أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد بن سعيد الفطيسي - ظلم الديكتاتورية أم فوضى الديمقراطية؟















المزيد.....

ظلم الديكتاتورية أم فوضى الديمقراطية؟


محمد بن سعيد الفطيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1889 - 2007 / 4 / 18 - 12:47
المحور: حقوق الانسان
    


ها هي رياح التغيير قد باتت تهب على أوطاننا العربية دون استئذان, تلك الرياح المحملة بالكثير من (غبار) الحضارة الغربية, ذلك الغبار الذي دخل إلى عيوننا فلم نعد نرى ونشاهد سوى ما يريد الغرب أن نراه أو نسمعه, وبالطبع فإننا وعندما نتكلم عن تلك الرياح فإننا لابد أن نأتي على الإمبراطورية التي أخذت على عاتقها ذلك التغيير المنهجي للخارطة الدولية في مختلف دول العالم, وخصوصا المناطق الحساسة منه كالقارة الآسيوية بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص, لما تمثله لها تلك الدول من أهمية بارزة على مختلف الأصعدة السياسية منها والاقتصادية والاستراتيجية, وبذلك فإنها لابد أن (تروض) تلك الأنظمة التي ترى في بعضها أنظمة (ديكتاتورية) قبل أن تبدأ ذلك التغيير الجذري لحياة تلك الشعوب من اجل السير خلفها دون أي انتقادات أو أسئلة, فالولايات المتحدة الاميركية قد باتت تسعى جاهدة وبخطوات متسارعة وحثيثة من اجل تغيير العديد من تلك الأنظمة التي لا تأتي حسب رغباتها وإرادتها وتنادي بذلك جهارا نهارا وبذرائع واهية كالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان, رغم أنها على مصاف الدول التي انتهكت تلك الحقوق سالفة الذكر والتي تنادي بها على الصعيد العالمي, وقد شاهدنا حقيقة تلك الديمقراطية التي تتغنى بها الولايات المتحدة الاميركية في العراق وقبل ذلك في أفغانستان, وهاهي اليوم تسعى وراء أنظمة أخرى لتكمل بها (خارطتها العالمية للديمقراطية) كسوريا ولبنان وربما قبل ذلك إيران التي نجحت بدبلوماسيتها وإصرارها على مواصلة مشوارها النووي (إلى الآن) فالي متى ستظل الولايات المتحدة الاميركية تسعى إلى تحقيق تلك الغايات والأهداف ونكون نحن شعوب المنطقة الضحايا الخاسرين في نهاية المطاف من وراء تلك الأهداف؟!.
فهل أصبحت الشعوب العربية والاسلامية مطالبة حقا أن تختار بين حاكم ديكتاتوري ترضى به على مضض ويفعل فيها ما يشاء دون رحمة ولا حكمة أم تنتظر من الغرباء أن يخلصوها من ذلك الظلم والاستبداد؟ أم أن هناك حلول وسط لابد أن تتفهمها شعوبنا العربية والاسلامية ويرضى بها حكامها ومن رضيت بهم عليها قادة وزعماء قبل أن يأتي من لا يخاف الله فيها ولا يرحمها لينشر فوضى هي في غنى عنها ولديها وزعمائها طرق شتى لتردم بها تلك الهوة الشاسعة ما بين إرادة الشعوب وطموحاتها وأفكار ولاة أمورها وغاياتهم تغنيها عن تدخل الغرباء والأعداء في مصيرها؟
فلو نظرنا لحال وطننا العربي الذي أصبح (كفريسة) تتناهشها السباع من كل حدب وصوب وتنتشر فيه الفوضى وأعمال القتل والإرهاب وغيرها من الأفعال والاعمال الخارجة عن ديننا الإسلامي الذي يأمرنا بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وعروبتنا وعاداتنا وتقاليدنا التي تعودنا وتعلمنا منها الصبر على البلاء والحلم مع الأصدقاء والتسامح مع العزة والكبرياء في كل ما يكدر صفونا في حياة أصبحت تسيرها المادة والآلة التي (قتلت صانعها ومهندسها) لأنه لم يعرف كيف يسيرها ويستعملها في الخير والسلام كما أراد الله لها أن تكون, وهكذا استطاع الغرب أن يدخل لنا عدة مفاهيم غريبة عن ديننا وعروبتنا وعاداتنا كالديمقراطية المصطنعة والمكذوبة التي نشاهدها في العراق اليوم بعد أن أعلن الغرب بأنها ستكون اغلى هداياه لشعب مثقل بالهموم والأوجاع والمرارة, وبكل تأكيد فلسنا نحن العرب وحدنا من تذوقنا طعم تلك الديمقراطية فشعوب أخرى خارج قارتنا هذه كانت سباقة في تجرع تلك المرارة وعلى رأسها القارة الاميركية وشعوب كفنزويلا وكوبا على سبيل المثال لا الحصر.
ومفهوم الحرية الغربية والسعي لتحقيق السيادة الوطنية وحفظ الحقوق كالتي نشاهدها جلية في تلك المحاولات الغربية لتفريق الأخوين الجارين العربيين السوري واللبناني تحت مسميات لا طائل منها سوى فرقة الصف العربي وتأليب الاخوة على بعضهم, وغيرها وأسماء كثيرة ومصطلحات (غوغائية) حتى الغرب نفسه يحاربها ولا يرضى شيوعها كما يريدها لنا أعداء هذه الأمة, وهم يسعون لتجزئ المجزأ منها وتقسيم المقسم فيها, وفصل الحاكم عن المحكوم, وتأليب الشعب على ولاة أموره, ويعلم الله انه ما من هدف من وراء كل ذلك سوى زعزعة استقرار أوطاننا العربية والإسلامية الآمنة قبل أن يدنسوها بأقدامهم, ويقفون يتفرجون على تلك الفوضى التي يسعون لنشرها لنيل ما يطمحون للوصول إليه كل في مجال اختصاصه من ساسة وتجار سلاح والمافيا وغيرهم, وقد استطاعوا بتلك الأفكار (الخواء) ـ وللأسف ـ أن يشتتوا بها وحدتنا العربية ويزلزلوا بها أركان امتنا الإسلامية ويبعدونا بها عن الحب الأبدي المقدس لتراب أوطاننا الإسلامية والعربية الغالية والذي كان لابد أن يكون حبها والإخلاص لترابها جزءا من أهم مقدساتنا التي لابد أن تصان وتحفظ وترخص لأجلها الدماء والأنفس.
ومن هنا لابد لنا كشعوب عربية مسلمة أن ننتبه لتلك المؤامرات التي تحاك علينا وتلك المصطلحات التي تجمل و(تزركش) لنا حتى لا ننخدع بها, وان ننتبه كحكام وزعامات إلى أن الشعوب جزء لا يتجزأ من تلك الأوطان وانه ما من حاكم من دون شعب يحبه ويجله, ويخافه خوف الاحترام والتوقير لا خوف العصا والمعتقلات والسجون, وانه ما من شعب من دون حاكم يقوده إلى الخير والأمان الذي أصبح سلعة غالية قل أن نجدها هذه الأيام والدليل ما نراه على شاشات التلفاز في كل دقيقة, حتى أننا أصبحنا نعلم ما سيقال ونتوقع ما سيحدث, بحيث لا تتعدى العناوين الرئيسة لجل نشرات أخبارنا العربية والدولية عن الخروج من المألوف والمعتاد في تلك النشرات الإخبارية على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز من قتل بالعشرات وجرح بالآلاف وغرق وانقلابات وإرهاب وقمع وغيرها.
كما أننا يجب أن نتعلم من تجارب الآخرين في مثل هذا النوع من الممارسات والحقوق السياسية التي يحاول الغرب بها تفريق وحدتنا وتشتيت صفوفنا, وان ننظر لواقع الحال العربي في العراق والسودان وغيرها من الدول التي خاضت وتذوقت مرارة تلك الأفكار المريرة, ولا زالت تعاني من شتى أنواع العذابات والجراح, وان لا نترك لأعداء هذه الأمة مدخلا أو بابا لإدخال تلك المفاهيم الغريبة الينا كشعوب مسلمة ولن يكون ذلك ممكنا سوى بالحب بين الحاكم والمحكوم والعدل والمساواة بين الجميع, وان يقوم أبناء هذه الأمة بحل خلافاتهم الداخلية بينهم دون اللجوء إلى الغرباء وذوي المصالح والذين ينتظرون تلك الانقسامات بفارغ الصبر وقد شاهدنا حال وطننا العربي عندما لجأنا إلى تلك الحلول, يقول عز وجل في محكم كتابه العزيز مخاطبا عباده المؤمنين وواضعا دستور ومبادئ لحل الخلافات السياسية ما بين الإخوة في قوله تعالى (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
إننا نرفض أن نخير بين دكتاتور ظالم وبين ديمقراطية فوضوية و(لله الحمد) أن هناك العديد من النماذج التي لا تحتاج إلى إطراء ولا لذكر أسماء كانت مثال ثقة لابنائها وشعوبها, ونموذج حي يحتذى به في كل مجالات التطوير والتقدم وفي مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدليل هو حال واقع العديد من الدول العربية الحاضرة والشاهدة على ذلك, وانه ما من مجد ولا رفعة ولا عزة تأتي من دون صبر ولا مرارة ولا تحمل للأسى والصعاب وكما يقول الشاعر:
فالجد للشعب روح توحي إليه الهناء
فان تولت تصدت حياته للبــلاء
كاتب وباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
سلطنة عمان



#محمد_بن_سعيد_الفطيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلا حق العودة للوطن الفلسطيني
- نحو سيناريو شبيه للحرب الباردة
- الحتمية التاريخية للصراع الجيو استراتيجي على العالم
- الفوضى , الاداة التي ستنهي العالم وتدمر الحضارة
- معوقات الدبلوماسية وإدارة الأزمات الدولية
- المتسللون من خلف الخطوط الحمراء
- السياسة بين الأخلاق والقانون والإرهاب
- الظواهر السياسية الحديثة وأثرها على العلاقات الدولية
- العودة إلى جذور العهود الكلاسيكية للسياسة
- تأملات في البناء الإنساني للسياسة الدولية الحديثة
- حتى لا نسقط جميعا في عالم فوضوي
- السلام الإسرائيلي الدامي في الشرق الأوسط
- السياسة الدولية ومبدأ التدخل الإنساني
- فصول الخوف
- الفوضوية ... استثنائية جديدة في متناقضات السياسة الدولية
- الإرهاب من النظرية السياسية إلى العلاج الأمني


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد بن سعيد الفطيسي - ظلم الديكتاتورية أم فوضى الديمقراطية؟