احمد قرة
الحوار المتمدن-العدد: 1900 - 2007 / 4 / 29 - 03:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المحظورين هم غضب الوطن العائم بهدير وضجيج وتهدج ,ومطر الظمأالجامح للسلطة تتعانق وتوسوس فى الظلمة فى نبض الشارع,تصطبغ رموز سراب وحلة منطق من روض الدين,كى يدخل الوطن فى لهب الخيبة والحيرة والوهم المرصوف من نفق التاريخ الى جوف الظلمة ,ويصدق عليهم قولة تعالى :
فانك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء اذا ولوا مدبرين وما انت بهاد العمى عن ضلالتهم ان تسمع الا من يؤمن باياتنا فهم مسلمون
صدق اللة العظيم (الروم 52,53)
افرض اننى طرحت سؤلا عما يشكل الماهية الموضوعية لتنظيم الاخوان المسلمين فى ادراكنا الحدسى الصادق ,فلن يكون سوى تنظيم سياسى سرى ,وبعيدا وضد الارهاصات والدراسات والتكهنات لما يعرفون فى الفضائيات بخبراء الجماعات الاسلامية ورؤاهم التى ربما نجدها فقط فى فى الحلم او فى حالات الهذيان لعدم ارتكازها على فكرة مساندة عامة موحدة ,رغم افتخارهم العجيب !!!! بان ليست لديهم فكرة واحدة عن تلك الجماعة بل الكثير من الافكار الطيب منها والخبيث ,وكانهم بذلك يجعلونا لا نستطيع فى النهاية ايجاد معيار موضوعى للحكم عليها سوى الاستسلام لحيلها,او يواصل المنصفون بحثهم فى تحليل ورؤية النظام والترتيب والمنهجية التى تتخذها ومناغمة ذلك مع المشكلات التى تموج بها الحياة السياسية المصرية
فاذا كان المعتقد الاساسى للجماعة يبدو ذو تماسك ملحوظ ,فذلك يرجع الى ارتكازة على الرباط التنظيمى او مايطلقون علية اسم (مجتمع النفوس المطمئنة)او التنظيم السرى كمصطلح امنى ,وهذا المجتمع يستلهم فكرتة الاساسية من مفهوم يقينى من ان النظام السياسى القائم يمثل عدائية فاسقة تنتهك الحياة و الاعتقاد الاسلامى,وانها مستمرة فقط لان "المواطن احمق ,ولكن المسلم حكيم",وهذا يتطلب من اعضاء هذا المجتمع السرى انقضاضا لا يرحم ,للهيمنة والاخضاع لاستعادة فضيلة التقوى القديمة محل هذا الاثم الحديث ,ولا يقومون بذلك فقط من خلال ما نراة من افعال الاستخفاف المدمرة والمدفوعة الاجر التى يحتفل بها يوميا على صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات ووالتى لا تعدو ان تكون سوى مساع شائنة لترحيل وتغيب الممارسات الحقيقية للجماعة داخل عقول الشعب فى صورة سلوك حصيف وورع وشرعى (يرغبون فى حزب سياسى !!!!),وتلك احدى تكتيكات (التلون الايثارى ),والتى اشرنا اليها فى مقال سابق,وهذا يوضح ان التعقيد الذاتى للتنظيم السرى للاخوان ومجتمعة الشوفينى ينطلق من مبدأ اساسى هو ان المصريين ليسوا جميعا يكون التعامل معهم بدرجة متساوية حتى ولوا كانوا مسلمين ,فهناك اخوانية اجتماعية يجب ان تستشرى وتستنزف فى سياقها ايات المجتمع وادواتة السياسية ,وتبنى مجموعة من الافكار والمواقف التى تؤدى الى تضخيم وتوسعة الهيكلية التنظيمة للاخوان بما يفوق حجمها الحقيقى لاقناع الشعب بانهم الوحيدين الممثلين عن دائرة المجتمع الاسلامى الاخلاقى مقابل النظام,ولذلك يجب ان يخضع الجميع فى مواقفهم وقيمهم ونظرياتهم لتلك التقاليد الاخوانية لكى الحياة الرمزية للجماعة مستمرة وينتقل الايمان بقيمها من جيل الى اخر وتدعيمها لتواجدها ضمن مؤسسات الدولة تعليمية ,اجتماعية ,اقتصادية ,سياسية ,ويصبح لها موروث يمثل اساس شرعيتها رغم حظرها قانونيا
اذا اتفقنا ان قيم جماعة سياسية تنعكس اولوياتها فى انبثاقها من التسليم بفرضيات ذات نفوذ على مواقفها بعيدا عن اى بنية لفظية قد يكون لها تطابق مقبول مع احداث حصلت بالفعل ,والتنظيم السرى لجماعة الاخوان المسلمين هو الاولوية الاولى للجماعة ومشرع التفكير ,والتمويل ,والتاثير والمعرفة المكتملة والمكتسبة والتى امدت مع الجماعة منذ انشاؤها,رغم انكار حسن البنا ذلك بعد حادث اغتيال القاضى الخاذندار الشهيرة,رغم انة اسس نمط السلطة الاخوانية بشكلين رئيسين(مباشرة معلنة ,وسرية ),مؤكدا صعوبة ان يصبح هناك اى ادعاء لتقيم اخر للجماعة خلاف ذلك ,بل يصير من الصعوبة ان يتم الانفصال فيما بينهم ,ويزيد فى الوقت نفسة عرى التاقلم المستمر بينهمامع كافة الظروف المجهولة سياسيا,وبتفحص بقليل من الصبر السيرة الذاتية للسلطة المباشرة المعلنة والمتمثلة فى المرشد العام وجماعة الارشاد واعضاء الصف الثانى من الجماعة ,سنكتشف سطوة التنظيم السرى ,وان المرشد وجماعتة لا تمتلك المؤهلات الكافية لادارة بيت شباب وليس تنظيم سياسى ,وانها لا تعدو ان تكون سوى عرائس مايونيت فى اصابع التنظيم السرى الذى لدية القدرة على امتلاك الاحساس بالاتجاة السياسى عمليا ونظريا ,وان يؤسس علاقة تفاعلية مع الواقع السياسى بالشكل الذى جعل بعض المؤسسات الاجتماعية والاعلامية المصرية والاحزاب قد تحولت بفضل ذلك الى بنى تراتبية لا تخرج عن اطار الامر والطاعة ,بل ايضا تحول بعض الثقافات المصرية المهجورة والغير مكتوبة الى الطغيان على تلك المرتبطة بالتطور الثقافى الحضارى المرتبط بقيم التقدم الى تلك المرتبطة بالتكفير والسلوك التخلفى العدائى
وعلى الرغم من وعى الكثير باهمية استكشاف الطرق التى يستخدمها التنظيم السرى والتى لا تخفى على اى محلل او مراقب للحياة السياسية,الا ان هالات الاعجاب بتلك الطرق لم تتاخد خطوات عملية لسبر اغوارها فى كافة الاتجاهات والمحاور ,فمثلا الانتخابات هى احد اهم محاور انشطة التنظيم السرى للاخوان ويتاخذ من خلالها ثمان خطوات هى ا- الفرز المعلوماتى للدوائر ب-التحليل لبيانات الدوائر ج-الاختيار المنهجى للدوائر د-تهيئة الدوائر س-تجويدات التهيئة ص- الاتصال الجماهيرى و- الولاء
وكل خطوة من الخطوات السابقة تحتاج الى صفحات عديدة الى التعرف على تقنياتها المتعددة وسنكتفى بايجاز احداها
الفرز المعلوماتى للدوائر
هذا الفرز يتم على مدار العام وليس غرفة عمليات قبل الانتخابات,وتتاخذ ثلاث محاور رئيسية
الاول الفرز التكنولوجى للمعلومات ويتم هذا عن طريق تجميع معلومات من بعض الجهات مثل بعض المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية والتى تستخدم طرق الترصد المعلوماتى مثل جى اى اس ,جى بى اس والخرائط الملحقة بها والتى قد تصل طرافتها الى معرفة عدد القطط والكلاب فى كل دائرة انتخابية ,ولعل يكون ذلك من اسباب اصرار مدير المنظمة فى مصر (سعودى الجنسية ) على نقل المقر الى القاهرة مضحيا بموقع اسطورى تجنبا للشبهات
الثانى الفرز التقليدى للمعلومات من المعروف ان الجماعة لا تستعين كثيرا بالكشوف الانتخابية للداخلية ,فلها كشوف اخرى تقوم بتجميعها من الناخبين داخل الدوائر ذات الاحتمالات الاكثر نجاحا وفق معايرها
ثالثا التنقيح وهو عملية مرادفة للجمع
ان مستقبل الحياة السياسية المصرية يرتكز على وعينا الدائم باصلاح الاختلالات التى قد يسببها مثل تلك التنظيمات المحظورة بصروحها السرية ,والتى لا مناص لكل السياسين المخلصين لهذا الوطن من ان يلعبوا دورا داعما فى وضع الحد اللازم لها ,دون ترك الامر برمتة الى الاجهزة الامنية التى قد تجد صعوبة فى النفاذ اليها ,لاختلاف طبيعة الادوات ونمط الحياة المصرية التى غالبا ما توحى ظاهريا بالاعتدال ,وفى نفس الوقت تجازف بخطر وجود تلك التنظيمات الداعم لضيق الافق المجتمعى ,فالدعوة الى وجود جماعات اجتماعية نخبوية حسنة التنظيم قومية المصالح الوطنية تنمى الانتساب الى مصالح مصر ,والمصلحة المشتركة للشعب المصرى ,بما يمكنها من ان تلقى الضوء على تلك التنظيمات السرية ذات المركب الظلى وتقتلعها من جذورها ,وتعطى التوقع الحقيقى للعلاقات السياسية المستقبلية ,ولعل هذا دور الاحزاب السياسية بدلا من محافظتها على وجود غائب فى القلب والعقل والواقع
#احمد_قرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟