مناع النبواني
الحوار المتمدن-العدد: 1893 - 2007 / 4 / 22 - 11:49
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
التجمع الوطني الديمقراطي في سوريا
تحية وبعد :
أرجو أن يتسع صدركم لمشاركتنا في مناقشة مشروعكم السياسي الذي طلبتم إبداء الرأي حوله ومناقشته . سألخص قدر الإمكان , ولو أن الأمر يحتاج إلى التوسع .
1- أشكر لكم اهتمامكم لتلمّس طريق التغيير الوطني الديمقراطي .
2- حتى نبدأ الخطوة الأولى في طريق الوطن والمواطنة , يجب , أقول – يجب – أن نعي - قولا وعملا – الحقيقة التالية : الوطن أولا , النهضة ثانيا . ولا وطن ولا نهضة بدون العلمانية والديمقراطية .
3- إن أي فكر أو تفكير, أو مشروع – سياسيا كان أو اقتصاديا, أو اجتماعيا, لا يؤمن بداية بالعلمانية والديمقراطية – قولا وعملا – هو دجل وتضليل . أو هو مشروع سلفيّ وشموليّ مدمّر .
وبضوء ما تقدّم نبيّن لكم ما يلي :
- ورد في المشروع ص1 ما يلي : (( ...... ولذلك بنى رؤيته وموقفه على أساس أن النهوض الديمقراطي شرط لازم ورئيس , لكنه غير كاف للنهوض القومي , أي نهوض الأمة )) .
أرى أنه ما من شيء يحقق الأمة / القومية إلا – الديمقراطية- وهي الشرط الكافي , ولا شرط غيره . علما أنه يجب أن نفرّق بين النهوض القومي ونهوض الأمة . الأمة غير القومية . آن لنا أن نهجر تلك التسميات العبثية التي لم تقدّم لنا إلا الذلّ والفرقة والتخلّف والفساد .
لا توجد أمة عربية , لأن الأمة توجدها الدولة , فهل توجد دولة عربية يا ترى ؟؟!! نحن نعيش حالة تشرذم واغتراب في مزارع وإقطاعيات وأمارات يتحكّم بنا أولو السلطة والسلطان المطلق .
- ورد في المشروع ص1 ما يلي : (( كما يعتبر العمل الوحدوي مقدمة ضرورية لإعادة توزيع الثروة القومية بما يحقق العدالة وتكافؤ الفرص بين المواطنين )) . لو استقدمنا كلّ مفكّري العالم وسياسييه – عربا وأجانب – هل يستطيعون أن يفسّروا لي هذا القول غير المسؤول – بل – التضليلي ؟؟!!.أم لعلّكم قصدتم – العمل الديمقراطي العلماني – سبحان الله !!!.
- أجاد المشروع في تكرار توصيف الوضع الراهن , وكذلك في محاولة تزيين الديمقراطية -شعاراتيا - . الديمقراطية ممارسة وحياة مستمرة متجددة . وليست مجرّد شعار يطرح , أو أمنية ترتجى .
- ورد في المشروع فقرة – بناء الدولة – ص1-2 – البند – 2- المساواة –
- (( ...... وإلغاء جميع الممارسات التمييزية أزاء المواطنين من غير العرب ولاسيما المواطنين الأكراد ....)) . تستوقفني كلمتا الوطن والمواطن كثيرا . وأتعجب أكثر حين أرى كيف يستعملها بعض السياسيين والأحزاب بفهم سطحي وغير وطني . يقولون : مواطن عربي , مواطن كردي , آشوري ......الخ .
الوطن ليس جغرافيا فقط . والمواطن ليس عرقا دمويا (( القرابة العصبية )) .
الوطن والمواطنة انتماء سلوكي إنساني مدني علماني ديمقراطي . فإما مواطن أو لا . أليست كلمة المواطن تشمل العربي والكردي والآشوري والأرنؤوطي والشركسي والأرمني .....الخ .من جميع مكونات الشعب السوري الأصيل ؟؟؟؟!!!!. متى نلتزم ونكتفي بكلمة – المواطن – ليس إلا ؟؟. أم أننا ما زلنا ( خير أمة أخرجت للناس ) ؟ أم نعمل بلغة ابن الحرّة وابن الجارية ؟؟!!.
- بقي المشروع يمكن تسميته مشروعاً سياسياً ديمقراطياً بإيجابياته وسلبياته , إلى أن كشّر عن أنيابه , وأميط اللثام الذي يحجب حقيقته , وذلك في البند – 11- ص3 حيث جاء : (( إن رسالات السماء ......... مبدأ معرفة ومبدأ حرية ومبدأ عمل ومبدأ جهاد )) . وكذلك (( وأن ميدانه الذي تنمو فيه وفق قوانينه الخاصة هو المجتمع المدني )) .
أذكّر جميع الأحزاب والتيارات والأفراد الذين يضمهم المشروع , وخاصة من كان منهم شيوعيا أو ما يزال . أذكّرهم بثوابت أساسية في المجتمعات الديمقراطية وليست الشمولية , في الدول العلمانية وليست الدينية , في المجتمعات المدنية وليست البدائية , أولها : قول – أبو العلاء المعرّي :
اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا دين وآخر ديّن لا عقل له
ثانيها : قول –فولتير – (( حتى تصل البشرية إلى مستوى عال , يجب أن يتم إعدام آخر ملك بمصران آخر قسيس )) .
ثالثها : قول – كارل ماركس (( الدين أفيون الشعوب )).
رابعها : قول في بحث / كتاب حرب المعرفة الشاملة : (( إذا كبرت المعرفة صغر الإيمان المطلق , وإذا كبر العقل صغر الدين )).
خامسها : قول للعلامة السيد – محمد حسين فضل الله – بما معناه : القداسة والسياسة لا يجتمعان . وإذا اجتمعا فسد الاثنان معا )).
وعليه فإن أي سياسي يؤدي الطقوس والفرائض الدينية – أيا كان الدين الذي ينتمي إليه – عليه أن يغادر السياسة إلى دور العبادة أفضل له , وأكثر انسجاما
هذا إضافة إلى السؤال التالي : كيف يكون المجتمع المدني هو الميدان الذي ينمو فيه الدين ؟؟؟!!!. هل ما زلنا حتى هذه اللحظة نجهل مبنى ومعنى المجتمع المدني ؟. وهل هو غير العلمانية والديمقراطية ؟!. أين فصل الدين عن الدولة –بل – فصل الدولة عن الدين؟؟ لم أر له أثرا في المشروع ولا حتى بين سطوره .
أما ثالثة الأثافي فتجلّت في تلك النخوة الجاهلية / الأعرابية وليست العربية , التي انتابت المشروع في البند -2 – من الفقرة – في السياسة العربية والدولية ص3 .حيث جاء فيها : (( ..... النهضة العربية الثانية التي قادها عبد الناصر , ولكن الأمة العربية ضيّعت تلك الفرصة التاريخية )).
أما آن لنا أن ننتهي من أسطورة – عبد الناصر – أليس هو أول رئيس جمهورية عسكري فرد ديكتاتوري , وأول ممن أوجد نظام الدولة الأمنية , وحصر أنفاس الشرفاء أو قتلهم شرّ قتلة ؟؟؟!!!.
إن تلك النخوة أوقعت المشروع في مطبّات التناقض , خاصة البند – 2 – من نفس الفقرة . إذ ورد فيها: (( وقد ظهرت الأثار المباشرة لتردي الأوضاع العربية في اتفاقات كامب ديفيد ومعاهدات الصلح مع إسرائيل ......... وما سبق ذلك وأعقبه من تسويات مذلّة مع العدو الصهيوني )) . كما جاء في البند _3_ من نفس الفقرة :(( إن صراعاً تاريخياً ......... ولا تنهيه تسويات ومعاهدات مذلّة ....)) _ (( والتجمع لا يرى في أي من التسويات التي حصلت ...... نهاية الصراع ...... بل مرحلة من مراحله ومحطة من محطات سيرورته التاريخية ، فلا بد أن تقاوم الأمة العربية ، ولابأس أن تفاوض وهي تستعد أو هي تقاوم من دون أن ننسى لحظة واحدة أن هذا الصراع لابد أن يحسم في النهاية لمصلحة أحد طرفيه )).
والتساؤل أو التناقض هو : كيف أن محادثات السلام مع إسرائيل _ أياً كانت _ مذلّة وعار وخيانة وكيف أنه : _لابأس أن نفاوض _ أليس عبد الناصر _ العظيم _ أول من أجرى مباحثات سلام مع إسرائيل ، مباحثات عبد الناصر/موشيه شاريت .
ما هذه الباطنية المغرقة المفضوحة (( لابأس أن نفاوض ...... أن هذا الصراع لابد أن يحسم في النهاية لمصلحة أحد طرفيه)) . أما زلنا نردد صراخ _ أحمد سعيد _ رمي اليهود في البحر.
وأخيراً : كل من يعمل يصيب ويخطئ . أرجو أن نعمق الصواب ونتجاوز الخطأ .
أعود لما أومن به قولاً وعملاً _ الوطن والمواطنة انتماء وسلوك وطني _ الوطن ليس مرعىً ، والمواطن ليس قطيعا _ الوطن أولاً ، النهضة ثانياً_ ولا وطن ولا نهضة بدون العلمانية والديمقراطية.
18/2/2007
المحامي
مناع النبواني
#مناع_النبواني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟