ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1891 - 2007 / 4 / 20 - 13:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تابعت الحادث المأساوي الذي اودى بحياة 32 من طلبة و اساتذة جامعة فرجينيا تك.. اثر اطلاق النار عليهم من قبل احد الطلاب الدارسين في الجامعة ذاتها..و الذي اتضح انه كان يعالج من عقد نفسية أو ربما فشل عاطفي ..و قد شاهدت مشهد تموضع رجال الشرطة الذين وصلوا الجامعة و كأنهم في فلم هوليودي, ذكرني منظرهم و طريقتهم في الأحتماء خلف الأشجار وجريهم السريع من شجرة الى شجرة..و كأنهم يواجهون جيشا من الأرهابيين المدججين بالأسلحة ..ذكرني بالجنود الأمريكان حين كنت اراقبهم من شباك غرفتي وهم يدخلون شارعنا المليء بالأطفال ..و يقطعون مباراتهم بكرة القدم ..مدججين بأسلحة لم نرى مثلها الا في الأفلام و مرتدين دروع واقية تغطي كامل اجسادهم و خوذ محملة بأجهزة تحمي رؤوسهم ..يدخلون الشارع محتمين بجدران البيوت..ومن خلفهم الهمرات في وضع الأستعداد و من الطرف الثاني تنتظرهم دباباتهم ..شاهرين اسلحتهم و اصابعهم على الزناد ..كأنهم في عملية قتالية وسط حرب ضروس ..يركلون ابواب البيوت و فوهات اسلحتهم مشرعة في وجوه اطفالنا ...هكذا رأيت شرطة فرجينا ..مستعدون لمواجهة جيش كامل ..لكن للأسف ..كل ذلك ليس سوى استعراض تدربوا عليه و لم يأتي بنتيجة فالطالب القاتل شخص واحد... ضئيل الجسم.. قصير القامة سلاحة عبارة عن مسدسين لا اعلم نوعهما لجهلي بماركات الأسلحة ...بدأ جولته في قتل الطلبة العزل منذ السابعة و الربع صباحا و استمر لمدة ساعتين و هو طليق حر ..يعبيء سلاحة براحةو يتنقل بحرية... بين مهاجع الطلبة و الفصول الدراسية و قتل ما شاء من الموجودين ثم قتل نفسه كل ذلك و الشرطة في وضع الدفاع عن النفس في الخارج لا ادري بأنتظار ماذا....!
هذا بالضبط يحدث يوميا في العراق فالحادث يبدأ و يتم تبليغ القوات الأمريكية بوجود ازمة في منطقة ما ..اما ان تصل القوة بعد انتهاء كل شيء او قد لا تصل ابدا ....ربما هذا التكتيك هو الذي يجعل امريكا اقوى دولة في العالم....
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟