السجون بالسعودية، قطع من جهنم ....الضرب – الاغتصاب – العبث بالأعضاء التناسلية - الشتم- المنع....

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1894 - 2007 / 4 / 23 - 12:46
المحور: حقوق الانسان
    

أظهرت صورة فيديو التقطت داخل سجن بالسعودية حارسين يعتديان بالضرب على نزيلين في العشرينات من عمرهما، هذه حالة من آلاف الحالات التي تشهدها السجون السعودية باستمرار من انتهاك فظيع لحرمة السجين، ففضلا عن التأنيب و السب ومختلف الضغوط النفسية التي تمارس في حق النزيل فإنه ينال وجبات دسمة من الضرب و اللطم و الصفع والركل، كما سجلت حالات اغتصاب عديدة في حق نزيلات السجون تم التكتم عليها ....هذه الأخبار المؤكدة يرويها شهود عيان، من سجناء سابقين مواطنين و أجانب مقيمين ، كما يرويها بعض من موظفي السجون الذين عملوا سابقا في هذا الجحيم الرهيب ...

السجناء بالسعودية شريحة من المجتمع تنال حقها من التكريم والرعاية المستقاة من فكر و أدبيات ومزابل بني وهاب ....ففضلا عن معاناة المواطن في نجد والحجاز والقطــــــيــــــف.... و مصادرة حقه في التفكير والانتماء ومنعه من الممارسة السياسية و المشاركة في تدبير الشأن العام وحقه في ثروة بلاده ومعاناة العمال الكادحين الأجانب و خاصة خادمات البيوت و السطو على حقوقهن و الدوس على كرامتهن الإنسانية لدرجة يندى لها الجبين .....وفضلا عن معاناة المرأة التي ضرب عليها النظام الوهابي الفاشستي القمعي أحجبا من الجهالة والظلام و عمل على تدجينها كالإبل والأنعام ....ها هم المساجين في مختلف السجون السعودية ينالون حقهم من الحنان و الرعاية الوهابية الموروثة عن الرعيل الأول الذي أبلى البلاء الحسن في قطع الرقاب و بقر البطون و تهشيم العظام وشطر المعارضين إلى نصفين بواسطة جملين فحلين تماما كما فعلوا مع العجوز أم قرفة منذ أكثر من 1400 سنة .....وكما فعلوا في عصرنا الحاضر وبالضبط سنة 1979 م مع المعارض "ناصر السعيد " الذين أحضروه من خارج البلاد بمساعدة عصابة " أبو عمار" ليشفوا غليلهم فيه وليخفوا كل أثر له ، ليكون عبرة لمن لا يعتبر، وطبعا قبض المجرم التاريخي " أبو عمار" ورجاله عمولة على حسن صنيعهم شأنهم في ذلك شأن كبار زعماء العصابات التي تقدم خدمة من هذا القبيل لأسيادها ....

يحكي أحد نزلاء سجون السعودية سابقا تجربته المريرة قائلا ....

((........ بعد سلسلة من الاستنطاقات الرهيبة نقلوني لمرحلة التعذيب التي تطبعها مراسيم احتفالية غريبة ، كبلوا يدي و علقوني كالذبيحة التي تعد للشواء، انهالت علي الضربات من كل جهة بالسياط المبللة بالماء المثلج، كان كل جسدي مباحا حتى أعضائي التناسلية عبثوا بها و قام أحدهم بإدخال قضيب حديدي في شرجي كل هذا كان يتم وسط قهقاتهم العالية و كان البعض منهم يأكل الزبادي و البعض الآخر يشرب الماء البارد و يتناول الفاكهة لقد تناوبوا على تعذيبي و إيذائي من دون كلل أو ملل حتى كادت روحي تفارقني ....هذا نموذج بسيط من معاناة نزلاء السجون قادهم حظهم العثر ليكونوا ضيوفا أعزاء في جحيم مصغر وبين جلاوزة غلاظ شداد لايعصون أمر ربهم ....و ما خفي كان أعظم ....))

========

على المنتظم الدولي أن يضغط بشدة على النظام السعودي لإصلاح السجون التي من الفروض أن تكون مدارس لإعادة تأهيل النزيل لكي ينخرط من جديد في المجتمع ويكون فردا منتجا و نافعا ، وأن تصان كرامته كانسان داخل السجن لا أن يعامل كأصحاب السعير، السجن إصلاحية و ليس قطعة من جهنم، على إدارة السجون توفير المناخ لكي يتابع السجين دراسته إن كان طالبا، وأن يصقل ويطور معارفه في المهن والحرف إن أبدى ميولا لذلك، وأن يحظى بزيارات أقاربه و معارفه ، وأن يعامل معاملة كانسان وليس ككافر دخل جهنم...فيكفي النزيل أننا سلبناه جزءا من حريته وعمره على ما اقترفه من جناية ،فعلينا ألا نجني في حقه نحن كذلك ولو بكلمة قد تمس كرامته كأن نقول له " تعال يا بعير....حاسب ياكلب .... " وهذه كلمة متداولة لدى جلاوزة الجحيم بسجون السعودية ....
كما أن من حق المنظمات الحقوقية ( هيومان رايتس واتش ....مراسلون بلا حدود ...منظمة العفو الدولية ....وغيرها ) الحصول على تقارير مفصلة عن انتهاك حقوق السجين بالسعودية وأن تسهل مأمورية موفديها لزيارة كل الإصلاحيات و الالتقاء بنزلاء السجون وبأفراد عائلاتهم وبموكليهم و تسجيل كل خرق أو انتهاك قد يطال النزيل ، و من حق المتضررين السابقين من نزلاء السجون السعودية المطالبة بالتعويض المادي والمعنوي والمتابعة القضائية لمحاسبة كل من ثبت تورطه في التعذيب و الإيذاء والاغتصاب، فالتعويضات والمتابعات حق مشروع لكل متضرر كنوع من أنواع إعادة الكرامة و جبر الضرر .

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات