|
من اجل التصدي بفعالية لجرائم الامبريالية الامريكية
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 1890 - 2007 / 4 / 19 - 12:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتصاعد باستمرار ادانة القوى المناهضة للعولمة الراسمالية لجرائم قطبها الاكبر الامبريالية الامريكية بحق البشرية والبيئة بهدف احكام هيمنتها على العالم بكل ثرواته واستغلال عموم البشر لضمان تحقيق اقصى الارباح والامعان في استنزاف الطبيعة والبيئة، خدمة لمصالحها. فهي لم تتورع من اجل تحقيق ذلك وضمان استمراريته عن اقتراف افضع الجرائم التي عرفتها البشرية وتكريس كل الجهود والامكانيات لخلق المزيد . فالحرب العالمية الثانية التي كلفت البشرية عشرات الملايين، حسمت التنافس بين الاقطاب الامبريالية وادت الى تبوء الامبريالية الامريكية المركز الاول. ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا اقترفت افضع الجرئم للحفاظ على موقعها هذا متحدية حتى القوانين الاساسية لعلاقات الانتاج الراسمالية ولا سيما قانون التطور الاقتصادي غير المتناظر لاقطابها ، وما يخلفه نهجها من اختلال في توازن القوى. ولمواجهة فعل هذا القانون عملت على تحقيق التفوق الهائل في الميدان العسكري. فوجهت طاقات علمائها وعلماء العالم الذين استقطبتهم لتطوير مختلف اسلحة الدمار الشامل : النووية والكيمياوية والبايولوجية لترعب ليس فقط منافسيها من الاقطاب الامبريالية، بل ولتركيع الشعوب التي لا تخضع لهيمنتها. ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى اليوم شهدت البشرية ما يقرب من مائة حرب محلية بقيادة الامبريالية الامريكية مباشرة، تحت شعارات مضلل مثل حماية امنها وان كانت الضحية بعيدة كل البعد عن اراضيها ، او تحت شعار نشر الديموقراطية وحماية حقوق الانسان . او من خلال حروب داخلية تثيرها ادواتها السياسية والايديولوجية والارهابية . واستخدمت خلالها كل هذه الاسلحة لاخضاع شعوبها بل وجعلت منها مختبرات لتجريب جميع وسائل الابادة الجماعية . فكان للشعب العراقي حصة الاسد من كل هذه الوسائل والاساليب، لانه يمتلك ثاني احتياطي للنفط في العالم الذي يمكن من خلال استحواذها عليه ضمان هيمنتها على العالم وحماية موقعها الاول والتحكم بالاقطاب المنافسة ، فضلا عن موقعه الاستراتيجي الذي تضمن الهيمنة عليه، الهيمنة على اغنى مناطق العالم بالنفط . فبعد ان اسندت افضع نظام دكتاتوري عرفته البشرية لدفع الشعب العراقي الى اليأس والقبول باي وسيلة واداة لتحريره من الدكتاتورية، سخرت حتى هيئة الامم لتحقيق اهدافها من خلال استمرار فرض الحصار الاقتصادي الظالم عليه وليس على النظام ، لمدة 13 عاما، ذلك الحصار الذي ادى وفقا لاحصائيات المنظمات الدولية الى وفاة خمسة ملايين طفل. والتغاضي عن كل جرائم النظام بما فيها استخدامه للاسلحة الكيمياوية ضد شعبه فضلا عن تغاضيها عن استخدام القوات الامريكية والبريطانية للاسلحة المحرمة دوليا مثل قنابل اليورانيوم المنضب والفسفوروغيرها بحجة تحرير الكويت. وحصلت المنظمة لقاء ذلك حصة من النهب المنظم لثروات العراق سواء من خلال هيمنتها على اموال العراق المجمدة، لدفعها تعويضات المتضررين من حروب النظام ، او من خلال نظام النفط مقابل الغذاء وما كشفه وسيكشفه التاريخ، من سرقات ساهم بها موظفوها. وعلى الرغم من رفضها للحرب على العراق، ومعاقبة قوات الاحتلال الامريكية لها في تفجير مقرها في بغداد وقتل مندوبها الذي تجرأ على معارضة خطط ادراة الاحتلال في توطيد احتلالها العراق ، فانها استمرت تغض الطرف عما اقترفته قوات الاحتلال من جرائم بحق الشعب العراقي وعن وسائلها واساليبها لادامة احتلالها سواء من خلال تصوير طلب الحكومة المنصبة من قبل قوات الاحتلال باستمرار الاحتلال باعتبارها تمثل ارادة الشعب او التستير على ادارة قوات الاحتلال وتمويلها لجميع وسائل وادوات الاخلال بالامن التي توغل تقتيلا وتهديما وابادة. . ومع انتخاب سكرتيرا جديدا للامم المتحدة وعلى الرغم من كل المميزات التي تؤهله لقبول الادارة الامريكية واتباعها به ، فلم تتورع قوات الاحتلال من تحذيره ، بعد اطلاقه بعض التصريحات عند زيارته للعراق، تحت ضغط تصاعد الادانة العالمية لكل هذه الجرائم. فقصفت قواتها مؤتمره الصحفي في المنطقة الخضراء المحصنة وفضحت رعبه امام عدسات وسائل الاعلام العالمية. واذ استمرت منظمات الامم المتحدة مثل اليونسيف في كشف نتائج الجرائم التي اقترفتها القوات الامريكية بحق الاطفال العراقيين نتيجة الحرب والاحتلال، من موت تجاوز المعدلات العالمية لاكثر البلدان فقرا وتبعية، وسوء تغذية وفقدان المأوى والمعيل والتشوه الخلقي والسايكولوجي والتسرب من المدارس والاضطرار للعمل. وكشف منظماتها لحقوق الانسان لما يتعرض له الشعب العراقي عموما والمرأة خصوصا من خرق لحقوقهم بما فيها حق العمل والحياة، وما يعانيه الاف المعتقلين من تعذيب واغتصاب . واليوم تتبنى قضية اللاجئين العراقيين الهاربين من الجحيم الذي خططت له ونفذته قوات الاحتلال مباشرة او بواسطة ادواتها من تقتيل وابادة والافتقار لكل مستلزمات الحياة الانسانية ولاسيما لفرص العمل، من خلال عقد مؤتمر دولي في جنيف، بعد ان بلغت ازمة اللاجئين العراقيين حدا يستفز ضمير البشرية وفي وقت تستعد فيه الامبريالية الامريكية لاحكام تشريع هيمنتها على ثروات الشعب العراقي النفطية. فقد خبر الشعب العراقي مواقف ومؤتمرات الامم المتحدة. فهي لم تجرأ يوما على معالجة أي من الاوضاع التي رزح و يرزح الشعب العراقي بكل فئاته تحتها، جذريا ولا حتى على ادانة الامبريالية الامريكية التي ترتكبها، بل تشغل نفسها والعالم اجمع بمؤتمرات دولية تعالج نتائج هذه الجرائم دون مسبباتها ومقترفيها، دع عنك تجريمهم ومعاقبتهم. ان المؤتمر الدولي لمعالجة ازمة اللاجئين العراقيين سوف لن يقدم للعراقيين في احسن الاحوال سوى مساعدات مالية مهما بلغت لن توقفها او تحد من تفاقمها. ولا تشكل قطرة من بحر ما ينهبون من خيراته يوميا، والتستير على المسبب لها ورمي تبعاتها على الدول الاخرى، التي تقبل تحملها تحت ضغط تهديدات الدولة الاعظم او تجنب اغضابها ، فضلا عن تحميل تبعاتها على الشعوب المجاورة التي تستظيف الملايين منهم وفي مقدمتهم سوريا التي كانت وما زالت رئة الشعب العراقي ومنفذه عبر كل الازمات، وغيرها من الدول التي يدعوها لقبول المزيد منهم. ان هذه الازمة هي جزء من ازمة عامة يعيشها الشعب العراقي جراء الاحتلال. ولا يمكن حل أي من هذه الازمات الانسانية الخطيرة، دون حل مشكلته الرئيسية وهي تحريره من الاحتلال الامريكي. ورغم تطور وسائل واساليب الادانة العالمية لجرائم الامبريالية الامريكية في جميع انحاء العالم ولاسيما في العراق، من حملات التواقيع الى التظاهرات المحلية والعالمية الى الاعتصامات المحلية والعالمية ورغم تجاهل الادارة الامريكية لهذه الفعاليات العالمية ، لانها لا تؤثر على مصالحها واهدافها الاساسية، فانها كرست المزيد من الجهود الايديولوجية والسياسية والمالية لمكافحتها سواء من خلال اختراق هذه المنظمات العالمية وتفتيتها بمختلف وسائل تفرقة الصفوف : التفرقة العنصرية والقومية والطائفية او ارهابها من خلال زج العصابات الارهابية بين صفوفها او في نشاطاتها لتشويه سمعتها، او لقتل و تهديد قادتها فضلا عن التشويه الايديولجي والسايكولجي عن طريق طرح الالاف من النظريات والمفاهيم المضللة والخ. الامر الذي ادى الى مراوحة وموسمية هذه القوى واساليبها وفسح المجال للامبريالية الامريكية، ليس فقط لاستمرار جرائمها بل والايغال بها. فقد شهد الشعب العراقي في مطلع السنة الخامسة للاحتلال تصاعدا في جميع وسائل القتل والدمار فارتفع معدل القتلى الشهري وعمليات التفخيخ والتفجير وشمل التدمير مزيد من المعالم الحضارية مثل شارع المتنبي وجسر الصرافية فضلا عن تصعيد كل وسائل تفتيت العراق وانهائه كدولة تحت شعار الخطة الامنية. ان الازمة الانسانية الشاملة التي يعانيها الشعب العراقي جزء من الازمة الشاملة التي ترمي الامبريالية الامريكية تعميمها على جميع شعوب العالم، تتطلب تطوير نضال جميع الشعوب وكل القوى المناهضة للعولمة الراسمالية وتطوير وسائل واساليب كفاحها بما يشل قدرات الامبريالية الامريكية على القيام بمثل هذه الجرائم ضد أي شعب . وذلك من خلال الاضرابات العمالية المحلية والعالمية ولاسيما في الموانيء والبواخر والطائرات التي تحمل الاسلحة والمعدات والجنود ، وامتناع الشبيبة عن التطوع للحرب سواء كجنود او مرتزقة، و مقاطعة البضائع الامريكية ومراكزها التجارية و تسخير جميع العلوم والفنون والاداب لرفع وعي البشرية والضغط على هيئة الامم ومجلس الامن لتجريم الادارة الامريكيةلفرض احتلالها، وتحميلها مسؤولية التعويض عن كل جرائمها بحق الشعب العراقي من اعادة اعمار ما دمرته واسكان من هجرتهم وتنقية البيئة مما لوثته اسلحتها و..الخ. فليس لقوى البشرية الحية من حدود في استنباط الوسائل والاساليب التي تقربها من تحرير كل الشعوب مستفيدة من تجاربها السابقة واللاحقة. فالشعب العراقي وكل شعب يمتلك كل الامكانيات لتحرير نفسه والمساهمة في تحرير البشرية، وفي مقدمتها الثقة بالنفس وبالامكانيات لدى كل انسان ولدى عموم البشرية
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تفجير جسر الصرافية جزء من مخطط متكامل لتركيع شعبنا وتوقيته ج
...
-
ماذا يعني -الماركسية اللينينية اعلى مراحل تطور الماركسية-؟
-
مقاومة الشعب العراقي هزت مواقع قطب العولمة الراسمالية الاكبر
...
-
تحيا ذكرى ميلاد زكي خيري بحيوية افكاره ورسوخ ثقته بقدرات الش
...
-
في الذكرى الثالثة والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي تتجد
...
-
القمة العربية الجديدة حبل نجاة متهرئ لمشروع الشرق الاوسط الا
...
-
تشريع قانون استثمار النفط هو تشريع لكل جرائم القوات الامريكي
...
-
اربع سنوات من احتلال العراق عرت القرن الامريكي وصمود شعبه يش
...
-
جبهة عالمية لتحرير العالم من القواعد العسكرية الامريكية
-
تشريع قانون النفط تشريه لصك العبودية
-
لنتحدى الكوارث التي تنزلها قوات الاحتلال بشعبنا لتمرير قانون
...
-
ارادة الشعب العراقي وعبقريته عرت عجز القطب الاكبر للعولمة ال
...
-
حوّل الاحتلال كل ايامنا الى اياما عالمية للرعب والتركيع، فال
...
-
لا لتشريع قانون استثمار النفط: قانون نهب ثرواتنا النفطية
-
رفع الوعي الوطني والاممي ضمان لوحدة الجماهير الشعبية وليس ال
...
-
الادارة الامريكية تعد مسرحية بيعة لقوات احتلالها على غرار مه
...
-
3-عجلة التاريخ ومقاومة الشعب العراقي المدعومة عالميا تجبر ال
...
-
2- التضليل بشعار جدولة الانسحاب
-
خل ستسحب امريكا قواتها من العراق ومتى ؟ -1
-
الاحتفال بيوم المرأة العالمي في العراق
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|