اعتبارا لكون الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للهيمنة واعتبارا لمفهوم القوة الاستراتيجية العالمية الأولى ، فإن استراتيجيتها ترتكز على أسس عسكرية واقتصادية .
فعلى الصعيد العسكري تعتمد أمريكا على وجود قواعد ثابتة ومتحركة سواء تعلق الأمر بالأساطيل أو بالتواجد القوي في المسطحات المائية العالمية أو سلسلة من القواعد العسكرية علما أنه تم تعويض قواعد الظهران والويس فليد والقنيطرة والبحرين والتي اضطرت أمريكا للجلاء منها في فترة المد التحرري بقواعد أخرى في جزر الآزور والمحيط الهندي وجزيرة دييجو جارسيا . كما عملت أمريكا على تواجد قوات عسكرية سهلة الحركة والتحرك في مختلف مناطق الأزمات . ومن جهة أخرى عملت على التطوير المستمر للتسلح باستخدام التكنولوجيا الحديثة المتقدمة .
أما على الصعيد الاقتصادي فقد عملت الولايات الأمريكية على تأمين مناطق النفط والضغط لإبقاء أسعار البترول في حدود ما يسمح ويساهم في تنمية الاقتصاد الأمريكي واقتصاديات الحلفاء كما أنها عمدت إلى استخدام الضغط الاقتصادي وسلاح المعونات للتأثير السياسي وعملت على دعم أوريا الغربية اقتصاديا (وهذا ما أدى إلى تفكيك وتفكك المعسكر الشرقي ) .
ومن المعلوم أن الاستراتيجية الأمريكية في مواجهتها للمعسكر الشرقي ارتكزت بالأساس على التحرك الداخلي في أوروبا الشرقية إعلاميا ومخابراتيا والغزو من الداخل ( الحملة الإعلامية الموجهة لجمهوريات آسيا الوسطى) .
وقد تمكنت أمريكا من الضغط على أوربا واليابان لقبول حرية التجارة العالمية ، كما اهتمت بالحوار مع دول آسيا والصين والدول المطلة على المحيط الهادي لإيجاد إطار مشترك يجمع الدول الآسيوية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
كما سعت أمريكا إلى استخدام الأمم المتحدة كأداة لخدمة التوجهات الأمريكية العالمية ولصبغتها بالشرعية الدولية ( قضية ليبيا والعراق وأفغانستان وغيرها ) لاسيما بعد التخطيط لمواجهة الإرهاب وتأكيد الدفاع عن حقوق الإنسان إقليميا وعالميا بأسلوب انتقائي
ولاستكمال الحلقة في استعمال مختلف أدوات السيطرة لم تنس الاستراتيجية الأمريكية البعدين الثقافي والديني اللذان ظلا على الدوام حاضرين في خطط السيطرة والهيمنة على العالم .