أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد رجب - لماذا تلجأ تركيا إلى افتعال الأزمات ؟















المزيد.....

لماذا تلجأ تركيا إلى افتعال الأزمات ؟


أحمد رجب

الحوار المتمدن-العدد: 572 - 2003 / 8 / 26 - 06:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                    

بدءاً ، لا بد من الإشارة إلى اتفاقات وتنازلات النظام الدكتاتوري في العراق للنظام التركي الفاشي بإستخدامه الأراضي العراقية والدخول إليها بعمق17- 20 كيلومتراً بذريعة محاربة قوات أنصار الأحزاب الوطنية العراقية والكوردستانية، وتبعاً لإذعان وخضوع زمرة صدام حسين كلياً لأيتام كمال أتاتورك أصبحت أرض كوردستان مسرحاً لعمليات الجيش التركي، ولا بد من الإشارة أيضاً إلى خفايا تدخل القوات التركية في كوردستان، إذ أنّها بحجة متابعة ومحاربة المتسللين إلى أراضيها، كانت تبحث عن عملاء لها، وشراء ذمم البعض من ضعاف النفوس لخدمة مآربها الدنيئة.
وبعد انتفاضة الشعب الكوردي المجيدة في آذارعام 1991، وهروب أزلام نظام حزب البعث من كوردستان، وتأسيس البرلمان عام 1992 ، أصيبت الطغمة الفاشية في تركيا بالهيستريا ، حيث زادت من تدخلاتها في كوردستان ، وحاولت بشتى الطرق إيقاف التحولات التي كانت تجري على أرض كوردستان ، ووقفت إلى جانب التركمان بكل إمكانياتها ، وتحت يافطة المساعدات الانسانية خلقت لنفسها مراكز لتوزيع " مساعداتها " في المدن الكوردستانية، وكان الشرط الأساسي لمن يحصل على المساعدة " الإنسانية " من الطغمة التركية الفاشية أن يكون من التركمان ، أو أن يسجل نفسه وأفراد عائلته على أنهم من التركمان .
وممّا لا شك فيه إنّ الشعب الكوردي قد تعرّض ولسنوات طوال لأشرس وأوسع حملة على يد نظام صدام حسين الإجرامي الذي قام بتدمير أكثر من أربعة آلاف قرية وقصبة والعديد من المدن في كوردستان، وتهجير أكثر من مليوني شخص من أبنائه وزجهم في معسكرات قسرية، ولم يكتف النظام البعثي الأرعن بتلك العمليات الوحشية النابعة من الغل الشوفيني ضد الكورد وكوردستان، بل وقام بإستخدام السلاح الكيمياوي والمواد السامة المحّرمة دولياً في مدينة حلبجة، وفي قرى عديدة منها : سيوسينان في قره داغ ، وشيخ وسانان في دولي باليسان ، وقرى أخرى في منطقة بادينان ( بهدينان )وغيرها في طول وعرض أرض كوردستان، وأدّت تلك الأعمال الإجرامية إلى سقوط الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ شهداءً، هذا بالإضافة إلى آلاف أخرى من المفقودين لم يتم الكشف عن مصائرالعديد منهم حتى بعد سقوط النظام الدموي في العراق في نيسان من العام الجاري، إذ تبين انهم جميعاً قتلوا ودفنوا في المقابر الجماعية العديدة التي تم كشفها.
لقد واجه الشعب الكوردي محنة كبرى وعاش لفترة طويلة تحت تهديد خطر الإبادة والزوال ، ولم يسمع أحد نداءات الإستغاثة وصيحات النجدة من هذا الشعب الآمن، ولم يتقدم أحد لإدانة جرائم أيتام عفلق التي كانت تتصاعد وتيرتها بين آونة وأخرى، وهي من الجرائم التي قل نظيرها في التاريخ، وبالعكس من هذا فإن أصحاب المصالح من " القوميين " والشوفينيين العرب وحكومات الجامعة العربية قاموا بمساندة نظام الدجل في بغداد، وذلك عن طريق إرسال القوات العسكرية ، ودعم النظام بالاموال الطائلة ، وكانت دول الخليج مثالاً في ذلك وضعت نفسها تحت تصرف المجرم صدام حسين بغية تأهيله وتأليبه ليكون قادراً على صنع ترسانة ضخمة من الأسلحة العملاقة والفتاكة.
لقد دعم " التضامن " العربي والحكام العرب نظام القتلة المجرمين في بغداد، وشجّعه على مواصلة سياسته العدائية حيال شعب كوردستان، وان " ضمائر " هؤلاء الحكام العرب سمحت بصرف أموال وثروات شعوب بلدانهم لكي تتحّول إلى أسلحة تدمير شامل ، وإبادة جماعية لضرب أبناء الشعب الكوردي، وقتلهم ومحوهم من الوجود.
وقد تجلت للعالم أجمع بسالة وصمود شعب كوردستان ووقوفه البطولي الرائع بوجه دكتاتورية صدام حسين ونظامه العفن طيلة سنوات الحرب الشوفينية.
واليوم، وبعد رحيل النظام الدكتاتوري يستعيد الداني والقاصي مدى الجور الذي تجّرعه الشعب الكوردي، وحرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية والوطنية والقومية.
إنّ القضية الكوردية بإعتبارها قضية سياسية ظلّت عالقة لسنوات عديدة تنتظر الحل، وخلال تلك السنوات دافع شعب كوردستان عن وجوده، وحمل السلاح دفاعاً عن نفسه من حملات الإبادة.
وفي الوقت الحاضر بدأ الأعداء قبل الأصدقاء يدركون بأنه أصبح للقضية الكوردية العادلة وزنها المرموق واللائق ، وأن الشعب الكوردي بلغ من الوعي والإدراك مستوى لا يمكن أن ينطلي عليه ما لم يعد واقعياً ، ولا يتفق ومصلحته الحقيقية.
لذا فالمطلوب من الكورد أن يكونوا واقعيين ، فقضيتهم باتت مفهومة لدى الجميع فيما لو توّفرت الرغبة الصادقة والمخلصة لحلها ، وهي ليست بالقضية العسيرة أو المعقدة كما يصفها البعض أحياناً.
ومطلب الشعب الكوردي هو أن يعامل على أساس الأخوة العربية الكوردية الحقّة ، والتطلع إليه بإحترام ، وإن ما يطمح إليه الشعب الكوردي هو حقوقه القومية ضمن العراق الديموقراطي التعددي الفيدرالي الموّحد كما يصّرح قادة الأكراد وأحزابهم في كوردستان، والعمل على نبذ واجتثاث فكرة صهره وإبادته وألغاء السياسات القاضية بتجاهل أو تغيير  خصوصيته القومية والجغرافية .
من الجدير بالذكر أن الكورد في العراق رفضوا العديد من محاولات العبث بوحدة الأراضي العراقية، هذا في الوقت الذي كانت حملات القوات التركية لا تتوقف للعبث بوحدة العراق وأراضيه.
هؤلاء هم الكورد ونضالاتهم  ، فماذا يريد أصحاب " الجبهة التركمانية " ؟ ولماذا تلجأ تركيا إلى إفتعال الأزمات ؟ ولماذا يحاول البعض توسيع الأعمال الإجرامية ؟
بناء لتوجيهات " الجبهة التركمانية " توجَه جمع غفير من الناس يقدر عددهم بأكثر من ألفين شخص إلى مدينة دوز( طوزخورماتو) على أساس أنهم يقومون بزيارة مقام موسى علي ، ولكن الغاية الحقيقية المبيتة كانت دسيسة مفتعلة للإيقاع بين القوميات ولا سيّما الكورد والتركمان، فالعدد كبير جداً، مما يظهر بأن العملية هي الأخرى كبيرة ومدّبرة، ونتيجة لـ "عقل الجبهة التركمانية " واستفزازاتها، فقد نشبت معركة كلامية ، ومن ثم أدّت إلى معركة مؤسفة  ، وقد سقط من جرائها بعض القتلى من الكورد والتركمان.
  لقد حاولت ثلة من العناصر المندسة من خارج العراق تحويل حوادث طوزخورماتو إلى مدينة كركوك ،وتعكير صفو السلام والأمان فيها.
وهنا لا بد من العودة إلى الماضي والوقوف على الحقائق ، ومن ثم الإشارة إلى موقف الحكام الأتراك المتذبذب قبل بدء العمليات العسكرية في العشرين من آذار 2003 ، فهم كانوا يؤيدون نظام الطاغية صدام حسين بقوة ، ومن أجل بقائه قام المدعو عبدالله كول رئيس الوزراء آنئذ بجولات مكوكية في البلدان العربية المجاورة للعراق وإيران لتجميل وجه النظام العراقي الأسود، والعمل على إنقاذه،  وكان الحكام الأتراك شأنهم  شأن الحكام العرب يرددون كالببغاء دائماً عبارة الحفاظ على وحدة العراق ووحدة أراضيه !!.
كانت أمريكا تضغط على تركيا للمشاركة في الحرب لتنحية المجرم صدام حسين عن الحكم ، وكانت تركيا تتحجج بحجج كثيرة ومن بينها كانت أن لا يدخل الكورد إلى مدينتي الموصل وكركوك وغيرها، وكانت  تهدد الكورد دائماَ بالويل والثبور ان أقدموا على ذلك ،   ولكن حدث العكس ، فالحرب بدأت والنظام المتهريء قد سقط، وكان الكورد أول من  دخلوا الموصل وكركوك ولم يستطع حكام تركيا من أن يمسوا ببنت شفة أو تحريك بيادقهم، وبعبارة أخرى أصيبوا بخيبة أمل لا يحسدون عليها.
وتطلب أمريكا هذه الأيام من تركيا إرسال قوات إلى العراق ، الأمر الذي يرفضه الكورد، ولكن الحكومة التركية مستعدة لإرسالها، إلا أن الشعب التركي يقف حجر عثره في طريق خطط الحكومة.
إن الإشتباكات والمصادمات المسلحة لا تخدم الكورد ولا التركمان الذين عاشوا معاً كأخوة مسالمين بعيداً عن الحساسيات العرقية والمذهبية، وخسروا كثيراً أيام اارئيس المخلوع حيث تم تهجير الآلاف منهم من مدينة كركوك بعد مصادرة أموالهم والسيطرة على ممتلكاتهم ، ومنذ سقوط النظام في التاسع من نيسان 2003 تتجه الأنظار للعمل على عودة المرحلين من السكان الأصليين لمدينة كركوك.
بعد كشف خطط الحكام الأتراك وتدخلهم الفظ في شؤون كوردستان وافتعال المعارك الجانبية والأزمات ، ووضع العراقيل أمام حل المشاكل المتعددة من مخلفات النظام البائد ، ينبري رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان ليعلن للناس بأن الحكومة التركية تراقب التطورات الراهنة في مدينتي طوزخورماتو وكركوك عن كثب !!.
من المفيد للذين أعمتهم الدعاية الديماغوجية  للحكومة التركية أو " الجبهة التركمانية " أن يدركوا بأن الشعب الكوردي لم يهاجم قط مركزاً مقدساُ لأي كان، وليس من نيته أن يهاجمه مستقبلاً، ولا توجد مبررات من بعض الأخوة إلى تعميم ورفع رسائل إلى المراجع الدينية للشيعة للتدخل في حل المشاكل التي افتعلوها.
وأخيراً لماذا ولأجل من التبجح بأن عدد التركمان في العراق يزيد عن 3 ملايين !!. لماذا ولأجل من الكذب بوجود تواجد عسكري إسرائيلي في " شمال " الوطن !! أن هذه الإدعاءات الكاذبة تخدم في النهاية فلول النظام الدموي المتبقية هنا وهناك وتلحق ضرراً فادحاً بمستقبل العلاقات بين القوميات المختلفة.




#أحمد_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمصلحة من يتعالى نعيق أيتام الدكتاتورية ؟
- اليتيم باقر إبراهيم الموسوي يدافع عن المجرم صدام حسين وزباني ...
- رغد صدام حسين تقول : والدي لم يكن قاسياً !!
- وأخيراً لم يصبح قصي رئيساً للجمهورية !
- دكاترة متخصصون في النفاق والدجل !
- القتل الجماعي والمقابر الجماعية من بركات حزب البعث الفاشي
- مقبرة جماعية جديدة تشهد على وحشية النظام الصدامي الساقط !
- المقابر الجماعية تظهر الوجه البشع للدكتاتورية المجرمة
- الحوار المتمدن مساهمة جادة في تنوير المخالفين لأفكار التقدم
- لماذا يتعرض الحزب الشيوعي العراقي وقيادته الى هذه الهجمة الش ...
- لماذا تكذبون يا شراذم أبواق الشر ؟
- جبناء يتحدثون باسم الآخرين !
- هل كان المجرم قصي مهذباَ حقاَ ؟!! وما هو التهذيب في عرف أمين ...
- أبواق الدعاية الفاشية وأيتامها يتباكون على سقوط المجرم صدام ...
- في ذكرى الانتصار العالمي على الفاشية ما هو المشترك بين الانت ...
- ماذا تحمله الأيام القادمة من مفاجئآت للعراق ؟
- ماذا تريد تركيا ؟!
- العراقيّون يحتفلون بسقوط الدكتاتورية البغيضة
- خانقين مدينة القوميات المتآخية في العراق تنتصر وتتحرر
- من يتحمل مسؤولية تدميرالقيم الأخلاقية و الأنسانية في المجتمع ...


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد رجب - لماذا تلجأ تركيا إلى افتعال الأزمات ؟