أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صباح الانباري - باسم فرات ومراثي الأنا الجامحة















المزيد.....

باسم فرات ومراثي الأنا الجامحة


صباح الانباري

الحوار المتمدن-العدد: 1897 - 2007 / 4 / 26 - 07:55
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


في مدينة ،لم تقهرها القنبلة الذرية ، حط رحال قصائده المدماة موزعا حروفها النازفة بين ( خريف المآذن ) وبين أناه التي أدمنت التشضي والضياع
في مدينة تشبه قصائده التي ضربت بالفواجع والمواجع وجبروت الهراوات والتفاهات لكنها في لحظة ، توارت خارج طيش الموت
. استعادت نهاراتها الأفلة
.في مدينة استعادت هيروشيميتها من بين ملايين الذرات العصية على المهادنة
في مدينة ورثت روحَ العنقاء أجنتها فانزاح من عليها خريف المآسي ليخفق جناحاها في فضاءات الجمال والكمال .. في هيروشيما وضع باسم فرات سندبادية قصائده ومراثيه على موطن جروحه المتناسلة مستذكرا ومسترجعا سالف أيامه في كربلاءات الفواجع وبغداديات الرماد وارهاصات المنافي
كل فكرة تبرق في فضائه الداخلي توقد شمعة لروح اختطفتها منه أبالسة الظلام .. ومع كل بريق تولد واحدة من مراثيه الحزينة .
حط رحاله في الأقاصي فتبعته أصابع فرق الاعدام من مسرى الى مسرى ، ومن منفى الى منفى . أحاطت بمناجاته أيدي الجلادين وافترشت حروفه أحواض التيزاب وامطرت سماواته هراوات أمن طالت قسوتها براءات الجوعى وشواهق النخيل .. ذاكرة مشوشة بخراب يفضي الى خراب ؛ ودمار يفضي الى دمار ؛ وعويل يفضي الى عويل . يصرخ باسم بملء فيه:

كفى تناسلا أيها الخراب

في مدينة المآذن أطلق باسم فرات صرخته الاولى مندفعا من ظلام الولادة الى ظلام الوجود.. أصغى منذ نعومة أظفاره لآذانات الفجر، وتكبيرات النهارات الغاربة، ونواح المواكب المفجوعة ببلاياها ، و حداة الطف.
ورث الحزن من أب مات دفاعا عن جارته وأم رملها ذلك الدفاع فما كان امام باسم الا ان يعترف بذلك الارث ومأساويته

أبي
حزن عميق
أمي
كتاب حزن
حين فتحه أبي
خرجت
أنا

أناه التي تلاطمت فضاءاتها ، بموج الفرات وغضبه وعتوه الذي لم تهدهده حتى اغنيات دجلة الحنون ، خوفا وترقبا وتوجسا وهواجس لم تدع له فرصة المكوث الطويل على مقاعد الدراسة. أسره الشعر فدخل الى ملكوته مدرعا بالحلم والامنيات التي افضت به الى كتابة قصيدته الاولى عن طفولته البائسة .. أصدر ديوانا بنسخة واحدة وبخط يده فوضع خطوته الاولى على طريق الشعر المحفوفة بمكابدات الابداع والصراع .. أمطرته الحروف بوابل من القصائد فما كان له الا ان يحكم عليها بالاقامة الجبرية داخل ديوانه خريف المآذن

في (خريف المآذن) تماثلت أناه مع المكان .. تماهت فيه .. توحدت معه فانصهرا في تمظهرهما لكنه نحّى ذلك التماثل والتماهي والانصهار ليؤسس ذاتا منعزلة قائمة على خراب طالها بعد ان توطنت آثاره في شعاب روحه المضطرب

أنا وبغداد
نجلس معا على شاطئ نعرفه
نحتسي خرابنا

في قصيدة الديوان الاولى (الى لغة الضوء أقود القناديل) تطرح الانا نفسها كحالة أخيرة في قافلة عزلة عمقها بمفردات اشتغلت على ترويضها من داخل القصيدة فاكتست صفاتها بسحنات ذلك الترويض جاعلة من البراءة عزلاء ، ومن شهوة الارخبيلات فضاءات تضيق بهن القصائد ، ومع ذلك لا تتبجح اناه ابدا امام الوجود الهش للمكان لكنها تدافع عن نفسها لتبدو خطاياها وكأنها محصلة إرث من الانهيارات والسوءات الطويلة:

ابي خطأ يتناسل
امي خطأ ينتظر خطأ من اجل خطأ
انا خطأ يعد الخطى فيخطأ

اعتراف لا يفضي الى الفضيلة ، ولا يلغي ، بأي شكل من الاشكال ، ما سبقه من ادعاءات الأنا المتبجحة بمعريتها "انا الاخير في قافلة العزلة" ولا يستبعد كبرياءها التي طالت كل القداسات لتفتح امامها شطحات النبوة "انا جنة نفسي وقيامتها " ودون ان تعبأ بالخلود او الافول لتضخم حجم تميزها في وجود شعري أسسه على القداسة كي لا تنال الدنايا ، يوما ما، من طهرها القدسي وكي لا تفوت عليه فرصة قيادة القناديل الى لغة الضوء وصوفيتها الفراتية الخالصة. هذه الانا المتبجحة سرعان ما تشعر باحباطاتها واندحاراتها فتتمسك ببعض ما تبقى لها من تواضع الصوفي وتجلياته واشراقاته فتركن نفسها الى الاعتراف جهارا:

انا بلا متع بلا امجاد
خذلتني احلامي
منعزلا في اقصى الضياع
ترثيني فاجعتي
ويقودني حطامي

وبهذا يعجز ان يرسم صورة لبغداده دون ان يشوه ملامحها أزيز المدافع وتلصص الطائرات . عجز يغلف حياته بالحداد الطويل ويجعله مستهدفا كنقطة ارتكاز تتأسس عليها حيوات مزدحمة بالهزائم والاندحارات. هكذا حين تعشق روح العراقي تراب بغدادها تهيل على نفسها تبر امجادها المستباح واذ تنهض ثانية فانها تعاود استكبارها وثقتها وشعورها بالتفرد والوحدانية "انا والله وحيدان" وتأكيدا على ابدية الانا المطلقة يقول "ثمة ابدية تستظل بي" .

ان تأرجح الانا بين شعورها المتذبذب ، غير المتوازن ، بالخذلان وبين سعيها الحثيث لتحقيق درجة من التوازن تلغي ذلك التذبذب وتشي بحقيقة ان باسم فرات قد رآى من اهوال المكان ما يكفي ليفقده التوازن بدء من فاجعة الطف ، والطف هنا مكان يختزن طاقة فكرية وشعرية، وانتهاء برماد بغداد ، وبغداد هنا مكان ايضا ، هذه الامكنة انصهرت في بعضها مكونة ذاتا فجائعية متماهية في ذات الشاعر وملتصقة به بحميمية اكدها في اغلب قصائده . ففي قصيدة (جنوب مطلق) يقول:

كلما استلقي يحاذيني الفرات
مادا لي احلامه

ويقول ايضا:

كل ليلة نقيم حفلة لدجلة في اقصى جنوب الجنوب
لا جنوب ورائي لاصيح : هنا بلادي
ولا جنوب امامي لاتلمس لي منفذا اليه
انا الجنوب المطلق .

وبهذا الاعلان الاخير يكون توحدهما قد وصل الى اقصاه ومبتغاه ولامس من حيث شعوره الباطني مكمنه الصوفي . ونتيجة لهذا فان كل الفواجع التي خلفتها الامكنة وعبرت عن نفسها عبر مراثيه الكثيرة والاثيرة ذابت في شخصيته مشكلة انا جديدة هي انا باسم فرات التي اختطت لها اسلوبا شعريا خاصا عرف وسوف يعرف به باسم كشاعر من طراز متميز.
خاتمة الديوان قصيدته ( 1-3-1967 ) التي اختتم بها خريف مآذنه الطويل وابتدأ بها ديوانه الجديد ( أنا ثانية ) وكأني به يريد التأكيد على ان ديوانه هذا ومراثيه انماهو امتداد لديوانه السابق ومراثيه . لقد طرح لنا اناه "ثانية" كما رآها في خريف المآذن فتمظهرت محملة باندحاراتها وانكساراتها وايامها السود . وتمظهر المكان مجللا بخريف طويل ومجندلا بسيل من الغثيان ومشدودا بصباحات المخافر ومصادرات الحرية :

انا باسم فرات ... يا الله ... اتعرفني ؟!
المخافر موشومة على جلدي
وامي لم تلتفت للشظايا
حين مشطت صباي
فاهالت الشمع والآس فوق صباحي


مالذي تغير اذن ؟ و أي تحديث طال اناه في ( انا ثانية ) ؟
لقد افرغ باسم فرات ما في جعبته من هموم و شجون و فواجع استوعبتها قصائد ( خريف المآذن ) فتحولت مراثيه الطويلة الى هدهدات قصيرة مسهدة و حنون هدهدت الجراح فغفت في سلة النسيان .
قد يبدو لك باسم في ديوانه الجديد مختلفا ظاهريا و هذا متأت من تخفيف حدة الشعور بفجائعية حياته الجديدة بعد ان ابتعد مسافة كافية عن فجائعية كربلاءاته ، ولكنه باطنيا ظل يجتر من ماضيه هموم الوطن و من حاضره شجون المنافي . لقد اشتغل في هذه المرحلة على سعة العبارة فاختزلت كل قصيدة تجربتها الواسعة ضمن مساحة صغيرة مكثفة صورها الشعرية لتلامس الجوهري في المعنى بعد ان كانت تصول بين بلاغة التعبير و جزالة اللغة و سمو الحرف و ترادف الاستطرادات و تداعي الافكار .
ان باسم في ديوانه الجديد صار اكثر انشغالا بهموم الغربة و المنافي من انشغاله بكربلائياته و منافيه داخل الوطن . و هذا التبدل في الامكنة تزامن معه تبدل في انا الشاعر الجامحة ، يقول في قصيدة ( الجنوبي ) التي تشي بحاجة باسم الى اصدقائه :

يا صديق المنافي
كيف انزلقت من بين جفنيك
البلاد عارية .

و يضع القصيدة في سبع مقاطع ، كل مقطع منها يحمل حرفا من حروف اسم صديقه التي تشكل في مجموعها ( حسن مجيد) أو ( السيد الشريد ) كما جاء في المقطع الثاني ( س ) و لان باسم يتقاسم المنفى مع نفسه أو مع اصدقائه فهو يدعوهم الى ان يدعوا كل شيء مقابل ان يستظوا معه تحت شجرة الشعر الوارفة . و كأني به يريد التخلص من اثار الماضي و مكابداته ثم يؤكد ذلك في قصيدة عزلة عندما يصدر اوامره بالترجل و الابتعاد .

ترجلي عن صهوة آلامي
بعيدا
بعيدا
بعيدا .

و في قصيدة ( لاجئ ) يثبت اعترافه باللجوء " نعم انا لاجئ " و في لجوئه تتداعى صور صفعات رجال الأمن وارث انخذاله و سنوات الجوع و ندى المآذن و استغاثات الاصدقاء كي تنصهر كلها في مدينة لها طعم الفجيعة الذي هو نفسه طعم طف العراق .

احتضن الطف هيروشيما

و في هذا الاحتضان اختزال كبير لمكانين مختلفين طوبوغرافيا و متشابهين فجائعيا . و هنا تندمج هموم الامكنة و تنصهر في بعضها مؤثرة في أناه و مشكلة اياها بهيئة جديدة فيها شيء من المغايرة و شيء من هدوء النفس و استقرار المشاعر المتأججة . و مع هذا تظل اناه مرتبطة بالماضي و حاملة إرثه الثقيل وجرحه النازف . لنقرأ قصيدة باسم ( أنا ) و نتلمس موجهاتها الجديدة :

ابي
دماؤك
التي سالت على الجدران
على السطوح
المنائر
النواقيس
في الغابات
في البحار
سالت على السماوات السبع
على الارضين
دماؤك
التي منذ ثلاثين الما و نيفا
تنزف
انا

ان اول ما يلفت الانتباه في هذه القصيدة ، كما هو حال قصائد الديوان الاخرى ، هو التكثيف و الايجاز والاختصار المتزامن مع توسع العبارة و انفتاح القصيدة على فضاءات و مديات المعاني الظاهرة لاستنباط واستقراء آفاقها الباطنية فيما وراء الكلمات و فيما وراء القصيدة . بمعنى انها اشتغلت على البوح والكشف الديناميين عن جوانية معنى القصيدة آنيا و استراتيجيا ، و اذا حللنا القصيدة تحليلا تقليديا فاننا نصل بلا شك الى معرفة منضومتها الرمزية و مكمن دلالة تلك الرمزية :

ابي : هو الماضي و التاريخ والارث
دماؤك التي سالت : هي اشارة الى نزف تاريخي موروث من الماضي و منتشر على الامكنة الارضية منها و السماوية
تنزف : اشارة الى استمرار النزيف الدموي الذي لم يتوقف على مر التاريخ
أنا : اشارة اكيدة الى استمرار النزف حتى وقت وجود الأنا و دليل على مواصلة النزف من الماضي الى الحاضر

الأنا اذن تلغي انفرادها و وحدانيتها و تتداخل منصهرة مع أنا الماضي و أنا التاريخ و أنا الحاضر . فهي اذن أنا جمعية معبر عنها بأنا الشاعر الذي شهد ازمنة الدم كلها و هي انا عراقية اصيلة تقدم القداسة لتموزها البابلي

قداس لتموز البابلي
على كتفيك مواويل نخل و دموع آس

في هذين البيتين تكاد كل المفردات تشي بعراقية الأنا بدءا من طقوس ديموزي او تحديدا من تموز البابلي وفي هذا امتداد انثربولوجي واضح ، و مرورا بالمواويل التي عرف بها مطربوا العراق و ارتباط هذه المواويل بالنخلة التي هي شجرة العراق الوطنية ثم الدموع التي تختزن حزن العراقيين على مدى تاريخهم المأساوي الطويل ووصولا الى الآس الذي يستخدمه العراقيون لتأبين ارواح موتاهم . و مع ان هذه الأنا قد توزعت بين أرض السواد ( العراق ) وأرض إيوي ( نيوزلندا ) الا أنها لم تخلد الى الراحة أبدا إذ لم ترمي لها ارض السواد بسعفها و كلكامشها و لا ارض إيوي بطمأنينتها . و هذا هو ديدنها الفراتي الجامح . .



#صباح_الانباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - إعادة ترتيب - مؤالفة بين فوضى الخسائر و إعادة ترتيبها
- ملحمية الصور الدرامية في مسرحية كفر سلام او دستة ملوك يصبون ...
- المقروء والمنظور في مسرحية للروح نوافذ اخرى
- القمع والقتل الجماعي في رواية جهاد مجيد دومة الجندل
- دراما في تنغيل الموروث وتفعيل الوارث.. قراءة في مسرحية حازم ...
- الموناليزا السومرية .. سيدة الوركاء .. دراما في تنغيل المورو ...


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صباح الانباري - باسم فرات ومراثي الأنا الجامحة