أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - احمد عبد الله - تابوات الإعلام العراقي















المزيد.....


تابوات الإعلام العراقي


احمد عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 09:59
المحور: الصحافة والاعلام
    


(( أعطني حرية أن أعرف ، أن أتكلم أن أناقش بحرية وفقا لما يمليه علي ضميري قبل جميع الحريات ))
الشاعر الإنكليزي جون مليتون


ما زالت أنفاس الإعلام العراقي متقطعة وبحاجة ماسة إلى قبلْ حياة تملأها أوكسجين نقي يطرد أحادي أوكسيد الدكتاتورية الذي لوث الدم العراقي طوال عقود موبوءة بالإرهاب الفكري والإبادة الجسدية والعقم الروحي . وبعد أن داعبت فضاء العراق بوادر نسيم التغيير القسري حفز الجسد العراقي أدواته لاستعادة الحياة بعد احتضار مرير ، غير أن سدنة الحضرات القدسية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والمذهبية والقومية والعشائرية والإيديولوجية ... إلى آخره من قائمة المفردات الطوطمية ما زالوا يتنفسون ملأ صدورهم غبار العصر القروسطي وينفثون سمومه ليلبدوا الفضاء الجديد بسحب الدخان والحرائق وعفونة العهد المقبور .
ثورات الأصابع البنفسجية الثلاث لا تعني شيئا لأولي الأمر غير الوصول إلى عروش التسلط والاستبداد والاستحواذ على أكبر قدر ممكن من غنيمة استغفال الأمة العراقية والدستور العراقي ولوائح حقوق الإنسان والمعاهدات والمواثيق الدولية لا توفر الحقوق فضلا عن الحماية للإعلام العراقي الذي تحول إلى جوقة ناشزة تزعق حسب توجيهات المايسترو الطائفي أو القومي أو السياسي على طريقة ( كلٌ يغني على حلواه ) .
قد نجد في الساحة العراقية مؤسسات إعلامية تنتقد وتشير بأصابع صلبة إلى الظواهر السلبية وتشخص عقاقير علاجها لكنها تقف عند حد الآخر دون أن تنظر في مرآتها التي تعكس حتما خلفيتها الحزبية أو الدينية أو القومية الممولة التي تمدها بأسباب البقاء وتظلها بعباءة الحماية والتحصين ما دامت تركض إلى الأمام فقط وتصوب أنظارها تجاه الهدف المقابل أما فكرة الالتفات إلى الخلف أو حتى الاستدارة بزاوية تسعين درجة فهو خطيئة تعالج فورا بمحكمة لا شرعية وبأقسى العقوبات .
إذا ما حالفك الحظ واستجابة السماء لدعوات أمك التي أعشى بصرها الضيم أو أباك الذي أحنى ظهره الذل أو أيا ممن يعنيهم أمرك وحظيت بفرصة العمل في إحدى المؤسسات الإعلامية الممولة قطعا من جهة ما فإياك أن تسول لك نفسك وتخدعك بأن قبولك جاء على خلفية ما تتمتع به من موهبة أو حرفية مهنية أو شهادة اختصاصية أو كحق دستوري ووطني وأخلاقي تكفله قوانين الأرض والسماء وتعهد به أولي الأمر ، كل ذلك أوهام وشعارات ستعود عليك بالوبال وما هو أعظم وأخطر . موهبة هي نقد وتجريح الآخر واحترافك هو الدفاع عن ولي النعم واختصاصك قلب الحقائق أما حقك المكفول فهو الحفاظ على حياتك ما دمت تؤدي فروض الطاعة والولاء .
حين تعمل في المؤسسات الإعلامية العراقية عليك أن تضع أمامك قائمة طويلة من التابوات يتصدرها الطوطم الذي تصلي في محراب مؤسسته . ثمة طوطم طالباني وآخر بارزاني لا يجوز الاقتراب من هالتهما النورانية وهناك طوطم صدري وآخر سيستاني ويعقوبي وحكيمي وجعفري ومالكي وليس بعيدا عنهم الطوطم الضاري والدليمي والهاشمي والجبوري والمطلكي وقريبا منهم جدا الطوطم العلاوي والجنابي والشعلاني ، والكثير من الطواطم المنتشرة كالبثور في وجه صاحبة الجلالة .
ثمة مؤسسة سميت زورا وبهتانا شبكة الإعلام العراقي والأصح تسميتها بشبكة الطواطم ففي هذه المؤسسة هيئة تراعى شؤون الطواطم الدينية والمذهبية والقومية والإيديولوجية وتمارس صلاحيات لا محدودة في قمع وتصفية الأعمدة الصحفية والأسماء الشريفة المخلصة للعراق والعراقيين وبما تمتلكه هذه الهيئة البربرية من إمكانيات مهولة استطاعت أن تمرر وصايا برلمان الطواطم العراقية وتحجب عمود رئيس تحرير جريدة الصباح وعمود الكاتب يوسف المحمداوي وعمود الكاتب الإعلامي المعروف محمد عبد الجبار الشبوط رئيس تحرير الصباح السابق وكل ذلك من أجل عمود كتبه محرر صفحة – برلمان – في جريدة الصباح الكاتب والشاعر يوسف المحمداوي . لم يأتي هذا العمود بجديد سوى نقل الصفقات التجارية التي يعقدها أمراء الطواطم تحت قبل البرلمان ما أثار حفيظتهم واستشاطوا غضبا واجمعوا لأول مرة منذ تأسيس المجلس على قرار وهو ( مقاضاة كاتب المقال وجريدة الصباح ) على هذا التجديف المتطاول .
يوسف المحمداوي بأدبه المعروف وأخلاقه الدمثة لم يضمن عموده ما يسيء إلى أية جهة أو شخص ، مجرد أجرى عملية حسابية لما يتقاضاه النواب كمخصصات بدل طعام فقط وخرج لنا بنتيجة مفادها أن بطون السادة النواب تستهلك سنويا ( 9 مليارات وتسعمائة مليون دينار عراقي كوجبات طعام ) . هل في ذلك إساءة ؟، أن كان ممثلون الطواطم بهذه الحساسية المرهفة فلماذا يشرعون ما يخجلون منه ؟. ثم أن كاتب العمود حي ( لا يرزق ) ويمكن مقاضاته حسب الفرمانات والقصاص الطوطمي إذا لماذا تطوع حبيب الصدر وعبد الحليم الرهيمي لحجب عمود رئيس التحرير وعمود الشبوط وهما بذات الأخلاق التي يتمتع بها المحمداوي الذي حلت عليه اللعنة ناهيك عن مكانتهم الإعلامية والاجتماعية ونزاهة أقلامهم وإخلاصها في العمل من أجل الجماهير التي تتطلع إلى السلطة الرابعة عَلها تضع حداً لنزيف الدم والثروات والكرامة ؟!. أنصاف اللا شيء هؤلاء لم يقنعوا بسدانة المعابد الطوطمية بل أنهم يطمعون بضم الأقلام الشريفة إلى حاشية المتزلفين ليتاجروا بما تجود به الأقلام المأجورة وهو ما يرفضه المشعل والمحمداوي والشبوط والكثير الكثير من المخلصين لهذا البلد والمؤمنين بحق هذه الأمة في الاطمئنان إلى وجود سلطة رابعة تدافع عن حقوقهم وحرياتهم أو تطلعهم على حقيقة ما يجري كأضعف الإيمان .
أتابع عن كثب الحملة المغولية التي تشنها الطواطم وسدنتها على الإعلام العراقي المتشبث ببصيص الحرية ولسان حالي تعب من ترديد قول الشاعر الكبير الراحل علي الشرقي (( بلدي رؤوس كلهم أرأيت مزرعة البصل )) وذلك قبل أكثر من نصف قرن أما الآن ونظرا لمزارع البصل المتكاثرة كالأميبيا في أرض العراق الجديد أجد لساني يردد بأسف مرير دون وعي أو إرادة (( بلدي رؤوس كلهم هيهات مزرعة البصل )) .
أننا بحاجة إلى وقفة حداد على أرواح شهدائنا الذي قدموا أرواحهم من أجل اليوم الذي يتحرر في العراق من الاستعمار الدكتاتوري وحلموا بإعلام حقيقي يستحق بجدارة هيبة السلطة الرابعة ، أمام هذه التضحيات لابد من انحناءة إجلال لكل من قدم قرابينه أضحية من أجل الخلاص . ولكي نمنح ضمائرنا شعورا بالرضا ونطمئن الأرواح التي ما زالت تدور في سمائنا لابد لنا من حرب تطهيرية ضد كل من تسول له نفسه أن يستدرج العراق إلى هاوية الدكتاتورية والاستبداد التي خرج منها بشق الأنفس .




#احمد_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برلمان الإرهاب الفكري


المزيد.....




- يقدمون القرابين لـ-باتشاماما-.. شاهد كيف يعيش بوليفيون بمناز ...
- انفجار هائل ثم حريق خارج عن السيطرة.. شاهد ما حدث لمنزل صباح ...
- قتلى وجرحى فلسطينيين في خان يونس
- ترامب ويطالب بضم كندا والسيطرة على قناة بنما
- لافروف لـ RT: أحمد الشرع يتعرض لضغوط كبيرة من الغرب الساعي ل ...
- فنلندا تحقق في دور سفينة أجنبية بعد انقطاع كابل كهرباء تحت ا ...
- جثثهم تفحّمت.. غارة إسرائيلية تقتل 5 صحفيين في النصيرات بقطا ...
- تركيا توجه تحذيرا لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا
- صورة لـ-شجرة عيد الميلاد الفضائية-
- -اتفاقية مينسك لم تكن محاولة-.. لافروف يقدم نصيحة لمبعوث ترا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - احمد عبد الله - تابوات الإعلام العراقي