أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شمخي جبر - تغريبة بني عراق














المزيد.....

تغريبة بني عراق


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1890 - 2007 / 4 / 19 - 12:00
المحور: حقوق الانسان
    


بالأمس حين اخبرني احد الأصدقاء بعودة الشاعر (..........) الى ارض الوطن كتبت مقالا بعنوان ( طوبى للعائدين الى أحضان الوطن ) قلت فيه ان العراقيين الذين اصطلوا بنار الغربة وعذابات المنافي ؛يترددون كثيرا في العودة الى الوطن؛ ومن حقهم ان يفكروا ألف مرة قبل ان يتخذوا قرار العودة الى وطن لا يعرف إلا الذبح لأبنائه ، نعم هكذا أصبح العراق بفضل سدنة الذبح وفتاوى الموت ؛فوقف من وقف على بوابات الأسئلة ليقول هذا وطن ام مذبح ؛ وطن أم مسلخ ؟ .
مع هذا فان هناك الكثير من العراقيين من اختار الوطن القاتل والمقتول الوطن المسجى؛حين يعود المغتربون الى أوطانهم بعد ان أرهقتهم المنافي وأكلت من سني أعمارهم الكثير؛ ماذا سيجدون في هذا الوطن ؟ ماذا يستطيع ان يقدم لهم هذا المثخن بالجراح ؟.
لقد أحرقت كل المراكب فلا غربة بعد الآن ولا منافي( قالها شاعر عائد الى ارض الوطن) حينها تذكرت طارق ابن زياد وهو يحرق مراكبه؛ وماذا قال لجنده وقتذاك ؛ وتساءلت هل كرر الشاعر المقولة ذاتها؟ هل قال لنفسه البحر من وراءك والعدو أمامك وليس لك إلا الموت ؟ أم قال لها ليس لك إلا الحب ؟أم قال لها المنفى من خلفك والعراق أمامك ؛ الوطن المفخخ الجريح النازف المدجج بالموت والحراب ؛ الموبوء بالقتلة والمقتولين ؟
حين كتبت تلك الكلمات لم اقصد استدراج أحداً الى حتفه ليشاركنا حتوفنا التي اخترنا ، لان كل مختار يتحمل اختياره ؛ لكنه الحب ، والقلم مهما تطاول واستطال وهرول لا يستطيع اللحاق بوجيب القلب. وأنا في جفن الردى كنت أتوهم أني في الجنان فما أحلاه من وهم .
فان كنت قد نصبت شراكي فقد اصطدت أهل القلوب ولم اقصد سواهم ، حين وضعت أمامهم امثولة ، من قال ( والله إني أخير نفسي بين الجنة والنار) .
فأين الجنة وأين النار ؛ هل المنافي جنه ام نار ؛ الوطن جنه ام نار ؟ أقولها وأنا لم اعش جنة المنافي ولا نارها ؛ ان نار العراق وموت العراق أفضل عندي آلاف المرات من جنان عدن ومنافيها ؛ ألم يقل احد العشاق :( الجنة التي لا يوجد فيها الحبيب هي النار بعينها ) .
نعم نحن لم ندعوكم للموت بل للحياة والحب الذي نسير نحوه باوهام اهل القلوب نحتضن الموت ويحتضننا في العراق الصاعد الى الجلجلة ومجامع السنهدرين التي توزع الموت وتشرعه . هو مرتقانا وملتقانا ؛ وهو مطلب المتواجدون الذين يقتلهم وجدهم في حضرته ؛ والسائرون إليه والساجدون في محرابه .
لكن اين يقف من يختار العراق قبلة ، ويرفض المنافي بكل ما تقدم من مغريات ؛ هل يقف في صف العراق ؟ العائدون الى ارض الوطن من المثقفين وجدوا ان خيمة الوطن لاتقيهم حر الصيف ولاتحميهم من برد الشتاء ، استفرد بهم الموت الصحراوي الفاغر فاه ، أفاقوا من نوبة العشق فزلت أقدامهم من درب الأوهام نحو فجيعة العقل، فاصبح لزاما عليهم ان يعيدوا ارتباطاتهم الإرثية ليبحثوا في حمى قبائلهم عن خيمة تأويهم فوجد البعض ضالته في خيمة قبيلة تدعي ان العراق اختصر فيها .
وهكذا رأينا بعض المثقفين وقد استدرجتهم القبائل والطوائف بما تقدمه من مغريات ، اذ ليس لدى العراق ما يقدمه ، ولان القبائل والطوائف تناهبته فنهبت كل شيء ، فأصبحت بديلا عنه !! نعم لقد أصبح للقبائل والطوائف مؤسساتها الثقافية التي يتهافت عليها المثقفون الطائفيون والقبليون كالذباب ؛ بينما العراق خربت ونهبت كل مؤسساته . ورفعت مؤسسات القبائل والطوائف شعار ( من لم يخفق نعاله خلفي فليس مني ) من لم يقدم فروض الطاعة والولاء لها يحرم من كل الامتيازات ، وتفتح نحوه( مزاغل )الموت من كل حدب و صوب. فاذا كان المثقفون يقدمون فروض الولاء والطاعة للقائد الضرورة ومؤسساته ورموزه انذاك ؛ الآن باض القائد وفرخ ؛ الكثير من الرموز التي خرجت من قمقم الاستبداد وهي تطالب بالولاء والطاعة !! .
فمن يحمي المثقفين ، أيها النائحون الصاخبون في اثرالمهاجرين؟ احدهم قال انها الهجرة الثالثة تيمنا( بالموجة الثالثة) وانا اقول انها ارض الشتات التي توفر السلامة، وعلينا ان نتساءل: من القادمون ومن الذاهبون ؟ من الداخلون ومن الخارجون ؟ أنا ارى ان هناك علاقة طردية بين الآتين والذاهبين .
بقى ان اقول : ان الشاعر الذي احتضن وهما سماه وطنا ، مازال مصرا على احتضان هذا الوهم ، بل مازال مصرا على البقاء .
ولكن الى متى تستمر تغريبة بني عراق ؟



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد الإداري: المفهوم والآثار وآليات المكافحه
- مقارنة للأنظمة الداخلية لعدد من البرلمانات العربية وجزاءات غ ...
- الانتهاكات التي تتعرض لها السلطة الرابعة
- حرية الفكر والتسامح في الإسلام
- مؤشرات الرسوخ والخلل في العملية الديمقراطية
- المحكمة الاتحادية العليا في العراق
- الاحتفاء بالتجديد:تاسيس للحاضر واستعداد للمستقبل
- ذبح الديمقراطية قربانا لدولة الإكراه
- ثنائية الجسد والروح: اللحظات الاولى للاستعداد لرحلة الروح
- التحديات التي تواجه الصحفيين في العراق
- حين يأكل أمسنا غدنا
- أكان الرصافي معضلة العراق الأولى وداؤه العضال ؟
- الضمانات الدستورية لحرية الرأي والتعبير في الدساتير العراقية
- ديمقراطية بلا ديمقراطيين ، دين بلا أتباع
- الحاجة للاصلاح القانوني : احترام وصيانة الحريات العامة وحقوق ...
- علاقة التكامل بين المجتمع المدني والدولة
- جذور المجتمع المدني في العراق
- النيابية البرلمانية: مفهومها وفاعليتها في العملية السياسية
- رجل لكل العصور
- في سيرة وطن اسمه العراق


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شمخي جبر - تغريبة بني عراق