ابراهيم جابر ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 1893 - 2007 / 4 / 22 - 11:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قلة قليلة فقط من المواطنين العرب تعرف أن الصومال بلد عربي !
فلسوء حظ هذا الشعب الداكن البشرة أنهم أبناء بلد فقير، ولا يحظى بمنزلة اجتماعية لائقة بين اعضاء الأسرة الدولية ، ولم تصله ربطات العنق بشكل كثيف !
لذلك يموت الناس بإفراطٍ في الحرب المجنونة الدائرة الآن ، وكانوا قبل ذلك يموتون جوعاً أيضاً ، فلا يلفتون انتباه أحد ... في الحالتين !
لا يتمتع الصوماليون بأي شيء يجعلهم محط عناية ؛ لا هم أصحاب ثروات تستدرج اهتمام المستثمرين ، ولا لديهم نساء باذخات الجمال او منتجعات تسحر السائحين ، ولا هم اصحاب دور محوري ومؤثر في الازمات الإقليمية ، ولا يملكون أي ورقة ضغط في القضايا الساخنة التي تستحوذ على اهتمام العالم ، ولم يقدموا للمشهد العربي أي مطربة فيديو كليب مهمة ، ... لذلك يموتون دون أن يحظوا بأي شفقة عربية أو اقليمية !!
فضلاً عن ذلك فهم موضع سخط " شرطي العالم " بعد مرحلة " المحاكم الاسلامية " وهذا استدعى اهتماماً امريكياً ، تؤججه رغبة الانتقام من هذا البلد الذي أهان القوات الأمريكية يوماً ودفعها للرحيل محملة بالخسائر السياسية ومئات التوابيت .
هذه المرة تتدخل أمريكا بمخلبها الأثيوبي لتنهش ما تبقى من صحة البلد المريض والمتهالك ،
وسط فرجة عربية مخزية ... كتلك التي رافقت احتلال العراق .
والقمة العربية الأخيرة التي تجاهلت ما يحدث في الصومال بشكل أثار حتى دهشة بعض السياسيين والاعلاميين الأمريكيين لم تكن مفاجئة للعرب أنفسهم ؛ فالمتوارث أن العرب لا يعتبرون الأزمة طاحنة وتستحق التنديد إلا اذا وصلت لأطراف بيوتهم أو أغطية أسرّتهم !
لكن المفاجىء والمثير للمرارة هو سلبية النخب العربية الحزبية والسياسية والثقافية والنشطاء في مجالات الحريات وحقوق الانسان ودعاة القومية وانفضاضهم بالكامل عن هذا البلد العربي .. حتى تكاد تظن أن أخبار الحرب هناك لم تصلهم بعد !
فحتى هؤلاء النشطاء يرون – فيما يبدو – أن التحرك في سبيل بلد فقيرلن يدرّ عليهم شيئاً من المنفعة أو العلاقات المثمرة أو حتى النجومية ؛ فلم تتشكل في أي بلد عربي هيئة لمناصرة الصومال أو جمع التبرعات له أو حتى جمع الأكفان النظيفة ... التي تضمن موتاً لائقاً !
#ابراهيم_جابر_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟