جمال المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 1896 - 2007 / 4 / 25 - 07:40
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
اصدر الشاعر عبدالحميد الجباري مجموعته الشعرية الثالثة تحت عنوان ( واحدا واحدا يرحلون ) وتضم ( 53 ) قصيدة تغنى فيها بالوطن والحب والانسان واعتمد التفعيلة في قصائده جميعها وبأيقاع موسيقي متميز .
بدأ مجموعته بمقدمة تناول فيها رأي الشاعر فوزي كريم في كتابه ( المرايا الخادعة لحداثة الشكل ) التي يقول فيها ان موضوعة الحداثة المكتسبة الموهمة التي وقع العديد من المبدعين اسرى هواها واسرى زركشتها دون معرفة ان الكثير الصادر عن هذه الحداثة انما هو محض هراء وهباء ، وتدليس على القارئ والمتلقي ، انهم يهربون من الابانة والايضاح ، الى اللغو والتهويم والانكفاء على الذات للتخلص من الخواء الفكري الذي يعانونه ، يرون الابهام فكرا ويرون التدليس على القارئ فلسفة وحداثة ومابعد الحداثة .
كما يتطرق الى رأي آركون : اشفق على هؤلاء الشعراء الذين لم يدركوا بعد ان وضوح الشعر هو غموضه بالذات .
يقول في قصيدته ( سيدة البهاء ) التي احتلت صدارة المجموعة :
وبغداد قيثارتي البابلية
قلبي وهدبي عليها وتر
وقلت لبغداد : ماذا جرى ؟
لماذا الدموع وهذا الحور !!َ
فقالت:
وباء يسمى جنون البشر
ولما اضعنا الطريق القويم
عدنا لعصر شديد الظلام
وبين الكهوف وعصر الحجر
وفي قصيدة ( تشتكي الارض ) يعتمد الشاعر الرسائل القصيرة مع تكثيف في الصورة الشعرية بعيدا عن الاطالة او الاتساع في السرد:
تشتكي الارض
كلما اثقلتها القبور
هنا في بلاد الشذا والنخيل
يورق الموت
وتختفي مزارع الزهور
الشاعر يرصد العالم من خلال النظر اليه من ثقب صغير وبعين مفتوحة تترقب الامه ومآسيه ، ويفعل الشاعر الذات المتخيلة لانتاج نصوص ذات حركة تناغمية موازية لشدة الحدث :
يقول في قصيدة لاترحل:
هو الوجد ياساحري
وارتعاش الجفون
حين تاهت بمقلتيك العيون
فشب بقلبي لهيب الغرام
وايقظ في الروح فيض الشجون
* * * *
أنا غرامك الاول
انا موطنك الاجمل
انا مسرحك الاشمل
حبيب العمر لاترحل
وفي صور غير مباشرة ترسلها ذاته الباثة عبر فضاء اثيري يحاول اختزال الفجوة بين ذاته وذاكرة المتلقي بعيدا عن التشتيت او فقدان الصلة مع الاخر ، اذ يقول في قصيدة ( كبرياء الرياح )
نحن افترشنا معا
كبرياء الرياح
ونمنا
تحت حشد الغيوم
الكتاب: واحدا واحدا يرحلون
المؤلف: عبدالحميد الجباري
جهة الاصدار: بغداد
سنة الاصدار: 2007-
#جمال_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟