|
الحركة النقابية العمالية ، طبيعتها ، مهماتها
عدنان الصفار
الحوار المتمدن-العدد: 1902 - 2007 / 5 / 1 - 13:02
المحور:
ملف الاول من آيار -العلاقة المتبادلة مابين الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني
تلعب الحركة النقابية، في الوقت الراهن دورا مهما في نطاق الحركة الاجتماعية ويستمد هذا الدور اهميته من المركز المرموق الذي تتبوأه الطبقة العاملة ،في العصر ، حيث توضع بصمتها على أهم أحداثـه. ولم تعد الحركة النقابية حركة رفض ومعارضة، كما كانت في العهود ، بل أصبحت فهم، كذلك، فكلما كانت الحركة النقابية قائمة على أسس سليمة وهيئاتها منبثقة من صميم الطبقة العاملة عبر نيران الكفاح المستمر ضد الصعوبات التي تواجه حركة الجماهير خلال مسيرتها. وليست الحركة النقابية الان تصلح لبلد دون الاخر بل أصبحت من السعة والعمق بحيث تناسب كل البلدان ، بغض النظر عن درجة تطورها الاقتصادي أو شكل نظامها الاجتماعي. وتحتل منظماتها مواقع مهمة في جبهات الكفاح الوطني والديمقراطية وتلعب دورا بارزا في تعبئة العمال وجماهير الشعب، في كل مناطق الوطن، وتقود نضالات متعددة الاشكال ضمن اطار الثورة والتقدم الاجتماعي. وقد حققت ،وما زالت تحقق، دورا طليعيا في ثورات العديد من أقطار اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية حتى حضت بتأييد شعوب بلادها وعطف الرأي العام العالمي. طبيعة الحركة النقابية تستمد الحركة النقابية طبيعتها ومميزاتها من طبيعة التكوين الطبقي لجماهير العمال ، فالطبقة العاملة ، تمتاز عن غيرها من طبقات المجتمع ، موحدة ليس فيها مراتب اجتماعية لا فئات اقتصادية وتنعدم من صفوفها كل اسباب المنافسة والخلافات ، عدا بعض المظاهر الطارئة التي تدخلها من صفوف البرجوازية والبرجوازية الصغيرة ، ومن اسباب الوحدة وانعدام الفوارق ، هذه تنبثق من المركز الاجتماعي الذي تشغله الطبقة العاملة ومن ظروفها الاقتصادية وعلاقتها بالانتاج الاجتماعي ، فالعمال تجمعهم ، مصالح مشتركة وتوحدهم مصالح مشتركة كلهم يعانون الاستغلال الرأسمالي الذي يستنـزف من دمائهم قطرة فقطرة فائض القيمة الذي هو المصدر الوحيد لثراء الطبقات المستغلة ويتقاسمون ويلات البطالة والاملاق وهموم الحياة ويتوزعون كل اسباب القهر الذي يرافق حياتهم في ظل الاستغلال الرأسمالي ، ان وحدة الطبقة العاملة تفترض وحدة حركتها النقابية في كل زمان ومكان ، ومن دون وجود هذه الوحدة وتوفر شروطها الحقيقية تبقى الحركة النقابية تعاني من عوامل الضعف ، التي تستفيد منها البرجوازية لمواصلة الهجوم على مصالح الطبقة ومسخ التنظيم النقابي وتاريخ الحركة النقابية . وحاضرها يحوي الكثير من هذه الامثلة الا انها اجتازت وتجتاز هذه المحن بالرغم من فداحة الثمن الذي دفعته الطبقة العاملة في كل انتكاسة تعرضت لها فالنقابات هي منظمات موحدة كبقية المنظمات تحتم استيعاب كل ابناء الطبقة في وعائها ، لا تستثني اية فئة ، او جماعة عمالية من اطارها بسبب التباين الفكري والسياسي اوالديني والطائفي او الانتساب القومي ، وهي مطالبة بان تدافع عن كل العمال وتحتضنهم وتوحد صفوفهم وتذود عن مصالحهم ، وتتصدى لكل ما يسبب الاضرار لهم داخل العمل او خارجه واذا ما تعرضت وحدة الحركة النقابية وجماهير الطبقة الى تصدع او وجدت فيها ثغرة فيتوجب على الهيئات القائدة ان تبادر الى كل الوسائل المجدية ، لترميم الصدع والقضاء على مظاهر السلبية ، فتركها بسبب عدم ادراك او الزهو او الرضا او عدوى من البيروقراطية ، من شانه ان يمهد الطريق ، لاعداء الطبقة العاملة والشعب ، للنفوذ الى داخل الحركة من خلال الفجوات المحدثة وان كل توان في اتخاذ الاجراءات المجدية ، في الوقت اللازم ، يؤدي الى مضاعفة صعوبات الاجراء ويكلف جماهير الطبقة العاملة ثمنا ابهض . فالحركة النقابية ، في الظروف الراهنة ، لا تعيش ولا تؤدي قسطا من مهماتها الا اذا ارتكزت اسس وحدتها الطبقية الحقيقية بالنظر لضخامة الواجبات الملقاة عليها ، وسعة اطرافها . والحركة النقابية حركة ذات طبيعة ديموقراطية ، تقدمية تكافح ضد الاستغلال الرأسمالي ، وضد القوانين والانظمة الجائرة ، وضد سياسة الارهاب واساليب البيروقراطية ، التي يمارسها الرأ سماليون والادارات والدوائر الرسمية فهي لا تتقوم ولا تستطيع ان تؤدي قسطا من مهماتها ، الطبقية والاجتماعية ، الا اذا توفر لها جو من الديمقراطية النقابية ، في جو من الديمقراطية العامة ، يخلق لجماهيرها ، ولكل جماهير الطبقة العاملة ، مجال ممارسة النشاط النقابي باوسع معانيه . ان الديمقراطية النقابية ترتبط ارتباطا عضويا بالديمقراطية العامة وتؤثر الواحدة بالاخرى تأثيرا مباشرا لذلك كان من اول واجبات الحركة النقابية النضال في سبيل توسيع مظاهر الديمقراطية العامة لانه لا يمكن ان تديـم وجودها وتستمر بعملها في ظروف انحسار الديمقراطية في البلد ، كما ان تحقيق هذه الضرورة يقتضي تمتين وحدة النضال المشترك بين الطبقة العاملة وطبقات الشعب الوطنية في جبهة عريضة في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . المنظمات النقابية ليست منظمات حزبية ان المنظمة النقابية ليست حزبا ، ولا جماعة فكرية فلا يصح اخضاعها لاتجاه سياسي معين ولا الزامها بتنظيم غير تنظيمها لان هذا الاسلوب من الممارسة النقابية يسحب الخلافات السياسية والفكرية من صعيد السياسة الى صعيد الحركة النقابية فتتعرض وحدتها وتسبب الاضرار للطبقة العاملة والحركة الوطنية نفسها . وبديل هذا الاتجاه هو وجوب توحيد كل الاتجاهات في ساحة الحركة النقابية ولكن دون ان تنقطع هذه الاتجاهات عن اصولها ومنابعها والا فانها تقع في مستنقع النقابية الصرفة . فكل اتجاه سياسي ومركز فكري ، يملك برامج ورؤيا خاصة عن الحركة النقابية وتبقى عناصر التباين هي البارزة في التطبيق اليومي المتفرد ، ولكن في الممارسة المشتركة ، في ساحة الحركة النقابية تقترب وجهات النظر من بعضها ويسود الجميع الشعور بالمسؤولية تجاه الطبقة العاملة وتتوحد الرؤيا فتتمخض عن برنامج موحد واسلوب عمل موحد تنعكس فيه ارادة كل الاطراف المشاركة فيصبح مصدر قوة لجماهير العمال وجماهير الحركة الوطنية فتسود روح الاجماع في مجال الحركة النقابية وتنبذ كل اسباب الفرقة والتباين الحاصلة في الصعيد السياسي العام . والحركة النقابية حركة جماهيرية تنبذ الحرفية ، والطائفية ، والنـزعة القومية ، والمحلية الضيقة وكل تأثيرات البورجوازية والبورجوازية الصغيرة التي تنـزع الى العزلة وضيق الافق ، فهي تتسع لكل جماهير الطبقة وتستوعب انسانيتها وتتمثل طموحها المشترك وهي تقضي على الهيئات العاملة والفاقدة الارتباط بهذه الجماهير ومعايشة ظروفها ، في العمل ، وخارجه والرجوع لها في كل القضايا التي تتعلق بمصيرها وتمس مصالحها المشتركة واعتماد طرائق الحوار المباشر ، والاقناع ، والمثال الحسن ، والمخاطبة الصريحة واستخدام كل ما يجلب انتباهها ويقوي العلاقة بين الهيئات والقاعدة،وبين كافة اطراف ونواحي ساحة الحركة النقابية ويخلق جو الطمأنينة والثقة المتبادلة لممارسة النضال المشترك على نطاق جماهير الطبقة العاملة والكادحين . لقد تعرضت الحركة النقابية خلال مسيرتها ، ولا زالت تتعرض ، الى الكثير من الهجمات المعادية من قبل العدو الطبقي والوطني وبالاضافة الى اساليب العنف الذي استخدم في هذا المجال فقد رافقت ذلك الوافدات الفكريةالتي تنبع من وسط البورجوازية والبورجوازية الصغيرة . وكانت هذه الوافدات تستهدف في كل مرة ، السيطرة على الحركة النقابية بغية ابعادها عن مهماتها الحقيقية ، التي وجدت من اجلها ، خدمة جماهير العمال قبل كل شيء آخر وتبدو هذه الوافدات بشتى المظاهر ولكن ابرزها المظاهر اليمينية او اليسارية : حسب مقتضيات الظرف الملموس . وان محاولات اقحام هذه الوافدات تشتد من جانب الرأسماليين ، والتابعين لهم ، والمتأثرين بعقلية البورجوازية ممن يعمل في صفوف الحركة النقابية ، وله علاقة بها بوسيلة واخرى ، تشتد هذه المحاولات ، مع الشعور بتصاعد الزخم الثوري في الوضع العام واشتداد نضال جماهير العمال والكادحين وتفاقم مظاهر الازمة الاقتصادية والاجتماعية ، في البلد ، التي يعمد الرأسماليون ، دائما ، الى تصريفها على حساب الطبقة العاملة والجماهير الكادحة . وفي الوقت الذي تفتقد الحركة النقابية عنصر الوعي ، او يضعف دوره في توجيه امورها ، فان هذه الوافدات تجد في هذه الحركة بيئة ملائمة لتفريخ كل مظاهرها ، السلبية وآثامها ، حيث تسيرها بالطريق الذي تريده هي ، اليمين او اليسار : وتبعدها عن جماهير الطبقة العاملة فتحيلها الى هيكل هزيل عديم القدرة والتأثير في حين تشتد المشاكل وتتعقد ظروف العمل والحياة العامة . ومن ابرز ملامح الاتجاه اليميني الدعوة الى حصر مهمات المؤسسة النقابية بالقضايا الاقتصادية فحسب ولاعضائها فقط او كالتصريف الانتهازي القائل (( ان النقابة هي هيئة من العمال تعمل لصالح اعضائها بشكل جماعي بالنسبة للمسائل التي لا يمكن القيام بها بواسطة كل عضو على حدة )) او كما قيل في تعريف اخر وهو لا يقل رداءة عن التصريف المذكور (( مهما تكن الاعمال التي تقوم بها النقابات فسوف لا يفكر فيها أي انسان على اعتبار انها نقابات الا اذا كان الغرض الاساس من وجودها هو الدفاع عن المصالح الاقتصادية للاعضاء )) وان هذا الاتجاه بتشعباته المختلفة وطرائقه المتعددة يؤدي ، في اخر المطاف الى وضع الحركة النقابية في خدمة الرأسماليين والاوساط المستغلة الاخرى ، من محلية واجنبية ، وفي الظروف الراهنة حيث تعرف الوافدات اليمينية والرجعية بشكلها القديم تزيف بشعارات ومظاهر جديدة ، تتعاطف مع مشاعر الاوساط اليمينية في الحركات القومية البورجوازية المحلية ، التي تنـزع الى حصر الحركة النقابية وكل حركات جماهير الشعب في اطارها الخاص البورجوزاي ، مثل شعار مكافحة الشيوعية ، السيء الصيت ، من بين العمال وابعاد النقابات عن السياسة والحياد بين الاشتراكية والرأسمالية ، والانقطاع عن رحاب الاممية البروليتارية ، والنـزعة الكوسموبوليتية .. الخ. وقد اصابت عدوى هذه السموم بعض فصائل الحركة النقابية العربية حيث تدخل صفوفها عن طريق مراكزها والثغرات التي احدثها الوضع السياسي في حركة الطبقة العاملة في ذلك القطر العربي ، او ذاك . ومقابل هذا الاتجاه يقف الاتجاه (( اليساري )) والفوضوي ( السندكالي ) ، الذي لا يقل عنه خطرا، حيث يؤدي الى نفس النتيجة ، فانه يعتبر النقابات كل شيء ، وبالنضال النقابي يمكن ان تتحقق الاهداف الاجتماعية ويدعو جماهير الطبقة العاملة لان تنسحب من ميدان الكفاح السياسي العام وتترك الاحزاب والمنظمات الاجتماعية وتنقطع عن طبقات الشعب الاخرى ، فتكتفي بقدراتها الخاصة وتمارس النضال في ساحتها (( النقابية )) وبوسائلها الخاصة . ان هذه النـزعة الانعزالية والفوضوية تسبب اضرارا مركبة لحركة الشعب والطبقة العاملة ، فهي في الوقت الذي تحرم الحركة السياسية الاجتماعية العامة من الامكانيات الكبيرة في الحركة النقابية بعزلها عن حركة الشعب وتحجب عنها عنصر الوعي فتتركها في متاهات التخطيط العشوائي وتجردها من وسائل تطويرها وازهارها وتصار الى تجمعات صغيرة معزولة غير ذات شأن بالنسبة للطبقة العاملة ، وهكذا تصل الى ذات النتيجة التي يصلها الاتجاه اليميني ، من حيث جلب الصعوبات والمتاعب والاضرار البليغة . وكسمة عامة ، فان الاتجاه اليميني يجد طريقه الى الفئات العليا من العمال ، اصحاب الامتيازات ، التي اعتادت على نمط حياة البورجوازية ، والمقربة من قبل ارباب العمل والادارات والمؤسسات الكبيرة ، المشدودة الى اجهزة الدولة البورجوازية بالعديد من الوسائل . في حين يجد الاتجاه اليساري والفوضوي طريقه الى فئات من البورجوازية الصغيرة التي انحدرت حديثا الى مجال العمل والكدح المضني والفئات التي تتوقع ذات المصير بين ساعة واخرى بسبب اشتداد الاستغلال من قبل الاحتكارات الرأسمالية والملاكين والرأسماليين المحليين ، وفي البلاد غير المستقرة ، المتحررة حديثا من الهيمنة الرأسمالية ، فان الشعارات اليسارية تدغدغ مشاعر فئات البورجوازية الصغيرة والمثقفين وبعض العمال الموصوفين ، وتنمي فيها الرضا بالنفس والغرور ، ونزعة البطولة الفردية ، وتثير فيها كوامن الجزع البرجوازي .. الخ . فرغم وجود هذا الاتجاه ، والاتجاه السابق ، بين اوساط الحركة النقابية وبروزه بمختلف المظاهر الا ان القاعدة الاساسية للطبقة العاملة ، اكثريتها الساحقة ، جماهيرها الطبقية ، نبذت كلا الاتجاهين وتمسكت بتقاليدها الاصيلة ، تقاليد الطبقة العاملة المجيدة ، فالتزمت النهج القويم في الحركة النقابية ، كما في كل ميادين نضال الطبقي والوطني ، واصبحت في موقع اقوى من أي وقت مضى في حسم اهم الاحداث العالمية والمحلية . وفي كل يوم تتعزز الوحدة الطبقية بين عمال البلد الواحد ، وبين عمال العالم ، وتتسع ساحة النضال المشترك ، للطبقة العاملة العالمية ، من اجل السلم والديمقراطية .في سبيل القضاء على كل اشكال الاستغلال الطبقي والظلم الاجتماعي . ان واقع الحركة النقابية وطنياً وعالمياً في مجال التنظيم والتحرك ، يقدم اوضح البراهين على ان الطبقة العاملة تنبذ كل الاتجاهات المعادية لمسيرتها التاريخية . لانها حافظت على جوهرها الطبقي ، واصالتها ، كحركة رفض ضد الاستغلال الرأسمالي ، وتحتل مركزاً متقدماً في عمليات التحول الاجتماعي .
#عدنان_الصفار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عمال قطاع النسيج العراقي .. تظاهرات واعتصامات لانتزاع حقوقهم
...
-
شهداء الطبقة العاملة العراقية .. شهداء الوطن
-
حقائق غابت عن بال المعلم .. !
المزيد.....
-
السعودية ترحّب بالتوصل لاتفاق هدنة في لبنان معبرة عن أملها ب
...
-
المعارضة الألبانية تغلق شوارع العاصمة وتطالب بحكومة مؤقتة حت
...
-
قائد الحرس الثوري الإيراني يبعث رسالة إلى الأمين العام لـ-حز
...
-
صحيفة أمريكية: -أوريشنيك- أبعد صاروخ استخدم في أوروبا
-
-معاريف-: أعضاء في الحكومة الإسرائيلية يحاولون استخدام اتفاق
...
-
طاقم توجيه مسيرات جوية أوكرانية يستسلم طوعا مع معداته للجيش
...
-
كشف المزيد من -الأثر الأوكراني- في المقابر الأمريكية (صور)
-
-سوبرمان- و-التعقيم الجنسي- وجها لوجه في الولايات المتحدة!
-
هواوي تعلن عن أفضل حواسبها اللوحية
-
الجيش الأوكراني يصدر إنذارا جويا بعد إطلاق صواريخ بالستية رو
...
المزيد.....
|