|
العمل النقابي وسؤال المواكبة
ابو هشام العنبي
الحوار المتمدن-العدد: 1902 - 2007 / 5 / 1 - 13:00
المحور:
ملف الاول من آيار -العلاقة المتبادلة مابين الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني
يلاحظ ان العمل النقابي يعيش نوعا من الانتظارية .ان لم يذهب الزعم الى القول انه مصاب بمرض التاكل .فنسبة التنقيب عرفت نوعا من التراجع .فضلا عن كون مساحة التغطية النقابية ما زالت عاجزة عن تغطية قطاعات انتاجية اساسية في علاقات الانتاج الاجتماعي..العمال في وحدات انتاجية متعددة يطردونويسرحون امام اعينها. ويتعرضون لاقسى انواع الاجتثلت والطرد والقمع.في وقت كان المنتظر فيه بفعل توسع هوامش الحرية.ونظرا للحركية الحقوقية ان تنتقل المركزيات النقابية الى تنظيمات ذاتية وازنة للطبقة العاملة ولعموم الماجورين... نعم ان الحركة النقابية تتحرك بين الفينة والاخرى .وكانها تنتفض على اتجاهات تجميدها وتحنيطها.
لكن الاكيد -ايضا- ان ظلال العولمة -ونمط الاستهلاك- توغل في تكريس قيم الفردانية السلبية( ما سوقيش).التي غزت سلم القيم في المجتمع المغربي.كما ان معضلة البطالةالجيش الاحتياطي للطبقة العاملةالتي توظ ف كالية ضبط للجم الممارسة النقابية.فضلا عن اكراهات تاهيل الاقتصاد الوطني.وتحريره من اخطبوط اقتصاد الريع. جميعها تحديات تطرح سؤال المواكبة عل الجسم النقابي .
ولعل هذه التحولات.وما تقتضيه من قدرة العمل النقابي على التكيف لملاءمة رهاناته وطرائق نضاله مع تحدياتها.من موقع رؤية تمزج -جدليا- بين متطلبات الكفاح والاحتجاج وبين مقتضيات الحوار والمشاركة . اكتفت النقابات في اغلبها امامها بالوقوف مندهشة.كالذي اصابه مس من الدوخة.اذ الافتقار الى اطر ذات نفس نظري في التعاطي مع المستجدات .وقلة الدراسات والابحاث الوطنية حول الطبقة العاملة والممارسة النقابية.جعلت الدعوات الى ضرورة تطارح المستجدات السياسية والاقتصادية والدولية داخل الجسم النقابي ذاته دعوات خافتة لم تجد لها صدى بعد ولا اثر.
لقد اخد الحقل النقابي .كغيره من حقول الصراع الاجتماعي.يعيش ظاهرة اللجن المنعزلة عن الاطارات النقابية.لتجاوز الانزواء والركود من طرف الشرائح المهنية الغاضبة.في التعليم.في الصحة والباقي قادم.واذا كان الراسمال هو المستفيد من طاهرة التفييء حيث كل فئة تخوض لوحدها مسار الدفاع عن ملفاتها ...لكون الظاهرة تنسجم مع استراتيجية الراسمال-دولة كان او باطرونا-في التعاطي مع المطالب والملفات .كجزر منعزل بعضها عن بعض . حيث سياسة ربح الوقت وتجزيء الملفات والمطالب تسمح بالالتفاف عليها وبتسويف الاستجابة اليها.
واذا كانت ظاهرة اللجن خارج النقابات .وبعيدا عن التضامن العمالي نتيجة تطور غير طبيعي لمجريات العلاقة مع الحكومة ومع الباطرونا حسب احد قياديي الكونفدرالية الديموقراطية للشغل.فان طبيعة الممارسة النقابيةالتي تتحكم في اغلب مكونات جسمنا النقابي باختلاف تفاوتاته.تفسر -في تقديري-في جزء مهممنها ظاهرة انبثاق اللجن المستقلة .وعدم القدرة على الاحتواء الايجابي لمسالكها ورهاناتها.فسلبيات ثقافة لا صوت يعلو على صوت المعركةالتي لازمت العنل في شروط القمع والاضطهاد.لا زالت مؤطرةلطرائق الاشتغال وللعلاقات وللروابط وكيفيات انتاج القرارات.ثقافة تعيد انتاج ثقافة الشيخ والمريدوثقافة المريديدين الذين لايمتلكون الى التصفيق لقرارات الزعيم والزعماء.ولا زال منطق الولاءات الشخصية والزبونية طاغيا في اطاراتنا النقابية.بدل تو سيع مستلزمات ثقافة المؤسسات ومنطق المشاركة على قاعدة الشرعية الديموقراطية.وهو ما هيا-في راي العديد من المهتمين- فضاءات خصبة لانتعاش النفعية والانتهازية في مساحات لاباس بنفوذها داخل حقلنا النقابي .وما عمل في ذات الوقت على تقليص فرص الهتمام بالقدرات الاستقبالية والتاطيرية للافراد والنخب النقابية المتطلعة الى المساهمة في صياغة القرارالنقابي...
ولعل الحاجة الى اعادة الوهج للعمل النقابي .الذي يشهد التاريخ القريب انه كان يقو د معارك الدفاع عن مجموع الشعب وليس الطبقة العاملة . عندما كان السياسي يتقوقع على ذاته وينكمش.لعله يدفع مركزياتنا النقابية المناضلة- وخصوصا الكونفدرالية الديموقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل-الى التحرر مما يبدو مرحلة دهشة لتجاوز عوامل تكريس التهميش والاستفراد بالقرار . لاجل فسح المجال في لفق اثارة الاسئلة الكفيلة باضاءة المسالك المناسبة لمسار النقابي .في وقت ازدادت فيه هجمة البورجوازية الرديئة والراسمال على الطبقة العاملة...
#ابو_هشام_العنبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
-
فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
-
لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط
...
-
عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم
...
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ
...
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
المزيد.....
|