|
نيران الحرب الاهلية تحيط بكل بقعة من الوطن والكل سادرون عنها!!!
خالد عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 1900 - 2007 / 4 / 29 - 11:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
- اليوم وبعد اليوم وكل يوم تضيق حلقة الحصار وتزداد قربا من الحرب الاهلية الطائفية.. على من ! على بعضنا! شعب على شعب محلة ضد محلة حتى ان اعتقدوا ان الجدارين في الاعظمية والكاظمية ستمنع ذلك . - الشعب بكل فئاته يتناول من السموم السوداء سموم الطائفية المستورد مع ذوي النفع منهم وكل من هؤلاء غير مكترث. - لا يعقل ان يكون الإصرار على الإجرام بهذا الحجم وبهذا الاتساع اكاد اشعر وانا افكر بالحالة التي يمر بها وطني وأناسي وكأني في زورق صغير خشبي (حذافة) وهي تنسـل بي مع الاهواري الذي يتولى الجذف في هور الحَمار الواقع في جنوب العراق ونحن محاطين بالقصب (الكَصب) البري الذي يحجب بين السماء وبين من يجلس في القارب ولا يستطيع ان يرى حتى الشمس والمسلك الغائص بين الادغال. وكلما تقدم البلم عمقاً كلما زاد الظلام اكثر واكثر هذا مايستطيع ان يشعر به الإنسان في مياه الهور الواسعة وهو بحيرة كبيرة مليئة بالحياة والطيور بأنواعها ويقال ان النفط ليس بعيدا بقعرها، واهل الاهوار نتيجة وجود الاستعمار والاحتلال وهم في اعلى مراحل التخلف. اذ هم حفاة عراة.. هم ضحية كل العهود وخاصة ضحية عهد الاقطاع.. هم ضحايا الاستغلال وجعلهم آلات منتجة زهيدة تراهم وهم يزرعون الشلب (الرز) وهم شبه عراة وحفاة فترى ان شقوقا عميقة في أقدامهم وللأسف ان هؤلاء نتيجة حياتهم المزرية ونتيجة اعتمادهم على تربية الجاموس لا يحسون كثيرا ولا يملكون وعيا فيما يقع عليهم من ظلم، وكم من مرة وانا بينهم سائلا كيف تعيشون فيجيبوا الختيار منهم هذه هي حياتي اعيش في غابة (الكَصب) وجاموسي يأكل (الكَصب) وان مت فان لحدي سيكون أيضا من القصب.. حياتي قصب في قصب في قصب وهي خبصة من هذا القصب (البردي الاهواري). انا منطلق مع وقائع لمستها في شبابي في هذه المناطق استطيع ان اعكس هذا المنظر الواقعي على حياتنا السياسية في الوقت الحاضر فلا يكاد العراقيون ينامون على تفجيرات وقصف مدافع الهاون وزخات رشاشات الطائرات الا وان يصبح اليوم التالي وتواصل الجهات الاستمرار في جعل حياة العراقيين في ظلام يشبه ظلام الجندول في غابة القصب. إن صحوا الناس على تفجير كبير في الصدرية وهذه المحلة هي قريبة من محلة باب الشيخ وهي من المحلات التي لا تنفرد طائفة معينة للسكن فيها بل هي مزيج بين مساكن متلاصقة الجدران متآلفة الروح والمصير والعيش بين السنة والشيعة. يموج القصب بالاهوار من الريح ومن رخاوة الأرض التي ينبت عليها فيتمايل كما تبقى رائحة التسيب تفوح في بغداد في الآونة الأخيرة وخاصة بعد تفجيرات الصدرية حتى ان انف المالكي لم يستطع تحملها ولأول مرة يقدم رئيس الوزراء بإصدار أمر باعتقال العقيد الأمني المسئول في الجيش عن سلامة أهل الصدرية والذي وجد انه أهمل واجباته في حفظ امن وأمان المنطقة. جثث المغدورين تتوزع مثقوبة الأجسام فاقدة الرؤوس ومنها قطعت يداه او رجليه ملئ بآثار التعذيب والناس وذوي المجني عليهم سنة وشيعة تعبوا من الدعاء على هؤلاء التكفيريين الكفرة وعلى بعض المغاوير المندسـين وعلى بعض من انتمى زورا لجيش المهدي وكذا حزب الدعوة والكثير من قوات بدر وهم يسألون اذا كان الله يمهل ولا يهمل فعلينا جميعا مواصلة الدعاء والإكثار من تقديم فروض الطاعة لله الدعاء بواسطة الائمة المطهرين والمراقد الدينية مع الإصرار على إرسال الوفود تباعا للمرجعيات الدينية العليا وخاصة السيستاني وتطالبهم بحق هذه الدماء وبحق هذه الضحايا ان يأم المصلين الرافعين اليد في الدعاء للائمة حتى تسمع آهات ودعوات من يصلي ومن يدعي حتى لا تزداد دموع الثكالى والأرامل وتعود الابتسامة والاستقرار. طلبت الفضائية في العالم ماهو راي حول تسع مئة الف عراقي يتيم يتواجدون في العراق وهذا الرقم هو الرقم الذي أوصلت له حالة الاحتلال وكان جوابي ان قناعتي ان هؤلاء ليسوا فقط نتيجة الاحتلال وانما نتيجة تدخل دول الجوار في شؤوننا الداخلية حين ارسل الكثير الكثير من الناس الذين لا يريدون الخير لشعبنا لانهم يعتقدون ان في عملهم هذا هو انتقام من نظام صدام الذي حاربهم 8 سنوات وقد كان كلامي غير مريح بالنسبة الى مقدم البرنامج الإيراني وقال كيف تثبت ذلك فقلت له ان الواقع يثبت ذلك فقد نجحت إيران الصفوية بفرض التشيع الصفوي وهو يختلف عن التشيع العربي واجبرت الجنوب ان يجعل من استشهاد الحسين تبتعد كثيرا عن الشهادة في سبيل الله وسبيل القضية وانما صوروها انه استشهد لان يزيد اراده ان يستشهد وهذا كذب على التاريخ . أكان الحسين يطلب جاها او منصبا ام انه جاء إلى العراق بناء على طلب الكثرة الكاثرة منهم وخاصة اهل الكوفة لينصرهم على أي مكروه ويمكن الدين من اخذ مجراه الطبيعي. وكان ردي هذا محل استغراب لم اكترث إليه كثيرا فالكل يعرف ماذا تريد ايران من العراق ولماذا تسند القوائم التي تطالب لها بتعويضات قدرها الف مليار نتيجة الحرب كما جاء على لسان عبد العزيز الحكيم. نحن أمام حلقة أرادت لها الحكومة العراقية ان تقنع الناس انها بصدد فرض تطبيق القانون، وتطبيق القانون يجب ان يفرض القانون بالتساوي على كل من أساء للقانون او خرج على نطاقه ولكن وجد الشعب ان هذه الخطة لا بإرادة الحكومة فقط بل وإرادة الجيش المحتل ان تطبق على منطقة دون منطقة وان يصار الى قتل روح المقاومة الوطنية وشواهد ذلك كثيرة. ان رئيس الوزراء يصرح دائما بان الخطة الامنية سائرة على مايرام وتحقق نجاحا ويطلب مهلة ونحن في ثلاث جمهوريات نعيد نفس القول تقدمنا ونريد مزيدا من الوقت فمعنى هذا مزيد من الضحايا .. المغدورين ومن الفئات وان العراقيين لا زالوا يصرون على عدم قطع الخيط بينهم وبين الوعود الامريكية مثل الوعد بالديمقراطية والوعد بالرفاه المادي والوعد براحتهم وكل من هذه الوعود لم تتحقق لابد من ان احدهما على خطا الشعب يعاني من فلتان امني ورئيس الحكومة يتفاخر انه يسير بشوارع بغداد الخارجية (خارج المنطقة الخضراء ) بدون حماية. الشعب ضاقت مقابرهم بضحايا المغاوير والملثمين وبعض من جيش المهدي والناطق الرسمي يكرر ويصر ان خطة الامن من حسن الى احسن. تسير الايام والعدو الامريكي الاسرائيلي يزيد النار اشتعالا ويزق بالزيت لتلتهب عاليا هذه النار الطائفية المواطن العراقي يفر من محلة الى محلة ومن دار الى دار خوفا من تفخيخ السيارات بواسطة التكفيريين وازدياد عدد من يقتل على الهوية وتصاعد وتائر تأجيج الطائفية وهي تتقرب مسافة مسافة نحو حرب اهلية . والله ستروي دماء العراقيين في مزارع الوطن بالنضال والمقاومة الوطنية ورفض الاحتلال بكل السبل والمجالات وتجعل من هذه الدماء ممزوجا بطين الاهوار القصب الاهواري يرتفع عاليا عالياً ليصد الرياح الصفراء الآتية من شرق العراق الحقد الفارسي وحتى تبتعد الحرب الأهلية عن بؤرها ومراكزها وتعود الحياة كما كانت عليه صافية صفاء السماء في الاهوار والخليج العربي.
#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل الامريكون مصممون على...تقسيم العراق طائفياً
-
هل الامريكون مصممون على... تقسيم العراق طائفياً
-
يااهل العراق..نحن الاحتلال ... جئنا ..ولا نرحل.. إلا .. مع .
...
-
جالية تعادل ثلث سكان الاردن .. تناشد الملك عبدالله الثاني ..
...
-
صبر العراق .. قنبلة موقوتة ..فحذاري يارئيس وزرائنا من انفجار
...
-
أريد صيداً .. أفجره معي..!!
-
أيعقل ان الاحتلال ينصف العراقيين في حقوقهم النفطية!!!
-
اغتيال الشيخ غازي حنش جريمة سياسية باركها الاحتلال
-
الاحتلال يطلب شيئاً...!والمقاومة الوطنية تطلب أشياء..! والحك
...
-
جماهيرنا تسأل ....! كيف يحجم التدخل الايراني السوري ؟؟ وعلى
...
-
الغلاة في التعامل يشكلون خطرا حقيقيا على تشيعهم لأي فئة
-
مستشاروا محاموا بلا حدود يجب ان لا يبخلوا بخبرتهم القانونية
...
-
بانوراما عراقية
-
متى يرفع الطائفيون يدهم عن مصير العراق ومُقدراته...!!
-
دولة الرئيس فك ياخه عن الشعب
-
تاه اليهودي في سيناء بالامس البعي دوتاه دولة الرئيس المالكي
...
-
لا غرابة في اجماع يطلب انهاء جيش المهدي ووئد التيار الصدري
-
انقذوا القانون والعدالة من الاحتضار في ربوع العراق
-
على دعاة الملكية ان يدفعوا عنهم لعنة التاريخ
-
صراع دول الجوار على المياه هو صراع بين من يقتل عطشا ومن يترف
...
المزيد.....
-
ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا
...
-
السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا
...
-
-صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ
...
-
بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا
...
-
مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع
...
-
إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا
...
-
مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا
...
-
من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
-
غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ
...
-
طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|