|
حكومات الغدر .. ترفض العمل فى النور
محمد شعبان الموجي
الحوار المتمدن-العدد: 1889 - 2007 / 4 / 18 - 12:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منذ عام 81 وفى اعقاب مقتل الرئيس السادات، والعبد لله يتحاشى الانضمام الى اى حزب او جماعة او هيئة او مؤسسة أو ناد أو حتى مستوصف ...شرعى أو عرفى ...رسمى أو شعبى ...ليس لاننى سعيد بالاداء الحكومية ، او ممن لا يؤمنون باهمية العمل الجماعى أو الحزبى .. ولكن لقناعاتى اليقينية بأن حال حكومتنا العزيزة مع شـعبها .. مثل حال الدنيا .. غدارة خداعة .. تتزخرف لخطابها .. حتى تبدو كالعروس المجلية .. العيون إليها ناظرة والنفوس عليها عاكفة .. ثم ما تلبث أن تكشف عن أنيابها .. فتقتل عاشقيها .. وتخذل المطمئنين إليها .. ودها يموت وخيرها يفوت وعزيزها يزل .. ولذلك فالإنسان فيها مهما بلغ من مناصب وحصل على شهادات علمية .. لاقيمة له ولا وزن .. ومن السهل جدا أن يذهب فى شربة ماء باردة .. دون أن تنقلب له الدنيا .. أو تشتعل من أجله الثورة .. أو تتوقف البرامج المعتادة عن البث التليفزيونى .. بل ربما ازدادت البرامج خلاعة ومجون .. نكاية وشماته فى هؤلاء المارقين عن ربقة النظام ؟؟ وهذا بالضبط ما حدث مع جماعة المسلمين .. المنحلة على رأى الأخوة المحترمين .. ؟؟ فقد ألقت الحكومة بخيرة الشباب والشيوخ من أصحاب الكفاءات العلمية والأخلاقية والفاعلية السياسية والإجتماعية .. ظلما وعدوانا وغدرا وراء السجون .. وهذا الموقف الفاضح من الحكومة .. لايمكن ادراجه بحال من الأحوال ضمن أصول أو فروع اللعبة السياسية .. بل هو أقرب بالفعل إلى الدعارة السياسية وارتكاب الفواحش والأفعالالفاضحة فى عرض الشارع السياسى .. دون حسيب أو رقيب ؟؟ لم ترعوى الحكومة أول مرة من ردود الأفعال الوطنية والإنسانية التى عارضت جريمة القبض على جماعة سياسية لها حضور شعبى أكبر وأعمق من كل الأحزاب الشرعية وخصوصا الحزب الوهمى الحاكم .. وقد ظن الجميع يومها أن المسألة مجرد اجراءات وقتية لتزوير الإرادة الشعبية فى الإنتخابات .. وأن الإفراج المباشر سيأتى قريبا بعد الإنتهاء من تزوير الإنتخابات .. غير أن الجميع قد اشتموا رائحة مؤامرة دولية للإطاحة بكل التجمعات الإسلامية المعتدلة وغير المعتدلة .. تحت ما يسمى بمكافحة الإرهاب ؟؟ ولكن حيثيات الداخلية هذه المرة كانت غير مقنعة على الإطلاق .. وإلا فباللـه عليكم هل يعاب على جماعة ما أنها تسعى لإيجاد صيغة قانونية للعمل الشرعى وفقا للقوانين السائدة ؟؟ الغريب أن عندنا أحزاب ورقية تحايلت لإنشاء أحزاب من أجل رحلات العمرة والحج .. أو من أجل الفوز بمقر أو صحيفة أو دعم أو الظهور فى التليفزيون ولاداعى لذكر الأسماء لأننى بصراحة ورغم أننى أقرأ معظم الصحف المصرية .. لاأذكر إلا النذر اليسير منها ؟؟ والحمد للـه على نعمة النسيان ؟؟ إن موقفنا الرافض للإرهاب موقف واضح لالبس فيه ولا غموض .. فنحن نرفض استحدام العنف أو التخريب كسبيل للتغيير وفرض المبادىء أو المذاهب .. حتى ولو كان الإسلام ذاته .. لأن الإسلام وليس الإعلام أو عادل إمام .. هو الذى رسخ فينا هذه المعانى العظيمة .. ولأن ديننا العظيم دين سلام اجتماعى .. يحرص أشد الحرص على الإبقاء على حآلة الإستقرار والأمن حتى فى ظل ظروف سياسية رديئة .. اعتمادا على قوة مبادئه وجهود دعاته فى النضال بالكلمة والعمل السياسى ، والطرق السلمية التى لاتؤدى إلى الفتنة .. أكرر مرة اخرى وأقول إن الإسلام يحترم حآلة الإستقرار والأمن .. إلا أنه لايحترم ولا يدعو إلى احترام الأوضاع الفاسدة أو الظالمة ؟؟ ومعنى ذلك .. أن محاولات التغيير السلمى لإوضاع المجتمع إلى الأحسن وإلى الأفضل تبقى عملا مشروعا حتى لو أغضبت الحكومة .. بل إن هذا أمر طبيعى .. وحتى لو أدى ذلك إلى الإطاحة بحكومات الإستبداد والفساد .. بشرط أن يكون البديل أفضل وأعدل .. وبشرط أن يتم ذلك دون اضطراب المجتمع أو فساد لأحوال الناس ؟؟ ونحن بوضوح شديد لسنا ضد تعقب جماعات العنف والإرهاب فى حدود الشرعية والقانون .. وحتى ولو كانت جماعة الإخوان ذاتها .. إذا ثبت بالفعل أنها تمارس هذه الأمور غير الشرعية ..لكن الإشكالية الحقيقية أننا لا نصدق الداخلية فيما تردده من اتهامات لهذه الجماعة بالذات لأسباب كثيرة .. خصوصا وتاريخ الداخلية وفكرها السائد شاهد على حآلة الترصد لكل عمل سياسى معارض والتعامل مع أفراده باعتبارهم غير مرغوب فيهم أو كمجرمين مطلوب القبض عليهم إن عاجلا أم آجلا .. والشىء الأخطر هو الشكوك التى تراود القوى الوطنية من وجود تواطؤ دولى على كل محاولات الإستقلال الفكرى والعقائدى لمقاومة الوجود الصهيونى فى المنطقة .. فالعالم يجتمع معنا ونجتمع معه من أجل القضآء على التطرف الإسلامى والإرهاب الإسلامى والتدين الإسلامى .. أما التطرف اليهودى والإرهاب اليهودى والتدين اليهودى .. فلا يجرؤ أى مسئول عربى أن يفاتح فيها الأمريكان ، وهذه هى المصيبة الكبرى ؟؟
#محمد_شعبان_الموجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإسلام السياسي .. خصوصية خآطئة 1-6
المزيد.....
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|