مامن شك كون السلطات القمعية المتعاقبة غبنت الكثير من حقوق الشعب الكردي في العراق ، وفعلت مثل هذا مع الشعب التوركماني ، ومنعت العديد من حقوق الكلدوآشوريين .
ومانت شك أن السلطات القمعية المتعاقبة وبالأخص السلطة الدكتاتورية التي قادها الطاغية البائد صدام قد أستهانت بحقوق المسلمين الشيعة ومنعت طقوسهم وشعائرهم وقتلت علمائهم الأجلاء ، كما أقدمت على ممارسات لايقبلها العقل والمنطق وحقوق الأنسان ضد الأيزيديةوتجاهلت الكثير من حقوق الصابئة المندائية والشبك في العراق .
ومارست السلطة القمع الديني والفكري ليس فقط ضد القوى السياسية ، وأنما ضد القوميات العراقية المتآخية ن والأديان والمذاهب المنسجمة في العراق .
ونتيجة لذلك فقد صارت كل القوميات المضطهدة في العراق ، وكل المذاهب والأديان في خندق واحد ، يوحدها عداء السلطة الشوفيني والمنفلت ضد الجميع .
تم تهجير العديد من القرى وتهدمت العديد من البيوت ، وتم ترحيل الألاف من الناس البسطاء سواء كانوا أكراد أم تركمان أم عرب نتيجة لسياسة مفعمة بالشوفينية وبالطائفية والتفرقة في النظرة والتعامل .
وقدم العرب والأكراد والتركمان والكلدوآشوريين العديد من الشهداء والطاقات الخلاقة التي راحت ضحية السلطة في سبيل حقوق شعب العراق وخلاصة من الدكتاتورية والطغيان .
وبعد أن تخلصنا من وباء الدكتاتور ورحل الى مزبلة التاريخ ، وقف المتوحدين صفاً واحداً من أجل بناء العراق الجديد الذي يضمن للكرد حقوقهم القومية في الحكم الفيدرالي وللتركمان جميع حقوقهم القومية والثقافية والجغرافية التي عانوا منها جراء الترحيل والتخطيط السيء الذي كانت تجريه السلطات الشوفينية ، أضافة الى تعريب المناطق التركمانية أو الكردية وضمها للمناطق العربية ، وأرباك التخطيط والأحصاء في العراق من أجل ذر الرماد بالعيون .
كما عانى الكلدوآشوريين معاناة كبيرة تحملوا فيها الشيء الكبير من الظلم والتهميش والتغييب وهم جزء فاعل وجميل وفعال ووطني من هذا الشعب الأصيل .
وأزاء ماحصل في العراق من تغييب تاريخي وظلم وأجحاف بحق العديد من القوميات والمذاهب والأديان يطمح الجميع الى أعادة الحق الى نصابه ، وأستعادة الحقوق التي فقدها الكرد زمن طويل دون سبب منطقي ، وأعادة حقوق التركمان التي منعت عنهم دون منطق أو حق ، وأستعادة الكلدوآشوريين حقوقهم في هذا الوطن الفسيح .
وحين يستعيد المسلمين والمسيحيين واليهود في هذا العراق حقهم وكرامتهم ، وحين يستعيد الصابئة المندائية والأيزيدية المظلومين والمحرمين والمهمشين في العراق وحين يستعيد الشبك الذين ظلمتهم كل السلطات القمعية المتعاقبة ، حين يستعيد جميع هؤلاء حقوقهم المسلوبة وكرامتهم المهدورة في ظل دستور عراقي يحقق الوحدة الوطنية والتصافي والتلاحم العراقي .
نستطيع أن نقول للكردي أن حدود الكرد يمتد حتى أخر نقطة في مدينة الفاو ، وأن حدود التركمان تصل في عيون وفي قلب كل عراقي ، وأن العراق للجميع حقاً ووطننا الأزلي الذي قدمنا فلذات أكبادنا وأخواتنا فداء له من أجل الغد الذي سيعيشه أولادنا حلمنا الأزلي .