أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمد الحنفي - ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف الواقع، والآفاق.....8















المزيد.....

ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف الواقع، والآفاق.....8


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1896 - 2007 / 4 / 25 - 12:21
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


الإهداء إلى :

- الحوار الممتدة في ريادتها، في ذكراها المتجددة باستمرار، باعتبارها منبرا لحوار الرأي، والرأي الآخر، وعلى أسس ديمقراطية سليمة.

- أعضاء هيأة تحرير، وإخراج الحوار المتمدن، الذين يحرصون على أن تصير منبرا ديمقراطيا، تقدميا، يساريا، علميا، علمانيا، عربيا، إسلاميا، إنسانيا.


- كل الأقلام الجادة، والمسئولة، والهادفة، التي فضلت الحوار المتمدن منبرا لنشر إنتاجها.

- كل القراء الذين يزورون موقع الحوار المتمدن من أجل التزود بالفكر المتنور، والعلمي، والديمقراطي، والعلماني.

- كل المساهمين في مناقشة الأفكار المطروحة على صفحات الحوار المتمدن، وعلى أسس علمية دقيقة، ودون قدح، أو نيل من أصحاب الأفكار الخاضعة للنقاش.

- من أجل اعتبار الحوار المتمدن منبرا عربيا، إسلاميا، إنسانيا.


- من أجل جعله مقصدا للقراء، مهما كانت لغتهم، أو لونهم، أو جنسهم، أو الطبقة التي ينتمون إليها.

- من أجل اعتباره منبرا للحوار بين الآراء المختلفة، والمخالفة، والمتناقضة، وصولا إلى إعطاء الأولوية للحوار قبل أي شيء آخر.

- من أجل اعتبار الحوار المتمدن أداة لبناء إنسان جديد، بواقع جديد، بتشكيلة اجتماعية متطورة، بأفق تسود فيه الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

- من أجل جعله وسيلة لسيادة حقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هي في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

- من أجل التحسيس بأهمية النضال، ومن خلال المنظمات الحقوقية المبدئية، من أجل فرض ملاءمة القوانين المحلية مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

- من أجل إبرار أهمية تحقيق المساواة بين الجنسين في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وفي جميع أنحاء العالم على مصير البشرية.

- من أجل اختيار الصراع الديمقراطي السليم، وسيلة لتداول السلطة بين الطبقات الاجتماعية القائمة في الواقع.

- من اجل تحقيق سعادة الإنسانية في كل مكان، وعلى أساس احترام الاختلاف القائم فيما بينها، ودون إجحاف بأية جهة، مهما كانت.

- من أجل الارتقاء بالبشرية إلى الأسمى، على أساس الحوار المتمدن.




محمد الحنفي

*******************




الثقافة، وأدلجة الدين:

وبهذا التحديد المدقق، نجد أنفسنا مضطرين إلى طرح السؤال:

ألا يعتبر العمل على تشبع المجتمع بالقيم المؤدلجة للدين، منطلقا لتنميط جميع أفراد المجتمع، انطلاقا من تنميط مظاهر الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، تبعا لتنميط الحياة الثقافية، وسعيا إلى تنميط النظام السياسي؟

وما نعرفه، أن ادلجة الدين صارت موضة العصر. كنتيجة لسيادة، ثم سيطرة الثقافة الرجعية المتخلفة، التي من بين مظاهرها: الاهتمام المبالغ فيه، بأدلجة الدين. هذه الأدلجة التي تركز بالدرجة الأولى على تنميط مظاهر الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية.

فمؤد لجو الدين، يسعون إلى فرض تصور الاقتصاد الذي يحمل اسم الاقتصاد الديني، الموجه من قبل من يسمون أنفسهم برجال الدين، حتى يصير الاقتصاد القائم في الواقع، في خدمة مصالحهم الطبقية، التي تتحول، بفعل التضليل، إلى مصالح دينية. وهؤلاء المؤدلجون للدين، يسعون، على المستوى الاجتماعي، إلى تحديد:

كيف يظهر الرجال؟

وكيف تظهر النساء؟

وما هي البرامج التعليمية التي يجب أن تدرس؟

وما هي الأدوية التي يجب أن تستعمل لعلاج مختلف الأمراض؟

وكيف يجب أن تكون المعاملة بين النساء، والرجال في إطار الأسرة، وفي خارجها؟

وما طبيعة الأعمال التي يجب أن يقوم بها أفراد المجتمع؟

وهكذا، وصولا إلى تحقيق مجتمع منمط اجتماعيا، كما تم تنميطه اقتصاديا، من أجل أن يصير أفراد المجتمع قابلين للتجييش وراء مؤد لجي الدين، لتحقيق أهداف محددة.

ومؤدلجو الدين، عندما يتمكنون من تنميط المجتمع، فلأنهم يسعون من وراء ذلك التنميط إلى تحقيق أحد أمرين:

الأمر الأول: تأبيد الاستبداد القائم، مادام يخدم مصالح مؤد لجي الدين، ويحرص على فرض أدلجته على جميع أفراد المجتمع، ولا بأس أن يقوموا بإعطاء الشرعية للدولة المستمدة، بصيرورتها، في نظرهم، دولة مستبدة.

والأمر الثاني: يترتب عن عدم قبولهم بالاستبداد القائم لاعتبارات معينة، فيسعون إلى إقامة استبداد بديل، عن طريق العمل على إقامة "الدولة الدينية"، إلى تطبيق الشريعة الدينية في الواقع الاجتماعي.

وسواء تعلق الأمر بالعمل على تأبيد الاستبداد القائم، أو بالعمل على فرض استبداد بديل، فإن عملية التنميط في مستوياتها الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، تبقى حاضرة. وبالتالي: فان هدف الثقافة باعتبارها ثقافة رجعية متخلفة، وظلامية، يكون قد تحقق في عملية التنميط المذكورة.

أما بالنسبة للثقافة التقدمية، والديمقراطية، والمتنورة، والعلمانية، فإنها لا تسعى، أبدا، إلى تنميط المجتمع، بل نجد أنها تعمل على إشاعة قيم الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، التي ترفض تنميط الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، باعتباره تكريسا للاستبداد، ووسيلة لحرمان الأفراد، والجماعات، من الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

وبذلك، يتبين لنا أن الثقافة الرجعية المتخلفة، هي التي تسعى إلى تنميط المسلكيات الفردية، والجماعية، وأن الثقافة المتنورة، لا تسعى إلى ذلك أبدا، لتناقضه مع طبيعتها.

الثقافة، وتمثل الهوية المحلية، والوطنية:

ألا يمكن أن نعتبر: أن الهدف من الثقافة، هو إعداد الأفراد، والجماعات، لتمثل الهوية المحلية، والوطنية، في تفاعلها مع الهويات المختلفة القائمة في جميع أنحاء العالم؟

ذلك، أن إعداد الأفراد، والجماعات، لا يتم بسهولة، لأنه يحتاج إلى هيئات بكاملها، وبإمكانيات ضخمة، وهذه الهيئات، لا يمكن أن تقوم بدورها في هذا الاتجاه، بنجاح، إلا بحضور الدور الثقافي.

وبناء على هذا التلازم بين الهيئات الكفيلة بإعداد الأفراد، والجماعات، وبين الثقافة، فإن من بين هذه الأهداف الثقافية، التي يتم السعي إلى تحقيقها، هو السعي إلى إعداد الأفراد، والجماعات، من أجل جعلهم يتمثلون الهوية المحلية، والوطنية، لأن أي فرد، وأي مجتمع، لا قيمة له، ما لم يتمثل هويته التي يعرف بها، بين الشعوب، وبين الدول.

إلا أن الهوية المحلية، والوطنية، التي يطلب من الأفراد، والجماعات تمثلها، تتأرجح بين أن تكون منفتحة، وان تكون منغلقة.

فالهوية المنفتحة، تبقى قابلة للتفاعل مع الهويات الأخرى، دون أن تعمل على فقدان أصالتها، التي تبقى قابلة للتطور، حسب ما تؤدى إليه نتائج التفاعل مع الهويات الأخرى.

أما الهوية المنغلقة، فإنها لا تقبل التفاعل مع الهويات الأخرى، التي تكن لها العداء، وتحاربها بكل الوسائل الإيديولوجية، والسياسة.

ولذلك، كان، ولا زال، وسيستمر هدف الثقافة، هو إنضاج الشروط المناسبة لقيام تفاعل إيجابي بين الهوية المحلية، والوطنية، وبين الهويات الأخرى في الحالة الثانية،حتى لا ينزلق التفاعل نحو ما هو سلبي، مما يجعل الهوية المحلية، والوطنية، غير واضحة، كما هو حاصل في أوساط الطبقات المكرسة للاستغلال الهمجي للشعوب، خدمة للرأسمال المحلي، والعالمي، وتنفيذا لتعليمات صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والمؤسسات المالية الدولية الأخرى، التي لا تخدم إلا مصالح النظام الرأسمالي العالمي، والشركات العابرة للقارات.

أما بالنسبة للثقافة المتخلفة، فإنها تعمل على أن تتأثر الهوية المحلية، والوطنية بالهويات الأخرى، عن طريق إنضاج الشروط الضرورية، التي تحول دون التأثر بالهويات الأخرى، والدخول في محاربة كل من يعمل على تمثل قيم تلك الهويات.

لكن، هل يمكن أن تبقى الهوية المحلية، والوطنية بعيدة عن التأثر، والتفاعل مع الهويات الأخرى؟

إن المؤكد على أرض الواقع، هو أن الهويات المحلية، والوطنية، لا يمكن أن تسلم من التفاعل مع الهويات الأخرى، وكل ما تفعله الثقافة، هو أن تسعى إلى أن تكون نتيجة ذلك التفاعل إيجابية، حتى يتأتى للهوية المحلية، والوطنية، أن تتطور وفق ما يقتضيه التطور السليم.

وبذلك نصل إلى أن الهدف من الثقافة، يتمثل في تطوير المسلكية الفردية، والجماعية، وتربية القدرات المختلفة، بما يتناسب مع القيم المحلية، والوطنية، وخلق انسجام فكري، ومسلكي، بين جميع أفراد المجتمع، حول القضايا الوطنية، والإنسانية، والعمل على المحافظة على هوية المجتمع، حتى لا تتأثر بما هو سلبي في الهويات الأخرى، وخلق الشروط المؤدية إلى التأثر الإيجابي بالثقافات الأخرى، وجعل المجتمع متشبعا بالقيم الدينية على حقيقتها، حتى لا يصير مستهدفا بالقيم المؤدلجة للدين، أي دين، وحتى لا يتحول إلى مجتمع منمط اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، ومدنيا، وسياسيا، والعمل على إنضاج الشروط المناسبة لقيام تفاعل إيجابي بين الهوية المحلية، والوطنية، وبين الهويات الأخرى، حتى تبقى الهوية المحلية، والوطنية، حاضرة، ومعتبرة في جميع أنحاء العالم:

وبذلك نكون قد وقفنا، وبالدقة المطلوبة، على الهدف من الثقافة، الذي يساعدنا، بشكل كبير، على استيعاب مفهوم الثقافة، التي تركز على القيم المختلفة، الإيجابية، والسلبية، المستهدفة للمسلكية الفردية، والجماعية، في مختلف المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف الواقع، والآفاق.....7
- ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف الواقع، والآفاق.....6
- ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف الواقع، والآفاق.....5
- ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف الواقع، والآفاق.....4
- ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف الواقع، والآفاق.....3
- ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف الواقع، والآفاق.....2
- ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف
- أجور البرلمانيين بالمغرب: ( أجور البرلمانيين في المغرب ليست ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:. ...


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمد الحنفي - ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف الواقع، والآفاق.....8