|
حوار مع آفاق
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 1896 - 2007 / 4 / 25 - 12:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
• لن يفلح الإعلام القومجي، والإسلاموي الدعوي الكاذب من صنع قديسين وشهداء من الجزارين، والسفاح • الإعلام السوري: طفل منغولي معوق غير مكتمل النمو. • لا خلاص لا لسوريا ولا لأي بلد في العالم سوى في تبني الخيارات الإنسانية والعصرية التي أثبتت نجاعتها وفعاليتها في غير مكان، والتي تجسدها حالياً العلمانية والليبرالية. • ظاهرة التدين في المجتمع السوري :تنتظم وشيوع ثقافة القطيع وفكر "لجماعة" . • طالما أن المعارضات الوطنية مقموعة وممنوعة، والنشاط الديني هو الوحيد المتاح، والمسموح به، فإن كثيرين يرون فيه ملاذاً للتعبير عن مكنوناتهم وذواتهم الرافضة لمنظومة الاستبداد العربية. • منطقتنا منطقة كوارث فكرية بعد أن اجتاحها المد التسونامي الأصولي. خاص بآفاق : حاوره / اسكندر شاهر نضال نعيسة كاتب ليبرالي وعلماني سوري. لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، كما يقول، حيث اضطر للعمل في عدد كبير من المهن، لتأمين اسباب حياته. لكن حبه الصحافة وإيمانه بقضية التحديث والعلمانية جعله مداوما على الكتابة لإيصال فكره ورأيه لأكبر عدد من الناس داخل بلده وخارجه. مراسلنا في دمشق حاور نضال حول عدد من القضايا المحلية والخارجية، وقضايا الإصلاح والديمقراطية والعلمانية في سوريا. وفيما يلي نص المقابلة: سألنا الكاتب السوري نضال نعيسة عن بطاقته الشخصية والعملية للتعريف به فأجاب على طريقته قائلاً:
أنا وحسب البطاقة الصادرة عن دائرة النفوس مواطن سوري ولي رقم وطني، بلا ملامح هامة ومميزة لأنها لا تعني أحداً على ما يبدو فملامحنا، وأسماؤنا، وشخصياتنا، ووجودنا برمته، غير مهم ولا يغري أحداً على الإطلاق. وكمعظم أبناء جيلنا المنكوب ليس لي ماض عظيم وتجارب تستحق أن تروى. ولم أولد وفي فمي أي نوع من الملاعق، لا من ذهب ولا من تنك. أنا خريج جامعي باللغة الإنكليزية وآدابها، ولدي دبلوم في الترجمة وتجربة عملية ثرية اكتسبتها في الحياة فقد مارست مختلف الأعمال والمهن بدءً بسائق تاكسي وعامل مكتبة ومدرس، وليس انتهاء بمقدم برامج على إحدى القنوات الفضائية. إلا أن الكتابة والصحافة ظلت تستهويني منذ أن عملت بها في مطلع شبابي في جريدة الثورة وسيريا تايمز الإنكليزية. كنت أشعر بالتهاب مزمن في الحنجرة، بسبب الكم الهائل من الأسئلة التي كانت عالقة فيها وتؤرقني. حاضري مؤلم، ومستقبلي غامض، وهو كسيارة تتهادى "على بركة الله"، في ضباب في واد وعر سحيق، بلا كوابح ولا أنوار. س/ دعني أبدأ من مقال لك نشر مؤخراً ولفت انتباهي (حوار مع أصولي ) ..أين يقف الأصولي أو الأصولية في حياة نعيسة بكل أبعادها؟ وهل تشعر بالقلق إزاء هذه الحالة وإلى أي مدى ؟ وخاصة في بلدك سوريا؟ تجتاح العالم العولمة بينما تحتاج مناطقنا المنكوبة الأصولية حالياً في كل مكان، ولذا يمكن أن نطلق عليها منطقة كوارث فكرية بعد أن اجتاحها المد التسونامي الأصولي. وهي موجة جاءت بعد عملية الجزر، وعلى أنقاض فشل وانهيار المشاريع القومية واليسارية وانكشاف ضحالتها الفكرية وبنيانها الإيديولوجي وسطحية طروحاتها وتمثل تتويجاً لصعود المشاريع البدوية والنفطية. لأي شعب من الشعوب هناك شخصية خاصة يحاول أن يتمظهر بها، وتبين خصائصه العامة، ولم تجد الشعوب المنضوية تحت منظومة الاستبداد الشرق أوسطية إلا في المشروع الديني، كونها لا تملك ثراء فكرياً في إرثها العام، كمعبر عن شخصيتها في ظل تغييب متعمد للمعبّرات الأخرى. وهي حالة مرحلية ستفرز سلبياتها وعجزها وعدم قدرتها على الإيفاء والتكيف مع متطلبات العصرنة. هي مرحلة انتقالية بكل ما في المراحل الانتقالية من فوضوية وانتهازية وتخبط وضياع. الأصولية تشكل هاجساً مؤرقاً لكل من له اهتمام بحاضر ومستقبل هذه المنطقة. كلنا أصوليون حين تعني الأصولية التشبث بالرأي ورفض للآخر. أرى الأصولية في وجه الجميع، في أفكارهم وطروحاتهم. لا أحد يفهم على أحد، ولا أحد يريد أن يصغي لأحد. هذه هي الأصولية بمعناها الأهم والأشمل كما أراها، وكما ورثناها ومارسها السلف الصالح حيث لا مكان لـ"الآخر" في وعينا، ولا وعينا، بل "أنوات" متضخمة ومريضة. س/ وفي نفس السياق .. كيف تفسر ظاهرة التدين في المجتمع السوري والتي باتت لافتة ومثار جدل وخاصة في سوريا التي لطالما صنفت بأنها "علمانية"؟ وماهو تقيمك للحراك الفكري والديني في سوريا؟ ظاهرة التدين في المجتمع السوري لا تخرج عن ذاك السياق. وشيوع ثقافة القطيع وفكر "لجماعة"، الذي يعني إلغاء للفرد، بكل ما لهذا الفرد من أهمية في عملية الخلق والتطور والإبداع. لقد قامت الحضارة الغربية على إطلاق المبادرة الفردية وتمجيد العقل الفردي، لا الجماعي الذي يكون عادة عاطفيا، وأحكامه غير دقيقة على الغالب. في مجتمعاتنا الشمولية تتسلط الأنا الجمعية على الأنا الفردية ويصبح الجميع سواسية تحت منابر الفقهاء، وتعتبر الخروج عن فكر الجماعة ضلالاَ، وهرطقة، وزندقة. بالأمس، مثلاً، كنت في إحدى المناطق السياحية السورية الجميلة التي وصلتها رياح الأصولية السوداء. كانت هناك عشرات الحافلات الكبيرة وفيها فتيات بعمر الورود والزهور وقد حجبن عن بكرة أبيهن في استعراض فج وكريه لقوة هذا الاجتياح للمجتمعات. هذه ظاهرة مثلى لتسلط العقل الجمعي. إنها مرعبة وخطيرة جداً ويجب التوقف عندها طويلاً إذ تشكل تحولاً إيديولوجياً وسلوكياً خطيراً قد ينسف، في مرحلة ما، أسس وخصائص المجتمع السوري الذي اتسم بالانفتاح، لكنه يتراجع، اليوم، نحو التقوقع والانغلاق والعودة إلى الوراء وتبني خيارات ماضوية في مواجهة استحقاقات العصر التي لا ترحم. قسم كبير من التدين في مجتمعاتنا قائم على مبدأ "ليس حباً بعلي، ولكن نكاية بمعاوية، ونكاية بالأنظمة القائمة، و"جكارة" بجورج بوش وبالولايات المتحدة التي تتصرف بطيش ورعونة وغباء وتزيد في سياساتها من قوة هذا التيار حتى لو كانت النتيجة مؤلمة وضارة على الصعيد العام. وطالما أن المعارضات الوطنية مقموعة وممنوعة، والنشاط الديني هو الوحيد المتاح، والمسموح به، فإن كثيرين يرون فيه ملاذاً للتعبير عن مكنوناتهم وذواتهم الرافضة لمنظومة الاستبداد العربية التي فشلت في تقديم بدائل عصرية لنهضة هذه المجتمعات ومواكبتها للحضارة العالمية. النشاط السياسي ممنوع لكن الديني مسموح، وتعتقد أجهزة القمع العربية، أن الأول أخطر من الثاني. إلا أن التطورات والوقائع كشفت أن النشاط الديني المسيّس أصبح يشكل عبئاً أمنياً، وخطراً جدياً على أمن، ووحدة، وحتى بقاء هذه الأوطان. وما لم يتم استدراك هذا الأمر، فالمستقبل حافل بالكثير من المفاجآت "السياسودينية" الخطيرة التي تضع الوطنية في أدنى اهتماماتها. س/ بإيجاز كيف تقرأ المشهد السياسي في المنطقة في فلسطين والعراق ولبنان وانعكاساتها على سوريا، والأداء السوري في هذه الملفات الكبرى؟ المشهد يتسم بالتهافت العام والتسطيح والتغييب الكلي للمنطق وتسفيه للحداثة والعصرنة وتأليب الناس عليها باعتبارها تخلياً عن الموروث الذي لم يفلح في دفع المجتمعات إلا نحو الوراء والذي يمتلك قوة عطالة هائلة تمكنه من البقاء والاستمرار حتى الآن. كما قلنا سابقاً، شعر الناس بأن رياح العولمة ستأتي عليهم، بسبب عدم تملكهم للآليات القادرة على مواجهتها والتكيف معها ومواكبتها، وخوفهم على ضياع هويتهم بسبب الهوة السحيقة التي تفصلهم عن العصرنة. ومن هنا أتى هذا التمسك الشديد بالموروث الإيديولوجي كمعبر عاطفي ليس إلا عن تطلعات الناس، والذي تجلى بصعود تيارات الإسلام السياسي في هذه البلدان، والتي تجد تأييداً شعبياً عفوياً واسعاً لها، ليس بسبب نجاعتها، بل بسبب انعدام الوعي المعرفي العام الذي كرسته حقب التخلف والجهل والانحطاط. لكن هذه المشاريع السياسية بدأت تفقد بريقها وهي كموجة آيلة للتلاشي والذوبان. فلقد فشل تماماً مشروع حماس السلطوي، وانتهى الترابي في السودان، وهناك صراع مرير وقاتل في العراق ليس فيه منتصرون بل الجميع خاسرون، توجس القوى الدولية وتمنعها عن دعم هذا المشروع السياسي سيجعل من أقطابه يعيدون النظر فيه بما يتلاءم مع طبيعة العصر فمن الاستحالة العودة للوراء. وبالنسبة للأداء السوري فهو في هذه المرحلة يتسم بالحذر والهدوء، وعدم الانفعال، وإتباع سياسة النفس الطويل، ويجيد لعبة شد الأصابع بإتقان. وأعتقد أنه حقق نجاحات حتى اللحظة الراهنة، وفي الحقيقة لا أمتلك التنبؤ بالغيب السياسي كما تفعل بعض فصائل المعارضة السورية، وهذا ما أراه حتى اللحظة. وأعتقد أن الوضع المتدهور وفشل المشروع الأمريكي في العراق قد حمّل إدارة الرئيس بوش على إعادة النظر في مجمل السياسات والآليات المعتمدة حتى الآن وأعتقد أنها ستصب في النهاية لصالح سوريا، وما تقرير بيكر- هاميلتون سوى تجسيد لتلك النية في التغيير، وإن كان هناك تلكؤ ظاهري، وخجول من قبل إدارة بوش في اعتماد ذاك التقرير، إلا أنه يشكل أساساً ومرجعية لمحور تحركها السياسي العام. س/ قرأت لك مقالا بعنوان "شهداء الطغيان" وفيه تخلق هوة بين شهداء حقيقيون كـ يوسف العظمة وعمر المختار وشهداء طغيان كـ صدام حسين والزرقاوي هل لنا أن نحصل على معيار فارق ومحدد للتميز بين الفئتين، وماذا كنت تقصد بما أسميته "الفحيح القومجي" ؟! أمر بديهي ولا يخفى على ذي بصيرة أن يكون هناك تمييز بين من قضى حياة حافلة بالعطاء الإنساني والتضحية وكان له سيرة عطرة تتبعه أينما كان وهو يعمل من أجل هدف نبيل وسام، وبين من كان تاريخه أسوداً وليس فيه نقطة واحدة بيضاء. لا شك حين يقضي أي منهم سيأخذ نصيبه من التقييم العادل، ولن يفلح الإعلام القومجي، والإسلاموي الدعوي الكاذب من صنع قديسين وشهداء من الجزارين، والسفاحين، والقتلة المأجورين، ومهما أوتي من قوة وقدرة على التلفيق والإقناع، فيما تبقى قيمة وسيرة العظماء والأنبياء سامية ومقدسة في عيون وقلوب الناس. والفحيح القومي المنافق، والذي حاول أن يخلق مارداً وكائناً حياً من العدم والأشباح الملثمة والأصنام الصماء، هو الذي سمّم حياتنا وأحالها إلى كذب رخيص مكشوف ومفضوح على عقول الناس، فالأفعى قبل أن تلسع تصدر فحيحها الذي هو نذير شؤم، وألم وخراب. س/ اسمح لي أن أضع أمامك عددا من العناويين التي نأمل أن تلخص رأيك حيالها .. - الإصلاح السياسي في سوريا: مازال حلماً منشوداً لكل وطني سوري ليرى بلده في صف الأمم الراقية والعظيمة. حلم عزيز تجهضه الكثير من المعوقات برغم توافر النوايا الطيبة للإصلاح والموروث الإفسادي المتجذر والعام وغير المختص بفئة أو طبقة أو شريحة من المكونات السورية كما يحاول بعض بلهاء المعارضة السورية تسويق الأمر، إضافة إلى ضعف الإمكانيات، وترهل المؤسسات أكبر من التصور والخيال. كما أن الوضع الإقليمي العام يترك بصماته على حسم هذا الملف والتفرغ له. - المجتمع المدني: في غرفة الإنعاش بانتظار طبيب ماهر يعيده إلى الحياة. والإعلام السوري: طفل منغولي معوق غير مكتمل النمو، وما زال يبحث عن خطواته الأولى وسط غابة من المردة الأقوياء والأصحاء الراكضين في ماراثون طويل إلى الأمام. - ما يسمى بـ "ربيع دمشق" وما حاق به: أرجو ألا تؤخذ الأمور بتلك الحساسية المعهودة، ويجب أن تكون التطلعات والطروحات على قدر ما هو ممكن ومتاح وعدم الإفراط في التفاؤل المطالبات. برأيي ما أثر على ربيع دمشق، إن كان هناك ربيع على الإطلاق، هو الاندفاع الزائد والحماس المفرط في الطرح الذي أثر بشكل كبير على مجمل العملية، ولم تتم الاستفادة من هامش الحرية الذي أتيح بشكل نسبي لتفعيل عملية تغيير تدريجي موضوعية مدروسة بعمق وإتقان بعيداً عن الشخصنة والذوات. - الاعتقال السياسي ومعتقلي الرأي وخاصة أنك كتبت"الاستبداد حاضن للإرهاب": أنا بالمطلق ضد الاعتقال السياسي ومحاكمة العقل وتكبيل الأفكار وهذا لم يفلح ولن يفلح عبر التاريخ. وأدعو لتنظيف سجون العالم قاطبة من معتقلي الرأي. تغير الأمر كثيراً الآن في سوريا. أنا مقيم حالياً في سوريا وكتبت معظم مقالاتي "النارية" من داخل سوريا، وهناك الكثير من الزملاء الكتاب يكتبون من سوريا وأعتقد أن ما أقوم به من نشاط فكري وإعلامي كان مستحيلاً في سوريا في فترة ما. ما أود التركيز عليه، هناك، ومن وجهة نظر شخصية، دائماً حدود وخطوط حمراء أخلاقية قبل أن تكون قانونية ويجب على الجميع الالتزام بها. فالمعارضة فعل راق بعيد عن المهاترات والسباب والردح الرخيص واتهام الناس. ويجب أن يتصدى من يعمل بالشأن العام للظواهر العامة وليس للأشخاص، والخلط بين الأمرين هو في الغالب ما يخلق الإشكاليات. ولا ننسى أننا نعيش تحت ظل قانون للطوارئ منذ العام 1963 ونحن من ضمن المنظومة الشرق أوسطية والعالمثالثية بما فيها من خواص، وأعتقد أن القفز المفاجئ والتصور بأننا جزء من المنظومة الاسكندنافية هو أمر فيه الكثير من المبالغة والمجازفة والغباء السياسي الأرعن ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه. - الإرهاب والمقاومة: أعتقد أن الفرق واضح ونحن نخاطب نخباً فكرية تدرك الفرق بين المفهومين. فنحن ندين الإرهاب وقتل الأبرياء لحصد مكاسب سياسية وهو ما يقوم به الإرهاب دائماً. كما ندعم الدفاع المشروع عن النفس ضد أي اعتداء وهذا أمر مشروع تبيحه جميع المواثيق والأعراف الدولية. محاولة البعض للخلط بين المفهومين لن يكتب لها النجاح. - حاضر ومستقبل العلمانية والليبرالية في سوريا: لا خلاص لا لسوريا ولا لأي بلد في العالم سوى في تبني الخيارات الإنسانية والعصرية التي أثبتت نجاعتها وفعاليتها في غير مكان، والتي تجسدها حالياً العلمانية والليبرالية. وهما قد يكونا مرحلة وتأسيساً لمفاهيم لاحقة قد تكون أكثر بلورة وتكاملاً مما بدا حتى الآن. المفهومان جديدان، نسبياً، على مجتمعات تعاني الغربة الحضارية وتعيش موروثاً ومفاهيم قديمة ورزحت وقتاً طويلاً خارج الزمن. ومن الصعب تقبل تلك المفاهيم وتشربها بشكل سريع، ويستلزم الأمر بعض الوقت والجهد. حتمية التطور الإنساني لا بد ستفضي لتبني الأحسن والأفضل فهي الضامن للجميع. - المعارضة السورية في الداخل والخارج: تعاني الضياع والتشتت وسكرات الموت بسبب عدم انطلاقها كما قلنا من أسس وطنية خالصة، بل كانت في العموم وعلى الغالب ذاتوية وشخصانية. التغيير السلمي والتدريجي والذي يتفق عليه كل سوري مخلص يحتاج لآليات وبني هيكلية ومعرفية وتنظيمية تتبنى عملية التغيير وتسد أي فراغ محتمل وبدون توفر هذه الأدوات لا يمكن التعويل على أي تغيير وسيعم وقتها الفوضى والخراب. وللأسف فشلت المعارضة في إيجاد أي من هذه الآليات وتفعيلها وهذا هو السبب في ما نراه من حالة شلل عام وإحباط. خذ مثلاً السيد عبد الحليم خدام كان الرمز الأسوأ، هو وعائلته وأولاده، للاستبداد والفساد السوري، وحين تم إعفاؤه من مهامه صار معارضاً، ومناضلاً فجأة ودون سابق إنذار، فعلى من ينطلي مثل هذا الهراء؟ بعض فصائل وأفراد المعارضة فقد الهوية والبوصلة ويتنقل من حزب الإصلاح الغادري، إلى الإخوان، إلى الخلاص، وينطق باسم الماركسية الحمراء. إعلان "قندهار" يعيش حالة غير مرضية، وحاول مغازلة وإرضاء التيارات السلفية والأصولية، فوقع في مطب كبير وإشكالية لن يستطيع الخروج منها دون إعادة نظر شاملة لمجمل ما طرحه و"لمن" وقع عليه. إذ من المستحيل استثناء وتجاوز مكونات سورية هامة مهما كبرت أو صغرت، أو العمل وفق تصورات ومفاهيم مسبقة الصنع. - الأقليات في سوريا: لا يوجد مشكلة أقليات في سوريا، والأقليات على مر التاريخ السوري كانت تنعم بالحريات وعدم التضييق عليها. - الوضع الاقتصادي والفساد (خاصة انك كتبت أخيراً عن وزير متورط): إطلاق وتطبيق مصطلح اقتصاد السوق الاجتماعي وتحرير الأسعار أدى ويؤدي إلى بعض الفوضى الاقتصادية والغلاء الذي يطال وتتأثر به الشرائح الأفقر في المجتمع. يجب أن يترافق ذلك مع بعض القوانين والتشريعات والضمانات التي تمنع الحيف والضرر عن هؤلاء. الفساد ظاهرة عالمية، وليست سورية، وهذا ليس دفاعاً عن الفساد السوري، والقضية تتعلق برمتها بمستوى وحجم المساءلة والعقاب وأيضاً إصدار قوانين وتشريعات صارمة بحق الفساد والمفسدين وعدم التهاون في تطبيقها، فقدرة الناس حالياً على التهرب من العقاب والقوانين والاحتيال عليها يساعد كثيراً على تغول الفساد. كما يجب فتح الباب على مصراعيه للإعلام الوحيد القادر على الحد من الفساد وكشف المفسدين أما التستر عليهم فلن يزيد الطين سوى بلة. س/ أخيراً .. كلمة أخيرة تود قولها ..في ختام هذا الحوار؟ لا بد للتضحية أن تثمر ولا بد للأمل أن يزهر برغم انسداد الآفاق. شكراً لك أستاذ اسكندر، وشكراً لآفاق على هذه الفسحة الطيبة واللفتة الكريمة. وأتمنى لكم التوفيق والنجاح في هذا الجهد الإنساني العظيم والجبار. وتحية من القلب للجميع
رابط المقالة http://www.aafaq.org/report/aa/3373.htm .
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا لا يكرهوننا؟
-
هل العولمة شريرة؟
-
هل كانت الأديان ضرورية؟
-
الاتجاه المعاكس
-
وزير تربية سوري بحاجة لتربية!!!
-
توضيح حول مؤتمر زيوريخ
-
أنظمة الاستبداد: من يزرع الرياح الأصولية يحصد العواصف الإرها
...
-
حوار مع أصولي
-
حذارِ من الضحك والابتسام !!!
-
أقليات الشرق الأوسط بين الواقع والطموح - 2
-
أقليات الشرق الأوسط بين الواقع والطموح 1
-
مؤتمر زيوريخ: لماذا؟
-
كلمة نضال نعيسة في مؤتمر الأقليات - زيورخ
-
مؤتمر القمة العربي: من يحيي العظام وهي رميم؟
-
الانهيار الطبقي
-
إمارة غزة-ستان: مغول العصر يحرقون التراث !!!
-
بأيّ ذنب حجبت؟
-
حوريات الحوار المتمدن !!!
-
العرب وخطر الديمقراطية الداهم !!!
-
وعّاظ الماركسية بين التشييع والتوهيب !!!
المزيد.....
-
-قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ
...
-
سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء
...
-
-سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد
...
-
برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت
...
-
إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات
...
-
بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول
...
-
مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
-
بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
-
-ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|