أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - الوطن والأمة














المزيد.....

الوطن والأمة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1896 - 2007 / 4 / 25 - 12:19
المحور: المجتمع المدني
    


الوطن ليس اقطاعية وعبيد للسياسي يتصرف بهما كما يشاء، يقصي عنه من يشاء، ويغدق النعم على من يشاء. الوطن تاريخ وذاكرة، أمم وثقافة ومساهمة في الحضارة الانسانية. والوطن ليس أرضاً وموارد وسكان بدون جذور....وسلاطين تتوارث إرثه وتاريخه وحضارته لتضعها برسم الاستملاك.
لكل أمة في الوطن تاريخ وحضارة ومساهمة إنسانية ورسالة تؤديها، لتليها الأمم المتعاقبة في أداء دورها لرفد الحضارة الإنسانية للارتقاء بالعنصر البشري لمراتب أسمى.
إن مسخ التاريخ وتقزيم الحضارة وإضعاف مقومات الإنسان، وتجاهل قيمه وأعرافه وثقافته وامتداده الحضاري ودوره في سياق الحضارة الإنسانية مدلولات سياسية انتجها الواقع الشاذ، لكنها في الحقيقة المُغيبة قسراً معايير لتحديد الهويات والكيانات (الجمعية والفردية) ومساهماتها المشتركة على الأرض المحددة المعالم والتضاريس والمحكومة بمناخات جوية تفرض حضورها على الإنسان المتصارع (أو المتصالح) معها عبر التاريخ لقسرها (أو قسره) على البقاء والتواصل لصناعة الحضارة.
ولايمكن فصل التاريخ وحضارة الأمم المشتركة على الأرض الواحدة، عن طريق نوازع ورغبات شاذة للسياسيين المتلحفين بعباءة العنصرية والمعاداة للتاريخ المشترك بين الأمم.
الوطن بوتقة للحضارات المشتركة بين الأمم، لا للهويات الهامشية، والطوائف المستحدثة، والاثنيات المتقافزة بدوافع خارجية محاولةً رسم سياق جديد للواقع المعاصر بحجة تعرج المسارات عند كبوة الأمم.
صيروة الوطن، الأمم...ليست رغبات وقتية تطال مجريات الحاضر لتقسر الهويات على التباعد وإثارة الضغائن ونبش وساخة السلاطين لاتخاذها مشاجب تعلق عليها خسارة الخائبين الممتدة جذورهم خارج حدود الوطن لقطع الوشائج والصلات الإنسانية بين أبناء الأمم على أرض الوطن.
يقول (الياس مرقص))"توجد أمم، قوميات، شعوب، ثقافات....هكذا الكون موجود، التغيير في الزمان لاينفي الاختلاف في الكون-المكان. هذا الاختلاف يقيم عالم (القومي) وخاصة (هوية، هويات) وهذا القومي لايستنفذ بتاتاً الإنسان والعالم والتاريخ، لكنه واقع حقيقي. صيروة الأمة، هي صيروة الأمة، ليست صيروة كموسمية أو شعورية. والصيروة لاتفي بتاتاً بالمطلوب، فالأمة مقولة تاريخية. إذاً لها تكوّن، لها شكل، إنها هي والمجتمع والثقافة ناتج ونتاج ومنتوج، هذا الناتج كائن، حالة تشكيل حقيقي".
إن الزعامات السياسية الممسوخة، الجاهلة بالمفاهيم والسياقات التاريخية ونشوء الحضارات المشتركة للأمم، تطفو على السطح حين تكبو الأمة، شاهرةً سيوفها المسمومة لشطر الوطن إلى أوطان، والأمة إلى هويات، وطوائف، ونحل، وأثنيات.
ومن ثم تستخدم معاولها لهدم المشتركات الإنسانية واثارة النعرات الطائفية والعرقية وشق وحدة الصف وتمزيق المكونات لتعبد الطريق لجحافل الأشرار الفتك بالجميع، حينها تكون قد أدت دورها المرسوم والمدفوع الثمن!.
إن فكرة الوطن انعكاس للمواطنة، للعيش المشترك، للمشتركات الشعورية واللاشعورية، للنسيج الاجتماعي الذي يفترش الأرض ويتلحف بسمائه الممتدة إلى أعماق الكون الذي تلتقي به أرواح المواطنين، في أعماق ودهاليز الأرض الحاضنة لرفات الأجداد عبر الأزمنة الغابرة.
الأصول، القوميات، الهويات، والديانات....في الوطن ليست متضادات ومشاجب لتعليق الصراعات والتناحرات عليها، إنها مفاهيم ومدلولات انجبها رحم التاريخ والكون لتكون مشتركات وأواصر حسية ومحفزات لشحن الأفكار لتنجب مقومات الحضارة للأمة وتحدد أدوارها في التاريخ والحاضر والمستقبل.
يعتقد ((الياس مرقص))"أن الوطن فوق الأصل، ويطوع كل أصل. إذا لم نُقم فكراً روحياً لهذه المعارضة، مقولة ضد مقولة، مفهوماً مقابل مفهوم لن ينتصر الوطن. ولن يستتبع فكرة (الأصل) وبأي معنى معقول لفكرة الوطن والأمة. كفانا أحابيل، ومُمحايلات ومتوسطات فكرية".
الحفن السياسي الحاضر وليد نوازع ورغبات شاذة، مشخصة الروافد والتدفق للسموم في مواسم التحاريق، لكنها ليست أبدية فحين تشرق الشمس وتذوب الثلوج في أعالي الجبال، تفيض المياه في المجاري لتزيل السموم وتأسر الروافد الهامشية لتبقى دجلة والفرات حاضنة للتاريخ والحضارة والمشتركات بين الأمم على أرض الرافدين.




#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طواطم وديناصورات الكيانات الحزبية
- الأشرار في حكومة المحاصصة القومية والطائفية
- المسؤول والمستشار
- الرئاسات الثلاث من الفشل إلى الفضيحة
- المثقف ووعلاظ السلاطين
- المثقف والدين
- فن الرسم
- مواصفات المترجم
- فن الترجمة
- الصداقة والعداء في الوسط الثقافي
- علاقة المثقف بالكتاب والمكتبة
- الكاتب وعالم العزلة
- الصفوات والمجتمع
- علاقة المثقف بالمجتمع
- دور المثقف في الحراك الاجتماعي
- دور المثقف في التربية والتعليم
- فن النقد في الثقافة
- العلاقة المأزومة بين الكاتب والناقد
- مهام النقد
- النقد وسعة العلم


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - الوطن والأمة