أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الضمير














المزيد.....

الضمير


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 572 - 2003 / 8 / 26 - 06:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



       الطريقة التي تصرف بها مراسلو القنوات العربية من العراقيين أثناء وجود الطاغية على سدة السلطة في العراق ، يمكن أن تفسر ضمن  مدى خوفهم أو خشيتهم من قول الحقيقة ، وتعرض عوائلهم واهاليهم للأعدام أذا ماخرجوا عن الخط المرسوم والمعد لهم سلفاً وفق رغبة ومزاج السلطة الصدامية  .
      وقد يفسر الأمر بأعتبارهم من عناصر جهاز المخابرات والأمن والحلقة الأمنية في دائرة الأعلام العراقي والتي نعرف أنه  لايمكن أن يتم ترشيح مراسل الى أي فضائية أو صحيفة عربية  ألا بموافقات أمنية من هذه الجهات مما يجعل هذا المراسل تحت سيطرة هذه الأجهزة ، وعليه أن يبث اليها ماتريد أيصاله هي  الى هذه القنوات ، وربما بالتنسيق معها .
       ويمكن أن يكون ( شاكر حامد وديار العمري  ) مثالاً ملموساً لهذه الحالات ، بالنظر لتفانيهما في سبيل خدمة نظام الطاغية بأعتبارهما ً من عناصر جهاز المخابرات العراقي البائد ،  ووقوفهما موقفاً مضاداً من أهلهما  وشعبهما  لصالح سلطة الجرائم والدجل بأمرة الكذاب الصحاف ، ومن ثم أستمرارهما  بتوظيف نفسيهما  لصالح الشيطان وأستمرارهما  بالكذب  .
ويمكن للمراسل أن يجد العديد من التبريرات ، والعديد من الأسباب التي تبرر له موقفه هذا ، ولكن أصرار هذه النماذج على أستمرارها بعملية معاداة أهلها وشعبها يجعلها من طينة عراقية فريدة .
لم ينتج الطين العراقي الطيب والنقي  نموذج يصنع مراسلين لفضائيات تجاهر برغبتها في أشعال الحرب الشعبية بين أهل العراق  وحرصها على بقاء الفوضى والخراب في العراق ، وجهات ترغب بكل ماتملك من قوة في تغيـــيب حقيقة مايدور في العراق ، وتعمل بكل جهدها ووقتها وسعة مساحتها من أجل عدم أستقرار الوضع في العراق ، مع رغبة دفينة في عودة سيطرة سلطة الطاغية الذي هرب الى غير رجعة الى مزبلة التاريخ .
هذه النماذج لم تزل تسعى تبث فحيحها ضد شعبها تبيع ضميرها رخيصاً في سوق الفضائيات ، تعرض حالها بأبتذال رخــيص  غير عابئة بما سيسجله التاريخ العراقي عنها وعن أولادها وأهلها ، وكأنها ستعمر الدهر كله ، وكأن ماتقبضه من هذه الفضائيات سيغطي خيانتها وكذبها وموقفها ضد شعب العراق الى الأبد .
يراقب أهلنا في العراق بدقة مايبث  من برامج في فضائيات أتخذت موقفاً معادياً لشعب العراق تحت أغطية مثقوبة ومهلهلة ، ولصالح السلطة البائدة أو توظيفها كراهية بأهل العراق  ، ويتمسك بعربتها بعض من مراسليها العراقيين ممن أرتضوا أن يكونوا مطية لرغباتها المريضة وأحلامها الخرفة في تهديم صرح شعب العراق وأدامة حالة اللأأستقرار وعدم عودة الحياة الطبيعية اليه بسرعة ، تحت حجة الحصار والعوز المادي  .
ولم يفت الوقت بعد ليصحوا من غفوتهم وهم بقصــــــــد أو دون قصد يساهمون في أيـــذاء أخوتهم واهلهم من أهل العراق ، ولم يفت الوقت بعد ليراجعوا حالهم ويعرفوا يقينا كيف جرفتهم هذه الجهات عن سواحل بلدهم ومواقف أهلهم وغيبت ضمائرهم  في أحلك الظروف وأدقها .
يقينا أنهم لوقالوا الحقيقة لصرفتهم هذه الفضائيات عن أعمالهم وأستغنت عنهم  ولما رضيت عليهم قولهم الحق ، وسيخسرون عملهم بالتاكيد لكنهم سيكسبون رضا الله والآخرة ورضا شعبهم وضميرهم  وأهلهم .
وهي معادلة غير متكافئة بين أن يبيعوا ضمائرهم أو أن يقفوا بجانب شعبهم ووطنهم وهو قاعدتهم التي تربوا بها ووقفوا فوقها وسيقف عليها أولادهم وأهلهم ، ومهما يكن الأمر فأن المسلسل الذي تنسجه هذه الجهات لايلبث أن ينتهي أو يتوقف تبعاً لموقف سياسي أو نفعي أو شخصي أو ربما نزقي ، حينها سيتم الأستغناء عن كل هؤلاء بزعم أن من لايخلص لشعبه لايمكن أن يخلص لقناة فضائية تستمد قوتها وعزمها وديمومتها من مال شخص أو جهة معينة  وليس من مال الجماهير .
وعلى هذا الأساس فالموازنة بين أن يقف المراسل الى جانب خدمة شعبه وأهله ، أو أن يكون بخدمة الشخص الذي يملك المال والفضائية التي يستطيع أن يلغيها بجرة قلم وفي أي وقت يشاء ، لكنه لن يستطيع أن يلغي أرادة شعب العراق .
وهي كلمة أخيرة للمراسلين من العراقيين أذ لاسلطة لنا على غير العراقيين ، فلاشيء يحكم المراسل من أخوتنا العرب ونتركهم لضميرهم  وما سيسجله عليهم التاريخ والزمن القادم ، نقول للمراسلين العراقيين العاملين في القنوات الفضائية العربية ، هل سمعتم بمراسل بقي طيلة حياته يعمل في خدمة فضائية مملوكة لشخص أو جهة ما ؟ هل سمعتم بمراسل خان قضية شعبه وأهله وأحترمه الناس في العالم .
وتذكروا قول الشاعر العراقي الخالد بدر شاكر السياب :
أني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون !!
أيخون أنسان بلاده ؟
كلمة أخيرة قبل أن تفوت الفرصة فالعراق لابد وأن  ينتقل من زمن القمع والموت والدم والدجل والكذب الى مستقبل الديمقراطية والمجتمع المدني وحقوق الأنسان وقبل أن يفوت قطار العراق تمسكوا بشعبكم وكلمة الحق  .

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدود الأكراد وحدود التركمان
- مسودة الدستور العراقي المنتظر
- هل يستحق الكيمياوي والجزراوي ومحمد حمزة الأعدام ؟
- المجتمع المدني ومبدأ التسامح والعفو عند المقدرة
- ظافر العاني يشتم قتلى أهل العراق
- الأنحطاط الأخلاقي في عمليات الأرهاب العراقي
- ملف البتراء في اللعبة السياسية
- الفرق بين مانريد ومايريدون للعراق
- كيف الطريق اليك أيها المبجل ؟
- سعيد الديوه جي وسيار الجميل رموز عراقية خالدة
- القرارات الظالمة التي أنقلبت على الطاغية
- رسالة الى الأبنة العزيزة أيمان من السويد والتي أتصلت بقناة ا ...
- الكاتب علاء اللامي يدعو الى موضوع حيوي ومهم في حياة شعبنا
- هل عرب أنتـــــــــم ؟؟
- من المشخاب والى المشخاب تحياتي
- هل تستطيع الفضائيات أن تقهر أرادة الشعب العراقي ؟
- على ذمة القنوات الفضائية العربية
- قرار مجلس الأمن الغطاء القانوني لمجلس الحكم الانتقالي
- صفحة الحوار المتمدن بحاجة للدعم المادي الطوعي الأخوي
- المثلث السني


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الضمير