هويدا طه
الحوار المتمدن-العدد: 1898 - 2007 / 4 / 27 - 11:31
المحور:
حقوق الانسان
هذه فقرة خاصة بيني وبينكم! من حين إلى آخر تحل على الكاتب (الغيبة الصغرى)! يغيب عن الكتابة لفترة ما قد تكون أسابيع أو شهورا.. إجازة أو ضغط عمل أو إكراه أو ما إلى ذلك.. الغيبة الكبرى تأتي إما بالرحيل عن العالم أو بالإفلاس! خلينا أحسن في الغيبة الصغرى! لأسابيع قادمة قد تحرمني بعض الظروف من هذا الالتحام الجميل بكم، لو عدت.. سيكون ذلك (أحلى الرجوع)! والمسألة أنه بعد أسبوع من الآن سوف يصدر عليّ حكم قضائي.. التهمة (الإساءة إلى سمعة مصر والإضرار بالأمن القومي للبلاد)! والجريمة(إعداد وإخراج فيلم وراء الشمس.. الذي يتناول شكوى المواطنين المصريين- بل أنين المواطنين المصريين- من سوء معاملة الشرطة)، عادة هناك عبارة محفوظة لا نملك إلا أن نرددها فليس مباحا البوح بغيرها في المناخ المصري، عبارة (نحن نثق في نزاهة القضاء المصري).. أقول ليس متاحا البوح بغيرها! لكن عندما تكون في انتظار حكم قضائي خصمك فيه هو (جهاز أمن الدولة في مصر) فأنت لا محالة لا تملك إلا التعلق بأهداب (تلك النزاهة) ولو من باب (لعل وعسى)! أمن الدولة قد يكون- إعلاميا- وقع في شر أعماله حين فخخ لي هذه التهمة قبل أن ينتهي الفيلم ويعرض، هذا إعلاميا.. لكن السلطة في مصر لا تكترث كثيرا بالإعلام.. فهي تستمر في غيها ولا تخجل! وكثيرا ما سألت نفسي عن هذا الضابط الذي صنع هذه التهمة.. فيم كان يفكر حينها؟ بم كان يحلم؟ هل تأثر مثلا بفيلم (الصعود إلى الهاوية)؟ كان هذا الفيلم يروي (بطولة) ضابط أمن الدولة المصري الذي تتبع جاسوسة مصرية اسمها في الفيلم (عبلة) قبض عليها في دولة أوروبية وعاد بها إلى مصر.. وعندما أوشكت الطائرة على الهبوط وتبدت ملامح القاهرة من نافذة الطائرة قال لها- البطل- وهو ينظر في عينيها وبنبرة لوم على خيانتها للوطن(هي دي مصر يا عبلة)! ومنذ ذلك الفيلم فإن عبارة (هي دي مصر ياعبلة) ذهبت مثلا! فهل ظن هذا الضابط الذي صنع لي تهمة الإساءة إلى مصر والإضرار بالأمن القومي للبلاد- لا لأنني والعياذ بالله خنت مصر والموت لي إن فعلتها- وإنما لأنني حاولت أن أنقل بعض أنين المصريين.. هل كان المسكين يحلم مثلا أن الدنيا ستروي عن (بطولته الخارقة) وهو يضع الحديد في يدي قائلا: هي دي مصر يا عبلة؟!
#هويدا_طه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟