أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - كرة الزئبق العراقية بين الجمهوريين والديمقراطيين














المزيد.....

كرة الزئبق العراقية بين الجمهوريين والديمقراطيين


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1899 - 2007 / 4 / 28 - 11:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صراع الجمهوريين والديمقراطيين الأمريكان حول قانون ميزانية تمويل القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان بشرط جدولة انسحاب القوات الأمريكية من العراق، تخطّى قاعات حوار الدوائر المغلقة الى تبادل التقريع العلني و طلب اللجوء الى سلطة المحاكم، بعد ان تم تمرير هذا القانون في مجلسي النواب والشيوخ من قبل الديمقراطيين، و التمترس وراء الصلاحيات " حق الرفض" من قبل الجمهوريين وزعيمهم جورج بوش.
رئيس الأغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد، وصف نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بأنه "كلب تهجمي"!، ردا على نعت ديك تشيني للديمقراطيين بالانهزاميين الذين عليهم "ان يتخذوا قرارات مبنية على مصالح أمن بلادنا وليس على مصالح حزبهم السياسية". وحِدّة الشقاق هذه وصلت الى مطالبة نائب ديمقراطي أمريكي معارض للحرب في العراق بمحاكمة نائب الرئيس الأمريكي في مجلس النواب وعزله من منصبه وفق لائحة تتهم ديك تشيني بتضليل الأمريكيين فيما يتعلق بغزو العراق في العام 2003 وتهديده إيران مؤخرا دون سبب، ولأن "سلوك نائب الرئيس كان له اثر هدام على الأهداف المؤسسة لدولتنا."
تصاعد حدة الصراع بين الحزبين يأتي في أسابيع مهمة وحرجة بالنسبة للحكومة العراقية ومجمل سير العملية السياسية السلمية التي يراهن على نجاحها العراقيون. ففي الجانب الداخلي فان إجراءات خطة فرض القانون لا تزال في بداياتها وهي لم تستكمل بعد مستلزمات نجاحها الفنية بسبب حداثة أجهزة الحكومة الأمنية وفقر تجهيزاتها التقنية، وكذلك التلكؤ في السير بعملية المصالحة الوطنية بل والاستخفاف بها أحيانا، والتغيير الوزاري الموعود الذي لا يزال وعدا.
أما في الجانب الإقليمي والدولي فان الحكومة العراقية ترى في انعقاد مؤتمر إعلان العهد الدولي في مطلع أيار مايو القادم في شرم الشيخ بمشاركة دولية قياسية موعودة، وكذلك انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية الموسع للدول المجاورة للعراق بمشاركة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ، إنجازا سياسيا واقتصاديا وامنيا كبيرا يساعد في احتواء الأزمة العراقية ويمهد للخلاص منها.
وإذا كانت هناك مجموعة عوامل ضاغطة باتجاه منع الفكاك من الأزمة العراقية، منها عوامل التخندق والاحتراب الطائفي والعرقي والفساد والتدخل الإقليمي السلبي وجرائم التنظيمات الإرهابية الظلامية التي باتت معروفة بتفاصيل منابعها وأدواتها وأهدافها و تتمنى بل تسعى الى إسقاط الحكومة الحالية تمهيدا لإفشال العملية السياسية السلمية برمتها، فأن تصاعد حدة الصراع الأمريكي الأمريكي بين الجمهوريين والديمقراطيين بسبب معلن هو تحديد جدول انسحاب القوات الأمريكية من العراق وارتباط هذه الجدولة بالموافقة على تمويل نفقاتها لفترة العام القادم، انعكس وسينعكس بالضرر و بوضوح اكبر على تطورات القضية العراقية خصوصا وان مصادر فئات متنفذة في الحزب الديمقراطي أخذت بالإيحاء الى أن الانتصار الحاسم على جورج بوش و إدارته الحالية يمكن أن يمر عبر طريق غير وعر يتلخص بإفشال تطبيق خطة فرض القانون وإسقاط حكومة المالكي حتى قبل نفاذ المدة المقترحة لإتمام تحقيق هذه الخطة في الخريف القادم، وذلك لتأكيد برهان الحزب الديمقراطي أمام الناخب الأمريكي على الفشل التام لمسار بوش في العراق والمنطقة.
وهكذا صارت القضية العراقية كرة من زئبق يسعى كلا الحزبين الإمساك بها سعيا لاستثمارها أداة انتخابية لكسب أصوات الناخبين الأمريكان بعد ان افلح الديمقراطيون باستغلال تداعياتها والفوز بالأغلبية في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي في مجلسي النواب والشيوخ بعد اثني عشر عاما من سيطرة الجمهوريين على المجلسين.
ان إيحاء الديمقراطيين المغامر هذا ان تحقق، له عواقبه المأساوية على العراق والمنطقة، وهو حماقة لا تقل عن حماقة غريمهم الرئيس جورج بوش. فهل يتأكد اتهام " الكلب الجمهوري التهجمي" للديمقراطيين بأن قراراتهم تبنى على مصالح حزبهم السياسية ولا يتورعون في سبيل الفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية على اتباع مبدأ الغاية تبرر الوسيلة مهما كان الثمن؟.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي التاسع من نيسان 2007
- بيانات القمة العربية توصيات لا ترقى للطموح
- مؤتمر بغداد الإقليمي والدولي حول العراق
- أمراء الطوائف المؤمنون يبيحون المحرمات
- من ضمانات نجاح تنفيذ مشاريع الموازنة الجديدة
- الوطن ومصلحته العليا فوق المصالح الطائفية
- تفجيرات الجامعة المستنصرية...دناءة الفعل و الفاعل
- عبد الباري عطوان... زعلان
- من عواقب الفتنة والانتقام الطائفيين
- عام على انتخاب مجلس النواب
- هل تساعد دول الجوار في استقرار العراق؟
- السعودية تتخلى عن سياسة الدبلوماسية الفعالة الهادئة
- الى السيد الأخضر الإبراهيمي
- رحل رامسفيلد كبش فداء... والرئيس بوش الإبن متمسك بمساره
- مؤتمر القوى السياسية للمصالحة الوطنية والفرصة الأخيرة
- أيها السادة...عاهدوا الشعب أولا
- جوعوهم تشبعوا... ألسنة تقاوم... بالسيوف تقطع
- أطلعونا على تحليلات قريبة من الواقع
- شجون وفضيحتان حول فنجان قهوة
- مهام ملحة للإعلام الوطني العراقي


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - كرة الزئبق العراقية بين الجمهوريين والديمقراطيين