|
ما هكذا نقف ولا هكذا يقترب الخلاص
عبد الرزاق علي
الحوار المتمدن-العدد: 63 - 2002 / 2 / 13 - 09:47
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
قرأت ما نشره السيد أبو مازن في أخبار موقع النهرين يوم 12/2/2002 وبغية حوار يتوخى التأسيس لمشتركات عراقية نقف عليها مجتمعين، تقربنا فعلآ من الخلاص من محنة العصابة المجرمة التي أبتلي بها شعبنا ووطننا ،وددت هنا مناقشة وقراءة ما ورد فيها من آراء آملآ أن يتسع صدره وصدور القراء الكرام لهذه المساهمة
أبتداءا يؤشرالسؤال الذي عنون به الكاتب مادته لمرحلة مهمة ومصيرية في معركة الشعب العراقي ضد هذه الطغمة التي تحكم الوطن العراقي بالموت والارهاب والتشريد وكل ألوان العذاب .مرحلة البحث المستديم عن الخلاص من هذا الوضع الشاذ الذي خلقه هذا النظام وحروبه ومجازره. ولكن ما ان نبدأ في الدخول لمادة الزميل أبو مازن حتى نصدم بجبريات وأحكام جاهزة فيها كل شيء ألا لغة القراءة المتأنية لما يدور وما يحبك ويجهزفي مطبخ ومختبر السياسة الامريكية للعراق وشعبه الذبيح بأدوات سياسة الحروب والحصارات التي باركتها وشنتها وشيدتها ولازالت ذات السياسة الاميركية بشخص شلة الأجرام ونظام البعث أو بأدوات التها العسكرية والمخابراتية سواء بالأمس البعيد أو القريب (الحرب ضد الشعب الكردي ،الحرب ضد القوى الوطنية الأخرى ،الحرب ضد أيران، احتلال الكويت وحرب تحريرها وتدمير العراق .. الخ).او الحاضر الذي تمثله سياسة الحصار البشعة أو سياسة الضربات العسكرية اليومية أو الدورية منها 96 و98 ، وأذا قفزنا هكذا دون مقدمات على مئات الالاف من جثث الضحايا والخسائر المادية التي لا تحصى التي شاركت فيها السياسة الامريكية مع النظام المجرم ، الى أحداث 11 ايلول 2001 وما تلاها من حرب ثمرتها الاوحد الخلاص من نظام طالبان الظلامي ومن خطاب امريكي آمر يريد للعالم أن يذعن لكل ما يريده ويرسمه دون مناقشة أو أعتراض ومن ظهور غير مفاجى لمن يقرأون السياسة الامريكية بشكل منصف للمشهد العراقي (وهذا ما يهمنا الان) وبما يحمل هذا المشهد من تسخين مدروس قائم على سياسة خلق وديمومة فن الازمة التي يحتاجها الاقتصاد الامريكي ذات الشراهة التي لاتحد ، وعودة لموضوعة المناقشة نقرأ لأبي مازن في ما يخص جزمه في أن الضربة قادمة لتقصم ظهر النظام ما نصه (و يستشف من تصاريح المقربين من مركز القرار الامريكي أنها -أي الضربة التي تطيح بالعصابة الحاكمة في وطننا- عاجلة....والتجارب السابقة مع الأمريكان تشير بوضوح أنهم لم يتراجعوا عن قرار عسكري يتخذوه ...) هكذا وبناءأ على المقربين والتسريبات الصحفية والهالة الاعلامية التي تديرها أمبراطورية أعلامية غير مسبوقة في تاريخ البشرية يقدم لنا السيد أبو مازن وجبة جاهزة لحمتها الاساسية هذه التسريبات التي تجود بها في غفلة من زمن الأبواب المغلقة ميزة السياسة الامريكية الابرز المتعلقة بالعراق ،في وقت يتجاهل فيها الكاتب تصريحات الرئيس الأميركي ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع والناطق بأسم البيت الابيض وغيرها فيما يتعلق بطبيعة الحرب ضد الأرهاب وعلاقة نظام صدام بها ،حيث حالت كل هذه التصريحات بين النظام والأرهاب المستل تعريفه من القاموس الامريكي ،والأكثر غرابة من ذلك أن السيد الكاتب يتجاوز عنوة التصريحات المتعلقة بطبيعة المعارضة(( المؤتمرالوطني)) التي سعت التصريحات الامريكية لحرقها عبر التشكيك بمصداقيتها وسلامة موقفها فيما يتعلق بما تتلقاه من دعم مادي والتدخل في شؤنها من جهة أختيار ماركة ساعة اليد ((الرولكس)) وأختيار فنادق الخمس نجوم وغيرها من التصريحات التي أتت بعد 11/ايلول وليس قبله ومن المسؤلين الامريكان وليس هي حملة تشهير تقوم بها قوى اليسار المصابة بلوثة المصطلحات التي تنتمي الى فترة الحرب الباردة أو قوى التيار الاسلامي ذات العداء التقليدي لكل ما يمت بصلة للشيطان الأكبر!!.كنت اتمنىان لا يقفز السيد ابو مازن على كل هذه الحقائق على صعوبتها ومرارتها بالنسبة للبعض الذي لازال يردد خياره الأمريكي بل ويخلق له الأعذار والحجج ، بل يتطاول ويسخر وبلغة أبعد ما تكون عن لغة الأعلام الرصين الهادف الى التأسيس في عقل وبالتالي فعل الأنسان العراقي وقواه السياسية التي لازال البعض منها متمسك وبوضوح بخيارات وطنية صريحة في رفض ومقاومة النظام المجرم وفضح السياسة الأمريكية في حصارها المجرم للشعب العراقي التي دمرت ما لم يدمره النظام، ورفضها لسياسة الضربات العسكرية التي تطيل من عمرهذا النظام، وتمسكها بمطالبة المجتمع الدولي على تقديم أركان النظام لمحكمة مجرمي حرب .ان العصر الذي يبشرنا به السيد ابو مازن هو عصر العولة الأمريكية وأبتلاع كل مكونات المجتمعات المختلفة السياسية والثقافية والدينية وكل منجزها الأنساني .وما يهمني من مادة السيد ابو مازن ليس اللغة بمفراداتها البائسة من قبيل ((هراء وطنيين..الأدعياء ..الولولة والكلام الفارغ)) الى اخر المفردات التي وسم بها السيد أبو مازن الأصوات والتيارات التي تعترض وتكشف خطر وهمجية السياسة الأمريكية المتعلقة بالوطن والمواطن العراقيين ، بل ما يهمني هو الاجابة على عنوان/ تساؤل الكاتب أين نقف !؟ لأقول أن خيار التلويح بالحرب الذي يروج له البعض تحت ضغط اليأس الذي أوصلنا له تشرذم وتمزق المعارضة العراقية وأستطالت أمد المحنة التي يرزح تحت وطئتها الملايين من ابناء الشعب العراقي بفعل السياسة المجرمة للنظام وبفعل حرب التجويع التي تصر الادارات الأمريكية المتعاقبة على أستمراره عبر سياسة الحصار الأقتصادي المجرمة ،هو ليس خيارالأرض الصلبة والآمنة التي يجب أن توحد اقدامنا في حربنا ضد شلة السرسرية المتسلطة على رقاب شعبنا بل هو خيار مجنون ويمكن ان يدخل ما تبقى من الوطن العراقي في هاوية جديدة ، خيار جربه الشعب العراقي في زمن ادارة بوش الاب 1991 ودعوته الشهيرة للشعب العراقي في الخلاص من النظام انذاك ونتائج الانتفاضة الباسلة ربيع 1991 معروفة للكاتب وللجميع ودور الولايات المتحدة الامريكية في وئدها ايضا تحفضه الذاكرة الحية بشكل جيد، وتداعيات العقد المنصرم هو الآخر ملئ بالمرارة والخذلان من السياسة الأمريكية التي لم تقدم في المشهد العراقي سوى حرب حصار وضربات جوية وحرب أعلامية لم تخدم سوى توجهات النظام وهوسه وغذت السياسة المجرمة التي ينتهجها بحق الشعب العراقي ، وولوجا لأحداث ما بعد 11/ايلول فقراءة بعيدة عن لغة التمنيات ولغة العجز ولغة الضبابية التي غلفت تصريحات وكتابات البعض من ابناء الشعب العراقي تؤشر بوضوح الى أن نظام القتلة في وطننا لازال الرقم الأهم في خدمة المصالح الامريكية وتوجهاتها في المنطقة،وحتى ولو سلمنا بجدل المجادلين بعالم جديد أفرزته جثث 3000 أنسان قضوا في صباح الثلاثاء الاسود وفي عقر الديار الامريكية وخسائر تجاوزت مئات المليارات، فأن هذا الجدل لايصمد طويلا أيزاء الشهية المحمومة للمسؤلين الاميركان في الظهور امام عدسات التلفزة ووسائل الاعلام المختلفة فأن كل ما خرجت به تلك التصريحات هو ضرورة عودة لجان التفتيش الى نبش قبر المقبور حسين كامل عسى ان يتم العثور على دليل يربط بين الأرهاب وشلة المجرمين والقتلة الحاكمة ..والتمني والأكتشاف اللذان عادة ما يأتيا متأخران واللذان يبدوان انهما ليستا عادات عراقية صرفة كما يروج الظرفاء حيث تقول الانباء التي تناقلتها وكالات الأنباء والصور من أفواه الهة القرن الجديد ساسة البيت الأبيض أن الشعب العراقي يستحق أفضل من هذه الحكومة !!!وليس بعد هذا الذكاء المفرط من تعليق
وعودة تتوخى البحث في السؤال اللينيني الأشهر ما العمل؟؟ تقول
عمل نختار به الأرض الصلبة والموقف المنحاز الى أخراج الشعب العراقي من محنته في ظل الوضع المأساوي الذي خلفته كوارث وحروب ومغامرات النظام وفي ظل الحصار الأقتصادي البغيض ونقترب فيه وبه من ساعة الخلاص من الدكتاتورية والأستبداد عمل يقود الى عراق التعددية السياسية والأحتكام الى اللعبة السلمية في التداول السلمي للسلطة ، ومجتمع الؤسسات المدنية ، وما صدر خلال الأسابيع الماضية من مواقف من بعض أطراف المعارضة مؤشر مهم في عدم الأنسياق وراء بالونات الأختبار التي بدأت تطلقها الدوائر الأعلامية وأعلان موقفها الرافض لخيار الحرب والمطالبة بدعم نضال الشعب العراقي والداعية لتوحيد صفوف الشعب العراقي ومعارضته في الألتقاء على السقف المعقول للمستقبل الذي يضع المصلحة الوطنية للشعب العراقي قي قمة جدوله ولتاتي بعدها مصالح الاخرين . بخيار وحدة المعارضة وبخيار الاتفاق الملزم للمستقبل الديمقراطي لعراق المستقبل لجميع أطراف الطيف السياسي العراقي وبخيار دعم المعارضة في داخل الوطن المشتعل بكل مقومات العمل ضد النظام وخيارالعمل دون كلل أو ملل في مجتمع / مجتمعات المنافي العراقية من أجل تيار شعبي ضاغط ومساند وداعم للمعارضة العراقية ومتفاعل وفاعل في تحشيد الجهود في تقديم صدام وشلة القتلة الى محكمة جرائم الحرب ،بهذا وبغيره يمكن أن نضع العالم والقرار الدولي والأقليمي وحتى الداخلي في صورة الأرض التي نريد أن نقف عليها اتحرير وطننا ولصياغة مستقبلنا بعيدا عن مهازل الطاغية ومطحنة الحصار وحرب حرق الوطن وملايينه بحجة أستغلال الفرص التي يبشر بها السيد ابو مازن
#عبد_الرزاق_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أفتحوا الابواب ... الالاف من الدنماركيين في مظاهرة حاشدة ضد
...
-
في حفل استذكارالفنان كمال السيد في كوبنهاغن وقفة أنحيازللأبد
...
المزيد.....
-
أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل
...
-
في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري
...
-
ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
-
كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو
...
-
هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
-
خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته
...
-
عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي
...
-
الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
-
حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن
...
-
أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|