|
جيه مالي والي
مالوم ابو رغيف
الحوار المتمدن-العدد: 1896 - 2007 / 4 / 25 - 12:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يبدوا ان الاختلاف الوحيد بين الوهابية والسلفية وبقية الفرق الاسلامية لا يتجاوز حدود العاطفة، والعاطفة فقط، اما من ناحية التطبيقات العملية بما يخص العداء للحرية وللديمقراطية فهي واحدة، وان اختلفت، فالاختلاف سيكون بسيطا شكليا وليس جوهريا. لذلك نجد الاحزاب الاسلامية مهما كانت مذاهبها ومراجعها واراء مفكريها تتشابه بشكل كبير مع الوهابية بصفتها حركة دينية سياسية ظلامية تاخذ من التنظير الديني قاعدة لاعطاء القداسة للسياسة واعتبار السياسة الدينية من اوامر الله ومن وصايا النبي محمد واهل البيت او الصحابة. هذه الاحزاب لا تفرق بين ماضي متخلف وبين حاضر متطور، بين شروط الحياة انذاك وبين شروطها في ايامنا الحاضرة، بين ما وصله الانسان من علم وتقنية ومهارة ومعجزات كبرى لم ياتي بها لا نبي ولا وصي ولا عفريت وبين اوهام عن تسطيح الارض وجريان الشمس لمستقر لها ونومها تحت العرش. على انها في باب الحريات العامة والحريات الشخصية قد تخلفت كثيرا عن الحريات الفطرية التي كانت اهم ما يميز الفرد العربي اكان مسلما ام غير مسلم في ايام الدعوة الاسلامية في مراحلها الاولى او في المراحل التي تلتها حتى بداية عصر الانحطاط العثماني المظلم. في ما يخص حرية المرأة، فان المرجعيات الدينية والاحزاب والمنظمات الاسلامية، تترك وتتناسى كل خلافاتها العاطفية بالانحياز الى معسكر عمر او معسكر علي بن ابي طالب و تقترب الى حد التطابق التام مع النظرة الوهابية، التي تؤمن بان المراة مجرد مخلوق لامتاع الرجل والسهر على راحته والقيام بخدمته، هي نفس نظرية السلف الاغبر، الذين وفي احيان كثيرة يُستشهد باقوالهم وفتاويهم وكتبهم الظلامية من قبل شتى المذاهب المتنازعة المتنافسة المتقاتلة المتآمرة بعضها على البعض الاخر، ففي المحصلة الاخيرة كلهم ظلاميون وان اختلفت قليلا درجة الحلكة. المرأة التي كرمها الله حسب ادعائهم، هي في للفكر الديني او سياسة الاحزاب الاسلامية، مجرد الة لانجاب الاطفال ، لاعداد الطعام، لتنظيف البيت، لتربية الاطفال، للسهر على راحة الزوج، لمتعته ، للمهام الثانوية التي تجعل منها خادمة مطيعة غير مدفوعة الاجور، يستطيع الرجل تسريحها باي وقت يشاء لقاء مبلغ مالي نضير تمتعه بها خلال فترة معينة حتى اجرها غير مضمون في الجنة، ولا يعرف مصيرها وما الذي تجنيه وتحصل عليه غير الطعام والشراب فقط، فهي كموضوع جنسي على الارض، يستغنى عنها في العالم الثاني، فحور العين يحللن مكانها، ولم يعد الله اي مسلم بان تكون زوجته هي مرافقته الابدية في الجنة ولم يعد الله اي امراة انها ستكون في حل من زوجها او مرافقة له . هل من مهمة اخرى للمراة او مكانة اجتماعية غير تلك المذكورة اعلاه اكان في الفكر الاسلامي الديني او في الفكر السياسي الديني او في النصوص المقدسة التي ياخذ بها السياسيون او المراجع.؟ قد يجادل البعض بان المراة المسلمة اصبحت عضو برلمان وعضوا في منظمات واحزاب دينية. هذا صحيح، لكنها في كل هذه المناصب والاعمال ليس الا ديكور وبوستر دعائي للفت النظر الى ديمقراطية هذا الفريق الاسلامي او ذاك، شكليا بالطبع، فلو كان حقا ايمانا بدور المراة، لكنا راينا هؤلاء الذين يتخذون من المرأة شعارا زائفا، روساء الاحزاب الدينية او المتنفذون او المراجع الدينية من مختلف الطوائف او التيارات حتى اكثرها ادعاء بالتحرر والدمقرطة والتعصرن هل رايناهم برفقة ازواجهم وبناتهم.؟ هل كان لعوائلهم النسوية اي نشاط علني في مجالات الثقافة المختلفة بما فيها الدينية.؟ هل سمح اي منهم لاي امراة في عائلته باحتلال كرسي في البرلمان او الترشح لمنصب معين او قيادة منظمة اجتماعية او سياسية، في حين يوظفون كل اخوانهم واقاربهم الذكور بالطبع بنختلف الوضائف.؟ فما نراه من نساء محجبات في البرلمانات العربية ليس لهن في ذهن المعميين الا النظرة الدونية والازدرائية، وهذا ما لمسناه بشكل واضح في موقف محمود المشهداني من المرأة البرلمانية اكانت محجبة او غير محجبة. هل لنا ان نسال اهل الادعاء من المسلمين الذين يقولون لقد كرم الاسلام المرأة عن كرامتها في منعها من السفر الا بموافقة ولي الامر او باصطحاب محرم وان كان طفلا ذكرا.؟ وهل لنا ان نسال التيار الاسلامي السياسي في العراق الذي يتغنى بالديمقراطية عن قرار وزير الداخلية البولاني بعدم صرف جواز سفر للمراة الا بموافقة وليها ومنعها من السفر او عدم السماح لها بالسفر الا باصطحاب محرم.؟ الا يعرف هذا الوزير البارد رغم سخونة الاجواء بان الاف النساء لم يعد لهن لا ولي ولا وصي ولا صبي فقد قام الارهابيون بقتل الرجال والاطفال واصبحت النساء اغلبية تتعدى الستين في المئة، فمن اين لهذه النسوة محرم او ولي. ام ان الوزير ومن وزره مطلق الصلاحية بالشان النسائي لانهن من غير والي... وكيف يباح للمراة عرض نفسها للمتعة حسب مذهب البولاني دون ان تحتاج الى ولي امر او محرم ثم لا يسمح لها بالسفر الا بموافقة رجل.؟ اليس ذلك مضحكا ايها الوزير البارد الابلة.؟
#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اتق شر المؤمنين
-
الانظمة العربية، الدين والمقاومة
-
ما هي شرعية رجال الدين
-
مع العروبة والعرب في مقال للدكتور سيار الجميل
-
حسن العلوي وكتابه عمر والتشيع
-
هل الخلف اكثر فهم من النبي محمد والسلف الصالح.؟
-
لا عجب ان يكون صدام رمز الامة الاسلامية
-
هلكوست اسلامي
-
دولة بلا دين هي الحل الامثل
-
ماذا يريد الاسلاميون ؟؟!!
-
خلقناكم شعوبا وقبائلا لتتذابحوا
-
مجتمعات النفاق الاسلامية
-
من اعطى لله وجها اخر.؟
-
تعبنا من الاسلام السياسي ومن الدين كله
-
المرأة البرلمانية والملا محمود المشهداني
-
احتجاج على الله
-
هل قال الله ايها النبي حجب اطفالك البنات.؟
-
الاسلام بين لمسات التجميل ومبضع الجراح
-
العراقية..والوطنية و مصالحة المالكي.
-
في كردستان ليس لعلم البعث مكان
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|