أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صالح جبار - الحيواني في الانسان














المزيد.....

الحيواني في الانسان


صالح جبار

الحوار المتمدن-العدد: 1890 - 2007 / 4 / 19 - 11:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



لا تكتمل صورة الإنسان في الأطر المثالية إلا في القيم الأخلاقية .. وكلما كان النسيج الفكري متيناً ازداد تأثيره على التفكير والفعل ...

وكانت دائماً تستخدم(النظرية والتطبيق) للأفعال الإيجابية وللتعسف أيضا,وقد قادت الأفكار الخلاقة لأسوا أنواع التعسف وحتى نصنف العنصر يجب العودة إلى تطور الإنسان ...

لنفصل الإنسان عن الحيوانات الأخرى بالنحو التالي :
فالمملكة الحيوانية يتغير نمط السلوك والعادات فيها ببطء وان نمط السلوك وراثياً بدرجة كبيرة مثل :سلوك النمل والنحل وكأنه سلوك لم يتغير منذ النشوء .

أما في حالة الإنسان تتغير أنماط السلوك أسرع بكثير وهي مرتبطة بالثقافة وليست وراثية.
وفي الماضي كانت السرعة بطيئة جدا ضمن الجيل الواحد , لذا كان التعديل مع التغيرات الثقافية ممكنا .

في الوقت الحاضر يبدو التغيير يحدث بسرعة , حيث نمط السلوك يتغير جوهريا ضمن الجيل الواحد .... فكلما كان التغيير سريعا فأن سرعة التغيير تواجه نوعيا حالة جديدة...

من خلال ذلك نكتشف إن الإنسان _خلاصة التاريخ_ فقد جرب المجتمع الإنســــاني شفرتهُ الأخلاقية لترتبط بعدالة عليا _( المبادئ الدينية ) ومع ذلك بقي يعيش في شخصيتين متناقضتين
( العبد والسيد ) و(الثائر والجبان ) ,لينشئ داخله تضاد فكري يبرز عند المحك, فترى الثائــــــر
ينتفض ويرفض الظلم ولا يهادن في المقابل يظهر النقيض , حيث الذل و الهوان...

وفي حدود التصور الأخير ينمو النموذج الحيواني في مفردات التعامل اليومي , حيث لا يغادر خانة الغريزة بكل أشكالها... غريزة البقاء و التناسل , والتوجه النهم لملذات الحياة..فلا يستطيع بناء حضــــــــارة, لأن السلوك الإنساني ينحو بالاتجاه الحيواني المبني من جينات الغريزة و أفعالها. ....

وقديما حدد الفيلسوف (ابيقور ) الشهوة إلى متحــــركة وثـــــابتة فالأولى تمثل التهــــــام الطعــــام وممارسة الجنس وهذه مزج بين المملكة الحيوانية و الإنسان . فالــــــروح الحيوانية متأصلة لدى الجميع من هذه الناحية.....

وفي غمار اللذة _الشهوة _ (الثابتة) يتدارك (ابيقور) بأنها التفكير و التأمل ومن خلالـــها برزت الأفكار العظيمة التي ساهمت في تغيير الأنماط السلوكية للفرد.

ولان الإنسان مرتبط بالمثل العليا و المبادئ الدينية فيجري تفسير (الشهوة ) و (العقل) على أساس تفوق أحدهما على الآخر فعند انتصار الشهوة _وهي حيوانية _يكون الإنسان في مرتبة البهـــائم بغريزته التي لا يستطيع كبح جماحها...

وإذا تغلب العقل وهو _ الإنساني _ على الشهوة فيسمو لمرتبة الملائكة ,لأنه استطاع التغلب

على شهوة الحيوان الراقد داخله .
.
وفي الصور القرآنية عصيان آدم يمــــــثل عصيــــان شهواني ( عصى آدم ربه وغوى ) الآية ..

إن ما حصل هو التهام التفاحة لشهوة الخلود و البقاء و الديمومة السرمدية لتؤكد في البدء إنها

جزء أساسي في التركيبة الإنسانية وليست جزءً عابراً , يمكن التخلي عنه بسهولة , لذا
يؤكــــــد مقتل ( ابن آدم ) تعبير اً حقيقياً لمكنون النفس , وعن الحيواني المختبئ في الشخوص ممـــا يؤكد الطبيعة العدوانية للبشر ....

لهذا ادخل الإسلام مبدأ ( النية ) في العمل بكل أنواعه , واعتبره أساسيا لا يمكن الحياد عنه

وفــــي الحديث الشريف (( إنما الأعمال بالنيات )) لان في بواطن النفس البشرية تكمن النوازع

المختلفة من الآدمية و الحيوانية ويؤكد المسار الحقيقي لمكنونات التداخل الوظيفي عند الإنسان
وفي الحديث ا لقدسي الشريف

((يا بن آدم خلقتك للعبادة ,فلا تلعب , وقسمت لك رزقك فلا تتعب , فـــان رضيت بمـــــــا قسمته

لـــك , أرحت قلبك وبدنك ,وكنت عندي محمـــــوداً, وان لم ترضى بمـــــا قسمته لك , فبعزتـــي

وجلالي لاسلطن عليك الدنيا , تركض فيها ركض الوحوش , ثم لا يكــــون لك فيهــــا , ألا مــــا

قسمته لك , وتكون عندي مذموماً))

والحديث يؤكد حقيقة الحيواني في الإنسان في تضارب الأضداد للحصول على المتراكم الكمـي
من خلال التنازع ......



#صالح_جبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القومية العربية .. حقيقة ؟ خيال ؟ أم ...؟؟؟
- النكات والتسويق السياسي
- قصة قصيرة


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة قصف دبابة إسرائيلية المبنى الذي كان يتواجد ف ...
- أول تعليق من حزب الله والحوثيين على مقتل يحيى السنوار: -حمل ...
- الرئيس الفرنسي يكرم ضحايا مظاهرات 17 أكتوبر 1961 ويعتبر أنها ...
- تفاصيل مقتل السنوار في غزة وردود الفعل ومن سيخلفه؟
- اتهامات أممية لطرفي النزاع في السودان باستخدام -أساليب التجو ...
- بعد مقتل السنوار... بلينكن يجري عاشر جولة في الشرق الأوسط من ...
- ترحيب غربي بمقتل السنوار وإيران تشدد على أن -روح المقاومة ست ...
- غداة مقتل السنوار... ملف غزة على رأس محادثات بايدن وقادة أور ...
- قمة -كوب16- في كولومبيا... ما هو واقع التنوع البيولوجي في ال ...
- المجلة: من هو يحيى السنوار.. وهل أخطأ في -الطوفان-؟


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صالح جبار - الحيواني في الانسان