أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحيداوي احمد - فصام الشبكات الإرهابية أم المخابرات المغربية؟ !















المزيد.....


فصام الشبكات الإرهابية أم المخابرات المغربية؟ !


الحيداوي احمد

الحوار المتمدن-العدد: 1897 - 2007 / 4 / 26 - 12:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأحداث الانتحارية الأخيرة، قلبت كل التصورات حسب منطق ما يعرف بالإرهاب الإسلامي المتطرف، الذي اتضح انه متعدد الرؤوس إسلامي أو العكس. هده الانتحارات العشوائية والبلهاء ، رسمت علامات استفهام حول مصداقية ما يعرف بالحرب الاستباقية على الإرهاب وتجفيف منابعه .
عشنا مع مختلف الأجهزة الأمنية، حملات واعتقالات بدعوى تفكيك الشبكات الإرهابية أو البحث عن مشتبه فيهم أو مطلوبين للعدالة، حتى ترسخت قناعة لدى الجميع أن المغرب أصبح يفرخ الإرهابيين.هدا التهويل بالخطر الإرهابي يتزامن مع تعاون أمريكي لتدريب مختلف الأجهزة الأمنية، بما فيهم قضاة وقضاة التحقيق. في الوقت الذي يظهر انتحاريين بالجملة وربما تحت الطلب للقيام بإ نتحارات اعتباطية لكنها محلية،مطبوعة بطابع مغربي يتسم بالكرم والسخاء في تفجير بدنه وتشتيت أشلا ئه،في وقت يتم العثور على الأسلحة هنا وهناك دون أن تلصق بهده الخلايا الإرهابية النائمة.
في ظرف تتسابق فيه الأحزاب إلى مواقع الفوز بالانتخابات،مع ما وصلت إليه الحكومة من الحصيلة الهزيلة والتي لم يعرف معها الشعب المغربي سوى الزيادة في الأثمان والفقر والتهميش والبطالة.
كما ظهرت ظواهر ليست جديدة على المجتمع المغربي ، إنما الجديد فيها هو الاحتفال بها أمام الملء ، وهي ظاهرة زواج الشواّّذ" رجل برجل" في حفل زفاف أمام مرأى ومسمع السلطة المحلية والمركزية،كما صدر في الجرائد الوطنية. هدا التطور الذي انتقل من اللواطية إلى الزواج وفي هدا الظرف بالذات يحمل أكثر من رسالة في دولة تعتبر الإسلام دينها الرسمي في الدستور. أمام سكوت العلماء في مناهضة التطرف الديني و الإرهابي والتخلي عن إصلاح المجتمع بالقيام الحميدة.
أمام هدا التطاحن الدموي دفع ببعض الإصلاحيين إلى المناداة بالعلمانية للخروج من هدا التفكير ألظلامي،وفتح حوار وطني حول حرية الأديان في المغرب و يستند هؤلاء في نظرتهم إلى كون المغاربة ليسوا كلهم على مذهب واحد في الإسلام ، حيث أن هناك الشيعة والوهابيين والمتصوفة...
ومن حيث الديانات في المغرب هناك مسحيين مغاربة وديانات أخرى .وكلها ديانات سماوية.
وهذا لايخا لف روح الإسلام الذي هو دين التسامح ، كما أن الدين الإسلامي لايكره أحدا بإتباعه بالقوة.
جاءت الانفجارات الأخيرة وسط عوامل داخلية وخارجية بمعنى وطنية ودولية تعيش انتكاسة حقيقية في حربها على الإرهاب الدولي والوطني :
- وطنيا نجد
- بعد أربع سنوات من المقاربة الأمنية، أصبحت بعض الأصوات تنادي بعدم فعاليتها في تدبير هدا الملف.
- ظهور بوادر الشك في أحداث 16 مايو 2003 ، والسؤال عن المدبرين الحقيقيين في الأحداث الدموية .
- اقتراب الذكرى الرابعة للأحداث الدموية ، والمخابرات في حربها الاستباقية دائما في موقف قوة . دون حدوث عمليات أخرى.
- جل الشبكات الإرهابية التي تم تفكيكها تقدم بمخططات تخريبية كبيرة، في حين لم تقع أية عملية إرهابية من قبيل التهم الملصقة بهده الشبكات.
- محاولة تسوية ملف الصحراء والخوف من استغلال الحركات الانفصالية للجماعات الإرهابية سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية .
عوامل دولية.
- محاولة أمريكا التخلص من المعتقلين بغواتنامو.وارتفاع الأصوات من داخل أمريكا وخارجها بالانسحاب من العراق .
- فشل أمريكا في القضاء على المقاومة العراقية . ومحاولتها للتفرغ إلى ما أسمته القرن الأفريقي ، لنفس الأسباب التي تم بها احتلال العراق.
- فشل حلف الناتو في افغانستان ، نتيجة الضربات الموجعة التي أصبح يتلقاها من طالبان والقاعدة .
هذا الانفصام في حملة شملت الآلاف من المعتقلين بتهم لاوجود لها في ارض الواقع، وفشل بعض المتعصبين ضد المد الإسلامي في خلق نعرة جديدة حاول البعض زرعها في الجسم الاجتماعي المغربي الشعبي عن طريق الخطاب ألإقصائي ،بين الإرهابيين وأسرهم وعائلاتهم من جهة، والباقي من الشعب كضحايا وأبرياء من جهة أخرى. وهي خدعة قديمة للزيادة من درجة الاحتقان والكراهية بين الطبقة الشعبية المكون الرئيسي للمجتمع المغربي.
إذا تم النظر إلى العمليات الانتحارية الأخيرة حسب العوامل السابقة،مع عنصر الاعتقالات العشوائية، والزج بالمعتقلين داخل السجون لتكوين فوج من الحاقدين والإرهابيين خريجي السجون المغربية، وذلك بتوفير الجو والبنية الصالحة لتكوين الفكر التكفيري الذي لاينطلق بالأساس من إيديولوجية إسلامية بقدر ما يكون رد فعل ضد الظلم والتعذيب والإقصاء.
بعد أربع سنوات حيث التقت المصلحة بين صانع الإرهاب والناقم على الوضع والخارج من السجن والمتطرف سواء كان إسلاميا أو غير إسلامي كما اتبثته الانتحارات الأخيرة. كل هذا خلق إلى الوجود جيل من الانتحاريين ، يظهر انه تشبع بثقافة الموت حسب قناعات مختلفة ، وهي في مجملها لاعقلية وبليدة وهنا تكمن خطورتها ، لأنها لم تؤدي الغرض منها حسب المخابرات المغربية والذين كانوا يستشعرون عمليات قبل الذكرى الرابعة. حيث أن المخابرات المغربية وغيرها قد حذرت من وقوع عمليات انتحارية حوالي ستة أشهر، فأقامت الحواجز وكان استنفار عام .
هذا الجيل من " الحراكة" الجدد إلى العالم الأخر.حيث يسافر المنتحر أو يهاجر بلمسة زر أوجر سلك تحت قناعة أو إيديولوجية تحث المنتحر إلى ترك العالم السفلي للالتحاق بالعالم العلوي ، هذه العملية التي كان يقوم بها البعض تحث مؤثر معين من المخدرات أو المسكرات إلى عهد قريب وبطبيعة الحال الرخيصة جدا ، وربما استعان بها في هذه الرحلة المفاجئة . دون سابق إنذار، أو وصية معينة يشرح فيها دوافعه السوداوية. كيف تكونت؟ ولماذا؟.
هذه الانتحارات الأخيرة بقدر ما تحمله من ألغاز ورسائل مشفرة ،سنحاول قراءتها من حيث طبيعتها وشكلها والجهة التي قامت بها والمستفيد منها. حسب المعلومات التي سربتها وزارة الداخلية، (وهي في الغالب نصف الحقيقة). ويبقى السؤال هل الجهة الحاكمة في المغرب ستقرؤها قراءة صحيحة.
1- من حيث طبيعتها
- عمليات انتحارية.
- المقصود بهذه العمليات الانتحاري نفسه ، ماعدا الأخوين الرايدي.
- انتحارات فضل أصحابها الموت على الاستسلام للشرطة.
- جل الانتحاريين ينتمون إلى وسط شعبي فقير، حرفيين وعاطلين، إما جيران أو أصدقاء أو إخوان،ومبحوث عنهم من2003.
2- من حيث شكل العمليات الانتحارية
- استعمال أحزمة ناسفة، مكونة من مواد أولية كما قيل.
- المعروف ان الإرهابيين يقومون بالعمليات الانتحارية من موقع هجوم بخلاف العمليات التي عشناها أخيرا منذ انتحار عبد الفتاح الرايدي .
- جل الانتحاريين لم يحددوا زمن ومكان العمليات الانتحارية ماعدا الأخوين محمد وعمر مها، إن لم يكون قد فجروا عن بعد.
- محاولة الانتحاريين عدم استهداف الناس، وهذا الشكل أربك المصالح الأمنية وصناع القرار في المغرب لقطع أواصل التعاطف الشعبي مع هؤلاء الإرهابيين الجدد.
3- الجهة المتهمة بتدبير العمليات الانتحارية
- جل الانتحاريين ليسوا معروفين بانتمائهم إلى جهة إسلامية معروفة بمسؤولياتها عن العمليات،إما حديثي العهد بالالتزام الإسلامي أو العكس ماعدا عبد الفتاح الرايدي .
- اتهام الصراط المستقيم.
4- الجهة المستفيدة من العمليات الانتحارية هل هي:
- جهة إسلامية
-جهة قد تدبر هذه العمليات و قد تكون في الغالب أمريكية حيث لها خبرة واسعة في زعزعة الرأي العام وتوجيهه للتصويت على الإسلاميين ، وهو مجرد فرض.
- جهة انفصالية.
- شبكات دولية في المخدرات أو تهريب الأسلحة.
هذه العناصر السابقة تطرح جملة من الأسئلة:
- من هؤلاء الانتحار يون ؟ من هي الجهة التي وراءهم ؟ إسلامية أم غير ذلك؟ هل وقعت هذه الانتحارات بضغط أم باختيار؟ هل مطلبها سياسية أم دينية؟
هذه الأسئلة وغيرها تفرض علينا فهم حركية المجتمع المغربي الشعبي، وعنصر التدين فيه. هذا المجتمع المعروف بتناقضاته البنيوية والفكرية والعقائدية من الفكر التوحيدي إلى الفكر الإلحادي ،والعيش تحت سقف واحد مع الاختلاف في القناعات الإيديولوجية دينية كانت أو عدمية بين أفراد الأسرة أو العائلة الواحدة .
هذا المجتمع المغربي المتناقض حتى في طبيعته الأخلاقية، حيث الأجواء مهيأة ليكون مستهدفا من المتطرفين نتيجة الظواهر الشاذة التي يعيشها المجتمع وضد إسلامية المملكة السعيدة.
إذا انطلاقنا من أن الإرهابي في المغرب متطرف وتكفيري ، وان المجتمع في نظره كافر ويجب محاربته ، كان من الطبيعي وحسب هذا المنطق أن نرى عمليات تستهدف من يشهر ليلة زفافه كزواج الشواذ " رجل مع رجل" او القيام بعمليات ضد الكنائس في المغرب ، والأفراد الذين يجهرون بإلحادهم ،ا و الذين يعتنقون المسيحية،أو اليهودية أو المذاهب كالأحباش الى غير ذلك .... .
الغريب أن لاشيء من هذا وقع ، بل مانسمعه هوا اعتقال شبكات إرهابية تريد قتل وتفجير أماكن بدون متفجرات . حيث يتوزع عناصرها بين مدن وقرى مغربية فيهم الممول والمخطط والمنفذ فقط في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. ولنأخذ الشبكة الأخيرة حيث أفرادها حسب الشرطة يتوزعون في مدن خارج الدار البيضاء،في حين المنفذين أبناء سيدي مومن، والأحزمة الناسفة تتجول في نفس الحي وفي نفس المدينة،والتفجيرات لاتقع إلا في مدينة الدار البيضاء، أليس هذا يجعلنا نعيد نظرتنا إلى ماوقع.
إذ كيف توزع هذه الأدوار في هذه الشبكات بهده الطريقة المكشوفة؟
بعد أربع سنوات لانجد انتحاري من منطقة أو مدينة أخرى،رغم مراقبة السلطة لنفس الحي، يتخرج فوج ثاني من الانتحاريين .
هل كمية المتفجرات هي من بقايا أحداث 16 مايو 2003 كالمبحوث عنهم كل هذه المدة؟
كل هذا يجعلني طرح قضية الانتحاري الأول عبد الفتاح الرايدي ليلة 11 مارس 2007،حيث سنقوم بتركيب شريط الأحداث حسب التصور التالي :
عندما وقع بين عبد الفتاح الرايدي شجار مع صاحب محل الانترنت ، وصمم هذا الأخير على إحضار رجال الشرطة ، فبطبيعة الحال صاحب المحل لا يعلم أن الانتحاري يخفي تحت ثيابه الحزام الناسف ، فالذي شجعه في كون رجال الشرطة سيعتقلون الانتحاري هو تصرفه الغير الطبيعي تحت نوع من السلوك الغير المنطقي، بحركاته العصبية بفعل شيء سوءا كان مخدرا أو غيره .
أول فكرة تتبادر إلى الذهن سيقوم بها المعتقل السابق ،هو الرجوع إلى الوراء للتخلص من حزامه الناسف، لكن وقع ما لم يكن في الحسبان،فتفجر الحزام الناسف.
من هنا بدا التزوير في الأحداث، فالمفاجأة أصابت الجميع بالذهول، من جانب الانتحاريين، وكذلك من جانب المخابرات المغربية.
ذلك أن الحملة التي أعقبت هذه التفجيرات والأبواق المسخرة إعلاميا هو تغطية فشل المخابرات المغربية حيث أن الانتحاري عبد الفتاح الرايدي:
- سجين سابق و المحسوب على التيار السلفي الجهادي.غير مراقب من السلطات،و إن كان العكس فذلك هو الأدهى.
- يعرف بعض المبحوث عنهم في أحداث 16 مايو 2003، واتضح فيما بعد أنهم ضمن خليته.
هذا الخطأ الأول أربك الجميع في التوقيت ، فجاءت الاعتقالات العشوائية ، والتصريحات التي تنبئ بنشوة النصر ، والحديث عن الأماكن المزمع تفجيرها .
فاستغلت المخابرات والفرقة الوطنية هذا الحدث والأبواق المسخرة، للتنديد بالإرهاب وتعبئة الرأي العام الوطني المغربي.
وفي يوم 10ابريل 2007، يعتبر يوما اسودا لسكان حي الفرح وللضحايا وأسرهم، والانتحاريين وأسرهم.
في هذا اليوم يرتكب الخطأ الثاني ، ألا وهو عدم تقدير الموقف ، وإحكام خطة المباغتة وتجنيد فرق الشرطة المساعدة . لكن الفرقة الوطنية ومعها المخابرات المدنية تتكلفان لوحدهما أحيانا بهده الاعتقالات على طريقة هوليود . فكانت النتيجة قتل مبحوث عنه ، وتفجير احد الانتحاريين في السطح ، ويبقى انتحار رضوان الرايدي الذي فجر معه الشرطي وهو يؤدي عمله وإصابة آخرين اكبر خسارة ، تتحمل خطأ وقوع الفاجعة الفرقة الوطنية نفسها التي لم تحسن خطة التدخل .
فتم اعتقال العشرات من المشتبه فيهم ، ومرة أخرى بدا الحديث عن المباغتة والمحاصرة ، وهذا مادفع الإرهابيين إلى القيام بهذه التفجيرات العشوائية. وانه تم القبض على الزعيم.... .
نقرأ في شهادة معارف وأصحاب المقتول على يد رجال الشرطة المسمى محمد مانطلا ، انه غاب عن دوار السكويلة حوالي أربعة أشهر حسب صحيفة الأيام " العداد 276 / 14 – 20 ابريل 2007 .
هدا اللغز في البحث عن مشتبه مدة أربع سنوات وهو لم يغادر مكانه، كأننا نسكن في قارة وليس في دولة المغرب.
يوم 14 ابريل نفاجأ بعملية انتحارية في شارع مولاي يوسف بالدار البيضاء قرب القنصلية الأمريكية ومركزها الثقافي. انتحار شقيقين بطريقة أذهلت الجميع ، طريقة على شكل كاميكاز مع الاختلاف في الهدف والغاية ، فالكميكاز المغربي حطم الرقم القياسي في السخاء والكرم في قتل ذاته. فلسفة القتل الذاتي.
هذه الانتحارات تبقى رسالة مشفرة لايفهمها إلا الجهات التي خططت لها لان طريقة وهدف العمليات غريبة ، فإما :
- الانتحاريون كانوا يعيشون ضغطا أو تهديدا غير طبيعي.
- وإما تفجروا عن طريق التحكم عن بعد في تفجير الأحزمة الناسفة.
لماذا هذه الاحتمالات ؟
- لأنه اذا عرفنا كما جاء في بعض الجرائد الوطنية ، انه تم العثور على مصحف القران الكريم ملغوما بالمتفجرات . يزيد من قناعتنا أن الأوراق اختلطت ، وان الذي يخطط لمثل هذه العمليات بعيدا عن الإسلام عقيدة وأخلاقا ، بل يظهر انه غير مسلم ولو كان مغربيا ، وليس المقصود الانتحاريين لان هناك أشياء تبعد عنهم الشبهة أن يتركوا القران ملغوما بعد العملية الانتحارية في بيتهم.
إن القران الملغوم في بيت الشقيقين المنتحرين إما المقصود به :
-احد أفراد العائلة، في حالة طمس أدلة قد تفيد البحث والمحققين في فهم القضية. ومجرد الشك أن يسقط المصحف في يد قريب أو عزيز على المنتحرين، يجعلهما يبعدان القران الكريم من البيت قبل العملية.
- احد الأشخاص كان سيقدم له كهدية آو يرسل له.وبطبيعة الحال لن يكون غير مسلم.
- الشرطة فهو احتمال بعيد ولكنه وارد.
يبقى السؤال كيف يفكر في تفخيخ القران من يتهم بتعصبه للدين؟ هل هذه العملية أي تفخيخ القران هي نابعة من كراهية الدين الإسلامي ؟ أم من كراهية المسلمين؟
فداحة التفجيرات وغباءها والأخطاء المتكررة في تدبير هذا الملف من طرف المهندسين العباقرة للأجهزة الأمنية ، انعكست في تصريحات السيد وزير الداخلية بن الموسى الذي تدبدب في تصريحاته أول الأمر بربط عملية عبد الفتاح الرايدي باعتقال الحسيني وارتباط الأخير بتنظيم القاعدة ،لكن توالي الانتحارات الحمقاء ،جعلت السيد الوزير يبدل قناعته وبدأ يبحث عن تنظيم غير السلفية الجهادية ، لان مثل هده العمليات لن تشرف أي تنظيم إسلامي خارجي تحسب عليه أو له . فوجد سيادته الصراط المستقيم أي جماعة التكفير. هي الوحيدة المؤهلة للقيام بهذه العمليات المجنونة، فالعقل التكفيري كما يوصف لن تكون عملياته أكثر مما قام به حسب نظره.
ويبقى الإشكال لنفرض أن الذين قاموا بهذه العمليات ينتمون لهذه الجهة،فكيف كل الذين تم اعتقالهم في المدن الأخرى ضمن هذه الخلية ليس في حوزتهم أحزمة ناسفة، ماعدا أقراص مدمجة وكتب تكفيرية ؟ كأن الإيديولوجية التكفيرية التي يؤمن بها الأفراد خارج الدار البيضاء لاتتعد النظري، في حين سكان دوار السكويلة في الدار البيضاء هم وحدهم دخلوا في مرحلة التطبيقي مند 16 مايو2003 .
المدهش نفس المكان في نفس المدينة تخرج انتحاري 16مايو حيث كانوا أصدقاء وجيران، و قبل الذكرى الرابعة ل 16 مايو 2003، نجد أن عدوى الانتحارات لم تبارح نفس الكاريين، حيث نجد مبحوثين لمدة أربعة سنوات ومعتقل سابق وأخريين،يقومون بانتحارات حمقاء أصدمت الجميع.
اذا كيف نفسر مكان جمع بين الفقر والجهل والتطرف والتكفير يبيع أروحه في سوق النخاسة ليفجر نفسه في أول إشارة؟ في حين بقية الأعضاء في المدن الأخرى لم يدفعهم لا الفقر ولا الإيديولوجية التكفيرية ولا الجهل ولا الجهاد للقيام بعملية انتحارية. أليس في الأمر لبس اكبر من الانتحار؟!
والغريب في تصريح السيد وزير الداخلية عندما يفصل خلية عبد الفتاح الرايدي عن خلية مها ، تصبح الأمور بالنسبة للمتتبع أكثر تعقيدا. عندما نفصل الخليتين فهدا شيء لايهمنا بقدر اشتراكهما في نوع المتفجرات أي الأحزمة الناسفة.
ادن من هي الجهة التي مدتهم بالأحزمة الناسفة بما أن الخليتين منفصلتين؟ وليس بينهما علاقة ؟ حسب قول السيد الوزير.هدا يؤكد أن الجهة واحدة وهي الحلقة المفقودة.
نفس الأمر نجده عند رئيس الفرقة الوطنية لشرطة القضائية، حيث بدوره اختلطت عليه الأوراق، كما جاء في الصحيفة الأسبوعية "الأيام"العدد 276 بتاريخ 14 / 20 ابريل 2007:
"حيث أطلق عبد الحق الخيام ،رئيس الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، عنان ساقيه للريح" خوفا من صحافي ظنا منه انتحاري مفترض حيث كان يحمل حقيبة آلة التصوير، وعندما تم تفتيش الصحافي ، اطمأن السيد عبد الحق الخيام رئيس الفرقة الوطنية ، تضيف أسبوعية الأيام " فأطلق الخيام أسارير وجهه وعلق قائلا:اخويا الوقت تخلطات مابقيتي فاهم والو"
نعم مع ما يحدث لم تعد تفهم ما يقع، لان المعول عليه هو أن تكون عمليات واضحة تخدم أغراض جهات معينة.
مسؤولية ووظيفة السيد عبد الحق الخيام تجعله أول من يعرف حقيقة الإرهاب في المغرب ، حيث يشرف على جميع التحقيقات في دار المعا ريف ، ويوقع على محاضر المعتقلين ، التي تضم تهما إرهابية كتفجير ثكنة عسكرية ومناطق سياحية ... الخ.
الذي استغرب له أن السيد عبد الحق الخيام عندما كان يوقع على محاضر التقديم بتهم كبيرة، وبدون أدلة مادية وبمحجوزات من قبيل كتب وأقراص مدمجة، كنت تفهم ما يجري .
- عندما ادخل عبد الفتاح الرايدي إلى السجن، كنت تفهم ما يجري .
- عندما اغتصب عبد الفتاح الرايدي وأمثاله، كنت تفهم مايجري .
- عندما تتطلع على محاضر تتكون من تهم تشبه الانتحارات الأخيرة ،التي جعلتك لم تفهم
كاعتقال خلية عبد الفتاح الرايدي ، والتي اعلن السيد وزير الداخلية أنها تخطط لتفجير ثكنة للقوة المساعدة وضرب بواخر الناتو، ثم سرعان بدا الانتحار يون يتفجرون الواحد تلو الأخر . فعلمت أن لا المباغتة ولا الحصار سيثني الإرهابيين عن أهدافهم، وان المغاربة سيلاحظون هذا.
- عندما وقعت على محضر المراسل الصحافي الحيداوي عبد الفتاح آو في محضر التقديم 143/ف.و.ش.ق. حيث يتهم بتفجير القنصلية الأمريكية بالرباط في فاتح يناير 2006 ، حيث يتحدث عن العملية يوم 26فبراير 2006.
مما لاشك فيه انك فهمت عندما تريد فرقتك القضائية أن تتهم أحدا لايهم المكان أو التاريخ ، المهم سيفجر القنصلية بالرباط حتى ولو كانت في الدار البيضاء.
والغريب ان نفس القنصلية كما جاء في الأخبار التي تفجر بالقرب منها انتحاري يوم السبت بالدار البيضاء .
- عندما كنت توقع على تهم في محضر ما يعرف بشبكة التونسي، و من ضمنهم المراسل الصحافي السيد الحيداوي عبد الفتاح ، من قبيل ضرب حلف الناتو ودولة الدنمارك.هل كنت تفهم ان 9 افراد يحاكمون في المغرب بضرب دولة كالدنمارك، دون تحديد مكان معلوم . او ضرب حلف الناتو دون تحديد.
- بهده التهم أعذرك السيد الخيام اذا وقع لك خلط بين ما يقع في الواقع من انتحارات ، وما يقدم به المتهم من تهم خيالية . كالمواقع المصرح بها في خلية الرايدي.
هذا الخلط في الأوراق انعكس سلبا على بعض المحللين والمثقفين لفهم ما يجري في الواقع، حيث كثر الحديث بين التحول النوعي في العمليات، وربطها بفتاوى أيمن الظواهري، و العمليات الانتحارية للقاعدة في المغرب الإسلامي.
ودون الخوض في الموضوع فالسيد بن موسى وزير الداخلية انقد ماء وجه المغرب،حتى لايصبح مشروع محاربة الإرهاب المغربي أضحوكة دولية .
هناك من جعل الفقر دافع وهناك من جعل التطرف هو السبب، وكلها أسباب مجتمعة أو متفرقة لا تشرح لنا مفهوم الإرهاب كفعل جنائي.
دلك أن كل الفقراء ليسوا إرهابيين ، وكل الإسلاميين ليسوا متطرفين وكل المتطرفين ليسوا انتحاريين ، وكل الانتحاريين ليسوا أسلامين . بمعنى ;
عندما ننفي عنصر الفقر لانجد أغنياء ضمن الانتحاريين .
عندما ننفي الجهل لانجد متعلمين أصحاب شواهد ضمن الانتحاريين.
عندما ننفي مؤشر السكن القصديري لانجد من يسكن الفيلات أو القصور ضمن الانتحاريين.
عندما ننفي محدد البطالة لانجد موظفين ورجال أعمال ضمن الانتحاريين.
عندما ننفي عنصر الحكرة لانجد المحظوظين ضمن الانتحاريين.
عندما ننفي عنصر الانتقام لانجد بريء في ملف الإرهاب ضمن الانتحاريين .
عندما ننفي عنصر التنظيم لانجد منتميا إلى حركة أو تنظيم إسلامي ضمن الانتحاريين.
أما مسألة الشحن العقلي او غسل الدماغ ليس السجن هو المكان لإعادة غسل الدماغ .
أما العلماء فإنهم ينتظرون المنقذ من الضلال أو الضوء الأخضر من السياسي.
فالحديث عن الإسلام هو دين تسامح هو أيضا دين حوار، حسب منهج عقلي محمي بقواعد منهجية أساسها الأخلاق التي تدافع عن المبادئ الرفيعة إيمانا وسلوكا. فالذي ينادي بالديمقراطية في الحوار، قد نختلف كثيرا أو قليلا في مسائل فكرية، لكن أن نستعمل منهج متعصب وإقصائي في الحوار، فإننا نمارس الإرهاب الفكري. وسأعطي مثال بمقولة الأستاذ سعيد الأكحل في مقالته بموقع "الحوار المتمدن" تحت عنوان "على أي أساس تطالب المنظمات الحقوقية الحوار مع شيوخ السلفية الجهادية ؟"
يقول فيها" أم على الاعتذار لهم وتعويضهم على الأضرار التي يزعمون أنها لحقت بهم ؟"
وما أثارني في موضوعه هو هده الجملة، التي ا رأى فيها من الأستاذ سعيد، تحامل عن قصد أو غير قصد، بمعنى أن المعتقلين الإسلاميين يزعمون في تعذيبهم داخل المخافر و السجون ، قد اتفق معك ، ادا قلت نفس هذا الكلام عن ضحايا سنوات الرصاص. وكل من زعم انه تعدب في مخافر الشرطة.
أثرت هده المسالة لأنها ليست فكرية قد نختلف حولها ، مع احترامي للأستاذ سعيد
لكن أن تنكر ضرر نفسي او جسمي عن المعتقلين الإسلاميين،والكل يعرف هده الحقيقة . على أي أساس تبنيت زعمهم بالأضرار التي لحقت بهم؟
هل كذلك ضحايا سنوات الرصاص ،هم كذلك زعموا في نظرك؟
فان كانوا هم كذلك يزعمون، فلا خلاف في المسالة. وهده قناعة تحترم عليها.
أما إذا أنكرت عن الإسلاميين ما يزعمون ،وتعترف بالأضرار التي لحقت بضحايا سنوات الرصاص فهدا فعلا إنكارا لكل حوار ديمقراطي ومتمدن .
لان السؤل المطروح، مادا تغير في العقلية المضيفة أي المخابرات المغربية؟
المقاربة الأمنية أكدت فشلها بتعدد أخطاءها ويبقى الحوار، وعلانية جلسات المحكمة حتى يتمكن المواطن المغربي من الحضور ومعرفة ما يجري، بما انه هو المستهدف الأول من هده التفجيرات، لتحديد المسؤوليات ومعرفة البارئ من المجرم في هدا الوطن السعيد.
إذا كان المعتقل الإسلامي يطلب محاكمة عادلة وعلانية، والمواطن المغربي يسعى للعيش الكريم وفهم الحقيقة.فالمعول عليه عدم خلق نعرات بين أفراد الشعب المغربي.فحرب المواقع لن تجلب للبلاد إلا الخراب.







#الحيداوي_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوبيا الإرهاب وخرافة التهم في المغرب
- الشبكات الارهابية ومحاكم التفتيش بالمغرب


المزيد.....




- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحيداوي احمد - فصام الشبكات الإرهابية أم المخابرات المغربية؟ !