أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - قاسم حسين صالح - حصة العراقي بالنفط ... والدستور














المزيد.....

حصة العراقي بالنفط ... والدستور


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 1898 - 2007 / 4 / 27 - 11:28
المحور: حقوق الانسان
    


في دراسة ميدانية عن أسباب النهب والسلب التي حدثت في 9/4/2003 كانت إحدى الإجابات الملفتة للانتباه، أن الذين قاموا بهذه الأعمال سوغوها بقولهم : ( حصتنا من النفط ) في إشارة منهم الى أن النظام السابق احتكر الثروة لنفسه وحرمهم منها . ومع أن هذا التجاوز على الحق العام ( وابشعه أن ينهب الإنسان وطنه ) لا يشفع له أي تبرير، فان له ( مسوغاته ) النفسية .
فالنفط كان هو السبب المادي في ما أصاب العراقيين من كوارث ومآس . فهو الذي مكّن الحاكم من شن حروب ( مخبولة ) وتشغيل ما كينته العسكرية التي كانت تحرق في اليوم ملايين الدولارات . وهو الذي مكنّه من ديمومة دكتاتوريته لثلاثة عقود . وهو الذي أغرى الدول الرأسمالية والتقدمية أيضا"! في أن تمنح الحاكم النفطي ( وليس العراق ) ديونا" بلغت اكثر من مائة وعشرين مليار دولار . وبالنفط أيضا" استطاع الحاكم أن يفسد أخلاق الناس بـ ( مكرماته). وبسببه فرض الحصار على الناس فأكلوا خبز النخالة المعجون بفضلات الصراصير، فيهما الحاكم يـأكل لحم الغزلان المطغّم برائحة الهيل. وبسببه ما يجري الآن من أحداث لا معقولة تدمي القلوب وتذهل العقول، لشعب مبتلى بمصائب الدنيا والآخرة.
ولهذا تولّد لدى العراقيين كره نفسي لهذه الثروة الضخمة . فبدل أن تكون نعمة لهم صارت نقمة عليهم بأن تحولت الى بارود احترق فيه الأحبة والوطن، واسودّ بدخانه مستقبل جيلين او اكثر . ولهذا تجد كثيرا" من العراقيين يتمنون لو انهم يستيقظون ذات صباح على خبر يقول لهم : ( أن كل ما في العراق من نفط قد تّسرب الى مكان آخر ) . وأظنهم سيهنئ بعضهم بعضا وان بألم لأنهم يرون بذهابه أن المحتل سيذهب ايضا"، وسيغلق باب الشر المفتوح على العراق.
ولكي يتم تبديد او خفض هاجس القلق والخوف من النفط لدى العراقيين . ولكي نمنع عن الحاكم المقبل للعراق ( الشريان ) المادي الذي يغريه بالانفراد بالثروة، ويحوله الى دكتاتور جديد، ومادامت الفرصة متوافرة الآن لأجراء تعديلات على الدستور فإننا نرى ضرورة أن يتضمن الدستور مادة تنص على ( تحديد راتب شهري من واردات النفط لكل فرد عراقي ) .
إن تضمين هذه المادة في الدستور الدائم للعراق له منافع وطنية واقتصادية ونفسية في مقدمتها : أنها توحّد الشعور لدى العراقيين كافة بالشراكة في ثروة عامة، يؤدي بالضرورة الى الحرص عليها وتطويرها واستثمارها في مشاريع إنسانية وحضارية، فضلا" على أن هذا الشعور سيؤدي ايضا" الى خفض الرشوة والاختلاس والفساد المالي والإداري، الذي انتشر بعدوى أسرع من الطاعون، حتى صار العراق الدولة العربية الأولى في (انفلونزا) الفساد وأنفلونزا الطيور!.
ترافق هذه المنافع منفعة أخرى ــ ربما أهم ــ هي أنها ستحيي الشعور ( بالمواطنة ) و ( تعقلن ) قرارات الحاكم، وتعمل على ردم فجوة نفسية بين السلطة والعراقيين لها عمق في زمن يمتد اكثر من ألف عام .




#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقي وسيكولوجية الرمز
- الشخصية العراقية تخطّئ علم النفس!
- العراقيون...وسيكولوجية الحاجة إلى دكتاتور!
- يا أعداء أمريكا ... اتحدوا لتدمير بغداد !
- تعدد مرجعيات الإرشاد لدى العربي بين العلم والخرافة
- الحقيقة ...عند الحاج غيلان !
- العراقي : هل صار مكروها عالميا ؟!
- هاملت شكسبير تحليل لشخصيته وتردده
- العراقي ... و الخوف
- كلب بافلوف !
- نظرية الوردي ...لم تعد صالحة
- مظفر النواب
- المرأة موضوعاً شعرياً في الابداع العربي - مشاعر وجدانية قدمت ...


المزيد.....




- الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه ...
- الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس ...
- دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية: هل يكبّل نتانياهو؟
- بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث ...
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال ...
- هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟ ...
- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - قاسم حسين صالح - حصة العراقي بالنفط ... والدستور