|
أيهما أفضل للشخص المتخلّف عقليا وعائلته رعايته في البيت أو داخل مؤسسة خاصة؟
ميسون أسدي
الحوار المتمدن-العدد: 1900 - 2007 / 4 / 29 - 11:53
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
*ألأهل يسألون وبحق: هل يتعاملون في المؤسسات مع هؤلاء الأشخاص بطريقة محترمة وإنسانية، هل هناك من يراقب هذه الاطر* كريم مطر: إدخال الشخص المتخلف عقليا إلى مؤسسة داخلية يتم بمبادرة الأهل، أو بمبادرة مكتب الخدمات الاجتماعية في السلطة المحلية* محمد بركة: يؤسفني أن هنالك في مجتمعنا من يحاول أن يخبّئ هذه الظاهرة ويخجل منها، فالإنسان لا يختار كيف يولد ومن يكون!* إن بحث موضوع "سكن الأشخاص المتخلفين عقليا خارج البيت في مؤسسات خاصة" هو في غاية الأهمية بالنسبة للعائلات التي تضم بين ابنائها شخصا مع تخلف عقلي، فهم يريدون معرفة التفاصيل عن ايجابيات وسلبيات وجود ابنهم المصاب ضمن إطار خارج البيت وكذلك سلبيات وايجابيات استمراره داخل البيت. هذه الحيرة ترافقها أسئلة ومخاوف كثيرة لدى الأهل. الأهل يسألون وبحق: هل يتعاملون في المؤسسات مع هؤلاء الأشخاص بطريقة محترمة وإنسانية؟ هل يوجد هناك من يفتش ويراقب؟ هل نستطيع زيارته متى نشاء، أو إحضاره إلى البيت متى نشاء؟ ماذا عن المدرسة والخدمات الطبية؟ والكثير من الأسئلة المرافقة. هنالك أيضا حيرة كبيرة حول استمرار بقاء هذا الشخص في البيت، هل البيت هو الإطار الأكثر ملائمة؟ هل يعطي البيت لهذا الشخص كل ما يحتاجه من ناحية تعلمية وطبية، على كافة أنواعها، علاج بالحركة والنطق والسمع وعلاج أدائي وعلاج نفسي واجتماعي وما شابه.. وأيضا الناحية التشغيلية وهل البيئة المحيطة بهذا الشخص المتخلف عقليا تعطيه إحساسا حقيقيا بالاحترام والانتماء وعدم الاختلاف وأشعاره بشكل مقصود: "انك مختلف وغير منتمي لهذا المجتمع". أمور كثيرة طرحت في اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية "أكيم- للنهوض بالمتخلفين عقليا" في الناصرة، بمشاركة مختصين في هذا المجال وأهال لديهم خبرة واسعة مع أبنائهم المتخلفين عقليا ورجال سياسة، بحضور العشرات من الأهالي.. ونورد في هذا التقرير ما جاء على لسان النائب محمد بركة، وأيضا التقرير الذي قدمه كريم مطر- عامل اجتماعي يعمل في جمعية "أكيم" وفي داخل المؤسسات التي ترعى الأشخاص المتخلفين عقليا.
*كريم مطر: الأطر الداخلية للأشخاص ذوي التخلف العقلي* هذه الأطر أو المؤسسات الداخلية أوجدتها وزارة الرفاه الاجتماعي لاستيعاب أشخاص ذوي تخلف عقلي من جميع الأعمار الذين لا يستطيعون مواصلة العيش في اطار الأسرة أو المجتمع لعدة أسباب، منها طبيعة أدائهم الوظيفي المحدود التي لا تسمح لهم البقاء بالبيت أو عدم قدرة الأهل على الاهتمام بهم لأسباب مختلفة.. مثلا: وجود خطر يتهدد الشخص المتخلف عقليا أو يكون الشخص نفسه خطرا على الآخرين.. ففي هذه الحالات، يخول القانون، موظف الشؤون الاجتماعية المختص "بكيد ساعد" باتخاذ الخطوات اللازمة لمنع هذا الخطر ومنها وضع الشخص المتخلف عقليا في إطار إحدى المؤسسات وإذا كان ذوو الشخص غير موافقين على ذلك، فان موظف الشؤون يحتاج إلى إذن من المحكمة بهذا الشأن.. يتم إدخال المتخلف عقليا إلى المؤسسة الخاصة بطريقتين: مبادرة الأهل أو مبادرة مكتب الخدمات الاجتماعية في السلطة المحلية. يوجد في الوسط العربي مؤسسات خاصة عديدة لاستيعاب الأشخاص ذوي التخلف العقلي، وكلها تحت اشراف ومراقبة وزارة الرفاه الاجتماعي- فرع التخلف العقلي، وجميعها على مستوى جيد، وتعمل وفق برنامج وتحت اشراف مشدد من الوزارة وجمعية مثل "أكيم" ولجان الأهل تلعب دورا مركزيا في الاشراف على هذه المؤسسات وهي: *"بيت عدنان"- يركا* "درور"- يركا* "النهضة"- طمرة* "البسمة "- شفاعمرو* "كفر كنا"- كفر كنا* "رند الناصرة"- الناصرة* "ألناصرة بيتنا"- الناصرة* "قلب يسوع "- حيفا* "وردة شلبي"- باقة الغربية* "رند الطيرة"- الطيرة* "سانت فنسنت"- القدس* "رهط بيتنا"- رهط* وهنالك مؤسستان سيتم افتتاحهما قريبا في القدس وفي منطقة بئر السبع. وأنواع أطر السكن خارج بيت العائلة متعددة منها: عائلة حاضنة، وأطر سكن داخل المجتمع مثل نزل، ومؤسسات داخلية.
*ألمؤسسات الداخلية* هذه المؤسسات تستوعب كافة الأعمار وجميع مستويات التخلف العقلي ولكنها بشكل عام تفتقر إلى أقسام لكل مستويات الإعاقة أو لكل مستويات الأعمار، فمنها لا تضم قسما للتمريضيين (سيعوديم) على سبيل المثال: "وردة شلبي" و"القلب المقدس" و"البسمة"، ومنها مختص بعلاج التمريضيين، لكنها لا تضم أقساما للمستقلين الذين يعانون من مشاكل تصرفية مثل "القلب المقدس" و"سانت فنسنت" كذلك هناك مؤسسات تحتوي على جميع هذه الأقسام.
*من يحدد نوع الإطار الملائم؟* بعد توجه العائلة أو مكتب الخدمات الاجتماعية، تسلم المواد المطلوبة إلى لجنة التشخيص التي تدرس الطلب وكل المواد الطبية والاجتماعية والنفسية المرفقة لكي تحدد الإطار الملائم (طبعا يحق للأهل الاعتراض على قرار اللجنة). يتحول القرار إلى لجنة تنسيب لوائية التي تحدد الإطار حسب المنطقة الجغرافية ومستوى المتخلف عقليا صحيا وأدائيا وهذا الأمر مهم للمعرفة عند عائلات المتخلفين عقليا لأنه قد يكون متخلفا عقليا تمريضيا من شفاعمرو وأهله يطالبون بأن يرتب في مؤسسة داخل مدينتهم ولكن لجنة التنسيب ترى بأن المؤسسات هناك، لا تحتوي على فرع للمتخلفين التمريضيين. بعد قرار لجنة التنسيب، ينقل هذا القرار إلى لجنة القبول في المؤسسة (الإطار) لأخذ موافقتها على استقبال الشخص المتخلف عقليا. *ألخدمات المتوافرة في المؤسسات الداخلية؟ 1- الخدمات الصحية: كل نزلاء المؤسسات لديهم تأمين صحي شامل ويتلقون خدمات طبية شاملة تضم: فيزوترابيا، علاجا بالنطق، علاجا سمعيا، وعلاج أسنان. 2- خدمات التعليم: كل النزلاء دون سن الـ 20، يسري عليهم قانون التعليم الإلزامي وموجودون في أطر تعليمية داخل الإطار السكني أو خارجه. 3- خدمات التشغيل: تحتوي المؤسسات على أطر تشغيل للمتخلفين الذين يبلغ عمرهم 21 عاما وما فوق. وهنالك أطر إنتاجية مقابل أجر وأخرى علاجية. 4- الفعاليات الترفيهية: تعمل هذه الفعاليات في ساعات ما بعد المدرسة وتضم نشاطات متنوعة، مثل: حاسوب، موسيقى، ركوب الخيل، دراجات هوائية علاجية، وبضمن النشاطات يوجد أيضا فعاليات للنزلاء مثل الفيزوترابيا، العلاج بالنطق، التدليك وما شابه وهناك نشاطات ترويحية مثل النزهات ورحلات مع المبيت، داخل البلاد وخارجها.
*محمد بركة: السكن خارج البيت يقوّي من استقلالية الشخص* إن مقياس تطور وإنسانية وحضارة المجتمع، ليس بتوجهه وتعامله مع الأقوياء الموجودين فيه إنما بمدى قدرته على مساعدة الأشخاص والمواطنين الذين لم يقدّر لهم أن يكونوا أقوياء كالآخرين، بمعنى أن مثل هذا اللقاء يحمل قيمة أخلاقية- اجتماعية- إنسانية، إن دلت على شيء، تدل على أن مجتمعنا يجب أن يسير في طريق العافية، فالقوي ليس بحاجة إلى مساعدة والعلاقات الاجتماعية يجب ألا تكون مكرسة لخدمة الأقوياء، بل يجب أن تأخذ بيد الأكثر ضعفا من أجل أن يشقوا طريقهم، ونحن نعلم أن أولادنا، ذوي الاحتياجات الخاصة يحملون قدرات كامنة قد لا نراها بالعين المجردة وهناك حاجة لمن يرعاها ومن يأخذ بيدهم لنخرج منهم الأفضل ونستخرج أكثر ما يكمن من طاقاتهم وقدراتهم.. وهنالك أمثلة كثيرة في مختلف نواحي المجتمع من أشخاص شقوا طريقهم من إبداعات وتميز في مختلف المجالات، ليس فقط المجال الرياضي.. والقضية برمتها هي أن نثق بأبنائنا الذين لم يقدّر لهم أن يكونوا كالآخرين. نحن في كتلة الجبهة في الكنيست، تبنينا أحد الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة في القدس العربية ويعمل في مكتبنا في القدس كمتطوع نحبه ونعتز به، ويقوم بأعمال جميلة وكل يوم نشعر بأن ثقته بنفسه تزداد أكثر وأكثر.. وهذا الأمر يدعو للفخر والاعتزاز. السؤال هو سؤال القناعة والإيمان ويؤسفني أن هنالك في مجتمعنا من يحاول أن يخبئ هذه الظاهرة ويخجل منها، فالإنسان لا يختار كيف يولد ومن يكون. فبعد الولادة يصبح الأمر مفروضا وعلينا أن نقبل به ونسعى لتطويره والنهوض به وليس إلى تخبئة الظاهرة والخجل منها.. وباعتقادي هذا أمر سيء وخاطئ. بنظرة سطحية لشخص غير مختص بهذا الموضوع (الإقامة خارج البيت) استطيع أن أقول ان هذا قد يقوي من استقلالية الشخص الذي يقيم خارج المنزل بدون أن يفقد علاقته مع عائلته ومجتمعه ولغته. عندما أتى إلي وفد من جمعية "أكيم" ليعرضوا علي ،ان انخرط في صفوفهم لتقوية فروعهم ونشاطاتهم، شعرت بحاجة ملحة وفورية بأن أقدم ما استطيع في هذا المجال كمنتخب جمهور وليس كاختصاصي. بعدها، أحرزنا تقدما ملموسا في هذا الأمر، وهو بجعل الكنيست تجمد قانونا كان قد طرح لإيقاف الدعم لأكيم والمنظمات المشابهة، إلى جانب ذلك، نحن ندعم حملة التبرعات التي تقام كل عام لـ "أكيم" وعلى الجميع في المجتمع أن يكونوا مستعدين للمساعدة. هناك نشاط وتطور واضح لعمل أكيم في الوسط اليهودي، بينما في الوسط العربي فقط في الآونة الأخيرة نرى تقدما لهذا النشاط بفضل الأخوات اللاتي يعملن بجد ونشاط وعطاء.. فهناك اهتمام متزايد بهذا الموضوع وأقدم لهم التحية بشكل خاص وأعتقد أن هذه يجب أن تكون مهمتنا جميعا من أجل أن تتقدم في موضوع أبنائنا ذوي الاحتياجات الخاصة والمتخلفين عقليا. على أي حال نحن مقبلون على مرحلة، بها نحن بحاجة لتطوير الوعي في المجتمع العربي لهذا الموضوع. للأسف الشديد إدراكنا كمجتمع وكمؤسسات غير كاف في هذا الموضوع، وحتى كأهل أحيانا ليس كافيا. وعلينا مواجهة مشاكلنا لأن المجتمع الذي يواجه مشاكله هو مجتمع يستطيع أن يتقدم، ومن لا يفعل ذلك سيبقى غارقا في التخلف والاتكالية والعدمية وهذا ما لا نريده. من ناحيتي، سأقوم بكل ما استطيع فعله كمنتخب جمهور على الصعيد البرلماني والشخصي والإعلامي وعلى أي صعيد آخر لمساعدة هذه الشريحة وذويهم.. وللحديث بقية...
تقرير: ميسون أسدي
#ميسون_أسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
-
أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه
...
-
أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
-
-وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس
...
-
الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
-
بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة
...
-
بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
-
قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
-
المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا
...
-
المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا
...
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|