|
علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ / 8
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 1896 - 2007 / 4 / 25 - 12:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الحلقة السابقة ذكرنا أنه في لقائا مع الدكتور سعد الدين ابراهيم ، أثناء ممارسة كل منا لرياضة المشي علي شاطيء البحيرة التي يقع الفندق أمامها ، ودعاني لنجلس قليلا علي أحد المقاعد الممتدة علي كورنيش البحيرة ، حكي لي عن بعض أفراد الجماعات الاسلامية الذين خرجوا من شهور قليلة من السجن – الذي كنا معا فيه في السنوات الثلاثة من 2000الي 2003، وكيف أنهم ساعدوا شخصا كان معتقلا – هشام – واحتضنوه رغم أن تهمته هي اعتناق عقيدة أخري غير الاسلام وهذا في رأيهم هو ردة خطيرة .. مما يوحي بانبهار الدكتور سعد بتسامحهم وانسانيتهم - وقال لي انهم يزورونه منذ خروجهم ، ويسعون للسفر لخارج مصر .. ولأن هذا الكلام – تسامح اسلاميين بالسجن بمساعدتهم لشخص متنصر !- قاله في المؤتمر أثناء الجلسة أيضا ، فانني كنت قد وعدت في المقال السابق بأن ألقي ضوءا حول علاقة الدكتور سعد بالاسلاميين في السجن . كان الدكتور سعد الدين ابراهيم عند قدومه من سجن الاستقبال بطرة ، للسجن الذي كنت فيه - سجن مزرعة طرة العمومي - دونا عن كل المساجين ، ممنوع علي أحد التحدث معه ، وكذلك ممنوع عليه ، ويخصصون له طوال فترة النهار - حيث يفتحوا لنا الزنازين – شاويش أو مخبر ، يرافقه خصيصا لمنع أي مسجون من التحدث معه !. فكيف تعرفت أنا عليه في السجن ؟ حصلت يوما علي تصريح بذهابي لمستشفي السجن القريب نسبيا من زنزانتي ولكن ممنوع الذهاب اليه الي بتصريح ، ما ان دخلت باب المستشفي حتي وجدت الشاويش يصيح فزعا : الي أين ذاهب يا عم صلاح ؟؟ فقلت له : لدكتور الأسنان !! ، ولما لاحظ دهشتي من فزعه قال لي : ظننتك جئت للتحدث مع الدكتور سعد - الذي كان كل النزلاء قد عرفوا بقدومه للسجن كشخصية كبيرة والصحف التي تصلنا تنشر أخبار محاكمته .. ، فرديت عليه مندهشا لأنني لم أنتبه لوجود أحد : وأين الدكتور سعد ؟! فأشار لي الي رجل جالس علي يميني ، فوق سور منخفض جدا داخل الفناء وأمام حديقة المستشفي .. ، فوجهت اليه بالتحية : صباح الخير يا دكتور سعد ، فصافحني ، وقلت له أنا فلان .. طبعا كان يسمع ويقرأ عن قضيتي .. فرحب بي : أهلا كيف حالك ؟ وبسرعة استأذنته في الانصراف حرصا علي الشاويش حتي لا يحاسبه الضابط .. وبعدها عندما سمحوا له بممارسة رياضة المشي حول السور الداخلي للسجن كجزء من علاج طبيعي كان مقررا لحالة الشلل الذي أصابه .. فكنا نتقابل كثيرا أثناء ممارسة رياضة المشي صباحا وتدور بيننا أحاديث خاطفة لتشديد الضابط علي ضرورة عدم التحدث اليه ، ولوجود أعين قد تظهر فجأة وتبلغ الضابط .. وخلال تلك اللقاءات السريعة كان هو الذي ألح علي بضرورة أن أكتب بداخل السجن ، فكتبت كتابا حرصت علي ألا يكون فيه شيء من الفكر الديني أو السياسي حتي لا يتسبب لي في مشاكل لو ضبط معي ، وعنوانه " من حديقة البشر " قصص من الحياة نشرت بعضا منها - بالمواقع الالكترونية المنشورة عليها مقالاتي – ولولا اقتراح والحاح دكتور سعد الدين ابراهيم ربما لم أكن لأكتب هذا الكتاب حتي الآن – فرغم اعتزازي به الا أن ترتيبه في قائمة الكتب التي أنوي كتابتها لم يأت للآن ، ولكنني كتبته مستغلا الوقت بالسجن بدعوة الكتور سعد ، المتكررة كان دكتور سعد يقيم بالمستشفي بشكل دائم ، والمستشفي لم يكن للمرضي من النزلاء بالضرورة بقدر ما كان للشخصيات الكبيرة ، حيث تمتاز الاقامة بالمستشفي بالطبع من كافة النواحي عن الزنازين ، و من ضمن من أسكنوهم بالمستشفي ولم يكونوا من المرضي : الصحفي مصطفي بكري وأخيه محمود بكري ، عندما زجت بهم مباحث أمن الدولة باالسجن لفترة بسيطة – شدة أذن خفيفة – لخروجهم عن الخط .. ، ورغم أن الدكتور سعد ، كان قد عاني من شلل في اليد والقدم من جراء أحداث حبسه والتنكيل به ، فقد كان معنا من هو مصاب بالدرن – الشديد الخطورة – ويعيش بداخل عنبر تعداده يصل أحيانا لأكثر من مائة وخمسين سجينا ، يختلط بهم طوال النهار – وان كانت له زنزانة انفرادية في المساء - ، و أذكر أن كان من بين النزلاء رجل مسن مصاب بالتهاب الكبد الوبائي بداخل زنزانة واحدة ضمن 26 نزيلا !! . لأن مستشفي السجن لم يكن للمرضي بالضرورة . ! ما أقصده هو أن الدكتور سعد ، كان بعيدا عن العنابر حيث الجماعات الاسلامية و منهم الأشخاص الذين تكلم في المؤتمرعن انسانيتهم التي دعتهم لمساعدة واحد مرتد عن الاسلام – هشام - ! كما زعموا هم له . كل الاسلاميين الذين كانوا موجودين بذاك السجن كان اسمهم " توبة " أي من أعلنوا نبذ العنف والارهاب وتبرءوا منه وتابوا عنه .. هكذا عاهدوا المسئولين في أمن الدولة ولذلك جاءوا بهم لهذا السجن المخفف الاجراءات وأعطوا لعدد كبير منهم فرصة العمل بداخل السجن للحصول علي دخل مالي .. فهل تابوا ونبذوا العنف حقا ؟؟ وجهاز الأمن يعرف أنهم – معظمهم علي الأقل – يكذبون ولكنه تهمه المهادنة ، وتهمهم أيضا . بعض قليل منهم هم الذين ندموا ولو خرجوا سيسلكوا طريقا نحو حياة هادئة ولكن أغلبهم – وكما يعرف جهاز الأمن نفسه – انما يقولون ذلك تقية .. للحصول علي مكان في سجن مريح وفرصة عمل ودخل بداخل السجن .. علما بأن من ضمن المزايا التي كانت تمنح لهم – ربما ليست متوفرة في سجن آخر – فرصة التقاء السجين الاسلامي بزوجته ومعاشرتها بداخل خيمة صغيرة تنصب لذلك في الصالة المخصصة للزيارة بجانب باقي الزوار ، ولم أسمع عن سجناء من غير الاسلاميين المسمون " توبة ! " يحصل علي تلك الميزة . ولا أظن الدكتور سعد ، لعزله عن باقي السجناء كما قلت كان يعرف عن السجناء الاسلاميين شيئا من الآتي : .. = أنهم كانوا يتشاجرون مع بعضهم تنافسا علي الأشغال التي تدر عائدا أكبر وعلي الزنازين أيها أفضل ويصل الأمر في مشاجراتهم الي حد البطح واصابات وعمل قضية !! – تائبون عن العنف ! – أغلب من يمارسون أشغال الحرف والمهن والخدمات – وهؤلاء هم الذين كانوا يتصلون بالدكتور سعد وتتاح لهم الفرصة كاملة للحديث معه براحتهم : مرشدون وأعين لضابط أمن الدولة بداخل السجن ، وكافة الحوارات معه لابد وان تصل للضابط ، بمن فيهم ( ع ) الصحفي الذي كان يجري معه حوارات طويلة – كان يسجلها لأنه سوف ينشرها في يوم ما بعد خروجه .. وأطلعني علي بعضها حيث سكنا معا في زنزانة واحدة ضمن 12 فرد لبضعة شهور - . = يطلقون علي بعضهم اشاعات الشذوذ الجنسي ويغتابونهم مشوهين صورتهم رغم أن القرآن – يقول لهم أن من يغتاب أخيه كمن يأكل لحم أخيه ميتا ..
لا يعرف الدكتور سعد أن هؤلاء الاسلاميون الذين كانوا محبوسين بذلك السجن ويسمون " توبة " كانوا يرفضون اقامة المختلفين معهم دينيا بنفس الزنزانة وأحيانا يرفضونهم بنفس العنبر .. وهذا ما قاله لي ضابط أمن الدولة نفسه – "كانوا رافضين سكناك معهم - ! " وبعد شهور عندما نقلني لعنبر آخر ، في الصباح قال لي أحدهم – " الجماعة عملوا فرح .. لأنك غادرت العنبر ، وقالوا لا نريد كفارا معنا - ! " ، فأضحك وأساله : من ؟ فيجيب : كلهم ، فأسأله ولكن لا أظن الشيخ فلان .. أيضا – كان يبدو لي كالصديق ، فيجيب : هذا كان أول الفرحانين ..! . = وباطبع لا يعرف الدكتور سعد أنهم كانوا يعاملون البهائيين المعتقلين معنا معاملة أسوأ ويتحرشون بهم ويستفزونهم بالنقاش الديني ، فان قهرهم أحد البهائيين بقوة حجته ، هلعوا وذهبوا يشكونه لضابط أمن الدولة فيعاقب البهائيين ! .. كما كانوا يسيئون معاملة القرآنيين ويعتبرونهم كفارا .. ! وكذلك غيرهم من أهل الأديان التي خرجت من الاسلام أو المخالفة له – كحماعات ما سمي بادعاء النبوة ! - .. ولا يعرف الدكتور سعد ، أن هؤلاء الاسلاميون الذين كانوا معنا بالسجن ويسمون " توبة " هم ينتمون لعدة جماعات مختلفة والتعصب والعداء بين كل جماعة ضد الأخري ليس بالقليل ، لا انسي مشاجرة بين أحدهم – من جماعة التكفير والهجرة – ضد أحد أفراد الاخوان المسلمين .. ! ولا أنسي أن حذر وكراهية كل جماعة تجاه الجماعة الأ خري كفيل بأن يجعل بينهم يوما ، شيئا علي غرار ما يحدث بالعراق بين الشيعة والسنة ..! . وغالبا لا يعرف الدكتور سعد بأن زميله في قضية مركز بن خلدون ( خ . فياض ) الذي لم يكن يقيم معنا ولا معه وانما أقام بعنبر الجنائيين .. كان قد تعرف علي بعض هؤلاء الاسلاميين بسجن الاستقبال – قبل نقلهما الينا مع ثالث لهما لا أتذكر اسمه – كان كلما سمح له بالحضور لعنبر الاسلاميين للشراء من الكافيتريا كانوا يستقبلونه بحب وترحاب فائق .. ويدعونه لتناول الشاي وتناول الغذاء أحيانا معهم ، ثم يدخلون معه في نقاشات .. ولأنه مثقف يساري وانسان تلقائي صافي القلب صادق وصريح ببراءة .. لذا فقد كان يجيبهم اجابات ليبرالية جدا .. وقد حذرته من أن هؤلاء ليسوا أصدقاء وسوف ينقلبون عليه ونحن في سجن ، ولكنه لشدة براءته وطيبة قلبه لم ينتبه ، فسألوه ذات مرة عن رأيه في مجموعة من المعتقلين بتهمة ممارسة المثلية ، ويينما هم يرون وجوب قتلهم (( وفي نفس الوقت الذي يشيعون نفس الاتهام عن البعض منهم ! )) . فأجاب ببراءة : انها حرية شخصية .. .. وهنا أقاموا القيامة عليه وحدثت ضجة بالعنبر من قوله هذا الخارج علي الدين والشريعة ، وقالوا : أنه لا يمكن أن يقول ذلك الا شخص شاذ جنسيا ! ووصل الأمر - منهم طبعا – لضابط أمن الدولة بالسجن الذي عاقب ( خ . فياض ) بحجزه بداخل زنزانته وحرمانه من الخروج منها نهارا لمدة أسبوع ! ، ولم يكتفوا بذلك وانما أشاعوا لدي عنبر الجنائيين الذين يقيم بينهم ( خ . فياض ) بأنه شاذ جنسيا ! مما تسبب له في مشاكل بداخل العنبر الذي يقيم به . أما عمن تكلم عنهم دكتور سعد بالتحديد وقال انهم ساعدوا من يخالفهم في العقيدة – وأبلغني بخروجهم من السجن وأنهم يسعون للسفر للخارج وقالوا له : لماذا لاتساعدنا علي السفر مثلما ساعدت " صلاح محسن " ؟ .. وهما : 1 – ( م . ص ) من الاسكندرية 2– ( م . أ ) من الاسكندرية أيضا فحكايتهما بالضبط والتي لا أظن دكتور سعد يعرفها : 1 - أنهما يتبعان " جماعة التكفير والهجرة " 2 – كان محكوما علي كل منهما بالسجن 15 سنة وبخروجهم في هذا التوقيت أتما ال15 سنة بالكامل . 3 – تهمتهما كانت : سرقة وقتل ( وبالتحديد : السطو علي محلات الذهب الخاصة بالمسيحيين بالاسكندرية ، وأدت احدي تلك العمليات الي قتل صاحب أحد تلك المحلات المحل ) . 4 – كانا من ضمن من يزعمون التوبة والندم وعزم الاقلاع عن الارهاب ونبذ العنف ولكن : أ – سلوكهم بالسجن كان يتسم بالتعصب وكراهية المساجين من غير الاسلاميين ويكذب مزاعم التوبة . ب – كانا يفتتحان كافيتريا بالسجن تدر عليهما دخلا يفوق ما يحصل عليه مصري يعمل بالكويت . ج - كانا يبيعان بأفحش الأسعار ، وبأسعار مختلفة : حسب الدين وحسب نوع الجماعة الاسلامية ! . د - سبق معاقبتهما بالنفي لسجن آخر – لمدة قصيرة – بسبب جلب وبيع أجهزة خاصة بالتليفزيون للسجناء المسموح لهم بتليفزيونات ، تمكنهم من مشاهدة قنوات للأفلام الجنسية – كما ردد زملاؤهم الاسلاميون أنفسهم .! ز- أحدهم ( م . أ ) كلفه ضابط أمن الدولة بالسجن باستدراج شاعر صغير السن – 19 سنة –" محمد حجازي "- عضوا بحزب التجمع – وكان معتقلا بسبب قصيدة سياسية ! ، ومناقشته ورفع تقرير عنه ، مستغلا حداثة سن الشاعر الصغير واعنصره في حوار طويل للغاية ، ثم رفع تقريرا للضابط يقول بأنه : ما هو الا كافر وملحد وليس له ملة ولا دين ، وحرض عليه الضابط فتسبب في اضطهاد هذا الشاب الصغير النحيل الضئيل الحجم - الفذ الموهبة - والذي كان يبكي – وحيد والديه - ، ولم يكن يخطر بباله أن قصيدة من الشعر سوف تجلب له ولأمه - التي زارته وهي تبكي - ، وأبيه كل هذا الشقاء . و - زعم هؤلاء القتلة الارهابيين ، الزاعمين للتوبة ، للدكتور سعد ، بأنهم قد ساعدوني أنا شخصيا ! ولعله يسألهم : لماذ اضطررت الي قطع الذهاب الي الكافتيريا التي كانوا يديرونها طوال العام أكثر من عام السابق لخروجي ؟! من سؤ معاملتهم ، بعد قراءة أحد كتبي التي سربها أحد السجناء لداخل السجن - ، وعندما قرءوها توقفوا حتي عن رد السلام أو القا ه السلام علي ! – وعلمت من أحد الاسلاميين أن ضابط السجن قد قام بسحب تلك الكتب وهدد بترحيل من أدخلها - الي سجن آخر – كعقوبة ، اذ كان هذا هو أفضل السجون - . ع - أما عن قول الدكتور سعد – وكما أوهموه – بأنهم ساعدوا "هشام " الذي ترك الاسلام - ، واحتضنوه – بزعم تسامح منهم ورحمة ! – فالحقيقة هي أن أنهم احتاجوا لمن يعمل معهم بالكافيتريا في اعداد الوجبات ، وكان أفضل المرشحين لهذا العمل هو "هشام " اضافة الي أنه من مدينة الاسكندرية مثلهم ، كما أنهم دائما ككل الجماعات الاسلامية يحرصون علي جذب من يتركون الاسلام ، ومحاورتهم علي أمل اعادتهم وكسب حسنات – بيزنيس رباني ! - تضاف لميزان حسناتهم ! وكان هشام حريص علي ألا يدخل مع أحد في جدل عقائدي – بخلاف أحد - القرآنيين و أحد البهائيين الذي كان يجادلهم ويدحرهم فيستثيرهم ضده وضد جماعته ، بينما هشام ، شاب مرح ، يأخذ المسألة ببساطة ومزاح عندما يحاول أحد الاسلاميين مناقشته في قضية تركه لااسلام ، مما يجعلهم يعتبرون مسألة تركه للاسلام لعقيدة أخري ليست مسألة جادة ويبعدونها من حسابهم .وكان هذا ذكاء من "هشام " ، الذي هو حاد الذكاء وعلي درجة عالية من الفهم لكل من الاسلام والمسيحية – يعمل مهندس اليكترونيات - . تلك هي حقيقة زعم مساعدتهم لهشام . وكان الدكتور سعد ، قد ذكر أنهم ثلاثة أفراد – المجموعة التي تحدث عنها .. (وخرجت تلك المجموعة مؤخرا وتسعي للسفر ، لعل لغرض مواصلة الارهاب – الذي يسمونه جهاد ! - الذي لم تتخلي عنه في حقيقية أمرها ، في بلاد الله الآمنة ..! لا أعرف اسم الشخص الثالث ، من المؤكد أنني أعرفه ولكن لا أتذكر اسمه الآن ) . وأغلب الاسلاميين الذين كانوا يتمكنوا من محادثة الدكتور سعد الدين ابراهيم – بالسجن - لو سألهم عن قضيتهم والتهمة التي بسببها سجنوا قالوا له كعادة كل السجناء أنهم مظلومون ولا نستبعد أنه قد صدق أغلبهم لأنه هو كان محبوسا ظلما بالفعل .. بينما هم قتلة بالفعل .. وهذا مالم يعرفه علي الأغلب .. لأن اقامته لم تكن معهم بعكس من كانوا يقيمون بينهم مثلي ويعرفون منهم فيهم حقيقة جريمة كل واحد ، اما في أوقات البوح والمصارحة – مع طول المعاشرة - أو من زملائه من وراء ظهره .. ! أو مما يلتقط من أحاديثهم مع بعضهم بداخل الزنازين التي شاركنا فيها عددا كبيرا منهم ولشهور عدة ، فعرفنا الذين قتلوا الطفلة شيماء في محاولة اغتيال عاطف صدقي – رئيس وزراء مصر السابق – وعرفنا من فضفض .. بأنه قتل مرتين ضباط أمن دولة ولم تكتشف ولم يحاكم الا علي مرة واحدة فقط ، والكلام كان من فمه مباشرة ! . كل هذا – وما هو سوي قشور مما عرفناه في 3 سنوات – لا يمكن للدكتور سعد أن يكون قد علم منه شيئا ، لأنه لم يعش مع هؤلاء .. وانما كان بعيدا عنا بالمستشفي وان كان يفصل بيننا وبينه عشرات من الأمتار وكما قلنا كان محظور الكلام معه ولم تتح فرصة الكلام معه الا لمن أغلبهم من المرشدين أصحاب مشاريع الحرف والخدمات بداخل السجن وهؤلاء لقاءاتهم معه بالطبع كزبون ، ولابد أن تتسم دائما بالودية وظهورهم أمامه بالمثالية .. وللأمانة : لا ننكر أن من بين أفراد تلك الجماعات الاسلامية – وجماعة الاخوان المسلمين – عرفنا اناس هم ودعاء بحق ، ونبلاء كرماء ومن معدن طيب ، وهؤلاء هم من وردت أسماؤهم كاملة وصريحة بكتابنا " مذكراتي في السجن " .. أما الآخرون – من هم عكس ذلك - فقد اكتفينا بذكر حروف من أسمائهم فقط اذ لا يعنينا التشهير باناس حتي ولو هم سيئون أصلا ولكي لا نلوث قلمنا وأوراقنا بأسمائهم ، وانما نكرم القلم والأوراق ، بذكر أسماء الودعاء النبلاء الكرماء منهم ، فمذكراتنا هي تسجيل لأحداث وأفكار وأوضاع ومواقف قد تكون لها عبرها أومعانيها المفيدة وحسب . والي الحلقة القادمة
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ 7
-
علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ 6
-
علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ 5
-
علي هامش مؤتمرالأقليات والمرأة في زيوريخ 4
-
علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة في زيوريخ 3
-
علي هامش : مؤتمر الأقليات وحقوق المرأة في زيوريخ 2
-
علي هامش مؤتمر الأقليات وحقوق المرأة في زيوريخ 1
-
أهل الأقلام وأهل الأموال
-
من أوجد مؤتمرا لكل أقليات الشرق الأوسط وشمال افريقيا ؟
-
-تحية لوزير الثقافة المغربي - المغرب و .. مصر
-
مطربة الأغاني الصبوحة : أميرة سالم
-
كلمتي في مؤتمر حقوق الأقليات بالشرق الأوسط
-
وصايا علمانية
-
صور أبلغ من المقالات
-
رد علي رسائل القراء
-
عن نشر كتاب الشرق يعوي / ردا علي رسائل القراء
-
الي سفير مصر في موريتانيا
-
أشعار أعجبتنا
-
هالة سرحان وكتاب الشرق يعوي
-
الشكر والكتاكيت
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|