إن المطلع على شبكة الانترنيت يلاحظ بسهولة أن فيها الغث والسمين، وأنها سلاح ذو حدين يمكن الاستفادة منه في الخير كما يمكن تسخيره للشر والفساد.
ومن أهم المصاعب المطروحة في هذا المجال استحالة السيطرة على هذه الشبكة ومتابعتها وضبطها، فهناك آلاف المواقع تنشأ يوميا.
ومن الملاحظ أن فئات الشباب هي التي تتعاطى أكثر من غيرها لاستعمال شبكة الانترنيت وع دخول الانترنيت بدأت مقاهي الانترنيت تتناسل في مختلف مدن البلاد.
وبذلك وفرت هذه المقاهي على مرتاديها شراء الجهاز والاشتراك في خدمة الانترنيت، وهي تعتبر خطوة اقتصادية تمكن أوسع الفئات في المجتمع من استعمال الانترنيت بأثمنة في المتناول.
وقبل محاولة رصد التأثيرات الممكنة لاستعمال شبكة الانترنيت من طرف الشباب ببلادنا، يستحسن الإشارة إلى بعض المعطيات في هذا الصدد. لقد أكدت الإحصائيات أن 85 % من مستخدمي الانترنيت في الولايات المتحدة يستخدمونها لأغراض جنسية. عندما اطلعت على هذه الإحصائيات خطرت ببالي فكرة زيارة بعض مقاهي الانترنيت المتواجدة بالمدينة التي أقطن بها.
وهذا ما قمت به حيث زرت 10 مقاهي في أوقات متباينة وجلست أمام أكثر من جهاز وتصفحت مجلد (Historique) وهو المكان الذي تختزن فيه مختلف المواد والمواقع المجلوبة من الانترنيت فوجدت أن جميع الأجهزة التي استعملتها، وبدون استثناء، تحتوي على مواقع مرتبطة سواء بالجنس أو بالصور الخليعة.
ومن جهة أخرى قمت بإحصاء مختلف المواقع المستعملة في مقاهي الانترنيت العشرة التي شكلت عينة دراستي. وبعد التمحيص والجرد تبين لي أن مواقع الترفيه والجنس تأتي في المرتبة الأولى وتليها في المرتبة الثانية مواقع الدردشة (chat)، أما مواقع البحث العلمي والمواقع التقنية والعلمية تأتي في المرتبة الأخيرة بعد المواقع الإعلامية والإخبارية، وذلك من حيث الزيارة وفيما يلي جدول يبين المواقع المستعملة مرتبة حسب كثرة زوارها:
1 ـ المواقع الترفيهية والجنسية.
2 ـ مواقع الدردشة ( chat).
3 ـ المواقع الرياضية.
4 ـ المواقع الإعلامية.
5 ـ المواقع الإسلامية.
6 ـ المواقع العلمية.
7 ـ مواقع خدمات البحث.
8 ـ المواقع التقنية .
10 ـ مواقع الأبراج.
ومن خلال استطلاع رأي رواد تلك المقاهي حول المبلغ المالي التقريبي الذي يصرف أسبوعيا أفادت النتائج، المستقاة من عينة شملت 350 شخص ( إناث وذكور )، أن 25 % من الرواد يصرفون ما يناهز 70 درهما أسبوعيا وأن 36 % يصرفون 110 درهما وأن 21 % يصرفون بين 120 و 160 درهما و 10 % ينفقون أكثر من 200 درهما أسبوعيا.
وحسب آراء بعض الآباء المتنورون المستجوبون، صرح بعضهم أن صرف الأموال من أجل الإطلاع على المواقع الترفيهية والجنسية ومواقع الدردشة تعتبر غير مفيد وهو في الحقيقة مجرد استنزاف للأموال.
وحول سبل القضاء على السلبيات المرتبطة بالانترنيت صرح 49 % من المستجوبين أنه لابد من طريقة لحجب المواقع السيئة، وقال 35 % منهم أن أحسن السبل هو توعية مستخدمي الانترنيت بأضرارها الممكنة، لاسيما فيما يخص انتشار الفساد والرذيلة في المجتمع ومخالفة بعض المواقع للوازع الديني والأخلاقي للمجتمع المغربي، أما 16 % منهم فيعتبرون أنه من الضروري قبول الانترنيت بإيجابياتها وسلبيتها.