة للحقوق الإنسان حيث كان يعمل، وندوة أدب ونقد ويقدمهم بحب وندية للحركة الثقافية المصرية وصحفها ومجلتها الادبية التخصصة، ونذكر علي سبيل المثال للحصر منهم القاص عبد الحميد البرنس والشاعر عاطف خيري والفنان علاء سنهوري وغيرهم من جيل المهاجرين السوداننين الذين سبقوهم بالقاهرة.
عندما حضرت إلي القاهرة 2001 منذ ان تعرفت علي الشاعر حلمي سالم اصبح دليلاً لي بشكل خاص في كل ما يتعلق بشئون العمل الثقافي بالقاهرة وكان مستشاراً ثقافياً طوعياً لمنتدي شموس الثقافي السوداني بالقاهرة عندما كنت أتراس لجنتة التنفيذية، ويشارك بفعالية في إنجاح كل الليالي الثقافية السودانية في القاهرة التي اقامها منتدي شموس في ذلك الوقت، ومفتاحاً لعملي الثقافي بالقاهرة، بفضله تعرفت علي العديد من المثقفين المصريين والعرب الذين يعبرون بالقاهرة، ولن انسى حضوره البهي وابتسامته التي تسبقه دائماً في تلك الإحتفالية التي أقامها منتدي شموس الثقافي السوداني لوداعي وعدد من مؤسسيه قبل مغادرتنا القاهرة، جاء علي عجل وتلي مقاطع من "تحيات الحجر الكريم" مازالت ترن في اذني وتحول مجري الأمسية الوداعية بعد قراءته المبدعة إلي تضامن ليس مع فلسطين فقط بل مع كل الشعوب المضطهدة. جاء الشاعر حلمي سالم برغم ظرفه القاهر وإرتباطه السابق بامسية شعرية اخري، جاء ليس تكريماً لعلاقتنا الشخصية بل ليؤكد تضامنه اللامحدود مع الشعب السوداني والمثقفين السودانيين.
ويشير الشاعر حلمي سالم في حوار مع "المستقبل" 23 ابريل 2007 إلي الحل عند ما قال: الحل هو الدولة المدنية، انقاذ الدولة المدنية في مصر من براثن الدولة الدينية القائمة في مصر فعلاً.
نعم ،
سوف تذهب الفقاقيع، ويبقي حلمي سالم سالماً من الأذي ومبشراً بالآتي ورسولاً للغد الذي نحلم جميعاً معه خالياً من مثل هذا التربص الذي يحول حياتنا إلي كابوس لا ينتهي.
نعم سوف يذهب الزبد!
مُسامرة سودانوية ..المقال الشهري الذي يكتبه عفيف إسماعيل لصحيفة "المهاجر" التي تصدر عن مؤسسة المهاجر باستراليا.*



#عفيف_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نافذةٌ لا تُغري الشمس
- وتبقي طفلة العصافير الموسمية
- بيكاسو ماقبل وبعد الجرنيكا
- الوان
- عودة
- قبعات غير مناسبة
- نصوص
- الموسيقار عاصم الطيب قرشي في مهرجان ميلا بالنرويج
- رتقُ الهواء
- خيوط بين الأشياء
- ساورا- إنداكوا
- 000الرقم:
- الخرطوم عاصمة للثقافة العربية والإرهاب
- مركز الدراسات السودانية
- الشاعر الصادق الرضي في بلاد شكسبير
- مذبحة حديقة البؤساء بالقاهرة30ديسمبر2005
- وداعاً.. شاعر -عجاج البحر-
- وحده
- الكتابة في زنزانة*
- بشرى حسن فرحان أو ملك الصمت


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عفيف إسماعيل - الشاعر المصري حلمي سالم.. وفقهاء الظلام