أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ماجد رشيد العويد - مجلس الشعب في لافتات














المزيد.....

مجلس الشعب في لافتات


ماجد رشيد العويد

الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 10:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يصدق المرشحون إلى انتخابات ما يسمى بمجلس الشعب أنهم ممثلون لهذا الأخير فاقد الحقوق والتائه بين سندان الفقر والجهل، وينسون، عن جهل على الأغلب، أنهم لا يمثلون حتى أنفسهم. وكي لا ننسى نقول إنهم جميعاً لا تتوافر فيهم الأهلية لتمثيل هذا الشعب، وحتى من ظهر منهم نظيف اليد وحسن السيرة، فإنه ملوث بحكم القبول بالترشيح إلى هكذا مؤسسة ظهرت في قصفها نائب رئيس الجمهورية السابق عبد الحليم خدام على نحو مأساوي يثر القرف. وربما من المشاهد التي تحمل المرء على التقيوء ما رأيته بأم العين من مرشح مستقل رقّي يتقدم بالتهاني من مرشح أحد أحزاب الجبهة في المدينة ذاتها لفوزه المسبق بالطبع بكرسي "النيابة". أقول "النيابة" تجاوزاً لأن هذه اللفظة تشير إلى مرحلة أصيلة من عمر البرلمان السوري يوم كان بكامل الأهلية والشرعية. أما "برلمان" هذه الأيام فإنه وجد لتبرير سياسات الحاكم، وتمريرها وسحق آمال الشعب الذي باسمه يحكمون بلداً نهبوه ودمّروه. ثم أصيب القائمون على أمر المؤسسة التشريعية بما يمكن لنا أن نسميه هنا بالجنون أو ببلوغهم حدّ الاستهتار الكامل بالناس فعقدوا العزم على صناعة "ممثلين للشعب" من فئات بشرية كاملة الأوصاف في التبعية فاختاروا نماذج لا تقدر على تمثيل الحجر فما بالك بالبشر.
فمن ملك بعضاً من الإحساس بالمسؤولية مع شيء من الكرامة لن يرضى أن يكون في المكان الذي يتنافس عليه اليوم ما يقرب من عشرة آلاف مرشح على 80 مقعد هي حصة من أُطلق عليهم المستقلون، وهؤلاء في العادة ليسوا مستقلين إلا بقدر ما هم مقالون من إنسانيتهم. ومما يلفت الانتباه أن كل "مستقل" يضع اسمه في قائمة ما يدعى بالجبهة الوطنية التقدمية في دورة نفاق مكتمل لا يجيده سوى الباحثين عن شهوة السلطة في بلد احتكره الجاهلون وقالوا موتاً، موتاً لهذا الشعب.
على أن اللافت أن الناس في عمومهم عازفون، نفسياً، عن هذه المهزلة وإن ذهب كثير منهم تحت وطأة الخوف وتحت وطأة انتماءات عشائرية وقبلية إلى التصويت على هذا المرشح أو ذاك. أيضاً من ينظر إلى اللافتات المعلقة على الجدران وإلى صور المرشحين يبصر بغير جدل كمية من الغباء تحملها عيون ذابلة ووجنات منتفخة تملأ الشوارع ووسائط الدعاية المنتشرة في ميادين المدن.
أيضاً وفي هذا الإطار فإن "كمية" المرشحين إلى الانتخابات من "المستقلين" والبعثيين والجبهويين، الرقة مثالاً، ليسوا ممن يأمل المرء منهم خيراً ذلك أن القاعدة التي يقوم عليها الذهاب إلى المجلس البعثي هي في أن تكون شيخ عشيرة وهذا في الغالب الأعم لا علاقة له بالاقتصاد ولا بالسياسة ولا يدري من أمر بلده سوى رغبة قبل شبابية تملأ أحشاءه فينتفخ ويهيم في الشوارع بها، ويدور على السرادقات المنصوبة لأجله. وأما من كان بعثياً فهو إما "مناضل" متقاعد من النضال في صفوف حزب البعث ورأى القائمون على البلاد والعباد تكريمه بكرسي في مجلس الردح السوري، وإما آخر اعتقد أن تبوّءه مقعداً في المجلس هو بعض حقه وجزاء له على نضاله.
ولو نظر السائر في شوارع الرقة لرآها قد تزينت بما يسمونه عرساً ديمقراطياً قوامه لافتات كتب عليها أسماء المرشحين إلى مجلس الردح، وبعضَ شعاراتهم ونماذجَ من برامجهم الانتخابية. ولو نظر السائر عينه إلى واحد منهم لرآه يمشي في الأرض مرحاً، من دون أن يسعفه عقله بعد أن الناس لا يقبلونه، وأنهم عنه وأمثاله منصرفون.
ولا يمكن للناس أن تنسى أن هذا المجلس الميت والذي لا يملك هذه الأيام أمره بنفسه ساهم في إذلالهم بقوانينه وتشريعاته. ومن طرائف أحد شيوخ العشائر المرشحين إلى الدور التشريعي الأخير أن برنامجه الانتخابي غصّ بما سيقوم به للناس ابتداء بسعيه إلى إقامة بنية تحتية تليق بمدينة منتجة للنفط وللحبوب وتقوم على تزويد الدولة ببعض طيّب من ميزانيتها، إلى القيام بواجبه نحو تقويم الوضع التعليمي في بلده، إلى الصناعة ومن قبلها إلى الزراعة، وليس آخرها سعيه الحثيث إلى إرسال جائزة مالية للمبدعين في حقول القصة والرواية وسائر فنون الكتابة. على أن هذا الشيخ الذي بدا كريماً على نحو ما، لا أظنه قادراً على الوقوف بوجه رئيس مجلسه إذا ما طلب إليه أن يصمت كما فعل "الراحل" عبد القادر قدورة يوم ألزم منذر موصلي بالصمت على رغم الظهور المسرحي لهذا الأخير.



#ماجد_رشيد_العويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة مع مهرجان العجيلي الثاني للرواية العربية
- حوار مع الروائي العربي حنا مينه
- حوار مع الأديب والناقد الدكتور نضال الصالح
- حوار مع القاص والروائي المصري سمير الفيل
- لبنان بين فتاوى بائسة وحزب ظنّ أنه الدولة
- مدن الطلل
- السور
- اعتذار
- رائحة في الذاكرة
- كلمة في وداع الرجل الكبير
- تحية إلى سمر يزبك
- هل يجبّ انشقاق عبد الحليم خدام ما قبله؟
- المطلوب محاكمة حزب البعث قبل خدام
- الوهق
- بانتظارهم
- هل كانت الرقة رافداً من روافد العجيلي
- ثقة مستعادة
- صمت المثّال
- حجر على صراط
- طيبة


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ماجد رشيد العويد - مجلس الشعب في لافتات