أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عالية بايزيد اسماعيل - من المسؤول عن انتهاكات حقوق اليزيدية















المزيد.....

من المسؤول عن انتهاكات حقوق اليزيدية


عالية بايزيد اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1897 - 2007 / 4 / 26 - 12:12
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


إن المجزرة الأخيرة التي ارتكبت بحق 24 بريئا يزيديا على أيدي فرق الموت وكتائب عزرائيل على خلفية أحداث منطقة يحزاني , جريمة بعيدة كل البعد عن كل القيم الدينية والأخلاقية , جريمة يندى لها الجبين جعلت الأوضاع الطائفية تطفو من جديد على صفيح ساخن و أدت إلى نتائج جرت آثارها على منع جميع شرائح الطلبة والموظفين والكاسبين من دوامهم وأماكن عملهم , وتهجير قسري لعشرات العوائل الآمنة من منازلهم في سياسة شوفينية جديدة لإبادة هذا الشعب الأمن المسالم بعد ما أثارته وسائل الإعلام والفضائيات المغرضة بتحشيد الرأي العام الإسلامي ضد اليزيدية وعلى الخصوص موقع العربية نت والقدس برس والبصرة بعدما تناقلت خبر مقتل فتاة مراهقة على أيدي أبناء جلدتها لهروبها مع شاب مسلم غرر بها ومن ثم إعادتها إلى أهلها ليوقعوا بها القصاص ,والذي سنتناوله لاحقا بالتفصيل , إن تداعيات مقتل (دعاء) كانت الشرارة الأولى لانطلاق حرب شعواء وحرب إبادة ضد أبناء الديانة اليزيدية وأعادت إلى السطح تلك الأحقاد الدفينة بعد تناقل وسائل الإعلام ذلك الخبر بطريقة استفزازية بعيدة كل البعد عن الحقيقة وقدمت السم على طبق من ذهب لان الفتاة لم تشهر إسلامها أولا ثم هي مجرد فتاة قاصر لاتعرف من الأديان إلا أسمائها وهي لحقت بشاب مسلم عن طيش وهوى لم تكن تقدر نتائج فعلتها تلك الاان الخبر الذي نزل على موقع العربية نت حصد اكبر عدد من التعليقات التي تجاوزت ال350 تعليق كلها تسب وتشتم وتطال الرموز الدينية اليزيدية وتصفها بما لا يليق وهذه الديانة السمحاء ,وهذا دأب العربية نت في إثارة المواضيع التي تبحث عن الإثارة والتشويق على حساب الحقيقة , وهذا الذي حصل مع قضية مقتل دعاء حيث لم تمضي سوى أيام قليلة حتى بدأت الهجمة الشرسة بعد ذلك التحشيد الإعلامي ضد كل ما هو يزيدي , والتي حصدت في جولتها الأولى 24 شهيدا مغدورا لاعلاقة لهم بالحادث ولا بدعاء ولا بأهلها لامن قريب ولا من بعيد لتبدأ بعدها مسلسل الجينوسايد او حرب الإبادة وباسم الدين , ترى أي دين هذا الذي يبيح قتل الأبرياء من دون أي ذنب , الم يرد في القران ( ولاتزر وزر وازرة أخرى ) , أليس هذا من القران , وأين السلطات التنفيذية وقوات الشرطة والأجهزة الأمنية , ثم أين منظمات المجتمع المدني ووزارة حقوق الإنسان وما جدوى وجودها في العراق , التي يفترض أنها تقدم خدماتها بعيدا عن التحزب والطائفية والعنصرية الدينية والقومية وتمارس نشاطها بعيدا عن رقابة الدولة , إذا كانت حقوق الإنسان في العراق منتهكة ومسلوبة , أية ازدواجية هذه وأي موقف مهزوز لهذه المؤسسات والعنف يتزايد بحيث لو وزع على كل مجتمعات الأرض لناءت بحمله إلا إن واقع حقوق الإنسان في العراق مختلفا تماما عن كل المواثيق والأعراف والمعاهدات الدولية بسبب غياب الدولة والقانون وانعدام الأمن وانتشار الفوضى وإعمال العنف والتي سلبت الإنسان العراقي أول حق له إلا وهو حق الحياة , فحقوق الإنسان في العراق واليزيدي بشكل خاص مهددة بمواجهة تحديات الجماعات الإرهابية ومافيات الملثمين والثياب السود وهي بحاجة إلى تدخل سريع من قبل المنظمات والهيئات الإنسانية العالمية , هذا عدا عن نظرة الاستصغار التي يرمقنا بها هؤلاء المتشددون المتطرفون في زمن اقل ما يقال عنه انه زمن ترسيخ حقوق الإنسان , فأين أصبحت ملفات حقوق الإنسان وأين ركنت ملفات حقوق الأقليات الدينية وعلى أية رفوف تركت نسخ الدستور العراقي الحالي . يكفينا ما لحق بنا من إجحاف وهضم للحقوق وكأننا لسنا مواطنين عراقيين اصلاء عشنا وعاش إباؤنا على هذه الأرض منذ آلاف السنين , فلكل منا قيمه الدينية التي يؤمن بها أليس العراق بلدا متعدد الأديان والثقافات .
يقينا إن كل مذنب يحاسب بذاته على ذنبه ولا يحاسب غيره قط على ذلك الذنب مهما كان كبيرا ومهما كانت علاقته بالمذنب لذلك ما ذنب هؤلا العمال الأبرياء ليدفعوا حياتهم ثمن أفعال غيرهم , وما ذنب العوائل الآمنة لكي تهجر من منازلها تاركة كل مصالحها في الموصل وما ذنب الطلبة ليجبروا على ترك دراساتهم وجامعاتهم وكلياتهم ومعاهدهم ومدارسهم والامتحانات النهائية على الأبواب ليخسروا سنة من عمرهم بعد أن قضوها على مضض في ظل الأوضاع المتردية واغلبهم على أبواب التخرج والمراحل النهائية من الدراسة .
أما المظهر الثاني من غياب حقوق الإنسان في العراق فهو ماحصل من تداعيات ومقتل فتاة قاصر بطريقة همجية وشرسة بعيدا عن كل الأخلاقيات الإنسانية والقيم السماوية إن المشاهد المأساوية لمقتل تلك الفتاة والتي نزلت على موقع البصرة جعلت الأطراف المتشددة تستغل هذا الوضع لصالحها في بث التعصب الديني وإشاعة ثقافة الخوف والإرهاب ضد اليزيدية والهجوم عليهم وكما أسلفنا إن العبء تتحمله القنوات العربية التي وصفتها بالفتاة المسلمة مع أنها بنت يزيدية لم تشهر إسلامها أحبت مراهقا مسلما وهربت معه والذي أعادها إلى أهلها هو والد ذلك الشاب الذي هربت معه لتبدأ معها فصول المأساة التراجيدية تلك بحقها فهي لم تختر إن تترك دينها وتلجا إلى دين الحق والسراط المستقيم هي مجرد مراهقة تبعت قلبها دون أي تقدير للعواقب وهنا يقع اللوم على أهلها لان الواجب كان يقتضي أن يبينوا لها حقيقة انتمائها الديني وعواقب ترك الدين والجري وراء شخص ليس من دينها خاصة وهم يعيشون في مجتمع محافظ ومثل هكذا أفعال نتائجها تكون وخيمة عليها وعلى أهلها وكان على أهلها أن يلاحظوها وان يرشدوها بالنصح لتجنب ما لايحمد عقباه , لكن الذي حصل حصل ووقعت المصيبة وحق عليها بعد أن أعادها والد الشاب وسلمها إلى أهلها حق القصاص وهي القتل غسلا للعار وهذا يحدث في جميع المجتمعات القبلية والعشائرية لان جرائم ألقت غسلا للعار ليست جديدة على مجتمعاتنا التي تحكمها الأعراف والتقاليد القبلية المتوارثة والتي لازالت باقية لحد الآن وهنا اللوم كله يقع على القوانين التي أباحت قتل المرأة غسلا للعار والذي ذهب ضحية هذه القوانين ألاف النساء البريئات لمجرد الشك في سلوكهن والذي يشكل اقسي أنواع العنف ضد المرأة في المجتمعات القبلية والعشائرية بسبب القيود والأعراف والتقاليد وثقافة المجتمع التي تدافع عن الرجل حتى في جرائم الشرف والعار وتتركه بينما تدفع المرأة وحدها ثمن ذلك العار , ولو فعلت أية فتاة مسلمة مثل الذي فعلته دعاء لتكرر نفس السيناريو معها وهو ما حصل قبل مدة ليست بالبعيدة عندما قتلت فتاة مسلمة لمجرد ركوبها بالسيارة مع شابين يزيديين حيث أقام أهلها وعشيرتها الدنيا ولم يقعدوها ضد جميع المقدسات والممتلكات والمراكز الثقافية اليزيدية ترى لماذا لم تتحرك وسائل الإعلام والقنوات الفضائية في حينها ؟ أم أن ما يحق لهم لايحق لغيرهم ؟.
أما لماذا اجتمع شباب يحزاني للانقضاض على دعاء بهذا الشكل المستهجن وقتلها بتلك الصورة الهمجية , فان علي الوردي في كتابه ( شخصية الفرد العراقي ) يبين هذه الحالة على انه سلوك جمعي ينشا تلقائيا حيث يتجمع الناس في قضية معينة تكون على الأغلب غير منتظمة في الأجواء المتوترة والقلقة حتى تنقلب هذه الجموع إلى غوغاء تقوم بأعمال عدوانية وعدائية والتي على الأغلب تقتصر على فئة الشباب المراهقين والمندفعين والعاطلين عن العمل للقيام بإعمال طائشة متطرفة وتزداد حالات التطرف إذا أدرك الفرد إن الآخرين معه يجهلونه وهو بدوره يجهلهم مما يدفعه إلى رفع الضوابط السلوكية ويقوم بإعمال يمتنع في العادة عن ممارستها بسبب انعدام التفرد داخل الجماعة مما يزيح المسؤولية الأخلاقية عن نفسه ليضعها على كاهل الجماعة عن طريق الإيحاء حيث يتأثر الفرد بسهولة بالجماعة المندفعة فينساقون معهم إلى القيام بنفس أفعالهم .
فالمشكلة إذن تكمن في ثقافة مجتمع بأكمله الذي يغلب عليه الجهل وينقصه الوعي والثقافة وإذا ما اجتمعت الحرية مع الجهل فإنها تصنع وحوشا بشرية لان الجهل يهبط بالإنسان إلى ما دون الطباع الحيوانية ويطلق الغرائز والنفس الإمارة بالسوء التي لايمكن ردعها إذا ما تنفست هواء الحرية فالجهل والحرية لايتفقان والافسيحل الخراب والدمار في المجتمع الجاهل , وما أكثر دعوات الحرية التي فشلت بسبب الجهل المروع التي تستعبد العقول وتطلق الغرائز والأحقاد والتي تقضي على مواطن الخير في الإنسانية لذلك قيل إن الناس أعداء ما يجهلون . فالخلل في داخل نفسية الفرد التي فقدت الضمير والحس الإنساني الذي تفشى حتى وصل إلى درجة الكارثة التي أصبحت تهدد مجتمعا كاملا بالانسلاخ عن إنسانيته كل ذلك بسبب الجهل الذي يعتبر آفة الشعوب والمجتمعات البشرية.





#عالية_بايزيد_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشريع والثورة العلمية والطبية
- لماذا يتهم العلمانيون بالالحاد
- كيف يتحقق الردع عند الغاء عقوبة الاعدام
- ملامح الدين والديمقراطية وفق المنظور الديني في العراق
- العلمانية ضمانة اكيدة لتحقيق هدف التعايش السلمي بين جميع الم ...
- في يوم المرأة العالمي .. اثر التيارات الدينية على واقع المرأ ...
- عن اي ديمقراطية يتحدثون
- رئيس تحرير منتدى انا حرة في حوار مع الامين العام لحركة الاصل ...


المزيد.....




- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
- عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط ...
- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عالية بايزيد اسماعيل - من المسؤول عن انتهاكات حقوق اليزيدية