|
الاول من آيار يوم طبقة العمال العالمي واقتدارهاوتضامنها
مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)
الحوار المتمدن-العدد: 1902 - 2007 / 5 / 1 - 13:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نقترب من الاول من آيار يوم الطبقة العاملة العالمي والبشرية المعاصرة مقهورة ومستعبدة في اطار النظام الراسمالي بدرجة لم يسبق لها مثيل. الاول من آيار هو يوم الاقتدار والتضامن العالمي للطبقة العاملة، الطبقة الاجتماعية الوحيدة القادرة على انقاذ البشرية من مصائب واضطهاد وظلم هذا النظام، القادرة على تحرير نفسها والبشرية من كابوس الراسمالية. بالرغم من ان الطبقة العاملة هي خالقة الثروات الهائلة في المجتمعات المعاصرة، الا ان حصتها من منتوج عملها ومحصول انتاجية عملها المتزايد ومن الثروات المادية الغير محدودة التي تخلقها لم تزد، بل قلت نسبيا، حتى في اكثر الدول الرسمالية تقدما والتي تتوفر فيها اصلاحات. هذا وان الفقر والمرض وغياب الامان الاقتصادي والبطالة والحرمان من ابسط مقومات الحياة العصرية وغياب الخدمات الاجتماعية و الحرمان في كثير من الدول حتى من المياه الصالحة للشرب هي نصيب القسم الاكبر من البشرية وهي حصة اكثرية الطبقة العاملة العالمية من ثرواتها الهائلة التي تنتجها. القتل و الدماروالعنف والقهر المادي والمعنوي تواجه مئات الملايين من البشر في كل لحظة بسبب هذا النظام الطبقي وتناقضاته وحروبه والالة القمعية لادامته و بسب تقسيم واعادة تقسيم البشر على اساس الدين والقومية والطائفية والمذاهب والعرق واللون وغيرها. كما و تشق الراسمالية صفوف العمال بشتى الوسائل وتخلق التفرقة بينها حتى على اساس الجنس والعاطل عن العمل والعامل الشاغل وغيرها . ان البرولياريا المعاصرة لا تنتج فقط وسائل العيش والعمل و وسائل الرفاه للبشرية المعاصرة بل ومن فائض منتوجها المستحوزة من قبل البرجوازية تدفع قيمة وسائل استعبادها السياسي والفكري والمعنوي ايضا. ان الاف المليارات التي تصرف سنويا على الميزانيات المخصصة للجيش والبوليس والحروب واجهزة القمع ووسائل الاعلام ووسائل التدمير العسكري وبناء العسكرتاريا وغيرها هي من فائض عمل الطبقة العاملة العالمية والتي تصرف على اعادة انتاج واعادة هذ ا النظام الطبقي الاستعبادي. لم تكن يوما للبشرية امكانية بان تعيش في الرفاهية مثل ما متوفر لها اليوم ولم يكن ممكنا في ان تتمتع جميع افرادها بالتساوي بحياة ممتعة ومبدعة وخلاقة ومرفهة مثل ما هوممكن اليوم ، لم يكن امر تحرير العمل و تحقيق خلاقية و ابداع الافراد مطروحة وممكنة مثل ماهو موجود اليوم ، ولم تكن الوسائل و الشروط المادية متوفرة امام البشرية كي تطبق مبدء تطور الفرد كشرط لتطور الجميع مثل ما تتوفر اليوم . ولكن على العكس من ذلك لم ترى البشرية عهدا تسوده اللامساواة بين البشر والحرمان وخنق التطور الحر للافراد مثل ما يجربه في هذا العهد. فانتاج و اعادة انتاج هذا التناقض الصارخ وهذه اللامساواة والحرمان والبؤس بين صفوف البشرية هو في كونها لا تزال رهينة نظام اقتصادي واجتماعي مبني على اللامساواة و استعباد الانسان للانسان في عملية الانتاج ، رهينة نظام العمل الماجور. اي ان تلك الماسي هي اخص منتوج استيلاء واحتكار حفنة من الطبقة الراسماليين على وسائل الانتاج واستحواذهم في عملية تراكمية على فائض عمل الطبقة العاملة العالمية، وبسبب كون الانتاج هو بهدف تحقيق ربح الرسمال وتراكم الراسمال. ان يوم الاول من ايار هو يوم اظهار القوة والاقتدار الطبقي للعمال وهو يوم اظهار اقتدر القوة الاجتماعية التي بامكانها اسقاط الراسمال و هذا النظام المقلوب. فهو يوم فرح هذه الطبقة العالمية والاعتزاز بنضالاتها وتضامنها و امكانيتها في تحرير نفسها و البشرية من مصائب النظام الحالي، انه يوم للسرور و السعادة و تعريف المجتمع بقوة هذه الطبقة و اقتدارها لتحقيق السعادة للمجتمع. رغم المصائب الكبيرة التي تواجه الطبقة العاملة في العراق علينا ان نحتفل بهذا اليوم باي شكل ممكن وباية وسيلة اجتماعية متوفرة لدينا وعلى اية مستوى كان. ان الطبقة العاملة في العراق تعيش وتديم بعملها و حياتها في اتون الحرب الارهابية و الطائفية ومجازرها وفي ظروف الفلتان الامني و الدمار والابادة الجماعية اليومية على ايدي تفجيرات الارهابيين ومجازر الميليشيين الطائفيين والحر ب الطائفية والهجمات العسكرية لقوى الاحتلال و الحكومة الميليشية المرتبطة بها. انها تعيش في اجواء خنق الحرية وغياب الامان لنفسها ولاطفالها والهجوم الوحشي على المراة ومكانتها و حقوقها على ايدي قوى الاسلام السيا سي السني والشيعي. ان العمال يقتلون في الساحات العامة واماكن عملهم و في احيائهم السكنية و اثناء ذهابهم الى محل العمل وايابهم منه . ان الاحزاب والقوى القومية و الاسلامية و قوى الاحتلال يتنافسون على خلق المزيد من الدما روالمجازر بحق الجماهير و يتنافسون على القيام بمزيد من الانفجارات والارهاب و القتل على الهوية وتوسيع وتقوية فرق الموت و مستمرون على خلق الهوة بين الجماهيرعلى اساس الدين و الطائفية و القومية و الجنس و يرتكبون مجازر لتحقيق ذلك. ان الطبقة العاملة و خلال السنوات الاربع الماضية حافظت على المكتسبات المدنية للمجتمع و كانت الطبقة الاجتماعية الاساسية التي وقفت بحزم بوجه انتشار نار الحرب الطائفية داخل اوساطها. انها الطبقة الاجتماعية التي لها هوية انسانية شاملة ومصالح طبقية تحررية . انها كانت و لا تزال العمود الفقري للحفاظ على مدنية المجتمع و انقاذها من ايدي قوى السيناريو الاسود. انها لم تكن طبقة نشطة سياسيا والحركة العمالية لم تستطع ان تنمو بشكل تضع الحد للماسي التي تفرضها البرجوازية ولكن ليست هناك طريق للخروج من الوضع المسدود الحالي الا عن طريق انماء الاقتدرا الطبقي السياسي و الاجتماعي لهذه الطبقة. فهذه هي مهمة الشيوعية العمالية وحزبها بالاساس. ان العراق وبالرغم من كل الماسي هو المكان و المجتمع الذي تم الاثبات فيه وخلال السنوات الاربع الماضية بانه ليس هناك وفي هذا المكان الغارق في ماسي سيناريو الاسود راية تحررية غير راية الحركة العمالية التحررية والشيوعية العمالية. ان جميع البدائل التي تطرحها البرجوازية على مختلف الوانها هي مفلسة و تجلب المزيد من الدمار، ان القيم و الاهداف التي تحرك البرجوازية و تياراتها القومية و الدينية ليست الا المزيد من غرق المجتمع في مصائب الحرب والدمار . لنقوي الحركة العمالية التحررية في العرا ق ولنقوي التضامن الاممي للعمال ليتحول العمال الى قوة سياسية مؤثرة و ياخذوا المبادرة السياسية لوضع الحد لجرائم البرجوازية . عاش الاول من ايار عاشت الحركة العمالية التحررية عاشت الحرية و المساواة
#مؤيد_احمد (هاشتاغ)
Muayad_Ahmed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آفاق جديدة امام الحركة العمالية في العراق، اتحاد المجالس و ا
...
-
فشل ستراتيجية بوش، تحويله الى مكسب للبشرية مرهون بتصعيد نضال
...
-
تيارات الاسلام السياسي مستمرة في تصعيد مجازرها ضد العمال في
...
-
اربع سنوات بعد قرار الحرب على العراق والحل هو تحقيق البديل ا
...
-
حرب البارزاني حول العلم لعبة تستهدف اعتراض الجماهير وتهرب من
...
-
انتهت الحرب في لبنان مؤقتا ولكن دوافعها لا تزال تهدد سكان ال
...
-
بصدد مظاهرات جماهير كردستان الحالية ضد الحزبين القوميين الكر
...
-
الاول من ايار يوم الاقتدار والتضامن الطبقي للعمال
-
تأسيس الحكومة ام تعميم وترسيخ الطائفية الاسلامية والقومية
-
بعد ثلاث سنوات من الدمار لا زال التغيير مرهونا بمبادراتنا ال
...
-
الثامن من ذار يوم المراة العالمي
-
لا يفيدنا الترقب اننا في مازق دمار حياتنا المدنية فيجب التصد
...
-
يجب التصدي للخنق البعثي للحريات في كردستان على ايدي الحزبيين
...
-
التصويت لحماس تراجع مؤقت لآمال الجماهير التحررية في فلسطين
-
لنقف بوجه من يمس حرية التعبير لا للاستبداد الاسلامي
-
تشكيل -الحكومة-! الاسلامية الشيعية في العراق خنق لارادة الجم
...
-
الحكومة المؤقتة الحالية، حكومة تشديد السيناريو الاسود
-
كلمة مؤيد احمد في المؤتمر الثاني لاتحاد المجالس و النقابات ا
...
-
حديث مؤيد احمد في مراسيم الذكرى السنوية الثانية لمنصور حكمت
...
-
اغتيال رفيقنا العزيز محمد عبدالرحيم وصمة عار كبيرة على جبينك
...
المزيد.....
-
ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف
...
-
زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
-
-خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|