أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حميد هيمة - قراءة أولية للوسائل التعليمية التعلمية في دروس تاريخ الممالك















المزيد.....


قراءة أولية للوسائل التعليمية التعلمية في دروس تاريخ الممالك


حميد هيمة

الحوار المتمدن-العدد: 1891 - 2007 / 4 / 20 - 10:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأمازيغية بالمقررات المغربية.
- تأطير نظري :
1. الوسائل التعليمية التعلمية:
1.1 - في مفهومها:
تعرف الوسائل التعليمية بأنها مختلف "الوسائط والأدوات البيداغوجية التي يوظفها الأستاذ لكي يعتمد عليها المتعلم لبلوغ هدف من الأهداف الإجرائية المرغوب فيها" (1) . كما أنها وسائل لإثارة انتباه التلميذ وتحفيزه على إعمال الفكر، وتمكن من استدراجه إلى المشاركة في استنتاج المعلومات وتشخيص الحقائق وترسيخها في ذاكرته وربطها في مخيلته بأشكال وألوان وغيرها فتبقى عالقة بالذهن سهلة عند محاولة استرجاعها (التصور العقلي). فضلا عن ذلك ، فهي تضفي" الحيوية على محتويات المواد الدراسية وتجعلها ذات قيمة عملية وأكثر فعالية وأقرب إلى التطبيق" (2) .
1.2 في أهميتها:
تلعب الوسائل التعليمية التعلمية دورا مهما في تحسين والارتقاء بالعملية التعليمية التعلمية؛ باعتبارها -الوسائل- الأرضية المادية التي تؤهل إدراك التلميذ إلى الانتقال من المحسوس إلى المجرد، وتجعلهم أكثر قدرة على فهم واستيعاب الشرح النظري. الأمر الذي يجنب الأستاذ الإغراق في التعليم اللفظي ، وبالتالي؛ فهي آلية لتنشيط الفعل التعليمي التعلمي وفرصة لتدريب التلاميذ على مختلف المهارات الحس حركية وتنمية المهارات العقلية مما يفضي إلى بناء كفايات مختلفة : منهجية، تواصلية، تكنولوجية. فضلا عن ما سبق، فالوسائل التعليمية التعلمية تكمن أهميتها في تذليل الصعوبات المرتبطة بتدريس الاجتماعيات، "ففي مادة التاريخ هناك صعوبة إدراك البعد الزمني والبعد المكاني... والعلاقات النسبية التي تربط الأحداث وتفسرها، علاوة على أن التاريخ يعالج نظما ومؤسسات... وظواهر تحتاج إلى قدرة خاصة على التصور والتخيل لإدراكها وفهمها،،،. إن هذه الصعوبات المختلفة تجعل من الوسائل التعليمية ركنا أساسيا لتحقيق الأهداف المعرفية والتربوية لتدريس الاجتماعيات."( 3)

1.3 - في وظائفها:
تتحدد وظيفة الدعامات الديداكتيكية في العملية التعليمية التعلمية على مستويين:
المستوى الأول: سنسلط الضوء، في هذا المستوى، على الوظائف المسندة للوسائل التعليمية تبعا لما تطرقت إليه "وثائق تربوية خاصة بمادة الاجتماعيات(4) "، والتي حددت الوظائف في:
 وظيفة الدمج والتكامل: يلاحظ في بعض الحالات أن معلومات الفقرات تستخلص من دمج وتكامل المتن ومحتوى الوسيلة التعلمية؛
 وظيفة تعويض المتن: في الحالات الاخرى، تتضمن الوسائل التعليمية معلومات وأفكار تعوض المتن المعرفي، مما يفرض استخلاصها عبر إنجاز مهارات عقيلة كالتحليل، التركيب،،،. إلخ،.
 وظيفة تدعيم المتن المعرفي: توظف في مثل هذه الحالات، لإغناء وتأكيد، تعزيز المعلومات الواردة في المتن المعرفي."(5)
والواقع أن اعتماد الدعامات الديداكتيكية كوسائل لانطلاق الحوار، الاستنتاج، الاستدراك، الاستشهاد، يسير بشكل موازي في تنمية عدد من القدرات والمهارات لذا التلميذ، وهو ما يقودنا إلى المستوى الثاني.
المستوى الثاني: إن دور الوسائل التعليمية التعلمية لا يقتصر على الإيضاح فقط، بل يتجاوزه لمخاطبة مهارات عميقة في المجلات العقلية والحس حركية. وفيما يلي تقدم نماذج للمهارات والقدرات التي تساهم الوسائل التعلمية في تنميتها،. النص التاريخي والخريطة التاريخية نموذجين:

* تنمية مهارات الفهم:
- إدراك موضوع الوثيقة؛
- ذكر ما هو مهم أو ما يطرح إشكال في الوثيقة؛
- صياغة الأسئلة التي يمكن طرحها في موضوع وثيقة ما.(6)


* تنمية مهارات التحليل:
- تسمية مختلف أجزاء الموضوع؛
- كشف تناقضات الوثيقة؛
- كشف وجهة نظر، رأي منحاز، حكم قيمة؛
- التعرف على المسلمات الضمنية للمؤلف؛
- تمييز الوقائع عن أحكام القيمة،،،.إلخ.(7)
* تنمية مهارة التركيب:
- من خلال إنجاز التلاميذ لخرائط تركيبة تتضمن معطيات خريطتين مختلفتين؛(8)
- استعمال مبدأ التنظيم التصميم: مبدأ سببي، مبدأ كرونولوجي، حسب المواضيع.....؛(9)
* تنمية مهارات التقويم:
- تقويم التلاميذ لمدى انسجام مفتاح لخريطة مع المعطيات الممثلة عليها ؛
- إصدار حكم قيمة حول الخرائط التاريخية التي تتضمن أسماء بعض المواقع الجغرافية المعاصرة...
4.1- في أنواعها: تتعدد الوسائل التعليمية التعلمية التي تحث التوجيهات التربوية على توظيفها في دروس مادة التاريخ؛ حتى تتمكن المادة من استيعاب التطورات التكنولوجية والإعلامية. لذلك دعت إلى استخدام التقنيات الجديدة للإعلام والتواصل... نظرا لما توفره من إمكانات ووسائل تسهل تحقيق الأهداف وتنمية الكفايات(10)؛ ومن بينها: الأنترنيت، أجهزة العرض السمعي البصري (فيديو، VCD/ DVD...)، المسلط العاكس... إلخ. بيد أننا سنركز الاهتمام، في هذا البحث ،على الدعامات الديداكتيكية ذات التعبير الغرافيكي: كالخريطة التاريخية، فضلا على الوثائق والنصوص التاريخية. فهل نوعت كتب التاريخ المدرسي، التي تناولت التاريخ الأمازيغي، الوسائل الديداكتيكية؟ وهل كان توظيف هذه الدعامات يخضع للشروط التقنية والديداكتيكية؟

2- تطور توظيف الدعامات الديداكتيكية بدروس تاريخ الممالك الأمازيغية:

سبق وأن تساءلنا عن مدى مراعاة الوسائل التعليمية التعلمية الموظفة بدروس تاريخ الممالك الأمازيغية للشروط العلمية والديداكتيكية؟. ولمقاربة هذا السؤال سنعمد إلى تقديم جرد لنموذجين للدعامات الديداكتيكية: النص التاريخي و الخريطة التاريخية، على أن ندلي ببعض الملاحظات التقنية والديداكتيكية حولها، ثم سنقدم تقييما يهم مدى انسجام توظيف الوسائل التعليمية التعلمية مع التوجيهات التربوية.
1.2- النصوص التاريخية:
1.1.2 في مفهومها: أولا، إن "النص بمفهومه العام هو كل خطاب ذو معنى متبث بالكتابة يتضمن ملفوظات مترابطة ومتراصة تتضمن رموزا دلالية. تشكل بنية قابلة للفهم والتحليل"(11). وثانيا؛ فالنص التاريخي هو، كغيره من الوثائق المكتوبة ، " نتاج فكري شاهد على الماضي"(12). إن النص التاريخي من الوسائل التعليمية الأكثر استعمالا في تدريس التاريخ بالنظر لأهمية الديداكتيكية والتي تتجلى في:
 فالنص التاريخي والأسئلة التي يكون مذيلا بها، تدفع التلميذ إلى ممارسة نشاطات معرفية وتجعله طرفا إيجابيا في العملية التعليمية التعلمية. أي أنه يضمن حضور التلميذ كعنصر فاعل في بناء الدرس. ثم إن تمرن التلميذ على إنجاز مهارات الفهم، التحليل، الاستقراء، التركيب... يفضي إلى اكتساب الحس النقدي ويجعله يتوخى الدقة في إصدار الأحكام، كما تنمي لديه الحس العلمي القائم على البحث عن الحقائق ورفض الروايات والاعتقادات غير المطابقة للحقيقة. علاوة على تنمية القدرة على التواصل والاكتساب الذاتي للمعرفة التاريخية من مصادرها؛
 يمكن التلميذ من اكتشاف ومعايشة الأحداث عن قرب بدلا من تناولها جاهزة، كما أنه يقربه من اللحظة التاريخية التي يدرسها، مما يمكنه من إدراك الدلالة التاريخية للعبارات والألفاظ ونوعية العقليات السائدة في ذلك العصر(13)؛
 يوفر النص التاريخي الأرضية التي تمكن من إنجاز مهارات عقلية تندرج في إطار: التحليل، التركيب، الاستقراء، التقويم،،،. مما يساهم في تحرير أفكار التلاميذ بجعلهم أكثرة حرية واستقلالية وأكثر قدرة على الاختيار السليم على ممارسة النقد واعتماد منهج التاريخ التفسيري وليس السردي (14).
أما فيما يخص الشروط والضوابط الديداكتيكية والعملية الواجب مراعاتها في النصوص التاريخية حتى تكون مؤهلة لتوظيفها كوسائل تعليمية فهي:
 المعاصرة للأحداث حتى يكون التلميذ أكثر اتصالا واحتكاكا بالمصادر التاريخية؛
 أن يكون مركزا من حيث المضامين والحجم، وواضح من حيث الأسلوب ومضبوط التوثيق؛
 أن يتوفر على درجة مقبولة من التشويق؛
 أن يكون مناسبا من حيث المضمون للمستوى العمري والعقلي للتلميذ وخبراته السابقة(15). فهل توظيف النصوص التاريخية بدروس تاريخ الممالك الأمازيغية راعى الشروط والمعايير الديداكتيكية والعلمية؟ وقبل ذلك، هل شمل التطور النصوص التاريخية المعتمدة في الدروس المذكورة: من الجانب الكمي أو النوعي؟
للإجابة على هذه الأسئلة نقدم الجدول التالي الذي هو حصيلة جرد لكل النصوص التاريخية المدرسية:












2.1.2  جرد للنصوص التاريخية التي تم توظيفها في دروس تاريخ الممالك الأمازيغية بالمقررات السابقة الذكر:
إسم الكتاب رقم الدرس عنوان النص التاريخي الصفحة الملاحظات.

الكتابالأول

11
بدون 43 - التوثيق: غياب الوثيق باستثناء صاحب النص
- الوظيفة: اعتمد النص لتعويض المثن المعرفي
- النص غير مرفق بأسئلة التقويم.


الكتاب الثاني

19


الثورة الدوناتية

208
209 - التوثيق: عدم ضبط الإحالة بإغفاله ذكر دار النشر وتاريخ النشر، الطبعة، الصفحة التي اقتطف منها هذا النص
- الوظيفة: تعزيز المتن المعرفي،
- النص غير مذيل بأسئلة التقويم مما يرجح أن توظيفه كان للاستئناس فقط.


الكتاب الثالث 5 بدون 53 - التوثيق: إغفال إسم المترجم والصفحة التي اقتطف منها النص، دار النشر الطبعة...
- الوظيفة: الدمج ولتكامل،
- مذيل بأسئلة تخاطب مهارة التحليل.
ملف المحور الأول المعمار المدني 61 - التوثيق: احترام الضوابط الإحالة؛
- الوظيفة: تعويض المثن.
ملف المحور الأول المعمار العسكري 63 - التوثيق: غياب الإشارة إلى مؤلف هذا المحور، دار النشر الطبعة...
- الوظيفة: تعويض المتن.

المصدر: إنجاز شخصي
3.1.2  قراءة تحليلية لمعطيات الجدول:
انطلاقا من الجدول، وبالمقارنة بين كتب التاريخ المدرسي المشار إليه سابقا، يلاحظ أن هناك تطور كمي في اعتماد النصوص التاريخية كدعامات ديداكتيكية؛ بحيث أنه في الكتاب الأول تم اعتماد النص التاريخي لمرة واحدة من أصل ثمانية وسائل تعليمية تم توظيفها في درس "النشاط الاقتصادي في المغرب القديم" ص 41 أي نسبة 12.5%. أما في الكتاب الثاني فقد تم توظيف نص تاريخي واحد من أصل ست وسائل تعليمية مختلفة، أي بنسبة 16.5%، فيما حظي النص التاريخي في الكتاب الثالث بنسبة أقل لم تتجاوز% 15 من مجموع الوسائل التعليمية المعتمدة في درس" شمال إفريقيا بين الممالك الأمازيغية والحكم الروماني" ص 52.
من جانب آخر، لم تستوف هذه النصوص التاريخية الشروط الديداكتيكية والمنهجية من حيث التوثيق، وسوء التوظيف: فمثلا عدم ضبط الإحالة أو غيابها وهي ملاحظة تنسحب على كل النصوص التاريخية الواردة في الجدول، علاوة على أن توظيفها في بناء الدرس انزلق نحو مخاطبة الجوانب المعرفية بذل التركيز عل تنمية المهارات العليا كالتحليل، الاستقراء، التركيب... إلخ. فيما يلي نقدم نماذج لذلك:
الكتاب الأول:
 النص التاريخي ص43 بدون عنوان: هذا النص لم يستوف الشروط المنهجية كضبط التوثيق واكتفى بالإشارة إلى صاحب النص فيما أغفل المترجم، اسم الكتاب، الصفحة، تاريخ ودار النشر... كما أن محتوى هذا النص يكرر ما يعبر عنه الرسم (ص 43)؛ وهو "منظر يمثل التجارة بين القرطاجيين وسكان السواحل الإفريقية".
الكتاب الثاني:
 النص التاريخي: الثورة الدوناتية ص 208 – 209:
على مستوى التوثيق تم إغفال دار وتاريخ النشر، الصفحة التي اقتطف منها النص... فضلا على أن هذا النص مقتطف من مرجع وليس مصدر تاريخي وهو ما يعاكس توجيهات الوثائق التربوية.
الكتاب الثالث:
 النص 53 حرب يوغرطة، لسالوست.
 النص 61، المعمار المدني، رشيد الناظوري.
 النص63، المعمار العسكري، مذكرات من التراث المغربي.
الملاحظة اللافتة للانتباه هو التقدم التقني على مستوى إخراج وتوضيب النصوص مقارنة مع الكتابين السابقين. ماعدا ذلك، فإن نفس الملاحظات المنهجية السابقة تنسحب على هذه النصوص بدورها. فهل تكرار نفس الأخطاء المنهجية في التوثيق مرده إلى عدم رجوع مؤلف الكتاب المدرسي إلى المصادر التاريخية الأصلية واكتفاءه بالمراجع؛ مما جعله يتحاشى ذكرها؟!.
وختاما، وليس آخرا، فإن توظيف النصوص التاريخية كدعامات ديداكتيكية كان يهدف تعويض المتن المعرفي أو تعزيزه؛ وليس بغرض إنجاز مهارات عقلية كما تحت على ذلك الوثائق والتوجيهات التربوية، التي نصت، في أكثر من مناسبة ،على جعل فرصة استثمار النص التاريخي كأرضية ... تمكن من إنجاز عمليات عقلية عليا تندرج في إطار التحليل، التركيب، التقييم"(16)، لكن مؤلف الكتاب جانب هذه التوجيهات واكتفى بتوظيفها في سياق مخاطبة مهارة المعرفة...، كما أن هذه النصوص جميعها تفتقر إلى أسئلة التقييم باستثناء النص الصفحة 53 من الكتاب الثالث. هذه الأسئلة حاولت ملامسة مهارة التحليل؛ بحيث عبر عن هذه الأسئلة بأفعال سلوكية: بين، حدد، ولم ترق إلى مستوى مخاطبة مهارات عقلية عليا كالتركيب على سبيل المثال لا الحصر.

2.2- الخريطة التاريخية:
فالخريطة التاريخية هي تمثيل هندسي مسطح ومختزل لجزء من سطح الأرض؛ الذي هو المسرح الذي حدثت فوقه وقائع التاريخ. أما أهميتها الأكيدة بالنسبة للمتعلم؛ فتتجلى في "مساعدته على تجسيد المفاهيم المكانية ولتوطين للأحداث في صورة مركزة ومعقلنة؛ كما أنها تجلب انتباهه وتساعده على تخيل المجال وتمثله وتثبيت معلوماته"(17)، "وتعطيه صورة عن التمثلات التي كانت عند واضعيها حول المجال، كما تعطيه فكرة عن حالة وطبيعة معارفهم"(18). كما تدفعه إلى إنجاز المهارات العقلية والحس حركية؛ التي تتجلى في تمرن التلاميذ على إنجاز الخرائط وتعبئتها، وفهم وتفسير رموزها. الأمر الذي يفضي إلى بناء عدد من الكفايات المتنوعة. فهل احترمت الخرائط التاريخية المتضمنة في دروس الممالك الأمازيغية الشروط التقنية والديداكتيكية؟ للإجابة على هذا السؤال؛ قمنا بجرد لمختلف الخرائط التي تحتويها بطون الكتب، التي سبق وأن اشتغلنا عليها في المحور السابق. أما نتائج ها الجرد فنقدمها في الجدول التالي:







1.2.2-  جرد للخرائط التاريخية:

اسم الكتاب رقم
الدرس عنوان الخريطة التاريخية الصفحة الشروط المنهجية والديداكتيكية
الحجم الإطار التاريخي العنوان المفتاح السلم الثوتيق
الكتاب
الأول 11 ــــــ ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ــــــ
14 ـــــــ ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ــــ ــــــ
الكتاب الثاني 17 حدود الإمبراطورية الرمانية 179 مناسب منعدم متوفر منعدم منعدم منعدم
18 إفريقيا ش بين قرطاجة وروما 189 غير مناسب منعدم متوفر منعدم منعدم منعدم




الكتاب
الثالث 5 مملكة موريطانيا في عهد يوبا الثاني 54 مناسب متوفر متوفر منعدم متوفر منعدم
5 الولايات الرومانية في
شمال إفريقيا ق 2 م 56 غير
مناسب متوفر متوفر متوفر متوفر منعدم
5 الولايات الرومانية في
شمال إفريقيا في ق 4 م 57 غير
مناسب متوفر متوفر متوفر متوفر منعدم
5
انقسام الإمبراطورية الرومانية
60 غير
مناسب متوفر متوفر متوفر متوفر منعدم
5 الثكنات العسكرية الرومانية بموريطانيا الطنجية في ق1و2م 64 مناسب متوفر متوفر متوفر متوفر منعدم

المصدر: إنجاز شخصي

3.2.2  قراءة تحليلية للجدول:
يفرض الاعتماد على نماذج متعددة من كتب التاريخ المدرسي تفصيل قراءتنا تبعا لعدد الكتب المتعددة:
 بالنسبة للكتاب الأول: على الرغم من اعتماد على الخريطة التاريخية كدعامة ديداكتيكية في عدد من الدروس وصلت إلى ما يقرب ستة خرائط في المجموع. إلا أنه لم يفرد ولو خريطة واحدة للدرس المتعلق بتاريخ المغرب القديم. وهو ما يطرح التساؤل التالي: هل عدم توظيف الخريطة التاريخية يرجع إلى أسباب تقنية أم هو اختيار ديداكتيكي؟.
والواقع أن حظ توظيف الخريطة التاريخية كدعامة ديداكتيكية في هذا الكتاب لم يتجاوز نسبة 9.52% من مجموع الوسائل التعليمية المستعملة، وهو ما يخالف توجيهات الوثائق التربوية التي تحث على ضرورة استثماره الخريطة التاريخية لما لها من أهمية قصوى على تعليم التلميذ.
 بالنسبة للكتاب الثاني: إذا كان الكتاب السابق لم يوظف ولو خريطة تاريخية واحدة في دروس تاريخ المغرب القديم، فإن الكتاب الثاني اعتمد الخريطة التاريخية في مناسبتين؛ بحيث لم تتجاوز نسبة الخرائط الموظفة في هذا الدرس 8.33% من مجموعة الخرائط التاريخية المعتمدة في هذا الكتاب، علما أن نسبة توظيف الخرائط التاريخية في هذا الكتاب تجاوزت 24.48% من مجموع الوسائل التعليمية التعلمية.
أما فيما يخص مدى مراعاتها للشروط المنهجية والديداكتيكية؛ فالخرائط التي قمنا بجردها لا تتوفر فيها أدنى المقومات المنهجية و الديداكتيكية اللازمة لاعتمادها كوسائل تعليمية على مستويات عدة:
• الحجم: الملاحظ أن حجم الخرائط المعتمدة صغيرة جدا، الأمر الذي يكلف المتعلم مجهودا فائقا للتعرف على مكونات وعناصر الخريطة؛
• الإطار التاريخي: فالدرس 17 ص 179: خريطة تمثل حدود الإمبراطورية الرومانية، والسؤال الذي نطرحه بهذا الصدد، هل هذه الحدود المعتمدة تعود إلى مرحلة البداية التأسيسية للإمبراطورية الرومانية؟؛ أم لمرحلة الأوج والعظمة؟ أو الإضمحلال؟. نفس الملاحظات تنسحب على خريطة "إفريقيا لشمالية بين قرطاجة وروما" د 18 ص 18؛ إذ أن غياب الإطار التاريخي يشرع الباب أمام أسئلة مختلفة من قبل: هل الخريطة تتناول الوضع السياسي والعسكري بإفريقيا الشمالية خلال الحرب البونية الأولى؟ أم الثانية أو الثالثة؟!. إن وجود الإطار التاريخي كان بلا شك سيعفينا من هذه الأسئلة وأخرى.
• العنوان، المفتاح، السلم، التوثيق: الملاحظ أن هذه العناصر الأساسية لم تتوفر في الخريطة المدروسة، فكيف يمكن قراءة الخريطة وفهم عناصرها في غياب المفتاح؟ وكيف يمكن التسليم بمضامين ومحتوى الخريطة في غياب التوثيق؟.
 بالنسبة للكتاب لثالث:عرف هذا الكتاب تطورا كميا ملفتا؛ حيث تجاوز استعمال استثمار الخريطة التاريخية كدعامة ديداكتيكية ستة مرات من أصل 21 وسيلة تعليمية، أي بنسبة 30%، وهو تطور ملحوظ مقارنة مع النسب السابقة. نفس التطور يسجل على مستوى توضيب وإخراج الخرائط مما يجعلها مقبولة لدى التلميذ. واستدرك هذا الكتاب ما أغفله الكتابين السالفين عندما ضمن الخرائط العناصر الأساسية التالية: الإطار الزمني، العنوان، السلم؛ لكنه أغفل الإشارة إلى مصادر هذه الخرائط.
إذا، فالملاحظة العامة هي تطور اعتماد الخريطة التاريخية من حيث الجوانب الكمية والتقنية: فإذا كان الكتاب الأول انعدم فيه استعمال الخريطة؛ فإن الكتاب الثاني استثمر الخريطة التاريخية في مناسبتين، وإن لم تخضع للشروط العلمية والديداكتيكية. أما الكتاب الثالث فالملاحظ أنه استدرك عدد من الهفوات المنهجية والديداكتيكية.
إن عملية مسح الوسائل التعليمية الواردة بكتب التاريخ المدرسي، أثارت انتباهنا إلى الأخطاء الكثيرة التي تتضمنها الوسائل التعليمية التعلمية مما يعرقل توظيفها في بناء الدرس. فيما يلي نقدم جردا لبعض الأخطاء المعرفية كما هي واردة في كتاب رحاب الاجتماعيات للسنة الأولى ثانوي إعدادي:
2.3- نماذج للأخطاء المعرفية بالوسائل التعليمية / الديداكتيكية:
الوثيقة الخطأ الصفحة الصواب
الوثيقة 1 رومادير 24 روسادير
الوثيقة 1 بلاد الغال 30 غاليا
الوثيقة 2 طوكولوميدا 30 طوكولوسيدا
الوثيقة 1 باخوس الأول 31 بوكوس الأول
الوثيقة 1 كاندا 31 غودا (88- 105 ق م)
الوثيقة 1 مملكة موريطانيا الطنجية 32 مملكة موريطانيا

المصدر: بالتصرف عن أسبوعية الصحيفة، العدد 168 بتاريخ يونيو2004 .

انطلاقا من الجدول، يلاحظ أن التاريخ الأمازيغي المعتمد بكتاب رحاب الاجتماعيات للسنة الأولى من الإعدادي الثانوي، لم يستوف شروط الضبط المعرفي والعلمي للمعطيات التاريخية؛ إذ أنها تحبل بأخطاء معرفية وتقنية عديدة، كشف عنها أستاذين لمادة التاريخ القديم بجامعة بن الطفيل/ القنيطرة(19).

ملاحظات على سبيل الختم :

بعد أن انتهينا من تحليل معطيات الفصل الثاني، خلصنا إلى أنه وبالمقارنة بين ثلاث نماذج لكتب التاريخ المدرسي، التي تناولت التاريخ الأمازيغي، أن هناك تغير وتطور مستمر لتصويب المضمون المعرفي لكتب التاريخ وتعديلها؛ باعتماد خلاصات البحوث الأكاديمية الوطنية، فمثلا بذل الاعتماد على تسمية "البربر"، أقر الكتاب الثالث اسم الأمازيغ في كل فقراته، نفس الملاحظة السابقة تنسحب على الدعامات الديداكتيكية المعتمدة بدروس التاريخ الأمازيغي؛ حيث اخترنا لدراستنا نموذجين للدعامات الديداكتيكية هما: النص التاريخي و الخريطة التاريخية، وتوصلنا إلى أن هناك تحسن على المستوى المنهجي والديداكتيكي في اعتماد الوسائل التعليمية التعلمية بالمقارنة بين الكتب التي اشتغلنا عليها.


الهـــــوامــــــــش :
1) و-ث-و /مديرية التعليم الثانوي / قسم البرامج، وثيقة البرامج والتوجيهات التربوية .....1994ص 40
2) محمد الدريج،تحليل العملية التعليمية التعلمية :مدخل إلى علم التدريس...البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة
1994ص105.
3) و-ث-و /مديرية التعليم الثانوي / قسم البرامج، وثيقة البرامج والتوجيهات التربوية، الرباط 1987.
4 ) و-ت-و، مديرية التعليم الثانوي/ قسم البرامج، الأيام التربوية لفائدة الأساتذة العاملين في السلك الثاني من التعليم الأساسي
/وثائق تربوية خاصة بالاجتماعيات، البيضاء، 1992

5) و-ت-و، التعليم الثانوي/ قسم البرامج، الأيام التربوية لفائدة الأساتذة العاملين في السلك الثاني من التعليم الأساسي...
المرجع نفسه ص7
6) مصطفى حسني إدريس، مساهمة في ديداكتيكية النص التاريخي، مجلة الدراسات النفسية والتربوية
العدد 10 – 1989 ص 91 – 92
7) مصطفى حسني إدريسي، مساهمة في ديداكتيكية النص التاريخي ... مرجع نفسه ص 92.
8) و- ت- و/ مديرية التعليم الثانوي/ قسم البرامج، الأيام التربوية...، وثائق تربوية... 1992، مرجع سابق ص 11.
9) مصطفى حسني إدريس، مساهمة في ديداكتيكية النص التاريخي، مرجع سابق ص 92.
10) و- ت- و/ مديرية المناهج، التوجيهات التربوية الخاصة بتدريس مادتي التاريخ والجغرافية بالجذوع المشتركة..
.مرجع سابق 2005 ص
11) المصطفى لخصاضي، قضايا إسبتمولوجية وديداكتيكية... ورجع سابق ص 94
12) المصطفى لخصاضي، المرجع نفسه ص 96.
13) و-ث-و /مديرية التعليم الثانوي / قسم البرامج، وثيقة البرامج والتوجيهات التربوية .....1994ص43
14) مصطفى حسني إدريسي، مساهمة في ديداكتيكية... مرجع سابق ص 91.
15) المصطفى الخصاضي، قضايا ابستمولوجية... مرجع سابق ص 93/ 94.
16) و- ت-و -/ مديرية التعليم الثانوي/ قسم البرامج والتوجيهات التربوية... 1994 ص 43.
17) خديجة واهيمي، محاولة وضع نموذج ديداكتيكي في التاريخ، البيضاء، دار القرويين 2002 ص 61.
18) خديجة واهيمي، نفس المرجع، ص 60
19) عبد العزيز بل فايدة / سعيد البوزيدي، دراسة علمية ترصد أخطاء المقررات الدراسية وتحدد أسبابها، الصحيفة الأسبوعية
العدد 168، بتاريخ 23/ 29 يونيو 2004 ص 19

ذ حميد هيمة



#حميد_هيمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة أولية للوسائل التعليمية التعلمية في دروس تاريخ الممالك ...
- المدرس في ظل واقع ذاتي وموضوعي متغير :المغرب نموذجا
- قراءة نقدية للبعد المعرفي لدروس تاريخ الممالك الأمازيغية-الم ...
- التاريخ والثقافة الأمازيغيان: بين المقاربة الدستورية والتناو ...


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حميد هيمة - قراءة أولية للوسائل التعليمية التعلمية في دروس تاريخ الممالك