|
قناة الحرة تحت امتحان المحسوبية
ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1899 - 2007 / 4 / 28 - 11:43
المحور:
الصحافة والاعلام
ها هو العراق يفقد صوت عراقي آخر من الأصوات القليلة المتبقية ..صوت حيادي لم ينجر وراء انتماء ديني او طائفي و انتماءه الوحيد هو للعراق .. لم تخيفه سلطة دولة او بأس عصاباتها ..عماد الخفاجي صاحب برج بابل.. الذي صار لسان حال العراقيين يناقش همومهم و ينتقد علنا فساد الدولة و حرية المليشيات و بشكل عام يفضح سلبيات مرحلة يمر بها شعب على حافة الفناء ...للأسف ارفق رسالة وصلتني عبر البريد من بعض الأصدقاء من بغداد تحتوي استقالته من قناة الحرة ...حتى لا يقع تحت ضغوط قد تضطره للخنوع و التخلي عن بعض من الجرأة و الصراحة ..
السيد لاري رجستر مدير قناة الحرة في الولايات المتحدة... على غير المعتاد اجدني مضطرا ان ابتديء معك هذه الرسالة بالشكل التالي: انا عماد عاشور او عماد الخفاجي سجنت وعذبت في العراق في الثمانينات بسبب المجاهرة برأي مخالف، واجبرت على ترك بلدي العراق قبل ستة عشر عاما حين لم تكن هناك وسيلة للتعبير سوى السلاح، وبعد رحلة طويلة بين منافي ومخيمات لاجئين، ومحطات راديو وتلفزيون عربية وامريكية، تحقق بعض حلمي بالخلاص من الدكتاتورية وتحكمها برقاب واراء العراقيين، وكان لي الشرف، من خلال العمل الاعلامي، ان اكون شاهدا على مراحل تحقق هذا الحلم اولا بأول. واتاحت لي مسؤولية تأسيس اول مكتب لراديو سوا ثم اول مكتب لقناة الحرة في العراق فرصة تحقيق امنيات ازعم انه يشاركني فيها اعلاميون مستقلون وحالمون بفضاء ارحب للتعبير في العراق، الامر الذي لايجعلني نادما ابدا على قرار تركي لواشنطن وبقائي في العراق منذ التاسع من نيسان 2003 . اصارحك القول ان العمل في العراق لم يكن سهلا، ليس بسبب العراقيين البسطاء الذين اعتقد انهم يتلهفون لاعلام حر يوصل اصواتهم الى العالم، انما في التعامل مع السياسيين وكيفية اقناعهم بان الوصول الى المعلومة حق مقدس في العالم المتحضر، وان الاعلام الحر هو بالتأكيد ليس الاعلام الذي يمتدح الحكومات ويسكت عن اخطائها ورأي الناس فيها. الامثلة كثيرة في هذا المجال، لكن التركيز على شخص او حادثة بعينها امر فرضته اجواء اجتماعي الاول معك والذي قدمت لاجله من بغداد الى واشنطن، واتفقنا ان يكون في البداية ثنائيا فقط لحساسية ماسيطرح بشأن الحرة ثم لك الحرية بعد ذلك في الاعلان او حفظ مادار من حديث ضمن الوثائق الرسمية لقناة الحرة، لكنك في اللحظة الاخيرة اضفت الى الاجتماع شخصا ثالثا طارئا على الحرة ولم اتردد في اخبارك باعتراضي على ذلك، وقلت لك امامه انه سيسرب ما طرح في الاجتماع وانه وامثاله جزء من المشكلة ولا اعتقد انه سيكون جزءا من الحل. لن ابيح لنفسي التدخل في قراراتك فقد تخليت عن هذا الامر منذ ان قررت التخلي عن مسؤولية مكتب الحرة في العراق والاكتفاء ببرنامج برج بابل الذي اطل منه عبر الحرة على هموم العراقيين، والذي اسعد كثيرا حين ارى عراقيين يحتفظون بجزء مشهور منه على تلفوناتهم المحمولة. لم اتردد في الاستقالة اكثر من مرة اعتراضا على الاختراق الحزبي والسياسي لقناة الحرة، وقد افعلها هذه المرة اعتراضا على اختراق اخر اعتقد انه اكثر خطورة، وهو تعيين السيد حميد الكفائي السياسي والمسؤول الحكومي السابق مديرا لبث الحرة الموجه الى العراق، وهنا اعتقد ان هذا التعيين يتناقض مع قوانين واهداف تاسيس الحرة للاسباب التالية: 1- السيد حميد الكفائي سبق ان اسس حزبا سياسيا دخل الانتخابات في العراق بقائمة اسمها ( حمد ) وغطت الحرة نشاطه اسوة ببقية السياسيين العراقيين،وتمنينا له الفوز، فكيف بنا نعينه في الحرة هذه المرة على انه اعلامي مستقل! 2- الاستاذ الكفائي سياسي ومسؤول حكومي اكثر منه اعلامي مستقل، وتعيينه بطلب من مسؤول ما، دون الرجوع للضوابط يتناقض مع المبدأ الذي يمنع ان نكون اداة بيد مسؤول حكومي سواء كان امريكيا ام عراقيا. 3- السيد الكفائي وجه غير مرغوب في الوسط الاعلامي فقد مارس من خلال موقعه كمتحدث باسم مجلس الحكم سلطة متشددة ضد الصحفيين العراقيين وكان استهجان ذلك السلوك واضح في صحف عراقية عديدة بمقالات او رسوم كاريكاتيرية . 4- سبق ان منع الاستاذ الكفائي حق الاعلام في السؤال والوصول للمعلومة، بطرده احدى مراسلات راديو سوا من مجلس الحكم لانها سألت سياسيا عراقيا عن حقيقة تصريحاته وسبب تناقضها،فكان متشددا اكثر من السياسي الذي اشاد بجرأة تلك المراسلة، وهو امر تناولته صحف عراقية واجنبية، وخير مرجع لذلك، الارشيف الصوتي والصوري والمكتوب، والمراسلة التي مازالت تعمل في الحرة حتى الان، بعد رفضنا الاستجابة لرغبات السيد الكفائي بفصلها. 5- منع السيد الكفائي قناة الحرة من تغطية جلسات مجلس الحكم، وتزمت في فرض الحصار على الحرة رغم تدخلات المتحدث البريطاني جارث بيلي والمتحدث باسم سلطة الائتلا ف دان سينور، مستقويا علينا وعليهم بقيادات دينية رشحته لمنصبه. 6- السيد حميد الكفائي سبق وان استغل نفوذه السياسي والطلب من زملائنا في واشنطن تعيين شقيقه كمراسل لراديو سوا في العراق دون المرور بالضوابط المهنية للتعيين، غالقا الفرصة على صحفيين اخرين، قد لايكونو اكثر طيبة من شقيقه، لكنهم اكثر كفاءة وربما اشد حاجة الى العمل. 7- الحرة قناة تلفزيونية وهي ليست راديو او صحيفة لذا فانها بحاجة لمسؤول عراقي عمل ويفهم ماهو التلفزيون. 8- اخيرا ... وبناء على مبدأ تكافؤ الفرص فان تجربة اربع سنوات في العراق ابرزت اعلاميين متنورين عاشوا داخل العراق واكتووا بناره، ولهم خبرة في الاعلام التلفزيوني وهم لايقلون عنا في حب العراق، بل هم اقرب الى الشارع العراقي واحق، بتولي مسؤولية الحرة، مني ومن بعض الذين لم يأتوا الى العراق الا عندما اصبح يعني عقودا بالاف الدولارات او بيتا آمنا في المنطقة الخضراء. لست ضد السياسيين في العراق بل ارتبط بصداقات وعلاقات سابقة وحالية معهم، والسيد الكفائي واحد منهم، لكني لا اتمنى للحرة التي ساهمت ببنائها بمعية صحفيين احرار في العراق ان تقاد من قبل سياسي او مسؤول حكومي يحاول الايحاء انه صحفي مستقل، ولن اقبل العمل تحت ادارة من هذا النوع لاني اخشى حينها الانحياز الى الحكومات وتناسي الحقائق التي استجدت بعد الحادي عشر من سبتمبر ايلول والاسباب التي دعت لتاسيس راديو سوا وقناة الحرة التي ارادات ان تكون صوت شعوب لا صوت حكومات. اعتقد انه مازال هناك متسع من الوقت للتأكد من صحة ما طرح امامك من مصادر موثوقة ومستقلة، وارجو ان لايساء فهمي، فالمشكلة ليست في السيد حميد الكفائي فقط، لكن الحديث عنه كان تنبيها لبداية خاطئة للاصلاح، وواجبي كمسؤول اسس الحرة في العراق في اخطر المراحل، كان يحتم علي ان اقول ماقلت، ومازال لدي ايمان انك اتخذت قرارك بحسن نية لكن بناء على ضغط من مسؤول اميركي يعرفه السيد الكفائي او معلومات مضللة، واعتقد ان المعلومات المضللة امر عانى ويعاني منه سياسيون اميركيون في تجربة العراق حتى اليوم، وهو ما ادى الى جعل من هتف فرحا بقوات تحرير امريكية يهتف اليوم صارخا بضرورة رحيلها ! والنوايا الحسنة قادت الى مانحن فيه اليوم على المستوى السياسي، ولا اتمنى ان تقود الى نفس المصير على المستوى الاعلامي، فحينها لن يبقى لي وطن اعيش فيه هو العراق ولا وطن بديل آواني يوما هو امريكا. والى ان تعود الحره حرةً كما يريد لها دافع الضرائب الاميركي، والمواطن الحر في الفلوجة او مدينة الصدر، او سائق التاكسي الذي يحلم بعبور جسر الصرافية الحديدي مرة اخرى .... ارجو قبول استقالتي من قناة الحرة.
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السقوط في فخ الديمقراطية
-
بغداد ..الى اين..
-
أقوى دولة ...في العالم
-
الموسيقى و الغناء ...رجس من عمل الشيطان
-
خطوات على الصرافية
-
بان.....كي....مووووووووووون..
-
مات العراق...
-
و للرجال عليهن درجة
-
أنفال...
-
و خلق الإنسان ضعيفا
-
رجولة الرب !!
-
تكريم ...
-
دين..... العنف
-
بغداد....
-
إعدام......
-
دستور!!!!!!!يا بوش
-
الأحساس بالفقد..
-
في حقيبتي.....وطن..
-
مصائد المهدي و رصاصات بدر
-
رشوة....الرب
المزيد.....
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|