أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - العراقيون...وسيكولوجية الحاجة إلى دكتاتور!














المزيد.....

العراقيون...وسيكولوجية الحاجة إلى دكتاتور!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 1897 - 2007 / 4 / 26 - 12:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما سأتحدث عنه قد يغيظ السياسيين من "الأفندية" و"المعممين". ولكن ما يشفع لي أنني لست سياسيا، ولا علاقة لي بأية كتلة دينية ، إنما أنا معني بتحليل اجتماعي - نفسي لطبيعة المجتمع العراقي ، وانعكاسها على السياسة بوصفها نتاج هذه الطبيعة.
ونرى نحن (السيكولوجيين الاجتماعيين الذين لا يرتاح لنا السياسيون!) أن الشخصية الإنسانية هي نتاج نظامها الاجتماعي ـ السياسي ـ الثقافي، والأسري . ولأكثر من " 1400" سنة ، حكمت العراق أربعة أنظمة ( الأموي والعباسي والعثماني والبعث ) تجمعها صفة مشتركة هي أن الذين حكموا العراق من هذه الأنظمة كانوا ، في غالبيتهم المطلقة، دكتاتورين.
و"الدكتاتور" بمعناه السيكولوجي ، موجود في حياة العراقيين، من الأسرة إلى العشيرة إلى الدولة. فـ"الأب" في الأسرة العراقية دكتاتور مطلق. ولدى العراقيين يقين بأن الأسرة التي لا يكون فيها الأب قويا " دكتاتوراً " فأن أمورها لا تستقيم، وأنه اذا مات فجأة تفرّق الأبناء واختلفوا (صورة مصغّرة لما حصل). والإقطاعي في العشيرة دكتاتور مطلق . ولدى الفلاحين يقين بأن العشيرة التي لا يحكمها شيخ قوي " دكتاتور " تكون ضعيفة. حتى الأحزاب عندنا، بما فيها التقدمية، يكون الولاء فيها لرئيس الحزب أولا.وحتى في معتقداتنا الشعبية نقول: " الأمام الما يشور... محّد ايزوره".
هكذا " عجنت " سيكولوجية الحاجة إلى دكتاتور في الشخصية العراقية، لدرجة أنها كانت تعظّم من يأخذ السلطة بالقوة " انقلاب في الغالب ". ولا تتفق مع الآخر على أن يتولى أمور العراقيين عراقي بالتراضي . وشاهد على ذلك أنهم في عام 1921 لم يتفقوا على اختيار رئيس للدولة من بينهم. ولهذا عملت الحكومة البريطانية بنصيحة " المس بيل "بأن استوردت لهم ملكا من الخارج!.
وكان أن نجم عن "سيكولوجية الدكتاتور " رذائل نفسية وسلوكية، أخطرها: إفساد أخلاق الناس " والحال يغني عن المقال "، والبارانويا بين السياسيين . فمعظم قيادات الأحزاب والكتل الدينية المؤتلفة في السلطة مصابة بـ" البرانويا "..أعني الشك بالآخر. بل أن درجة البرانويا لدى بعضها تصل إلى حالة هوسيه مرضيه تدفعها إلى تبني شعار " لأتغدى به قبل أن يتعشى بي ". وشاهد على ذلك المائة ضحية كل يوم، التي تعزى بالكامل إلى الاحتراب الطائفي، فيما سببها الأول هو: بارانويا "المؤتلفين" في السلطة.
ولوثة أخرى ورثناها هي أن أحزابنا السياسية ( ولا أعني المئة التي ظهرت حديثا !) لا تزال قائمة على صراع الأيديولوجيات.. نتاج السلطات الدكتاتورية. فيما الأحزاب وجدت أصلا بوصفها انعكاسا لحاجات الناس ووسائل لتحقيقيها. وأننا لا نزال نفهم السياسة على أنها صراع أفكار ومبادئ وقيم، فيما هي في جوهرها فنّ إدارة شؤون الناس الخدمية وكل ما يتعلق بتطوير حياتهم .
والمشكلة أن قادة السلطة في الحكومة لم يتخلصوا بعد من سيكولوجية الدكتاتور الكامنة في أعماقهم،لاسيما الشك المرضي بالآخر والتعصب للمبدأ، فيما الناس جزعوا من الإيديولوجيات والأفكار والمبادئ التي لا تطعمهم من جوع ولا تأمنهم من خوف .
والفريقان " السياسيون والناس " في محنة. فالسياسيون يعيشون صراعات نفسية، من الشعور بالإحباط النابع من يقظة الضمير، وخذلان من منحوهم أصواتهم ، ودرء تهمة أنانيتهم ، والخجل من قراءتهم في عيون العراقيين لتناقضهم بين ما دعوا إليه وما هم عليه ، الى خشية تؤرقّهم أن يأتي يوم يسلقونهم بألسنة غلاظ..ويا ويل من يقع في أفواه العراقيين!.
أما الفريق الثاني..الناس، فأنهم صاروا يحنّون إلى " دكتاتور " يأمنهم من خوف في الأقل... وتلك هي الأكثر وجعا!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أعداء أمريكا ... اتحدوا لتدمير بغداد !
- تعدد مرجعيات الإرشاد لدى العربي بين العلم والخرافة
- الحقيقة ...عند الحاج غيلان !
- العراقي : هل صار مكروها عالميا ؟!
- هاملت شكسبير تحليل لشخصيته وتردده
- العراقي ... و الخوف
- كلب بافلوف !
- نظرية الوردي ...لم تعد صالحة
- مظفر النواب
- المرأة موضوعاً شعرياً في الابداع العربي - مشاعر وجدانية قدمت ...


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - العراقيون...وسيكولوجية الحاجة إلى دكتاتور!