أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نائل الطوخي - يوميات الكتاب في أبو ظبي















المزيد.....

يوميات الكتاب في أبو ظبي


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1889 - 2007 / 4 / 18 - 12:40
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


مثل الأفلام السينمائية المتقنة، سيطر حدث درامي واحد علي كواليس معرض الكتاب الدولي بأبو ظبي، سيطر عليه ودفع كل أحداثه باتجاهات محددة. كانت البداية عندما تم الإعلان عن حجب جائزة الشيخ زايد لأفضل ناشر. وفي محاولة لامتصاص غضب الناشرين، كما يخمن البعض، جاء قرار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي بتوزيع كوبونات شراء علي الأطفال بما قيمته ثلاثة ملايين درهم إماراتي لتشجيع مشترياتهم من المعرض، كانت هذه هي "المكرمة" العلنية من الشيخ، ووازتها أخري خفية حين قرر جمعة القبيسي مدير المعرض شراء أربعة نسخ من كل كتاب لإهدائها إلي مكتبة المجمع الثقافي وعشرة نسخ لإهدائها إلي مكتبة الشيخ زايد. هكذا، وفي نهاية الأمر، بدا أن حجب جائزة الشيخ زايد لأفضل ناشر جاء لصالح الناشرين أنفسهم. ففي النهاية، كان توزيع "المكرمات" عليهم بالتساوي هو أفضل من فوز غير مضمون وغير مستحق بجائزة الشيخ زايد للنشر.
الألمان هم من نظموا معرض الكتاب في أبو ظبي، وبالتحديد الهيئة المنظمة لمعرض فرانكفورت، وكان لهذا أثاره، ارتفعت أسعار تأجير الأجنحة بشكل مفزع بعد أن كانت مجانية تقريبا، انتقل المعرض إلي مكان بعيد عن وسط المدينة والتي كان مستقرا فيها السنوات الماضية، ولكن الأهم من كل شيء، لم يصادر كتاب واحد، وكان المعرض علي أعلي مستوي من التنظيم.
غريب محمد مدير التسويق بجناح دار "أطلس" المصرية في المعرض والذي يعرض عددا من الأعمال التي يفترض أن تحقق أعلي المبيعات مثل كتب عبد الرحمن الأبنودي بدا محبطا وهو يقول أن لا أحد يشتري، وأن مبيعاته في المعرض لم تتجاوز منذ أول يوم وحتي الأخير ال3500 جنيه. أسأله عن الكوبونات الممنوحة للأطفال وهل تساهم في دعم المبيعات عنده؟ فيرد بأن أن الأطفال أحيانا ما يبيعون الكوبونات التي بحوزتهم للتجار ويحصلون علي مقابلها المادي، وهو ما ينشط تجارة السوق السوداء حيث أحيانا ما يرفض البائعون استبدال الكوبون الذي تبلغ قيمته عشرة دراهم إلا بثمانية، ليعيدوا بيعها بعشرة. كما أن هناك من الأطفال من ينتقي كتابا بدرهمين حتي يحصل علي الثمانية دراهم المتبقية نقودا. "هم قرروا ثلاثة ملايين درهم ليوزعوها علي الأطفال بينما أراهن أن ما تم توزيعه تبلغ قيمته نصف مليون فحسب. أنا أعرف هذا عندما أري عدد الكوبونات آخر كل ليل مع الناشرين الذين يستبدلونها بالدراهم". ويضيف هناك إشاعات عن أن الجهة الألمانية المنظمة أخذت 10 مليون يورو من هيئة التراث والثقافة الإماراتية والتي تدفع أيضا لأصحاب مركز المعارض هنا 200 ألف درهم يوميا. وبالتالي فالهيئة تفعل أي شيء لتعويض هذا المبلغ من الناشرين. نحن دفعنا مثلا ألف وثمنمائة دولار لإيجار جناحنا والذي تبلغ مساحته 12 مترا فقط."
العلاقات بفرانكفورت
فاطمة البودي مديرة دار نشر "عين" والتي توزع أيضا كتب "شرقيات" ومركز "العين" للدراسات في جناحها بالمعرض، تقول أنه بسبب بعد المكان عن وسط المدينة فمن يأتي إليه مرة في اليوم يصعب أن يحضر مرة أخري. تضيف: "أري أن من استفاد من هذا المعرض هم من لديهم علاقات بمعرض فرانكفورت. الناشرون الألمان هنا كثيرون جدا، والناشرون الأجانب بخلافهم قليلون." تعلمت البودي عدة أشياء من معرض أبو ظبي. تقول: "هنا الكتب التي تتناول الإعلام هي الأكثر طلبا بينما في معرض الشارقة كانت كتب الفنون. لذا أعتقد أنني تعلمت الاهتمام أكثر بالكتب عن الإعلام والمناهج."
خالد المعالي مدير دار نشر الجمل لم يبد مستاء من نقل المعرض لمكانه. يقول: "الناس افتقدت حميمية المكان الأول بالمجمع الثقافي. يصعب عليهم تقبل التغييرات. حتي لو كان المكان هنا واسعا وكبيرا وهناك مستوي عال من التنظيم ويتم تخصيص فضاء للندوات والمقاهي. المعرض شهد هذا العام تحسنا كبيرا، وطبيعي عندئذ حدوث فوضي ما، ومنها ارتفاع أسعار الأجنحة مثلا.
كانت أورسولا هولب مدير مشروع أبو ظبي فرانكفورت هي من اتصلت بالناشر محمد هاشم مدير دار نشر ميريت لتخبره أنه مدعو للمشاركة في معرض أبو ظبي. كانت هذه هي المرة الأولي التي يشارك فيها في معرض عربي يدعي فيه عن طريق الألمان. يقول "تحدثنا مع ناشرين هنود ومكسيكيين وألمان عن تبادل حقوق الترجمة بين دورنا. وكسائر الناشرين الذين يعملون بالثقافة، يجد صعوبة في تسويق كتبه عن طريق الكوبونات الممنوحة للأطفال، نظرا لأن كتبه لا تلائم أعمارهم، لم يستطع بيع إلا حكايات قبل النوم لمحمد الشاذلي و حكايات هانز كريستيان أندرسون عن طريق الكوبونات. يريني قائمة الكتب التي بيعت في معرض الشارقة مضيفا أنها قد عادت كما هي بالكامل ولم يتم بيع إلا أقل القليل منها. يضيف: "وكيلنا في الشارقة، مكتبة دار الحكمة، يبيع كتابنا بضعف ثمنه وهذا يسهم في عدم ترويجه في المعرض هناك."
الألمان قادمون
في نفس الوقت، يشكو خالد عباس صاحب وكالة سفنكس الأدبية من أن معرض أبو ظبي تحول إلي معرض لبيع الكتب فقط، يتساءل: "ما الذي يختلف فيه إذن عن معرض القاهرة؟ ينبغي أن يكون المعرض هنا لإبرام عقود النشر وجمع الناشرين بالمؤلفين وإيصال النصوص المترجمة للناشرين. الشيخ محمد بن زايد دعا بعد توزيع جائزة الشيخ زايد إلي إنشاء مشروع عربي لترجمة الأعمال الأدبية الأجنبية إلي العربية. أتمني ألا يكون المشروع خاضعا للشراء وأن يتم توزيع الأعمال علي الدور العربية بالتساوي وتكون هناك سياسة عامة حتي لا يكون الاختيار عشوائيا كما أتمني أن يكون هناك تقسيم للغات التي يتم الترجمة عنها. في نفس الوقت يجب أن يكون هناك مشروع لدعم وترجمة الكتاب العربي بالخارج".
دار فيرلاج سي. إتش بيك والمختصة بالكتب التي تتحدث الاستشراق والعالم العربي والإسلام كانت حاضرة في المعرض أيضا. ومثل سائر الأجنحة الألمانية في المعرض، ومثل معرض فرانكفورت نفسه فلم يخصص الجناح كتبه للبيع وإنما للعرض فقط، وبينما جرت العادة في معرض فرانكفورت أن يتم البيع في اليوم الأخير فحسب من المعرض فإن جناح الدار قد عزم علي إهداء كتبه لمكتبة أبو ظبي الوطنية بشكل مجاني. كان من ضمن الكتب المعروضة مجموعة كتب عن التصوف تتضمن أعمالا لسعدي وجلال الدين الرومي وألف ليلة وليلة، كما يسترعي كتاب "saison in mecka"، أي وقت ممتع في مكة، لعبد الله حمودي، انتباه الناس. تصف لي مديرة التسويق بجناح الدار، كاترينا فون ديمبريلا، الاهتمام الشديد بمجموعة كتب عن الفن التشكيلي الأوروبي، "كان من ضمن الناس الذين تصفحوها طويلا امرأة سعودية منقبة، هذا أسعدني كثيرا."
حسن حماد رئيس تحرير مجلة لسان الصادرة باللغة الألمانية عن الأدب العربي تمت دعوته إلي المعرض من قبل هيئة التراث والثقافة وليس من قبل إدارة معرض فرانكفورت. حماد كان يعرض مجلة لسان علي ستاند في المعرض. يقول أن العدد الجديد من مجلته قد نجح جدا بين الألمان الذين أتوا لتصفحه خصيصا وطالبه الكثيرون منهم بعدد خاص عن أدباء الإمارات، وهو ما يستعد له بالتعاون مع المجمع الثقافي في أبو ظبي.




#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مديح العنصرية: النقاء المطلق لكراهية الآخر
- لمسة من عالم ميت
- جاليري آرت اللوا: محاولة لاختراق مركزية وسط البلد
- الاحداث الكاملة لفيلم روح شاكيد الاسرائيلي
- قضية الأسرى المصريين: جنون الذبح الإسرائيلي
- فيلم بوفور بعد فوزه في مهرجان برلين: العقدة الإسرائيلية من ل ...
- معرض القدس الدولي للكتاب.. بين علامتي تنصيص
- عادل جندي في كتابه:-الحرية في الأسر-.. العجز عن تأويل العالم
- الشاعر بني تسيبار: البلدوزر سلاح ضيوف القدس غير المهذبين
- الفنان الفرنسي ستيفان أويه: هكذا جعلت مارسيل بروست صورا وفرا ...
- محمد اركون: لا يمكن الربط بين الدين و الديمقراطية
- أمريكا اللاتينية: الخيار الغائب في معادلة الشرق والغرب
- الناشرة الفرنسية تريزا كريميزي: في انتظار فتح الباب العربي
- محمد أركون: ماذا نحتاج أكثر من ابن رشد؟
- محاولة جديدة لنسبة الهرم إلى العبرانيين
- سعد الدين ابراهيم يحاضر امام جمعية لمحبي المصريين في اسرائيل ...
- الشاعر المصري عماد فؤاد: في بلجيكا مثلما في إمبابة، الأصولية ...
- روعة الديكتاتور وعمى المثقف.. مخلوقات محفوظ الملتبسة
- محفوظ عبد الرحمن: رفضت الكتابة عن صدام حسين
- صاحب مدونة على الإنترنت.. نتنياهو في اخر ادواره الثقافية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نائل الطوخي - يوميات الكتاب في أبو ظبي