|
احمدي نجاد ليس معتوها، بل -العرب- متخاذلون!
جورج حداد
الحوار المتمدن-العدد: 1888 - 2007 / 4 / 17 - 08:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في العدد 1883، من الحوار المتمدن، بتاريخ 12/4/2007، مقالة بعنوان "أحمدي نجاد معتوه ويقود شعبه إلى مهلكة حقيقية"، بقلم المفكر الاسلامي الاستاذ انيس محمد صالح. تدور المقالة على فكرة اساسية هي ضرورة مواجهة الانظمة الاستبدادية وغير الشرعية في البلدان العربية والاسلامية، قبل مواجهة الامبريالية والصهيونية، بل كشرط لمواجهتهما. وسأعود لمناقشة هذه الفكرة لاحقا. اما قبل ذلك فأرى من الضروري الرد على بعض الآراء الجانبية الواردة في هذه المقالة: يقول الكاتب: 1 ـ "وبالحديث حول ما يحدث اليوم بين أمريكا وإيران وتداعياتها على المدى القريب والبعيد , فسوف لن أتطرق كثيرا حول الموقف الأمريكي ... لأنه ببساطة شديدة واضح لأن أمريكا وهي القوة العظمى العالمية اليوم تفكر جديا في كيفية تأديب المارقين محاور الشر في هذا العالم الذي أصبح صغيرا جدا... وهم قد أثبتوا للعالم أنهم مجتمع جاد حضاري يكفل لشعبه كافة الحقوق والكفالات والضمانات ووصلوا إلى مستوى عالمي منافس رفيع في تسخير عقل الإنسان الأمريكي ... ليصل إلى علوم الله في السماوات والأرض وفي خلق الإنسان . وهم قائمون في تشريعاتهم الداخلية على نصرة العدالات الإجتماعية بين الحاكم والمحكوم وحريات وحقوق الإنسان الأمريكي". في هذا النص 3 مزالق فكرية وسياسية خطيرة، يحق للكاتب ولأي كان ان ينزلق فيها بحريته التامة، ولكن من واجب الوطنيين والتقدميين العرب الرد عليها وتفنيدها: اولا ـ إعطاء الحق لاميركا "كقوة عظمى عالمية" ان تحدد "محاور الشر" في العالم و"تؤدبها". وبكلام آخر، فالكاتب يوافق ضمنا (وبالنسبة لايران جهرا) ان تقوم اميركا بتأديب البلدان "المارقة" كما سمتها: كوريا الشمالية وايران وسوريا. وغيرها من البلدان التي سمتها سابقا (افغانستان والعراق) والتي يمكن ان تسميها لاحقا. وبصرف النظر عن طبيعة الانظمة السياسية القائمة او التي كانت قائمة في كل من هذه البلدان "المارقة" و"الشريرة"، هناك سؤال جوهري هو: هل ان اميركا نفسها هي دولة جاءت لتقدم الحق والخير؟! وهل ان ما حملته الى افغانستان والعراق هو الخير وحقوق الانسان والدمقراطية؟! اي: هل ان اميركا ذاتها هي دولة "خير"؟ ان يصدق ذلك بعض الوطنيين العرب والمسلمين الشرفاء (ومنهم الكاتب) فهذه مصيبة حقيقية، وتدل على الفقر الفكري المدقع وتدني مستوى الحركة الوطنية العربية الى درجة ان يصبح بعض الوطنيين والتقدميين انفسهم ابواقا للعدو الاميركي ـ الصهيوني. وهذه الظاهرة ليست وقفا على بعض الكتاب او المثقفين مثل انيس محمد صالح، بل هي تشمل تيارات واحزابا يسارية واسلامية عريقة، كما هو الحال بالنسبة لتلك الاجنحة من الشيوعيين، والاسلاميين، والقوميين الاكراد، العراقيين، الذين تعاونوا ويتعاونون مع الاحتلال الاميركي بحجة النضال ضد نظام صدام حسين البائد واقامة الدمقراطية في العراق. وكما هو الحال بالنسبة لبعض الوطنيين واليساريين اللبنانيين، مثل وليد جنبلاط (الاشتراكي) والياس عطالله (الشيوعي)، الذين اصبحوا يرون مستقبل لبنان في الانبطاح امام المشيئة الاميركية والاسرائيلية والوقوف ضد المقاومة لاسرائيل بقيادة حزب الله بحجة "اسلاميتها" او "شيعيتها". وليسمح لنا هؤلاء المعجبين الجدد بأميركا ان نسألهم: لقد مضت سنوات على الاحتلال الاميركي لافغانستان والعراق، فماذا اعطت اميركا للشعبين المظلومين في هذين البلدين المبتليين؟ ـ في افغانستان: اعطت اميركا اباحة زراعة الافيون، بالتعاون مع شيوخ القبائل و"امراء الحرب". وهي تخيّر الشعب الافغاني البائس: اما حكم الجزمة العسكرية الاميركية وعصابات الافيون والشيوخ؟ واما حكم المخابرات الاميركية والطالبان وبن لادن؟! (وللمناسبة: لا يزال جورج بوش يحتفظ في مكتبه، من باب "اللياقة" والاحتياط للمستقبل، بسجادة الصلاة التي سبق واهداه اياها الملا عمر ايام شهر العسل السابق بين اميركا والطالبان وبن لادن. ولا يزال جميع اشقاء اسامة بن لادن يمارسون "اعمالهم الحرة" بكل حرية في اميركا واوروبا، ولا تزال عائلة بن لادن شريكا ماليا رئيسيا مع عائلة جورج بوش). ـ وفي العراق: اعطت اميركا التمزق الاتني والمذهبي والقومي. لقد اعترف المرحوم علي صالح السعدي في حينه بـ"أننا (اي حزب البعث) جئنا الى السلطة في قطار اميركي". ويقول الكاتب المعروف محمد حسنين هيكل (وهو يعرف "من الداخل" لانه من "اهل البيت" الاميركي والغربي) في بعض كتاباته انه حينما قام الانقلاب الفاشي في شباط 1963 في العراق، كان هناك اذاعة اميركية سرية تبث من الكويت وترشد القطعان الفاشستية الى منازل الشيوعيين من اجل تصفيتهم جسديا. ولا حاجة الى التذكير ان نظام صدام قد حصل على الدعم المالي والسياسي و"القومي" و"الديني" من جميع الانظمة العربية الحليفة لاميركا. ـ فماذا قدم حزب البعث، الذي جاء الى الحكم في قطار اميركي، للشعب العراقي؟ ـ السجون والمقابر!!! والآن فإن من جاء الى السلطة "الدمقرطية" في العراق، جاؤوا ليس في قطار بل في دبابة اميركية، ولا يزالون يحكمون بظل وبحماية الدبابة الاميركية. فماذا ستقدم اميركا وعملاؤها واصدقاؤها الجدد للشعب العراقي؟! ـ من الواضح ان اميركا، التي جاءت لنهب خيرات العراق وخصوصا النفط، ولتحويل العراق الى قاعدة لاستعمار المنطقة، وقاعدة عسكرية لتهديد ومهاجمة روسيا حينما تدعو الحاجة، ليس هناك اي شيء تقدمه للشعب العراقي، ولا حتى زراعة الافيون. الشيء الوحيد الذي ستقدمه، بحجة حقوق الانسان وحقوق الاديان وحقوق الاقليات، هو: الاقتتال، الموت، الموت، الموت وفقط الموت. لأن اميركا تعلم علم اليقين ان الشعب العراقي الابي، ذا التاريخ الحضاري العريق، الذي كان يقف على طرفي نقيض مع النظام الفاشي لصدام حسين، وتحمل الامرّين على يديه دون ان يحني رأسه له، ، لا يمكن ان يحني رأسه للفاشيين الاميركيين وعملائهم. واذا كان صدام حسين قد اقام المقابر الجماعية في العراق؛ فإن الاميركيين يخططون لتحويل العراق كله الى مقبرة جماعية، كي يستطيعوا ان يحكموه، اذا استطاعوا. هذا هو "الخير" الذي تحمله اميركا الى العراق. وليس شيئا آخر. ونحن لا نصدق ان مثقفا عربيا او مسلما شريفا يمكن ان يتمنى هذا "الخير" الاميركي للشعب العراقي او اي شعب عربي آخر او مسلم آخر. ثانيا ـ ان اميركا هي "مجتمع حضاري": لنتذكر هنا ان ابواق الامبريالية الاميركية تحاول تغطية جرائمها الدولية تحت الشعار الذي رفعه الصهيوني صموئيل هنتنغتون حول "صراع الحضارات". وان اميركا، حسب توصيفات فلاسفة الهمجية العصرية امثال بريجنسكي وهنتنغتون، هي الحامل الرئيسي لحضارة الرجل الابيض "المسيحي الغربي ـ اليهودي" ضد "الهمجية العربية ـ الاسلامية" و"الهمجية المسيحية الشرقية" للروس وغيرهم من الشعوب السلافية. وهنتنغتون وامثاله من ايديولوجيي الهمجية الامبريالية المعاصرة لا يأتي بجديد. بل هو يكرر المكرر. فكل انظمة الاستعمار والفاشية القديمة والمعاصرة كانت تلجأ الى هذه "الحيلة الفكرية" لتبرير نفسها امام ابناء شعبها. ولخداع السذج من ابناء الشعوب التي يتم غزوها. فهتلر، الذي كان يصنف الاقوام الى عليا ودنيا، والذي مشى معه بعض العرب، مع انه كان يضع الامة العربية قبل القرود بمرتبة واحدة، هتلر هذا كان ينادي بأنه مسيح العصر، وأن "العناية الالهية" جاءت به ليقيم "نظاما عالميا جديدا". وقد نقل جورج بوش عنه بالتحديد شعار "النظام العالمي الجديد". والدول الاستعمارية الاوروبية حينما كانت تتسابق لاستعمار افريقيا وآسيا، كانت تدعي انها جاءت "لتمدين" الشعوب الهمجية والمتخلفة. ولما كانت اي ادارة استعمارية بحاجة الى بعض الموظفين لخدمتها، فقد كانت تفتح مدرسة هنا ومطبعة هناك، لتأمين حاجاتها من الخدم وكلاب الحراسة الذين يستطيعون التكلم بلغة المستعمر وبلغة السكان الاصليين في وقت واحد، وفي الوقت ذاته الادعاء بأنها تقوم بوظيفتها "التمدينية". ونذكر ان نابوليون بونابرت حينما قدم الى مصر جلب معه مطبعة، كانت هي الاولى في مصر، وعددا كبيرا من العلماء من اجل اجراء مسح جغرافي ودراسات شتى عن مصر والمجتمع المصري، من اجل معرفة استعماره. ولا تزال الكثير من هذه الدراسات مراجع الى اليوم. كما انه، اي نابوليون، قد لبس الجبة والعمامة وسمى نفسه "الشيخ عبدالله" او ما اشبه، وادعى انه جاء ليصلح الدين الاسلامي ذاته. فهل يوجد بعد من المثقفين العرب والمسلمين من يصدق خدعة "التمدين" الاستعماري و"الاصلاح" النابوليوني؟! ان الاستاذ انيس محمد صالح، بكتابته مقالة مثل مقالته قيد المناقشة، "يطمئننا" ان مثل هؤلاء المثقفين لا يزالون موجودين (الحمد لله، الذي لا يحمد على مكروه سواه)، ولكنهم استبدلوا "مدنية" نابوليون و"غورو" و"اللنبي" و"مس بل" و"لورنس العرب"، بـ"حضارة" هنتنغتون وجورج بوش وتشيني ورامسفيلد وبيل كلينتون ومونيكا لوينسكي. فبشراكم يا عرب! ويا مسلمين! ناموا قريري العيون! وأدعوا نساءكم ليستقبلن الفرج "الدمقراطي"، القادم على ايدي وارجل الفاتحين الغربيين "المتمدنين"! ثالثا ـ ان اميركا هي مجتمع "يكفل لشعبه كافة الحقوق والكفالات والضمانات"، اي "مجتمع حقوقي". ولنر عن قرب كم هذا هو صحيح: لا يسع اي انسان عاقل سوى الاعتراف بأن مستوى المعيشة، وما يرتبط به من مستوى العلاقات الاجتماعية والثقافة والصحة والقوانين المرعية الخ.، في اميركا وكندا واوروبا الغربية جميعها تقريبا، وإن على تفاوت نسبي بين بلد وبلد، هو ارفع بكثير مما هو في العالم الثالث (باستثناء الصين حاليا التي اصبح لها وضع خاص)، بما في ذلك في العالم العربي والاسلامي. وحتى في البلدان العربية الغنية، مثل السعودية وغيرها من الدول النفطية، فقد كانت غالبية شعوبها تعيش في حالة مادية بائسة حتى بضع عشرات السنين. ولكن بعد فورة النفط، وما تحصل عليه حكومات هذه البلدان من "فتات" عائدات النفط، وهو على كل حال "كثير"، فقد تحسن المستوى المعيشي للمواطن، بالقياس الى غيره من البلدان العربية غير النفطية، الا ان ذلك لم ينعكس بعد في مستوى العلاقة الاجتماعية وخاصة العلاقة بين الحكام والمحكومين. ولا شك ان هجرة اليد العاملة الرخيصة، وهجرة الادمغة، وحتى الهجرة الانسانية من اجل الامن والشعور بالكرامة الانسانية، لها اتجاه واحد هو من بلدان العالم الثالث باتجاه البلدان الغربية، وليس العكس. ولكن هذه الظاهرة لا تعني ابدا ان المجتمع الاميركي او الاوروبي الغربي هو مجتمع " يكفل كافة الحقوق والكفالات والضمانات"، بمعنى انه هو بذاته يكفل هذه الحقوق، اي انه مجتمع "حقوقي". بل على العكس تماما: ان المجتمع الاميركي "يكفل لشعبه كافة الحقوق والكفالات والضمانات"، لانه مجتمع غير حقوقي. فلو كان المجتمع الاميركي مجتمعا حقوقيا حقا لكانت اميركا كفلت الحقوق والحريات في البلدان التي تحتلها او البلدان التي تدور في فلك سياستها وتخضع لها، لانه لا يمكن ان تكون الدولة الاميركية "حقوقية" داخل بلدها، و"غير حقوقية" واستعمارية وقاطعة طريق ولصوصية وسفاحة وفاسدة ومنحطة خارج بلدها. ولكن كيف نفسر هذا التناقض، بين ان تكون الدولة الاميركية "حقوقية" داخل بلدها وغير حقوقية خارجه؟ ان "السر" في هذا التناقض يكمن في الظاهرة الاستعمارية. فمع الثورة الصناعية في الغرب، والتوسع العامودي والافقي للرأسمالية، كانت اوروبا الغربية واميركا مسرحا كبيرا للصراعات الاجتماعية والسياسية والقومية والدينية. وكانت كلها بلدانا "همجية" بكل المعنى الآسيوي ـ الافريقي الكلمة. وكان القتل والسجون وتعليق المشانق في الشوارع للفلاحين الفقراء الذين كانوا يتركون الاراضي هربا من الظلم الفظيع وللعمال الهاربين من العمل الجهنمي في بيوت العمل الاجباري، وخصوصا قتل الهنود الحمر والزنوج في اميركا، كان ذلك هو "الخبز اليومي" للـ"مواطن" الاوروبي الغربي والاميركي. لأن الرأسمالية المتوحشة، وكل رأسمالية قديمة وجديدة هي حكما متوحشة، كانت ولا تزال تنظر الى الناس العاديين كحيوانات ليس اكثر وليس كمواطنين. وقد وقعت في اوروبا الغربية حرب الثلاثين سنة، وحرب المائة سنة، والثورة الفرنسية، والحروب النابوليونية، وثورات القرن التاسع عشر، وفي اميركا وقعت حرب الاستقلال والحرب الاهلية بين الشمال والجنوب، ونذكر ان عيد اول ايار للعمال يعود بمنشئه الى اميركا، حيث قامت الشرطة باطلاق النار على العمال المتظاهرين من اجل حقوقهم الاولية، وذلك في اول ايار 1886 في مدينة شيكاغو الاميركية. وكان العمال في السابق يعملون مكرهين 18 ساعة في اليوم. ثم حققوا "انتصارا" كبيرا حينما استطاعوا تخفيض يوم العمل الى 12 ساعة. ثم رفعوا شعار "من 6 الى 6، مع ساعتين للراحة"، اي 10 ساعات عمل. واخيرا بدأوا برفع شعار يوم عمل من 8 ساعات. ولكن في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين استفحلت الظاهرة الاستعمارية، واصبح "العالم المتخلف" كله، افريقيا واسيا واميركا اللاتينية، مستعمرا لدول اوروبا الغربية واميركا الشمالية. وحينذاك، حينذاك فقط، وخصوصا بعد قيام الثورة الاشتراكية بقيادة الحزب الشيوعي اللينيني في روسيا سنة 1917، بدأت الطبقات الحاكمة في الدول الاستعمارية (اوروبا الغربية واميركا) "قادرة" من جهة، و"مضطرة" من جهة ثانية، لان "تتنازل" عن قسم معين من ارباحها الاسطورية المنهوبة من البلدان المستعمرة، لتحسين مستوى المعيشة والثقافة والحقوق الانسانية الاولية في "داخل البلدان الاستعمارية"، من اجل تأمين الاستقرار السياسي في بلدانها، وخوفا من الثورة الشيوعية التي كانت تطرق ابوابها جميعا قبل سيطرة الدكتاتورية الستالينية الخائنة في الاتحاد السوفياتي. ولعله من المفيد ان نذكر ان اول "قانون عمل" صدر في اميركا انما صدر في اواسط الثلاثينات من القرن الماضي (بينما كان الرئيس الاميركي ولسون يتفاصح على العالم بحقوق الاسنان في اعقاب الحرب العالمية الاولى). وقد علق في حينه احد الكتاب الاميركيين المعروفين (للاسف لا يحضرني اسمه) على صدور قانون العمل الاميركي بالقول "شكرا لروسيا!". ولكن، مع كل "ايجابيات" هذا التنازل من قبل الطبقات الحاكمة في البلدان الاستعمارية، فإن تعداد سكان اوروبا الغربية واميركا الشمالية بأسرهما لا يتجاوز 10% من تعداد سكان العالم. اي ان الاستعمار والامبريالية ينهبان ويذبحان ويذلان ويسحقان ويهددان بالفناء 9/10 البشرية، مقابل "التنازل" لمنح جزء ـ واصر على كلمة: جزء ـ من الحقوق الطبيعية للمواطنين في البلدان الاستعمارية. هل يعني هذا ان هذا المجتمع هو مجتمع "حقوقي"؟! ان الانسان هو الانسان في كل مكان. ومثل هذا المجتمع ليس مجتمعا "حقوقيا"، بل هو مجتمع وحشي وهمجي وعنصري وسفاح. وهو نفسه المجتمع الذي قتل 60 مليون "هندي احمر" ليستولي على ارضهم. وهو نفسه المجتمع الذي "اشترى" 100 مليون زنجي افريقي من "صيادي البشر" (الذين كان بينهم للاسف بعض العرب من الحثالات البشرية في العصر العثماني)، وقد مات من هؤلاء التعساء على الطريق 90 مليونا بسبب سوء المعاملة والتعذيب وسوء التغذية، ووصل منهم 10 ملايين الى "الجنة الاميركية" ليعملوا عبيدا في بناء "العالم الجديد". وهو نفسه المجتمع الذي يستقدم العمال من كل انحاء العالم ليعملوا في اميركا بأجور ادنى من اجور العمال الاميركيين، وفي الوقت نفسه ينصب الحواجز على الحدود الاميركية ـ المكسيكية ويطلق النار على المتسللين الفقراء من المكسيك ويقتلهم بالمئات ويترك جثثهم تتعفن في مكانها، دون ان يجرؤ احد على المطالبة بهذه الجثث "المجهولة" وكأنها جثث كلاب شاردة (اين حقوق الانسان؟)، لان هذا "المجتمع الحقوقي" يخشى من تسلل "المخربين الشيوعيين" الى اميركا من ضمن هؤلاء المساكين، الحالمين بـ"الجنة الاميركية" والساعين الى لقمة عيش لاطفالهم الجياع. ومتى اصبحت اميركا واوروبا الغربية، الامبرياليتان، غير قادرتين على نهب العالم الثالث كما هو الان، فإن الطبقات الحاكمة فيها ستعود لتشديد معدل الاستغلال ضد "مواطنيها"، لتعويض "خسائرها" من النهب الاستعماري. وحينذاك سيضطر هؤلاء المواطنين، المخدرين نسبيا حاليا، للاستيقاظ وللعمل على دفن النظم الرأسمالية والامبريالية التي كانت تسحق اجدادهم وستسحقهم مستقبلا في بلادهم، تماما كما تسحق الان الشعوب المستعمرة. XXX ويقول الكاتب ايضا: 2 – "أحمدي نجاد معتوه .. ولديه مرض إنفصام نفسي حاد وخطير جدا على الإنسانية والبشرية, وهو يلعب بالنار من خلال لعب دور الصانع للقنبلة النووية ليبيد من خلال عقلية مذهبية عدوانية, ليبيد الإنسانية !!! ولن يتوارى (الارجح انه يقصد: يتوانى) أمثاله وبعقلياتهم المذهبية العدوانية المريضة تلك من إبادة البشرية ... ويعتقد خطئا بأنه على الصراط المستقيم ؟؟؟ أحمدي نجاد يحتاج فيه للعلاج العاجل والسريع وهو يقوم بتمثيل دور لا يليق به !!! وضحيته الشعب الإيراني المستضعف المسكين دونما أدنى شك أو ريب. في الأيام القليلة الماضية عندما قام بإختطاف خمسة عشر من الجنود البريطانيين !!! وليبين للبلداء أمثاله بأنه لديه القوة في ضبط حدوده وأنه من القوة بمكان ما يستطيع من خلاله أن يحتجز قوات الكفار البريطانيين في الحدود البحرية العراقية الإيرانية وإنه بطل كبير ؟؟؟ وبعدها بحوالي إثناعشر يوما يقول أنا أفرجت عليهم بمناسبة المولد النبوي الشريف !!! أليس أمثال هؤلاء هم خطر عظيم على الأمة العربية والإسلامية !!! بعقلياتها(الارجح يقصد: بعقلياتهم) المذهبية العدوانية المريضة وبإسم الدين , والدين والإسلام بريء منهم ... من أعطى الحق لأحمدي نجاد أن يبيد ويرمي باليهود إلى البحر ؟؟؟ وعلى أي دين أو تشريع أعطى لنفسه الحق في إبادة البشرية ورميهم إلى البحار؟؟؟" بمثل هذا الكلام المسموم فإن كاتبا وطنيا اسلاميا متنورا وشريفا، مثل انيس محمد صالح بالذات، يضع نفسه بخبطة قلم واحدة، ويا للاسف، في صف اميركا واسرائيل وبريطانيا، حتى في قضايا محقة بسيطة كبساطة الحقيقة، وهي حق ايران، كبلد يحترم نفسه وكشعب مسلم شقيق، في ان تدافع عن حدودها ومياهها الاقليمية، وان تمتلك الطاقة النووية، ولمَ لا: والقنبلة الذرية، وان تبدي رأيها في وجود اسرائيل على خريطة "الشرق الاوسط"، وهي الدولة الاغتصابية التي اوجدها الاستعمار على هذه الارض بدون الوقوف على رأي اي من شعوبها، بما في ذلك الشعب الايراني. خلال الحرب العراقية ـ الايرانية وقرت آذان المواطن العربي ابواق الانظمة الاستبدادية والشوفينية العربية، بالحملات الشعواء على "الفرس" و"الصفويين" و"العجم" و"المجوس" و"الرافضة" و"الابطانيين". ولم يشذ عن تلك الجوقة، وبتواطؤ مدروس مع اميركا، سوى النظام الدكتاتوري المكيافيلي السوري الذي، بالمشاركة الضمنية مع اسرائيل، كان يساهم على طريقته في لعبة "الاحتواء المزدرج" الاميركية حيال العراق وايران معا. واليوم، فإن الحملة الشعواء على ايران ليست سوى رجع صدى لتلك الحملات ايام نظام "فتى العروبة الأغر" صدام حسين التكريتي. ان تجربة الحكم الاسلامي في ايران هي تجربة تاريخية، ذات اهمية لجميع الشعوب العربية والاسلامية، بل ولجميع شعوب العالم المناضلة من اجل التحرير. وينبغي مناقشة هذه التجربة، ونقدها وتشريحها، ومعارضتها حيث تجب المعارضة وتأييدها حيث يمكن التأييد، من قبل جميع القوى الوطنية والتقدمية، العلمانية والاسلامية، على اختلافها. ولكن هذا شيء، وحملة التشهير والطعن الشوفينية والطائفية، المكشوفة او المستورة، هي شيء آخر تماما. ويكفي ان نلقي نظرة على هذا الكرنفال العجيب، الذي يقدمه لنا لقاء اصحاب هذه الحملة، بكوفياتهم العربية او عماماتهم الاسلامية، مع الحملة الاميركية ـ الاسرائيلية على ايران. واننا لنسأل فلول "البعثيين الصداميين" في العراق، الذين يحاولون الآن وبالكاد يستطيعون التنفس تحت جزمة الاحتلال الاميركي، ونسأل كل المشاركين في مثل هذه الحملة، الظالمة والغبية في آن واحد، على ايران: اين كانت "مراجلكم" يوم كانت ايران الشاه ثالثة الاثافي في المثلث الاميركي (اسرائيل ـ ايران ـ تركيا) للسيطرة على المنطقة؟ لماذا لم يحرك شيوخ النفط سوى الاحتجاجات الكلامية على احتلال الجزر الثلاث من قبل الشاه سنة 1971؟ ولماذا سارع صدام حسين ومعه كل "عرب اميركا" لشن الحرب على ايران بعد قيام الثورة الاسلامية فيها، وقطع علاقتها مع اسرائيل وتسليم مقر السفارة الاسرائيلية الى منظمة التحرير الفلسطينية، والسيطرة على السفارة الاميركية في طهران واسر الـ400 شخص فيها، وفشل العملية الاميركية المسماة "عملية طبس" لانقاذ الرهائن الاميركيين؟! في الستينات من القرن الماضي نسب الى رئيس منظمة التحرير الفلسطينية المرحوم احمد الشقيري التهويل "برمي اليهود في البحر". واليوم يؤخذ على الرئيس الايراني احمدي نجاد إنكار "المحرقة" والتهويل "بإزالة اسرائيل من الخريطة". ربما يصح القول انه لا يجوز، او على الاقل من غير المستحسن لرجال الدولة او رجال السياسة المسؤولين، كالمرحوم احمد الشقيري او الرئيس الايراني، استعمال تعبيرات سياسية مرتجلة و"عنترية" قد يساء فهمها، والتي ربما يجوز استخدامها من قبل بعض الصحفيين، ولكن ليس من قبل المسؤولين. ولكن هذا الاعتراض المنطقي لا يجيز ابدا الوقوف في صفوف الاعداء، خصوصا وان القضية في الاساس هي قضية ظالم ومظلوم، معتد ومعتدى عليه. وصدور بعض التعابير النابية من معسكر المظلومين هي قضية "في الشكل"، يجب التوقف عندها ومناقشة جدواها. ولكن هذا لا يبرر البتة الانضمام الى معسكر الظالمين، التي هي قضية "في الجوهر" ينبغي الوقوف ضدها. وانا متأكد تماما ان مفكرا اسلاميا وطنيا متنورا، كأنيس محمد صالح، يربأ بنفسه ان ينضم الى معسكر الظالمين، الا ان مقالة بهذا الايقاع تخدم تماما ذلك المعسكر. يبقى ان نقول إن بعض المواقف "المتشنجة" او "المرتجلة" او "العنترية"، مثل مواقف الرئيس احمدي نجاد، ما هي سوى ردة فعل على الواقع العربي المزري، في مواجهة اسرائيل. فكيف يمكن لهذه الدولة القزم (بكل المقاييس) ان ترعب كل العرب وتصبح كالبعبع بالنسبة لهم؟! وحينما تبزغ بعض خيوط الفجر، كما حدث بظهور وصعود المقاومة الفلسطينية في اواسط واواخر الستينات من القرن الماضي، وكما حدث بانتصار المقاومة الوطنية الاسلامية في سنة 2000 وفي سنة 2006، بقيادة حزب الله، فإن الغيوم السوداء للوضع العربي المزري تعود فتخنق تلك الاشعاعات او تلفها بالضباب الكثيف. ان امام حزب الله الان، على سبيل المثال، ثلاث دوائر للفعل المقاوم، من شأنها تطوير الانتصارات التي تحققت، ووضع الصراع مع اسرائيل على اسس شعبية جديدة تماما، لا قبل بها لا لاسرائيل ولا لاميركا ولا لكل الامبريالية والصهيونية العالمية. وهذه الدوائر هي: أ ـ دائرة القوى الوطنية اللبنانية الحقيقية، من مختلف الطوائف والاحزاب ولا سيما اليساريين الثوريين والشيوعيين الصادقين غير الغورباتشوفيين والحريريين الخونة، وهذه القوى، بكل ما لها من ارصدة ونفوذ عربيا وعالميا، مؤهلة تماما للانخراط في الفعل المقاوم. ب ـ الدائرة القومية العربية، في جميع البلدان العربية، والتي يعتبر بعضها ـ مثل مصر ـ برميل بارود جاهز للانفجار بوجه اميركا واسرائيل. ج ـ الدائرة الاسلامية الاوسع، التي لا يجوز تركها للصدف ولابداء التعاطف المعنوي والتأييد العاطفي فقط، على اهميته، بل يجب الاتجاه نحو تنظيم الجماهير الشعبية الاسلامية المسحوقة، في القتال ضد الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية واسرائيل، على النطاق العالمي بأسره. فماذا يفعل حزب الله في هذه الدوائر الحاسمة الثلاث؟! ـ انه ينصرف عنها ويدير لها ظهره، او هذا على الاقل ما نراه "على السطح" ونتمنى غير ذلك، ويذهب للتلهي في المسرحية الإلهائية المشبوهة، مسرحية "المعارضة والموالاة" وتشكيل او عدم تشكيل وزارة "وحدة وطنية" مع اللصوص والنصابين والخونة والعملاء الذين لا يزالون يرسلون عناصرهم للتدرب على القتال في اسرائيل، كما كشف مؤخرا النائب السابق نجاح واكيم. ولا هدف لهذه المسرحية سوى تعويم النظام الكياني اللبناني، الذي اول شرط من شروط وجوده، كأي كيان سايكس ـ بيكوي عربي آخر، هو الاعتراف باسرائيل واحناء الرأس امام الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية. امام مثل هذه الحالة العربية المزرية: ـ الا "نتفهم!" قليلا موقف شاب من ابناء الشعب، من شباب الحرس الثوري الايراني، خلع الكاكي ليلبس بدلة رئيس جمهورية، ان يعبر عن استيائه بشيء من "الارتجال" او "الانفعال". ـ والا "نفهم!" واقعية ان تقوم قوة ثورية غير عربية، بالتقاط اللحظة التاريخية بضرورة المواجهة مع الامبريالية والصهيونية العالمية واسرائيل، وانتزاع المبادرة من العرب، اصحاب القضية الأول. بحيث يصبح الاولون اخيرين، والاخيرون اولين. ولمَ لا؟ طالما ان قضيتنا واحدة! (لقد ترك العرب فيما مضى الخلافة ذاتها للعثمانيين الاوباش، ولمصلحة الدول الاستعمارية الغربية واليهودية العالمية، فلماذا، مع تقاعسهم، ينزعج "العرب" اليوم من استلام قيادة الكفاح ضد الامبريالية والصهيونية العالمية من قبل اي قوة ثورية غير عربية، ولا سيما اذا كانت من بين الشعوب الاسلامية الشقيقة). XXX 3 ـ ونأتي الى مناقشة الفكرة الاساسية التي يتمحور حولها مقال الاستاذ أنيس محمد صالح، وهي اولوية مواجهة الانظمة العربية والاسلامية الاستبدادية غير الشرعية والمنحرفة، على مواجهة الامبريالية والصهيونية واسرائيل. يقول: "إن سر بقاء هذه الممالك غير الشرعية هو إنهم مشرعين من خلال مشرعيهم غير الشرعيين بنظام الوراثة والأسر الحاكمة وحتى تقوم الساعة !!! وكل أشكال تشريعاتهم غير الشرعية قائمة أساسا على أديان أرضية تم إختلاقها إختلاقا لتشرع للملك غير الشرعي بنظام الوراثة والأسر الحاكمة وهي ما تعرف اليوم بمذهب السُنة ( دين سادة وكفار وملوك قريش ) ومذهب الشيعة (دين سادة وكفار وملوك فارس)!!! وأختلقت هذه الأديان الأرضية والتي قامت أساسا على العدوان والحرب على الله وكتاب الله ( القرآن الكريم ) ورسول الله وآل بيته... بل وتقوم أساسا على العدوان والحرب على الإنسانية (رجلا كان أم إمرأة) والبشرية, ونشر الأحقاد والكراهيات فيما بين الشعوب والإنسانية ( بنظرية فرق تسُد ), وقامت أديان الملوك المذهبية الأرضية هذه بتكفير أهل الرسالات السماوية (اليهود والنصارى) وجعلوهم المغضوب عليهم والظالين (يقصد: الضالين) ظلما وعدوانا !!!" ونظرا لان الثورة الاسلامية هي التي دكت "عرش الطاووس" في ايران، فهو يعرج على الوضع الايراني كما يلي: "تعالوا نعود لنتعرف على الوضع الإيراني بعد أن تمكنوا من دك عروش مملكة فارس التأريخية وأستطاعوا أن يكوَنوا ولأول مرة في التأريخ القديم والجديد ويساهموا في تحرير الإنسان الإيراني من جبروت أنظمة دكتاتورية ملكية باطلة غير شرعية.... لم تمر أيام قليلة على إنتخاب محمود أحمدي نجاد إلا وظهر لديه الإنفصام بين كونه شرعيا منتخبا من شعبه وبين كونه يحمل عقلية تشريعية مذهبية عدوانية ؟؟؟ ولا يمت إلى دين الله وتشريعات الله بصلة !!! عندما أعلن أمام العالم بأنه سيبيد وسيرمي باليهود وببني إسرائيل البحر ؟؟؟؟؟ هذه العقلية المذهبية المريضة الخطيرة قد عرت وأمام العالم أن أحمدي نجاد هو لا يعدو كونه إبليس عدو الله في الأرض !!! ولأنه أراد بذلك ومن خلال تصريحات إبليسية شيطانية ... أن يضم ويوجه الأنظار إليه كل المعتوهين المخدرين المتبلدين والمبرمجين على العدوان والحرب على الله والإنسانية في الأرض !!! بدلا من تسخير أوامر الله ونواهيه من خلال كتاب الله ( القرآن الكريم ) ولينشر الأمن والأمان في الأرض, وبدأ أول ما بدأ بعقلية وتشريعات ودساتير سادة وكفار وملوك فارس!!! ليجمع إليه الشعب الإيراني المسكين المستضعف والذي سيكون هو الضحية والمحرقة, وليبين لهم علنا وجهرة بأنه ضد تشريعات الله وأنه الشيطان الأكبر !!! وسارع ليصف أمريكا بالشيطان الأكبر!!! وليكون ندا لها." اي ان هذا المفكر الاسلامي المستنير، وبعد ان يضع احمدي نجاد في سلة واحدة مع الانظمة العربية والاسلامية المنحرفة الاخرى، يريد ان يقنعنا ان هذه الانظمة هي سيدة نفسها، وانها هي اصل البلاء فيما نحن فيه. وحتى الوجود الاستعماري (بما فيه اسرائيل) في بلادنا يعتبره "خدمة" تقدم لهذه الانظمة، التي هي في هذه الحالة "صاحبة الشأن" والدول الامبريالية واسرائيل ليست سوى "تابع" لها يعمل في خدمتها. واذا استثنينا الوضع الفلسطيني، واحتلال الجولان، والاحتلال الاميركي للعراق اليوم، فلا شك ان الانظمة الدكتاتورية والرجعية العربية والاسلامية هي التي تقف في مواجهة شعوبها. ولكن هذه الانظمة، ومهما بدا من قوة بعضها احيانا، سياسيا او اقتصاديا او دينيا او عسكريا، ليست سوى انظمة تابعة اوجدتها الامبريالية والصهيونية العالمية، وهي تنفذ (او على الاقل لا تعرقل) مخططاتهما ومصالحما الاساسية في المنطقة. يعتقد البعض ان هذه الانظمة وجدت فقط مع الموجة الجديدة للاستعمارن وخصوصا مع اتفاقية سايكس ـ بيكو. وان ما كان قبل ذلك كان حالة "استقلالية ووحدوية" "عربية واسلامية". وهذا خطأ تاريخي فاضح وفادح، دفعنا ثمنه غاليا في ماضينا، وندفع ثمنه اغلى في حاضرنا ومستقبلنا، حيث انه ـ في الاقل ـ يعطي التبريرات للاتجاهات "العروبية" و"الاسلامية" المزيفة، الشوفينية والرجعية والغبية والعميلة، بوعي او بغير وعي، للامبريالية والصهيونية. فحينما قامت الامبراطورية العثمانية، في اثر فشل الحروب الصليبية، لم يكن قيامها "فعلا مستقلا" لشعب "اسلامي"، بل هي لم تكن اكثر من واجهة واداة امبريالية اوروبية غربية ـ يهودية، وليس اكثر ولا اقل من "احتلال صليبي" غير مباشر للاراضي العربية والاسلامية ولكن... "بأعلام اسلامية". واننا ندعو "الاسلاميين" الشرفاء للبحث في تاريخ نشوء الامبراطورية العثمانية وعلاقته العضوية بتاريخ (الامراء، التجار والماليين) اليهود الخزر، الحكام السابقين في مملكة الخزر التي دمرها الروس في القرن العاشر، والذين التجأ قسم كبير منهم الى "أبناء عمومتهم" الطورانيين، ومنهم العثمانيون، والذين قاموا بدورهم في دفع قبيلة قطاع الطرق المتوحشة العثمانية ومساعدتها في تأسيس الامارة، ومن ثم السلطنة، ومن ثم الامبراطورية العثمانية، على انقاض الدولة العربية الاسلامية، بهدف محاربة الروس بتلك الامبراطورية. وبعد معركة مرج دابق (1516) باقل من عشرين سنة فقط وقع "امير المؤمنين" السلطان سليمان القانوني اول معاهدة لـ"الامتيازات الاجنبية": "عقد السلطان سليمان القانوني معاهدة مع "فرنسوا الأول" ملك فرنسا سنة (934هـ=1528م) حددت فيها الدولة العثمانية الامتيازات التي سبق أن منحها سلاطين دولة المماليك الشراكسة للفرنسيين" (اسلام اون لاين، أحمد تمام)، ومن ثم تتالت هذه المعاهدات، واصبح القناصل الاجانب حاكمين بأمرهم في السلطنة، واصبح التجار والماليون الاجانب واليهود يعملون بحرية تامة ويتحكمون بكل الحركة التجارية والمالية (بما فيها الجمركية والضرائبية) في السلطنة. وكانت تراخيص كل الوكالات التجارية والمالية في السلطنة محصورة في ايدي الاجانب المسيحيين واليهود، ومن بعدهم في ايدي المسيحيين العثمانيين غير العرب (الحاصلين على جنسية وحماية دولة اجنبية)، ومن بعدهم في ايدي المسيحيين العرب (الحاصلين ايضا على جنسية وحماية دولة اجنبية)، واذا وجدت بأعجوبة ما وكالة لم يستحوذ عليها احد من هذه الفئات، فتمنح الى "عثماني" مسلم، والافضلية لسني. وبكلمات اخرى: ان "البقرة العثمانية" كانت ترعى وتأكل الخيرات والاخضر واليابس في البلاد العربية والاسلامية كي "تدر الحليب" في اوروبا الاستعمارية وفي خزائن المتمولين اليهود. واذا احتج احد ما ورفع رأسه، كان يتم خوزقته وتقطيعه اربا ولكن ليس باسم "الصليب" بل باسم "الاسلام!!!" والسلطان "امير المؤمنين". وحينما ضعفت جيوش السلطنة، وبمشورة المستشارين اليهود الخزر الذين كانوا معششين في اسطمبول، عمد الباب العالي الى تشكيل جيش الانكشارية "اليني تشير" (الجيش الجديد) من الاطفال المسيحيين من ابناء بلاد البلقان الخاضعة للسلطنة، الذين كانوا ينزعون بالقوة من عائلاتهم واحضان امهاتهم، باسم "ضريبة الدم"، ومن ثم "يؤسلمون" ويدربون على القتال والدفاع عن "ولي نعمتهم" السلطان، ويجندون في "الجيش الجديد" ويزجون ضد الشعوب العربية والاسلامية بما فيها الشعب التركي ذاته، لسحق التمردات والانتفاضات بدون شفقة ولا رحمة. وكانت اهم "مهمة تاريخية" "حضارية!!" للسلطنة العثمانية هي القضاء على الشخصية الحضارية للامة العربية ومنع قيام اي نهضة عربية جديدة، تعتبرها اوروبا الاستعمارية هي الخطر الرئيسي على وجودها العالمي. وقد قامت السلطنة بهذه المهمة بكل اجتهاد و"امانة"، طوال تاريخها. وحتى في آخر ايامها، وكي تسترضي الغرب الاستعماري اكثر، قامت (في الحرب العالمية الاولى) بمحاولة تتريك الدين الاسلامي حينما قامت بترجمة القرآن الكريم والاذان واستبدلت تكبيرة "الله اكبر" بعبارة "الله بيوك". وحينما ضعفت الامبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر، فإنها استمرت في الوجود فقط بتوافق الدول الاستعمارية الاوروبية. ونذكر انه حينما قامت محاولة محمد علي لانشاء امبراطورية عربية على انقاض الامبراطورية العثمانية، ووصلت جيوش ابنه ابرهيم باشا الى الاناضول، اقتربت الاساطيل الفرنسية والانكليزية من الشواطئ اللبنانية وتم تحريك قطعان الاقليات (خصوصا الموارنة والدروز) ضد المصريين، و(بالرغم من التناقضات التاريخية الروسية ـ التركية) دخل الاسطول القيصري الروسي الى مضائق الدردنيل لحماية السلطنة، كما واقترب الاسطول الانكليزي من الشواطئ المصرية مهددا باحتلال مصر اذا لم يوقف ابرهيم باشا هجومه ويتراجع. وحين تراجع الجيش المصري الذي كان يضم ايضا الوف الفلسطينيين والسوريين، تم اسر عشرات الالوف منهم من قبل "الثوار" (الفلاحين المساكين) الدروز المغرر بهم، فكانوا يقولون للاسير ان يلفظ كلمة "جمل"، فاذا لفظ الجيم على الطريقة السورية ـ الفلسطينية نزعوا سلاحه وتركوه، واذا لفظها على الطريقة المصرية ذبحوه. وقد ذبح حينذاك حوالى عشرين الفا من هؤلاء الفلاحين المصريين المساكين الذين هبوا للقتال مع ابرهيم باشا على امل التخلص من النير العثماني المشترك واقامة دولة عربية ـ اسلامية موحدة جديدة. اي ان الامبراطورية العثمانية وجدت، واستمرت في الوجود ما استمرت، بارادة الدول الاستعمارية الاوروبية وبدعمها ولمصلحتها. وهذا ما يجب ان يتذكره تماما بعض "الاسلاميين!!!" المخدوعين او المشبوهين، الذين يترحمون اليوم على "الخلافة العثمانية" التي لم تكن سوى رابطة جمع للمسلمين تحت الكرباج العثماني لمصلحة الاستعمار الاوروبي. وحينما اصبح انهيار الامبراطورية العثمانية امرا محتوما، ولا سيما في ظروف الحرب العالمية الاولى، كان هناك توجه لدى الدول الاستعمارية الغربية لانشاء دولة عربية في المشرق العربي (مراسلات حسين ـ ماكماهون) وفي قلبها "دولة قومية يهودية" (تصريح او وعد بلفور)، ودولة كردية في كردستان العثمانية، ودولة ارمنية الى الشمال منها. وان تكون الدولتان الارمنية والكردية بمثابة "حاجز مضاعف" بين روسيا والعرب، لان الدول الاستعمارية الغربية (التي سبق لها وشنت الحروب الصليبية، وهي الحروب التي لم تشارك فيها روسيا، بل كانت من جملة اسباب الخلاف في الكنيسة المسيحية التي انشقت في المرحلة التاريخية ذاتها الى: شرقية وغربية) كانت ولا تزال تخشى اشد الخشية تلاقي الروس والعرب. ولكن في ظروف تردي اوضاع الامبراطورية او القيصرية الروسية ايضا، ومن ثم قيام الثورة الدمقراطية فالبلشفية في روسيا، فإن الدول الاستعمارية الغربية غيرت في مواقفها من مصير "تركة الرجل المريض"، آخذة في الاعتبار المعطيات التاريخية والسياسية التالية: 1 ـ ان العرب والاكراد هم الذين قامت على عاتقهم الحروب التحريرية ضد "الفرنجة" او "الصليبيين". ومن ثم يجب اضعافهم بمختلف الوسائل، لانهم اخطر "الاعداء المحتملين" للغرب الاستعماري. 2 ـ ان "المسيحيين العثمانيين" (وخصوصا الارمن، والسريان والاشوريين واللبنانيين) منفتحون "اكثر من اللازم" على الافكار التنويرية والنهضوية والثورية في العالم. وبعضهم على علاقة قديمة بروسيا. وبهذه الصفات فهم ليس لديهم "مركبات نقص" تجاه "الغرب المسيحي ـ اليهودي"، ويشكلون تحديا "حضاريا" و"قوميا" خطيرا للاستعمار الغربي وللصهيونية. 3 ـ ان الطبقات المتسلطة التركية والفارسية هي اكثر استعدادا واكثر "كفاءة" للسير في ركاب الغرب الاستعماري ومصالحه. 4 ـ ان الطغمة المالية اليهودية هي جزء لا يتجزأ من النظام الامبريالي العالمي، وهي قادرة، بمساعدة الغرب الاستعماري، على استمالة "الحركة القومية الصهيونية" لليهود، ضد التيار اليساري والشيوعي بين الجماهير اليهودية، لانشاء "وطن قومي يهودي" يضطلع بدور قاعدة رئيسية للاستعمار والامبريالية في قلب الارض العربية. بناء على هذه المعطيات فإن الدول الاستعمارية الغربية (بموجب اتفاقية سايكس ـ بيكو، ومجمل الحراك السياسي والدبلوماسية السرية لتلك الدول) قررت ونفذت ما يلي: 1 ـ ضرب واضعاف المسيحيين الشرقيين (تم ذبح 5،1 مليون ارمني، و500 الف سرياني واشوري، بالاضافة الى 250 الف مسيحي لبناني ماتوا جوعا) على ايدي العنصريين الاتراك، بتحريض ودعم وتواطؤ من اوروبا الاستعمارية والصهيونية العالمية. 2 ـ صرف النظر عن انشاء الدولة العربية في المشرق العربي. 3 ـ صرف النظر عن انشاء الدولتين الارمنية والكردية. 4 ـ تمزيق الامة العربية الى دول متناحرة. 5 ـ تمزيق الامة الكردية بين الدول المصطنعة الجديدة. 6 ـ دعم الدولة التركية الشوفينية الجديدة، وان تكون دولة متعددة القوميات، للمحافظة على نزعة السيادة لديها، المستندة الى الدعم الاستعماري الغربي والصهيوني وفي خدمته. 7 ـ دعم الدولة الفارسية الشوفينية الجديدة، وان تكون ايضا دولة متعددة القوميات للمحافظة على نزعة السيادة لديها. 8 ـ اقامة ودعم "الدولة القومية اليهودية"، وان تكون الموافقة على قيامها شرطا مسبقا لوجود اي دولة في المنطقة (وفي مراسلات حسين ـ ماكماهون، وافق الشريف حسين ذاته على اقامة "الوطن القومي اليهودي"، كشرط لاقامة "دولته". ولكن "صديقتنا" بريطانيا أخلت بوعودها، ولم يعط الهاشميون دولة موحدة بل "مملكة العراق" و"امارة شرقي الاردن"). 9 ـ زرع الدول الناشئة الجديدة بمختلف الاسافين والتناقضات، كي تكون موضوع نزاعات بينية وداخلية، قومية واتنية لاحقة، لاضعاف هذه الدول والسيطرة عليها. وقد نظمت بريطانيا اغتيال المار شمعون، زعيم الاشوريين الذي قام بالاتصال بالثورة الروسية، على يد الزعيم العشائري الكردي سيمكو (اسماعيل الشكاكي)، الذي تمت تصفيته بدوره على ايدي السلطة الفارسية. وكانت المجازر ضد المسيحيين الشرقيين بمثابة عربون او "خدمة" قدمتها حركة "تركيا الفتاة" (سلف الاتاتوركية) لاجل الحصول على دعم الغرب الاستعماري، وعدم تمزيق الدولة التركية المهزومة، بعد الحرب. وكمكافأة على هذه المجازر حصلت "تركيا الجديدة" على ما يلي: أ ـ الاراضي الارمنية التي ابيد وشرد اهاليها، والتي كانت مرشحة كي تكون جزءا من الدولة الارمنية. ب ـ تلقت الدعم ضد اليونانيين الذين كانوا يطالبون بالانضمام الى وطنهم الام ـ اليونان، وكان عددهم اكثر من مليون في الجزء الاوروبي من تركيا، الذي هو بالكامل اراض مغتصبة من اليونان التاريخية وبلغاريا التاريخية. وقد قام الاتراك بذبح وطرد هؤلاء المليون مسيحي يوناني والاستيلاء على املاكهم واراضيهم، ايضا، بالدعم الكلي من قبل اوروبا الغربية واميركا "المسيحيتين". ج ـ الاحتفاظ بالجزء الاكبر من كردستان، الذي يسمى الآن كردستان المركزية، والذي كان مرشحا كي يكون جزءا من الدولة الكردية. د ـ الحصول على لواء الاسكندرون العربي في تاريخ لاحق (1939). وبكلمات اخرى: فإن الهيمنة الامبريالية الغربية على البلدان العربية قد بدأت مع نشوء الامبراطورية العثمانية (الاسلامية!!)، واستمرت الى الان بعد سقوطها، بموجب تقسيمات اتفاقية سايكس ـ بيكو و"وعد بلفور" وغيرهما. وكل الكيانات القطرية العربية، ومهما بدا من غنى بعضها وقوته الاقتصادية والمعنوية (الدينية) كالسعودية، والسياسية والعسكرية (كمصر والعراق وسوريا)، كل هذه الكيانات هي مركبة (من اصغر حاجب في الدولة حتى رأسها) كي تنفذ مشيئة الامبريالية والصهيونية العالمية. وبالرغم من انتصار حركات التحرر الوطني ضد الاستعمار التقليدي في القرن الماضي، وتحقيق جلاء الجيوش الاجنبية والاستقلال السياسي والقضاء على الانظمة الملكية الرجعية في بعض تلك البلدان، فقد باءت بالفشل تاريخيا كل المحاولات والتجارب التاريخية لبناء دول مستقلة قوية، متقدمة علميا واقتصاديا وعسكريا، تستطيع ـ اذا لم يكن النصر، فعلى الاقل ـ الصمود وتحقيق "التوازن الستراتيجي" مع اسرائيل (حسب معادلة الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد). وحتى حينما استطاع نظام صدام حسين، وبفضل عائدات النفط، بناء دولة قوية ذات جيش مليوني يحوز اسلحة كثيفة ومتطورة، فإن ديناميكية التركيبة القطرية والعلاقات الاقليمية للدولة العراقية كانت مبرمجة ومسيّرة كما "بالريموت كونترول" كي تدفعها (وبالرغم من كل "الجعجعة القومية" لنظام صدام) ليس الى القتال ضد اسرائيل، بل الى القتال "فيما بين" العراقيين و"فيما بين" العرب و"فيما بين" المسلمين. ولو ان النظام الناصري صمد، على الاقل صمد في حينه بوجه اسرائيل، لكان "اشتغل الريموت كونترول" لاشعال حرب داخلية مصرية (قبطية ـ اسلامية) او حرب اقليمية (مصرية ـ سودانية، لاجل بلاد النوبة او مياه النيل او غير ذلك من الاسباب). وها ان لبنان الصغير الذي استطاعت المقاومة فيه تحقيق اول "نصر دفاعي" على اسرائيل، يعملون المستحيل لجره الى الفتنة الطائفية من جديد، ولتقسيمه وفدرلته (مع كل صغره)، او إجبار حزب الله على الرضوخ والانضواء في الكيان اللبناني الذي لا يمكن ان يبقى بدون الاعتراف الفعلي باسرائيل. اما النظام السوري "الذكي" فقد "عرف حده ووقف عنده"، منذ زمن بعيد، وهو نفذ وينفذ كل ما هو مطلوب منه اميركيا واسرائيليا، و"كفى الله المؤمنين شر القتال". امام هذه الحالة المأساوية، في بعديها التاريخي والراهن على السواء، ما العمل؟ ـ هل نكرر التجارب الفاشلة والمأساوية للناصرية والبعثين العراقي والسوري وجبهة التحرير الجزائرية والثورة الليبية والعرفاتية الخ الخ؟؟ اي الاستمرار العبثي في تجربة "التغيير الداخلي" كشرط للتحرر من الامبريالية والصهيونية والرجعية والدكتاتورية. ان استمرار السير في هذا الطريق الخاطئ والمنحرف، يعني ببساطة شيئا واحدا هو: "الانتحار التاريخي" للامة العربية وللشعوب الاسلامية. (وليس عبثا ان طرحت اميركا شعار "الشرق الاوسط الاكبر". وليس عبثا ان الكثير من الاصوات المحبطة او المتخاذلة او المشبوهة بدأت تتحدث عن "موت العروبة والقومية العربية"). لانه يعني: استمرار التفتت وزيادة التفتت والتشرذم العربي والاسلامي، مقابل "وحدة العمل" الدولي للامبريالية والصهيونية العالمية. وإعطاء المزيد والمزيد من الزمن الذي لا يعوض، لاسرائيل، كي تبني نفسها وتقوى وتتوسع، كي تتحول الى دولة اقليمية "شرعية الوجود التاريخي!!" والى قوة قاهرة تستطيع في اي معركة قادمة شن "الحرب الصاعقة" على اي بلد عربي او اسلامي، على الطريقة التي اراد بها هتلر في حينه ان يفعل بروسيا السوفياتية، ولكنه فشل. ان الاوضاع الراهنة للصراع العربي ـ الاسرائيلي، وللمواجهة مع الامبريالية والصهيونية العالمية، بالارتباط مع الاوضاع الداخلية لكل بلد عربي واسلامي، تضع جميع حركات التحرر الوطني، التقدمية والقومية والاسلامية الشريفة، امام طريق واحد للمواجهة: هي المواجهة مع الامبريالية والصهيونية العالمية على قاعدة المواجهة "القومية العربية" الشاملة، والمواجهة "الاممية الاسلامية" الشاملة. كل الاهداف الامبريالية والصهيونية، العسكرية والسياسية والاقتصادية والمالية و"الثقافية"، في كل الارض العربية والاسلامية، يجب ان تصبح هدفا مشروعا والزاميا لكل القوى المناضلة الشريفة، العربية والاسلامية. ومثلما ان "حجر الزاوية" في الوجود الامبريالي والصهيوني في المنطقة هو: اسرائيل. فإنها ينبغي ان تصبح الهدف الرئيسي لكفاح قوى التحرر العربية والاسلامية. ان شن حرب عصابات، بالامكانات المتوفرة، تتوسع بالتدريج لتتحول الى حرب شعبية عربية ـ اسلامية واسعة ضد الامبريالية والصهيونية العالمية واسرائيل، من شأنها: اولا ـ صهر الانسان العربي والمسلم، وتخليصه من كل مركبات الخنوع والتخلف والذل والتهتك التي اورثتنا اياها عهود الحثالة البشرية العثمانية والاستعمار الغربي، وخلق انسان جديد شجاع، متفان، صادق ومنفتح يتطلع الى تحرير اوطانه والعالم اجمع من ربقة الامبريالية والصهيونية العالمية. وثانيا ـ خلق الأطر الكفاحية الضرورية، التي تضطلع بدور "حجر الاساس" لبناء مجتمعات شعبية متحررة جديدة كليا، ذات رسالة حضارية لنفسها وللعالم. ثالثا ـ الفرز البشري التاريخي للمجتمعات المكافحة الجديدة، عن بنى وكيانات الدول العربية والاسلامية القائمة، وتقويض اسس هذه الدول (التي اوجدها الاستعمار)، تمهيدا لالقائها مرة والى الابد، في مزبلة التاريخ جنبا الى جنب الذين اوجدوها. (ما الذي يجمع، او: ما هي "المواطنية" و"الدولة الواحدة" التي تجمع شهداء ومقاتلي وعائلات وجمهور المقاومة في لبنان، مع جماعة السمسرات والصفقات المشبوهة والتشبيح والبلص والتعاون مع اميركا واسرائيل؟؟؟) XXX واخيرا لا بد من التطرق ايضا الى وسيلة النضال التي يقترحها الاستاذ انيس محمد صالح، سواء كان ضد الانظمة العربية والاسلامية الاستبدادية والمنحرفة اولا، او ضد الامبريالية والصهيونية العالمية واسرائيل اولا. يقول: "ماذا يملك أحمدي نجاد غير لسانه وحركاته البهلوانية في السيرك العربي والإقليمي ؟؟؟ ماذا يملك وكل المصانع والمنشآت تأتيه من الخارج أصلا ؟؟؟ هل أحمدي نجاد ولديه من المال والإقتصاد ما يمكنه ليعيش بسلام وأمان مع شعبه وينعم بما أنعم الله عليهم من غنى !!! أليس الأجدر به أن يسخر ما أنعم الله به لشعب إيران بدلا من إستعراض الضعف غير المبرر هذا ؟؟؟ وهو لا يمتلك حتى مقومات الإستمرارية والقوة , أكثر من تهويش وإستهتار ومسخرة وتهليل وتطبيل الشياطين الطواغيث الجهلة البلداء تجار الحروب؟؟؟ أن التحركات والإستعدادات الجارية اليوم صوب إيران هي لا يمكن أن تكون من باب التخويف والإستهتار والمسخرات والغطرسات كما يعتقد البعض, وسيرى العالم اليوم إن سبب مآسينا ومسالخنا نحن الشعوب العربية والإسلامية هو الخطر الحقيقي الآخر بالإضافة للممالك والسلطنات والأمارات والمشائخ !!! إنه الخطر الأكبر وهو أديان وتشريعات ودساتير هذه الممالك والسلطنات والأمارات والمشائخ المذهبية السُنية والشيعية !!! وما لم نعود إلى نصرة الله وتشريعاته ومنهاجه وحده لا شريك له , والتي تكفل لنا الحرية الإنسانية والحقوق المدنية والكرامات.... فسنظل نحوم في دائرة مفرغة من التشريد والقتل والتنكيل والإذلال والمهانات, وهذا يحقق لملوكنا غير الشرعيين ما جاءوا من أجله وبالتعاون مع المستعمر الغازي المحتل الجاثمة معسكراته وقواعده ... وأسلحة الدمار الشامل والموجهة دوما صوبنا نحن الشعوب." اي انه: اولا ـ يقترح تجنب طريق الحرب في المواجهة، والاتجاه الى البناء السلمي، العلمي والاقتصادي والتطور الاجتماعي الخ. وعلينا ان نجيب على ذلك بالمثل الشعبي القائل: "من جرب المجرب، كان عقله مخرب". او بالمثل الشعبي الآخر: "ما متت، ما شفت مين مات!". ان هذه الفكرة "السلمية" و"التنموية"، بمعزل عن الحرب والثورة والكفاح المسلح، التي يطرحها علينا اليوم هذا المفكر الاسلامي، ليست، لمعلوماته، فكرة جديدة، بل هي فكرة متهافتة، اكل الدهر عليها وشرب. ففي اواسط الخمسينات طرح نيكيتا خروشوف (رئيس الحزب الشيوعي والدولة السوفياتية، سابقا) هذه الفكرة بشكل موسع تحت شكل "التعايش السلمي بين النظامين الرأسمالي والاشتراكي" و"المباراة الاقتصادية بين النظامين" و"الوصول السلمي الى الاشتراكية" و"الطريق البرلماني الى الاشتراكية". وعلى اساس هذه الافكار الانهزامية والاستسلامية امام الامبريبالية والصهيونية، قدم الاتحاد السوفياتي السابق مساعدات اقتصادية بمليارات الدولارات الى سوكارنو في اندونيسا، وعبدالناصر و... و... و...، وكل ذلك على حساب العمال والفلاحين والكادحين الروس البسطاء والشرفاء الذين اوحي لهم بأن هذه التضحيات من قبلهم ستساعد على بناء الاشتراكية في العالم بدون اراقة دماء. ولما كان الجماهير الكادحة للشعب الروسي قد قدمت ملايين الشهداءفي الثورة الاشتراكية سنة 1917، والحرب الاهلية على اثرها، ومن ثم قدمت 30 مليون شهيد في القتال ضد هتلر، فهو كان طبعا شعبا محبا للسلام ويفهم تماما معنى المحافظة على الارواح البشرية. ولكن التجربة التاريخية، مثلما اثبتت ان الشعب الروسي لم يكن بامكانه التخلص من النير الهتلري بدون تقديم 30 مليون شهيد في الكفاح الباسل ضد هذا النير، فقد اثبتت ايضا انه لا يمكن "اقناع" الامبريالية والصهيونية العالمية بالتخلي عن مصالحها بمجرد "الاخلاق الطيبة" و"النوايا الحسنة". وكانت نتيجة هذه السياسة الخروشوفية المشبوهة عكسية تماما. واكتفي باعطاء ثلاثة امثلة من بلد اسلامي هو اندونيسيا، وبلد عربي هو مصر، واخيرا من روسيا نفسها: 1 ـ حينما سقط نظام احمد سوكارنو (الذي كان زعيما وطنيا، ومنتخبا دمقراطيا) في اواخر الستينات في اندونيسيا، على يد العميل الاميركي الجنرال سوهارتو، كانت اندونيسيا مدينة للاتحاد السوفياتي بمئات ملايين الدولارات (التي توازي اليوم عشرات المليارات) من المساعدات الاقتصادية والعسكرية والتقنية. وقد خسر السوفيات هذه الديون. وفي آخر انتخابات نيابية جرت حينذاك في اندونيسيا نال الحزب الشيوعي الاندونيسي 12 مليون صوت، وكان ثاني قوة برلمانية بعد حزب سوكارنو في البرلمان الاندونيسي. وكان "التحالف الدمقراطي" بين سوكارنو والشيوعيين وغيرهم من القوى الدمقراطية يعمل، بمساعدة الاتحاد السوفياتي، على بناء اندونيسيا جديدة متطورة ومتحضرة ومسالمة. وقد طرحت في الحزب الشيوعي الاندونيسي حينذاك مسألة تسليح الحزب من باب الدفاع عن النفس في حال تعرضت البلاد لاي مؤامرة. ولكن التيار الخروشوفي الخائن رفض ذلك رفضا قاطعا. وبقي الحزب الشيوعي بملايينه اعزل من السلاح لتأكيد نواياه "السلمية". ولكن هذا طبعا لم يكن ليروق للامبريالية والصهيونية العالمية التي كانت تريد نهب خيرات وثروات اندونيسيا، ولم تكن ترضى بأي شكل من الاشكال بانتقال اندونيسيا سلميا وبرلمانيا الى الاشتراكية الدمقراطية. فماذا كانت النتيجة؟ اشترت الامبريالية الاميركية اندونيسيا بـ200 مليون دولار فقط! كيف؟ قامت السي آي ايه بتخصيص 200 مليون دولار (اي، نسبة لعدد السكان، كل اندونسي بأقل من 5،1 دولار تقريبا، يا بلاش) لعملائها و"اصدقائها" في اندونيسيا: عصابة الضباط الخونة وعلى رأسهم سوهارتو، وما كان يسمى "اتحاد" او "جمعية" العلماء المسلمين، المعادين للدمقراطية وللمدنية وطبعا للشيوعية. فقام انقلاب سوهارتو، وتمت مهاجمة قصر سوكارنو ومحاصرته بالدبابات والطائرات السوفياتية ذاتها. وقام الضباط الخونة بتهريب السلاح السوفياتي الى "الاسلاميين!!!"، الذين قاموا بدورهم، مسلحين بالاسلحة السوفياتية المرسلة الى الجيش الاندونيسي، بمهاجمة جيرانهم واقربائهم وابناء قراهم من الشيوعيين الاندونيسيين المسالمين. وتم ذبح 500 الف شيوعي في بضعة ايام، القيت جثثهم في الابار وفي البحار، او تركت تتعفن في الوديان. وطبعا كانت السي آي ايه تقدم لكل "اسلامي!!" يقتل شيوعيا حفنة من الدولارات ومفتاحا للجنة كتب عليه (made in USA). واذا حسبنا الكلفة الاميركية لكل شيوعي اندونيسي مذبوح لكانت لا تتجاوز 400 دولار. ايضا: يا بلاش! واضطر سوكارنو الى الهرب. وتحولت اندونيبسيا الى قاعدة اميركية. اين اصبحت "الفلسفة السلمية" لخروشوف، بعد ذلك؟ ان سيرغيي، ابن نيكيتا خروشوف، الذي كتب سيرة الحياة المخزية لوالده، يعيش الآن في اميركا، ولديه مركز ابحاث في واشنطن. وبصفته كـ"باحث" و كـ"مواطن صالح" اميركي يعكف طبعا على اجراء ابحاث ودراسات لتقديمها للسي آي ايه لتقليل كلفة ذبح الشيوعيين في العالم، كي تكون اقل من 400 دولار للواحد، وذلك حتى يخفف العبء عن دافع الضرائب الاميركي الغبي، المصاب بالسمنة المرضية والشيزوفرينيا والهلوسة "الدمقراطية". 2 ـ بعد حرب السويس في 1956، قام الاتحاد السوفياتي ببناء السد العالي لمصر، بالاضافة الى الكثير غيره من المساعدات الاقتصادية والعسكرية والعلمية. لا شك ان السد العالي هو صرح تاريخي عظيم للصداقة بين الشعب الروسي والشعب العربي. ولا شك ان السد العالي انقذ مصر من المجاعة في سنوات الجفاف التي ضربت القارة الافريقية بعد ذلك. ولا شك ان السد العالي انقذ مصر من الانهيار الاقتصادي التام، خصوصا بفعل الانفجار السكاني. ولكن بالمقابل، فإن توجه الناصرية، بمنطق بناء السد العالي، الى البناء الداخلي، بدون ربطه بالحرب المتواصلة ضد الامبريالية والصهيونية واسرائيل، ادى الى تحول الناصرية ـ تاريخيا ـ الى: ساداتية، اي الى خيانة وطنية وقومية واسلامية. وبوجود النظام الحالي المتخاذل والمتآمر في مصر، فإن السد العالي اصبح، من زاوية نظر ما، وبالا على الشعب المصري لانه ادى الى دعم اقتصاد الدولة المصرية وتمويل الاجهزة البيروقراطية والقمعية المعادية لهذا الشعب العربي المظلوم. كما انه، اي السد العالي، وبدون وجود سياسة مواجهة مصيرية حاسمة مع اسرائيل، اصبح يمثل كابوسا جاثما فوق صدر مصر، حيث ان اسرائيل تستطيع في اي وقت تريد تفجير قنبلة ذرية تكتيكية صغيرة في السد العالي والتسبب بطوفان جارف في مصر لا يبقي ولا يذر. 3 ـ بدون قتال متواصل، بالاشكال الممكنة والامكانات المتوفرة، ضد الامبريالية والصهيونية واسرائيل، اين اصبحت كل المساعدات الاسطورية التي حرم منها الشعب السوفياتي، وقدمت الى الانظمة البيروقراطية العفنة (وغير البيروقراطية وغير العفنة) في مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن الجنوبية وغانا وغينيا والكونغو وانغولا و... و... و... ؟؟؟ بل اين اصبح النظام السوفياتي ذاته، بالمفاهيم "السلمية" التي سادت فيه منذ عهد المرتد خروشوف؟؟؟ لقد جاء الخائن الثاني وطرح شعار "البيريسترويكا" (اي: اعادة البناء)، وهو شعار ماسوني واضح وصريح (فري ماسون = البناؤون الاحرار)، وتحت هذا الشعار جرى اسقاط الاتحاد السوفياتي على طريقة اندونيسيا: اي تخصيص بضع مئات ملايين الدولارات لشراء عدد من العملاء والخونة امثال غورباتشوف ويلتسين وشيفارنادزه ودودايف واشباههم، الذين قاموا بتشريع ابواب القلعة السوفياتية امام العصابات الاميركية والاوروبية والصهيونية. وبـ"التربية السلمية" التي تلقوها على ايدي مدرسة خروشوف، وقف 14 مليون شيوعي روسي مشلولي الارادة فاغري الافواه لا يدرون ما يفعلون. بلى: لقد قام بعض عجزة زيوغانوف ببعض التظاهرات "الاحتجاجية" على "الفساد"، ووضعوا بعض باقات الزهور على ضريح لينين وعلى قبر الجندي المجهول. وكان الاجدر بهم والاكثر كرامة ان ينتحروا جماعيا بارخص نوع من انواع الديمول، لانهم لم يحافظوا على الامانة التاريخية، ولانه من العار ان يدعي زيوغانوف وعجزته بأنهم اعضاء في الحزب الذي اسسه لينين، واحفاد البروليتاريا الروسية التي "اقتحمت السماء"، ودشنت عصر بناء الاشتراكية، وقدمت عشرات ملايين الشهداء في الصراع المرير ضد القيصرية الاقطاعية والرأسمالية والامبريالية والنازية والستالينية والصهيونية. وثانيا ـ يقترح الاستاذ انيس محمد صالح العودة الى "الاسلام الصحيح". وهو له وجهة نظر مميزة على هذا الصعيد. ونحن، وبدون الدخول في التفاصيل التي هي شأن لاهوتي لا ندعي الاطلاع الكافي فيه، اذ نؤيد مبدئيا اطروحته لأنه قد جرى تشويه الدين الاسلامي الحنيف واستخدامه منذ مئات السنين والى اليوم ضد الشعوب الاسلامية ذاتها، وخاصة ضد الامة العربية التي ولد الدين الاسلامي في رحمها، الا اننا نتحفظ تماما على الفصل بين العملية الفكرية والذهنية والاخلاقية لـ"الاصلاح الديني للاسلام"، وبين العملية الكفاحية للشعوب العربية والاسلامية، والا ـ اذا انعزل المفكرون الاسلاميون الشرفاء في برج عاجي، وتركوا الساحة لـ"الاسلاميين!!!" المشبوهين ـ دخلت هذه العملية الفكرية التجريدية في سياق الروح الانهزامية التي يحاول الامبرياليون والصهاينة ترويجها اليوم في صفوف المثقفين العرب والمسلمين. ومن يضمن حينذاك ان لا يتم "تكفير" المفكرين الاسلاميين الشرفاء انفسهم، امثال انيس محمد صالح!!
#جورج_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
1 العلاقة التناحرية الروسية الصهيونية،والمصير الملتبس لاسر
...
-
اذا خضعت حماس، هل سيخضع حزب الله؟!
-
الخطر الاعظم: هل يستطيع الشيطان الاكبر إخضاع لبنان الصغير ال
...
-
حزب الله في الكماشة
-
صدام حسين.. المثال النموذجي للسقوط التاريخي للبرجوازية الصغي
...
-
النظام الليبي يدخل بامتياز في اللعبة الاميركية
-
من ارتكب الجريمة الكبرى ضد الاطفال الليبيين؟ ولماذا؟
-
الدور المتنامي لحزب الله ومحاذير الاندماج بالدولة اللبنانية
-
مخاطر تجديد الحرب الاهلية في لبنان والمسؤولية التاريخية لحزب
...
-
هل ينجح -حزب الله- في اجتياز حقل الالغام الداخلي؟
-
دعوة حزب الله لانشاء -دولة قوية، قادرة وعادلة- وجامعة الدول
...
-
اي -حكومة وحدة وطنية- يريد السيد حسن نصرالله؟
-
السقف المنخفض للوطنية القطرية في مواجهة اسرائيل
-
وليد جنبلاط... اعتذار كلامي لا يكفي!
-
لبنان اسرائيل: من سيقتلع من؟
-
....والافلاس التاريخي ل-الوطنية النظامية- العربية
-
نصر...! وأما بعد...!
-
الافلاس التاريخي لستراتيجية الحرب النظامية العربية
-
الخطة الاميركية الاسرائيلية لتطويع لبنان... امام المفاجآت!!
-
لبنان ليس الجولان ولن يكون ارمينيا
المزيد.....
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
-
إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق
...
-
مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو
...
-
وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
-
شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
-
فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|