أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض الأسدي - تبغدد.. إلى هيلاري: متى تحكمنا نساؤنا؟















المزيد.....

تبغدد.. إلى هيلاري: متى تحكمنا نساؤنا؟


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 1894 - 2007 / 4 / 23 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما اجمل ان يستيقظ الواحد منا صباحا ليسمع أن رئيسة الوزراء الفلانية بنت فلانه قد زارت نظيرتها، وقد توصلتا بعد مفاوضات صعبة وفي وقت قياسي إلى حل جميع المشكلات العالقة بين البلدين في جلسة سمر واحدة تبودل فيها العناق والتبويس النسائي الأليف؛ او ان رئيسة الجمهورية الفلانية قد ألتقت صديقتها على هامش (حفل دافو) واتفق الطرفان على حلّ جميع المعضلات الاقتصادية من خلال العمل بسرعة على توفير الخبز للأفارقة ومنطقة الشرق الاوسط بدلا عن تصدير السلاح والتلوث والموت؛ او ان وزيرة الخارجية العلانية قد ألتقت حبيبتها القديمة التي تعرفت عليها في حفلة (قبول) نسائي شرقي، ونجح الاتفاق بين الطرفين قبل ان يستفحل، إذ تم اعتبار تلك المنطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل ورفع عنها آخر لغم أرضي للأشخاص زرع إبان حروب الرجال الذكورية الطاحنة وغير المبررة غالبا. تم كلّ ذلك على وفق اتفاقات نهائية وبلا رجعة من خلال الدبلوماسية الدولية النسائية على حلّ جميع المشكلات الذكورية الدولية السابقة والمستعصية في الأرض وبسرعة البرق الأنوثية.
ياللسيدات العاملات بالسياسة.
هاهو عصر النساء الامزونيات الجديد المزدان بالعطور والأزياء وأنواع الماكياج وعمليات التجميل والحرية الأنوثية العارمة. وداعا إلى تلك المقولة الذكورية اللعينة: إني ارى رؤوسا قد اينعت وحان وقت قطافها، وجاء عصر انوثي جديد: إني أرى ورودا ملونة قد تفتحت وحان وقت العناية بها.
ما أروع ان يحدث كل ذلك في ظل غياب تام ومطبق للسادة الذكور الخشنين عن المسرح السياسي الدولي والأقليمي والمحلي وحتى البلدي. اجل. ذهب عهد الذكور القتلة السفاحين الخطائين من بناة الجماجم في المحاويل ومتحف كمبوديا الخمير الحمر ورواندة.. وبدأ عصر النساء الحاكمات المتحكمات بمجريات الامور جميعا. واصبح (الاتحاد النسائي العالمي) هو المنتدى الكبير وربما الوحيد لحل جميع المعضلات التي تواجه البشرية بدءا من الحروب ومشكلة الاحتباس الحراري وتعرض منطقة الشرق الاوسط إلى ضربات نووية وانتهاء بالجوع في افريقيا ومعالجة موجات الجفاف التي تعصف بالملايين من الناس. لقد عم السلام اخيرا كلّ أرجاء الارض بفضل امهاتنا وزوجاتنا واخواتنا وجداتنا وخالاتنا وعماتنا ونساءنا فقط.
ولذلك يمنع - بعد هذا اليوم العالمي المجيد - على الرجال ممارسة العمل السياسي والعسكري وعليهم التفرغ لشؤون العمل الاقتصادي والمنزلي والتعاوني، وممارسة كتابة الشعر والعزف على الموسيقى لتهذيب أذواقهم الرديئة التي لوثتها ممارساتهم السابقة للسلطة والحكم، وتعديل توجهاتهم العدوانية التي لم تورث البشرية غير الموت والدمار وتلوث البيئة.
كان عصرا ذكوريا همجيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. ولتعش الامازونيات الجديدات الحاكمات للأرض! وليذهب الرجال المهووسون بالسلطة إلى سلة مهملات التاريخ الوحشي. فتلك حقب قد ولت من حياة البشرية، وجاءت حقب النساء الحاكمات المبشرات بالسلام الدائم. ذهب القبح وجاء الجمال لينشر طيبه بين الناس اجمعين.
اجل لم لا يحدث ذلك؟ لم لا نجرب حقيقة اخرى من صنعنا؟
وما المانع بعد ان اورث الرجال الأرض ومن عليها كلّ هذه المآسي والحروب والجوع والدمار شبه الشامل. هاهي الاحداث تنبيء بهذا اليوم المصنوع من خيال مستقبلي بحت: ففي كلّ رئاسة اميركية بعد أربع سنوات ثمة مرشح أسود تقريبا، منذ ان أعطيت الحقوق المدنية للسود عام 1964. كما أننا بدأنا ومنذ مدة غير قصيرة نسمع عن إمكانية ان تكون إمرأة رئيسة لأعظم قوة في العالم. وما ذلك على الاميركان ببعيد في عصر العولمة والمفاجآت الكبرى.
فالسناتور هيلاري كلنتون زوجة الرئيس السابق بيل كلنتون هي من أبرز المرشحين لهذا المنصب الرئاسي الآن، وقد جمعت اكبر مبلغ في حملتها الانتخابية الحالية حتى الآن (26) مليون دولار.. وكانت السيدة الاولى السابقة للبيت الأبيض قد شغلت منصب حاكم ولاية نيوروك من قبل، ولذلك فهي مهيأة جدا لمنصب حكومي كبير هو أعلى منصب في الإدارة الاميركية القادمة.
ستكون هيلاري مثالا يحتذى لذلك اليوم الموعود إذا. ولم لا تشغل هيلاري هذا المنصب الخطير وقد سبقها إلى ذلك حشد من النساء في الشرق والغرب على حدّ سواء. فثمة اخيرا انجيلا ميركل التي تبؤات منصب المستشار الألماني وهو ارفع منصب حكومي في ألمانيا. كما ان سيدة جزائرية قد رشحت نفسها لهذا المنصب الرفيع إبان الإنتخابات الاخيرة إلا أنها لم تفز، وأختطف الكرسي الرئاسي منها عبد العزيز بو تفليقة..
ولا يفوتنا ان نذكّر بان الكاتبة الكبيرة نوال السعداوي قد رشحت نفسها هي أيضا لمنصب رئاسة مصر قبل مدة ليست بالطويلة في الانتخابات الاخيرة على الرغم من احساسها بعدم الحصول على اصوات مناسبة مسبقا، لكنها السعداوي الباحثة عن المشاكل دائما.. وقد رشحت نفسها من باب التحدي، وللنساء في ما يهوين مذاهب. لكن الدكتورة نوال السعداوي - صاحبة رواية الانثى الوحيدة على الارض- في المدة الاخيرة قد عانت كثيرا من (الطلاق القسري) من زوجها الثاني والذي فرض عليها من محكمة ازهرية بسبب مواقفها الفكرية.. يالها من إمراة عنيدة لا تكل ولا تمل وقد خطّ الشيب مفرقيها.
اما أن نرى إمراة رئيسة للوزراء او وزيرة او رئيسة للجمهورية او وزيرة للدفاع كما هو الحال في فرنسا فهي من المظاهر الجديرة بالاهتمام في الشرق الإسلامي خاصة. ومازلنا نتذكر جيدا بناظير بوتو السياسية الباكستانية القوية الخائضة في حمم الصراعات الحزبية والحكومية، والهندية أنديرا غاندي التي قضت قتلا ورش رمادها على الهملايا, وكذلك بندرا نايكا وغولدا مائير العجوز الصلبة, والقائمة من الطول بمكان.. فكل اولائي نساء عملن في السياسية ولما يزل بعض الخليجيين يناقشون إمكانية وشرعية قيادتها للسيارة؟
ربما تفوز هيلاري بمنصب الرئيس - لا يابه الرئيسة!- وتعمل على جدولة انسحاب الجيش الأميركي من العراق كما يعد الديمقراطيون بذلك هذه الايام. من يدري؟ يمكن للنساء ان يفعلن مالا يستطعه عتاة الرجال. ومن يدري فربما تشن هيلاري حروبا جديدة على بلدان اخر لم يجرؤ عليها زوجها الرئيس كلنتون نفسه وحتى الرئيس جورج بوش يشحمه ولحمه، فتكون بذلك تسجّل سابقة تاريخية لتدخل كتاب غينس للأرقام القياسية باعتبارها المرأة الاقوى في العالم التي اورثت المصائب لشعوب لم يجرؤ الرجال على توريثها، وستنافس ماركريت تاتشر على لقب المرأة الحديدية. ولم لا فقد سبقتها كيليوباتره المصرية إلى ذلك.
ياللنساء الحاكمات!
وثمة من يورد رايا ورديا يتعلق بحكم النساء: بان النساء جلهن رقيقات حبابات وعاطفيات، وان نزعة الأمومة متجذرة فيهن وهن ودودات دائما؛ ولذلك فإن وجود النساء في كلّ سانحة سياسية او غير سياسية سوف ينشر الحبّ والشعور بالامن وعاطفة الأمومة المليئة برفرفة أجنحة السلم على الاماكن الساخنة. فابشروا - أيها الرجال الطغاة - بالرحمة تعم الأرض إذا ما حكمتها النساء. ولننظر إلى هذا الحكم الذكوري العنيف طوال ملايين السنين منذ ان وجدت البشرية على الأرض وحتى يومنا هذا: ماذا اورثنا الذكور الدمويون غير ملاحم حمر وخرائب وحرائق ودموع.. اعطوها إلى المراة وجربوا.. ماذا تخسرون؟
بيد ان ثمة من يورد رايا آخر مختلفا إذ يرى أن تولي المرأة السلطة العليا في العالم مجلبة لرياح السلام هو وهم كبير لدى كثير من الناس، وهو سذاجة وعدم معرفة دقيقة بدواخل نفس المرأة. فإن وجود إمرأة في السلطة يعني كثيرا من الحروب او حروب دائمة ايضا. فلو ان الارض قد تحولت إلى قيادات نسائية وألغيت لعنة الذكورة عنها فإنها - كما توقع احد علماء الأجتماع الغربيين أخيرا - ستعج بحروب من طرز جديدة لا قبل للبشرية بها، مثل حروب الغيرة والحسد والنميمة و(اللوك) المتجدد وتعديل الانوف، وربما ستشن الحروب الساخنة بسبب عدم الراحة للشكل فقط! وستعلن القيادات النسائية العالمية عن عدم حاجة البشرية إلى القانون الدولي او هيئة الامم المتحدة لأن المشكلات السياسية سوف تحل في صالونات التجميل. هكذا يدعون والله أعلم.
اما نحن في العراق فليس ثمة ما يمنع المرأة من تولي أرفع المناصب في الدولة كما ينص على ذلك الدستور الذي لما يزل ينتظر التعديل كل يوم.. ومن المناسب لنا أيضا ان نتخيل ثمة امراة تاتي إلى عيد الجيش في يوم 6 كانون الثاني لتستعرض القطعات العسكرية وكذلك ان تظهر في التلفاز إمراة عراقية (يوم 14 تموز) لتلقي خطابا بمناسبة العيد الوطني العراقي. لكن السؤال يبقى دائما: ماذا سترتدي تلك المراة؟
هل يمكنكم تخيل زيها مثلا....؟
هل يمكن التنبؤ بنوع العطر الذي تستخدمه؟
والأهم من كلّ ذلك: هل تضع مسدسها الليزري على جهة اليمين ام اليسار!؟



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغاء الآخر.. نظرة في التاريخ القديم
- تقريربيكر هاملتون:محاولة نظر ناقصة
- الحرب على العراق مقدمة لحرب عالمية ثالثة؟
- القدامة العربية بين الديمومة وظاهرة التقليعة الفكرية
- حديث إلى كريم مروة والظاهرة العراقية
- الحروب ككولاج غير قابل للصق
- روزا باركس.. لا مكان لها في حدوس نوستر أداموس
- ماذا وراء إحياء اللغة اللاتينيةعالميا؟
- عمى أيديولوجي جديد
- علمني كيف اخدم بلادي..في السيرة العلمية والوطنية للعالم العر ...
- مهنة يصعب التقاعد عنها
- القوي والجبار.. كتاب مادلين اولبرايت الجديد
- قراءة في البيان الأول لثورة 14 تموز 1958 العراقية
- تحت خوذة منخوبة
- يوسف الصائغ من الشيوعية إلى الفاشية ..لماذا غير خطّ سيره؟
- إحمد ربك كاكا كمال كريم لست شروقيا
- تعال إلى انسية زارالولو
- جدل العلماني/الديني: علي الوردي ومحمد باقر الصدر
- إلى العراقيين الذين ينامون وارجلهم بالشمس: من ينهب العراق ال ...
- الرأي العام في العراق الآن


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض الأسدي - تبغدد.. إلى هيلاري: متى تحكمنا نساؤنا؟