أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهدي النجار - الثقافة العراقية وعنق الزجاجة














المزيد.....

الثقافة العراقية وعنق الزجاجة


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1893 - 2007 / 4 / 22 - 11:41
المحور: المجتمع المدني
    


كنا نحن الذين نزعم الاشتغال في الثقافة نندهش من اولئك ابناء العهد الاستبدادي وهم فرحون في خيلائهم الزيتوني يمتطون صهوات الثقافة الرعناء ثقافة التهليل والتجهيل والتدمير والفساد كنا نطلق الحسرات على تلك الكتب الانيقة تستفزنا باغلفتها الفاتنة النزقة وهي محشوة بحروف تشبه براز الفئران،

نحسدهم على تلك الندوات والمؤتمرات الفارهة، الباذخة التي تصدح بها حناجرهم عبر اناشيدهم وقصائدهم وسجالاتهم المفعمة بالتمجيد والضلال سقطوا هم وايقونتهم الاستبدادية وخلفوا فينا قروحا كما لو انها من الاسمنت بقينا نتساءل كيف لم يتصدع المثقفون الحقيقيون امام ضغط الواقع الذي لا يطاق وكيف استطاعت نفوسهم مقاومة عالم القهر بكل ذاك الإباء وذاك التحكم بالنفس بعد سقوطهم ظلت هواجسنا الخائفة تتأمل المشهد الانفراجي الجديد بارواح تكاد تخرج من جلودها فرحا بالحرية، الحرية وسواها لا يقاس، هنا تكمن مفارقة المثقف بعشقه الظامئ للحرية لكن اية حرية تفجرت وسط الخراب الجميل (مفردة ادونيس) انها حرية مرة تشبه طعم الحنظل، حرية منقوصة تفجرت حين حلت المفسدة الاحتلالية محل المفسدة الاستبدادية واثناءها تفاقم هيجان الفساد والافساد الاخلاقي والاداري والسياسي وتصاعد اجتياح (الحواسم) وانتشرت روائح الفضائح المالية والتهتكات والرذائل الاجتماعية بجانب التقتيل والتذبيح الذي فرش الارهاب من خلاله جناحيه مثل كاسر ينهش جسد الوطن.
رغم ان الزمن، زمن الخراب الجميل لم يتح فرصة كي تصحح ثقافتنا الوطنية مساراتها فهي كما يبدو ومحبوسة بزجاجة الماضي المعتم والحاضر المشوش سواء على مستوى انتاج او على مستوى فاعلين فعلى الصعيد الاول ظهرت تخليطات خطيرة وواسعة الانتشار تختزل الثقافة برمتها في انشطة الادب (الشعر، القصة، النقد الادبي..) حتى يبدو الامر كما لو ان المثقف هو الشاعر او القاص معتمدا على مرجعياته الادبية، في حين يتطلب الامر انشغال المثقف (كذلك الاديب) بمستويات معرفية اخرى يؤسس عليها خطاباته وابداعاته ومواهبه، مستويات مثل فحص ونقد التاريخ والتراثات والفلسفات، مستويات اجتراح مناهج جديدة للتفكيروالانتاج المعرفي، مستويات الغوص باعماق النفس البشرية... احد التخليطات الاخرى المصدعة لثقافتنا هي اختلاط السياسي بالثقافي، الاختلاط لا يعني التأثر والتأثير واتخاذ المواقف والانحياز. انما يعني ابتلاع وجهات نظر الفاعل الثقافي (المثقف) من قبل سلوكيات وممارسات الناشط السياسي وتهميشه او تذييله في حين هناك اختلاف جوهري بين الاثنين. الناشط السياسي ٍمعبئ جماهيري يواصل كفاحه عبر وسائله السياسية لتحقيق برنامج كيانه او منظمته في حين ينشط الفاعل الثقافي في استيلاد الجديد المعرفي سواء في حقل النظر وعالم الدلالة او في شبكات المفاهيم وآليات التفكير يفحص ويحلل ثقافة اجتماعه السالفة والراهنة ويفكك محتوياتها من اجل نقدها ووضعها تحت محل التساؤلات والشكوك.
على الصعيد الثاني، صعيد الفاعل الثقافي افرز الوضع الانفراجي الجديد ظواهر تدعو الى الاسى فاضافة الى تحول حداءات الثقافة الشرسة، بقدرة قادر الى حمامات وديعة تغني للديمقراطية وتشجب الانظمة الاستبدادية وتنادي بحقوق الانسان هكذا لتدخل من النوافذ مرة اخرى بعد ان طردت شر طردة من الابواب لتأخذ اماكن الصدر الودودة الى نفسها من جديد اضافة الى ذلك نلاحظ لعبة الكراسي السمجة التي بدأ الاخوة الجدد مظلومو البارحة يمارسونها على قاعدة (تنح لاجلس مكانك) بدأت هذه اللعبة بالظهور حين اجتاحت الرخويات الثقافية فضاءات الوزارة والاتحادات والاندية والصحافة.



#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكيانات السياسية والمسالة الدينية
- الكتابات البرية
- العقل وخطأ السكين
- المازق الطائفي في العراق
- شاهد من ازمنة التزوير الثقافي
- الطبري :الاسطورة والتاريخ
- / كتاب شهر اذار/ كيف يمكن ان نعيش سويا ومختلفين
- القيم الذكورية في الذهنية الاسلامية
- اليهودي في الذهنية الاسلامية
- الكيانات السياسية والمعاطف الماكرة
- الف ليلة وليلة والحقبة الكسولة
- الحداثة ومازق الهويات
- السلطة في التاريخ الاسلامي
- التدين الاسطوري قبل الاسلام
- الاسلام بين ثقافتين:العنف والتسامح
- مذكرات غابرييل غارسيا ماركيز
- الصخب وثقافة العولمة
- الوقائع المزورة والام الحلاج
- النداءت المضيئة لرقي الانسان
- عن ماذا يكتب المثقفون


المزيد.....




- رئيس البرلمان العربي يتلقى رسالة من البرلمان الأوروبي بشأن د ...
- RT ترصد عودة النازحين من سوريا
- المفوضية الأوروبية: دول الاتحاد ملزمة بتنفيذ أوامر اعتقال نت ...
- بوريل يوجه نداء لجميع أعضاء المجتمع الدولي لاحترام قرارات ال ...
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المربعات السكنية ومرا ...
- الأونروا.. ظروف البقاء على قيد الحياة تتضاءل في غزة
- خبير أممي يحذر من استغلال المهاجرين المؤقتين في أستراليا
- اعتقال ومحاكمة.. هل ضاقت دائرة الحريات على الكتاب بالجزائر؟ ...
- بوريل: ما يجري في قطاع غزة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان
- الاحتلال يطلق النار بكثافة تجاه خيام النازحين بمواصي رفح جنو ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهدي النجار - الثقافة العراقية وعنق الزجاجة