فيليب عطية
الحوار المتمدن-العدد: 1896 - 2007 / 4 / 25 - 07:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الشيخ شحتوت تجربة فريدة في التاريخ المصري المعاصر،فهو لم يعتلي منابر الازهر ليصنع تجربة ليبرالية مجيدة كما فعل الشيخ محمد عبده،وكم كانت مصر في حاجة لمن ينفض عنها ضباب التعليم الديني الجامد الذي خيم علي ارجاء الحياة المصرية منذ وطأت اقدام العثمانيين ارض مصر
الصورة الفظة المقززة التي دخل بها العثمانيون مصر،والتي رسمها الجبرتي والمقريزي بدقة الخبراء كانت تشي بلون المستقبل المظلم الذي ينتظر مصر،فبمجرد وصول العثمانلي الي بر المحروسة اسرعت لاستقبالها كل فرق الدروايش المرابطة علي ارض مصر ،وهكذا لم يشاهد المصريون دقات الخيول،وعربدة الترك بل انهمكوا في التماس البركات من الاشاير والمتصوفة ،ويبدو ان هذا كان قدر مصر منذ وطأتها جحافل العربان
والتوقف عند الغزو العثماني لمصرلايخلو من فائدة فقد اتي هذا الغزو في فترة كان العالم الاوروبي يتهيأ فيها للانطلاق الي العصر الحديث،والعلم الحديث والعقل الحديث
ليتوصل الي تلك المنجزات العلمية والتقنية التي يحار في فهمها اولي الالباب ،وهكذا لم يجلس الشيخ شحتوت علي المصطبة ليردد اقواله التي اكل عليها الدهر وشرب بل جلس امام كاميرات التليفزيون ليتمايل يمنة ويسرة ويرسل الي المشاهدين روائع الكلم في وقت اصاب فيه كل مصري شريف لعنة الصمم
كانت كل المؤشرات تشير ان عهدا جديدا قد بدأ و الاحلام الوردية التي قدمها عبد الناصر للشعب سرعان ماانهارت تحت وطأة الهزيمة المرة ،وعلي هذا كان لابد ان تحل جحافل اللصوص والارزقية بدلا من جحافل الشعب العامل،واكاد اجزم بأن الهزيمة الحقيقية للشعب المصري لم تحدث في 67 وانما حدثت عندما بدأ ابولمعة الاصلي يشيد بعبقريته العسكرية والاستراتيجية والخروية بينما يشير كل ما يحدث علي الارض الي ابتلاع كامل لكل ثروات مصر ولايستبعد المرء بالطبع ان يكون وراء هذا مخططا امريكيا او اسرائيليا مباشرا
الشيخ شحتوت لم يدري بهذا كله ولعله وسط صيحات المعجبات من ممثلات السينما الطامعات في الاستحواذ علي الدنيا والآخرة لم يكن يهمه ان يدري.....ثلاثة ارباع شباب مصر ضائع بين الشقة والوظيفة وتجربة مصر الصناعية الوطنية تتأرجح علي كف عفريت وجيوش من اللصوص كانت تنتهز فرصتها انطلقت للمضاربة واكتناز الثروات ،والشيخ شحتوت لايهمه في هذا كله غير شروط الربح الحلال-اي البعيد عن دائرة الشرطة-ودعوات ام العيال
عندما استعمل النظام العصا والنبوت لقمع انتفاضة الشعب الثائر كان لدي الشعب اسلوبه الآخرالذي يلجأ اليه وقت الازمات ،وكانت حادثة المنصة هي الكابح لعربة مجنونة تنطلق بلالجام،وانتقل الشيخ شحتوت بعدها الي تجارة الكاسيت والفيديو قبل ان يرحل الي جنات الحور العين ،ورغم ان هناك كثيرون يتذكرونه غير ان هناك شكا في ان يتذكر احد كلماته
#فيليب_عطية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟