أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - القوة الصماء في عهدة قائد ملهم















المزيد.....

القوة الصماء في عهدة قائد ملهم


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 1897 - 2007 / 4 / 26 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مؤتمر صحفي عقده ممثلو التيار الصدري يوم 16 ابريل 2007 قرأ فيه الناطق الرسمي نصار الربيعي رسالة زعيم التيارالسيد مقتدى الصدر المتضمنة، انسحاب التيار من الحكومة وخروج وزراءه الستة، احتجاجاً على تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي ،الرافضة لأي جدولة اوانسحاب للقوات المتعددة الجنسيات من البلاد في الوقت الراهن مالم يتوفر ظرف مناسب لذالك ..... ليس المهم في الأمر هنا التوقف عند أهمية بقاء أو انسحاب الكتلة الصدرية من الحكومة،فهذا الأمر يندرج في حسابات سياسية للتيار، لاتتعلق بموقف مبدئي سياسي ، آن الأوان لاستجماع ممكنات تنفيذه، بل بأجندة أخرى لسنا بصددها، ، على أية حال فجوهر الموضوع،الذي اردت معالجته هو دور القوة الصماء في الثقافة السياسية العراقية التي شكلت وتشكل على الدوام الرديف الاحتياطي الجاهز لتعزيز وبناء منطوق واليات ألطغيان والاستبداد وصناعة القادة المستبدين وهو ماجا ري على قدم وساق في بلادنا المنكوبة، المهم أن تستحوذ الكيانات السياسية والدينية على هذه القوة الصماء لتبتز بها الآخرين وترعبهم، مهما كانت الصورة البائسة التي ستظهر بها، المهم أن يكون هنالك قائداً ملهماً تركض وراءه وهو يحدد شواخص الطريق لها. من العدل والمنطقي جداً أن يظهر المرء صبراً وتفهماً في المعاينة لهذه الظواهر في حدود نقد معرفي مرن وشجاع، قد يجده البعض غير مجديا في بيئة سياسية فاسدة وهذا حق مفتوح.... من هذا المنطلق يمكن القول إيجازا بأن مواصفات القوة الصماء لم تغيير لاهي ولامهامها ولا أوليائها من حيث الشكل والمحتوى وبقيت رفيقاً للمشهد السياسي في تلاوينه المتخلفة، في استحالات عديدة دون تغيير
فالقوة الصماء مازالت هي ذاتها.. جموع بشرية عمياء مسخرة باتجاهات مضللة نحو أهداف سياسية محددة محمولة على أكتاف الشعارات الأيدلوجية مندفعة بالهام زعيم اوحزب اوطائفة أواثنية أودين وهي ترطن خلف مشروعه السياسي تحمل البندقية والشعار في بعديهما الشعبي والسلطوي..... وفي تاريخنا الحديث والمعاصر، كثيراً وغالباً ماأستخدمت هذه القوة الصماء كحاملة لمشاريع يسارية وقومية اودينية طائفية وحتى وطنية،بوجوهها المختلفة سواءً كان ذلك خلف زعيم أو سلطة حزب اوطائفة ، وفي أحايين كثيرة يكون وقع القوة والتضليل راغماً للقوة الصماء أن تخضع للسلطان وهي صاغرة، كما هو جاري في بلادنا وهي لاتمثل الاحتجاج بمفهومه الديمقراطي والمدني الذي نشجعه ونحتاج اليه، ونحث على ممارسته ، وهي لاتتحرك في فضاء الاختيار الحر،بل تؤدي رقصة استعراض القوة والتهديد المكشوف، في انقياد أعمى نحو تخيل خلق الهدف السياسي من خلال هذا
الجنوح النمطي الذي استغرق الكيانات...... باعتباره وسيلة رئيسية للهيمنة والتمدد
والاستحواذ أو صنع التأييد كخيار جاهز، كما كان يجري إبان حكم البعث ألصدامي، فالبعث كسلطة كان غارقاً حتى اذنية ومدمناً على استخدام القوة الصماء في كل مناسبة، سواء كان ذلك في غمرة الانتصارات المزعومة أوالهزائم كغطاء مزيف لفعل يستجدي الشرعية والتأييد في نطاق سياسي مفتوح رغم أن البعث جاء بدونها الى السلطة، دون الالتفات الى أهمية أو عدالة الانجازات المطلوب تأييدها،فمبايعة القائد لاتتم بدون بصمة القوة الصماء ، وغزو الكويت لايتم بدون مباركة خطوات القائد، الإعدامات في الشوارع شن الحروب والقائمة تطول..... مايستوقفني هنا أن ثقافة الاستبداد في استخدام القوة الصماء يجري استنساخها وإعادة إنتاجها على نطاق واسع في المشهد السياسي الحالي، كشكل مرجح من أدوات الضغط والترويع السياسي لفرض المشاريع السياسية من خلال خطاب الإقصاء والإملاء السياسيين، واعتبار نتائج أعمالها شرعية ومقدسة بوصفها ناطقة باسم الشعب وممثلة له . يبدو أن الأرض العراقية مازالت خصبة لإنتاج الطغاة والمستبدين واستنساخ نماذج مكررة معدلة منهم، فثقافة الاستبداد التي صنعت صدام حسين لم تمت معه، وحكمة (زعيم وقضية) لم تتلاش من ذاكرة القادة الجدد، وإذا أخذنا المظاهرة التي جرت في مدينة النجف التي نظمها التيار الصدري لرفض الوجود الأمريكي كنموذج، سنلاحظ انعكاسات السعي الحثيث والمتكرر لجعل مثل هذه المظاهر لسان حال يتكلم نيابة عن الشعب العراقي ، فبأ سسم هذا الشعب يجري تسويق المطالب ورفع الشعارات وترسم الأوليات لبلد كل مشاكله أوليات ، والشعب غافل.... أن الثقة بهذه الثقافة السياسية المغلقة لم يتغير وبقى منطوق هذه الثقة يراهن على إعادة واجترار نمطيات سياسية عقيمة وفاشلة دون قراءة جديدة بعيدا عن الصخب والضجة الهادرة التي تصنعه جموع صماء محتشدة متوترة.



، ان التلازم العضوي بين القوة الصماء وكاريزما الزعيم الملهم تجد تجسيدا ته في المظاهرة (المليونية) للتيار الصدري فالزعيم الملهم في هذه اللوحة، هو سليل مراجع دينية ويملك كل دواعي القداسة المفترضة، بوصفه سيداً ،من سلالة نبوية، كل هذا أضفى على ندائه المليوني اعتبارات الرفعة والأهمية، مسخراً نتائجه لمصلحة الشعب العراقي المظلوم ، فالتيار الصدري لايتحرك بدون قائده وبدون توجيهاته الحكيمة، ولا ادري مثلاً... إذا كان الشعب العراقي الذي يتكون من عرب وأكراد ومسيحيين سنة وشيعة تعدادهم 27 مليون نسمة والمظاهرة للتيار الصدري لنقل بأطفالها وصبيتها وشبابها ونساءها (مليون) فهل حقاً كانوا هولاء يمثلون الشعب العراقي ويتكلمون باسمه ويمثلون بقية مكوناته تلك المكونات التي تقودها أحزاب سياسية مشاركة في الحكومة والبرلمان وهي تمتلك رؤية أخرى تختلف عن رؤية التيار الصدري...؟ وهل كل الذين شاركو في المظاهرة يملكون الوعي والحس السياسي ليطالبوا ويؤيدوا تيارهم بالتصدي لقضية شائكة ومعقدة كقضية إخراج المحتلين أو جدولة انسحابهم وبخاصة في هذا المنعطف الخطير والمصيري..! والسؤال هنا..! لماذا ادمن الكل على التكلم باسم الشعب في بلد تعددي لايملك خطاب سياسي موحد ولا رؤية متجانسة ..! أن هذا النوع من الخطابات والمظاهر هو في الحقيقة، تعبير عن التمسك بثقافة استخدام القوة الصماء لفرض أجندة متشابكة تهيئ الظروف لمزيد من الفوضى والتدهور الذي هو المناخ المثالي لحكم وسيطرة المليشيات الحزبية الطائفية، وهي صورة مكررة للمظاهرات المليونية التي كانت تهتف للطاغية صدام حسين والذي انتخبته بنسبة ،99%، باسم الشعب العراقي . أن اللافت للأمر أن يجري إعلان انسحاب الوزراء الستة من الكتلة الصدرية من خلال رسالة السيد مقتدى الصدر وهي رسالة ذات دلالات مركبة، تعكس مديات الخضوع لثقافة (زعيم وقضية) في معناها الاستبدادي وتكريس لمفاهيم لم يبرأ منها الوعي السياسي العراقي، فالعلاقة بين الزعيم وأتباعه محكومة بالطاعة والتبعية والرهبة والقداسة، وحيث يكون الزعيم الملهم تكون هنالك قوة صماء هادرة.. أن (الأبوية السياسية) في العراق أخذت بعداً خطيراً فهي زعامات وراثية غير تداولية، لاتؤمن بالتعاقب القيادي عبر الاختيار الحر،وهي نوع من الملكيات، بمسميات أخرى ومنطوق مموه لها ومن هنا ينشاً التعقيد والإشكال في التعامل السياسي مع مثل هذه الكيانات، الذي يتصف قرارها بمركزية القرار الذي تحتكر إصداره الصلاحية المطلقة للزعيم الملهم،وهي في المحصلة ضد فكرة الدولة المدنية ومجتمع ديمقراطي تعددي بمؤسساته، وعليه يجب أن تكون هذه الصلاحية فوق الدولة، وعلى الدولة أن تعي هذا وتفهمه، ومن هذا الباب يجري التمسك بمبدأ معارضة وجود سلطة مركزية مهابة. من لدن زعامات ملهمة ....

في هذا التشابك الملتبس، تتنامى فكرة الزعيم الملهم الذي لايمكن للمسائلة القانونية والأخلاقية أن تطاله من قبل المؤسسات الدستورية أوالحزبية التي (تنتمي اليه).. فمثلاً لا يمكن لأحد من الملتزمين بالنهج الصدري أنفسهم، أن يرفضوا أطروحات زعيمهم ا التي يصدرها ولا يمكنها بكل الأحوال أن تخالف رأيه، فهو زعيم مطلق غير خاضع للمسائلة
والتدقيق وهذه مقدمة مبدئية لاضفاءالقداسة، والشمولية عليه كزعيم وقائد استثنائي، ضف الى ذلك انعدام الحيثيات الفكرية أصلا التي تبيح عملية النقد والتصويب داخل الصدريين، فالتيار الصدري لا يملك مفاهيم مثل التقويم والنقد والاحتجاج ولا يعرف آلياته وان عرفها فهو غير قادر على استخدامها فالأمر متعلق بزعيم فوق سحب النقد والاعتراض، لكن التيار الصدري يملك كل الأدوات المختلفة في مواجهة من ينتقده أو يعارض توجهاته من القوى الاخرى.. من الإنصاف القول أن التيار الصدري ليس وحده من يستخدم القوة الصماء بالهام وفتوى من زعيمه في تنفيذ مشاريعه السياسية، بل اغلب القوى السياسية العراقية،، باتت تبحث عن وسائل وأساليب لخلق الطغاة والمستبدين، الذين فاقت رمزيتهم حدود التكليف السياسي والإدارة القيادية لتصبح. (إمامة سياسية معصومة) وهذا لايشمل العرب الشيعة اوالسنة، بل الكيانات الكردية الحاكمة، برموزها،فهل يستطيع أحد على سبيل المثال أن
يزحزح موقف السيد مسعود البارزاني ويقنعه أن يكف عن تكرار تصريحاته القومانية المتياسرة والاستعلائية التي تضر بالشعب الكردي..! أويستطيع أحدا أن يعارض السيد عبد العزيز الحكيم ويثنيه عن عناده، بان فكرة أقاليم الوسط والجنوب غير ناضجة وتحمل بذور الاحتراب والتشرذم، فيصغي إليه وهل باستطاعتك تبصير حارث الضاري بالقول، اتقي الله في شعبك وهو يذبح بخناجر الجهاديين المزعومين الذين تؤيدهم بالطبع كلا ...لان القوة الصماء مازالت تحت الطلب وهي الجواب على كل اعتراض اورؤية مخالفة لاستشراف وعبقرية القائد الملهم سواءً كان يضع على رأسه العقال أو الجمداني أوالعمة أو أفندي. لقد بلانا القدر بدكتاتور مستبد وبيئة فاسدة رحل الدكتاتور فبقيت البيئة ألفاسدة، التي صنعت أكثر من قوة صماء وأكثرمن دكتاتور. ومستبد. وطاغية. وارهابي. عندما يعتقد القائد..... بأنه ملهم واستثنائي فهذا يعني انه يسعى إلى مزيد من الحماقات لاقترافها.......!



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاسع من نيسان 2003 تاًملات في اطلالة تاريخ
- حسن العلوي ابن حقيقته
- سر الرجولة التي أثبتها صدام للشيخ أحمد زكي يماني
- صالح المطلك ينوح على صروح الدكتاتور.
- حين توارى رئيس جمهوريتنا الطالباني في منتجع دوكان
- حداد القذافي علىصدام نفاق المستبدين ونخوتهم الكاذبة
- عندما يجعل عبد الباري عطوان.... صدام مرفوع الرأس .
- تقرير بيكر هاملتون وعقدة الاستعلاء الامريكي
- . !بقاء القوات الامريكية في عراقنا ضمانة ومصلحة وطنية
- اربع عوائل تتحكم بمصير العراق- القسم الثاني والاخير...
- أربع عوائل تتحكم بمصير العراق-القسم الاول
- السيد مسعود البارزاني يحسم خيارات العراق بثلاثة فقط لاغير
- الطائفية مأزق العراق القاتل
- أي غريم نصالح؟
- في الزمن العراقي الردئ قادة التخلف يتحكمون؟
- أين الخلل في حكم الشيعة للعراق
- العراق يحترق وقادته مازالوا يتباحثون
- الأنتهازيون والمرتزقة قاعدة وسند لكل انحراف واستبداد
- غربة الخطاب السياسي العراقي ومرتكزاته المفقودة
- لتعد العمائم الى مساجدها


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - القوة الصماء في عهدة قائد ملهم