أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - احسان جواد كاظم - هل -رهبوت خير من رحموت-؟














المزيد.....


هل -رهبوت خير من رحموت-؟


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 07:53
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


ابتدعت المجتمعات البشرية منذ فجر التاريخ وسائلها في تنظيم العلاقة بين افرادها بقيم وتقاليد وشرائع حسب مستوى تطورها التاريخي وطبيعة التهديدات التي تواجهها, حتى تبلورت في شرعة حمورابي الشاملة المدونة على مسلته المشهورة وتطورت لاحقا بما نعهده الان من قوانين حقوق الانسان..
مبدا الثواب والعقاب مبدا تاريخي متفق عليه ولكن الاختلاف ظهر على مدى هذه العقوبات وتصنيف الجنح والجرائم والعقوبات التي تستحقها كل من هذه التجاوزات على حقوق المجتمع وافراده. وهذه كلها ارتبطت بعوامل عديدة منها مستوى تطور المجتمع وطبيعة العلاقات الطبقية فيه والقيم والتقاليد...وتباينت تبعا لذلك الآليات المناسبة لاصدار وتنفيذ هذه الاحكام.
القتل جريمة كبرى اما اذا ترافق مع وحشية منفلتة فيصبح افضع...فوجدت العقوبة "العين بالعين والسن بالسن" اي الاعدام مقابل القتل العمد.
من اكثر سلبيات عقوبة "حكم الاعدام" انها نهائية. فلا يمكن الرجوع عنها بعد تنفيذها.اما اعادة الاعتبار للمعدوم بسبب خطأ قضائي فانها لاتعني شيئا.ولم يبتدع الانسان اية عقوبة مهما كانت شديدة قادرة على ردع المجرم من ارتكاب جريمته والا لكنا قضينا على الجرائم والقتل منها خاصة منذ فجر التاريخ.
يحتج منتقدي عقوبة الاعدام بانها غير انسانية, ولايحق لاي انسان ان يصادر حياة انسان آخر لاي سبب كان. وينبغي الحكم على القاتل بالسجن المؤبد فهو الاكثر تاثيرا عليه. كما انه لايمكن تنفيذ حكم الاعدام لمجرد تطمين الحالة النفسية لاهل الضحية اي للانتقام لهم. فان هذا مقابل وسبب وضيع لقتل انسان آخر.
حجة مؤيدي حكم الاعدام للقاتل تقول: لاينبغي ان تكون للقاتل افضلية على المواطن السوي...يجب عليه ان يعي ان قتله لانسان سيكلفه حياته ويحصد مازرعه للآخرين.اما ارتكاب القضاء لخطأ محتمل بحق انسان بريء فيمكن تلافيه,بعدم تنفيذ حكم الاعدام مباشرة بعد اصدار الحكم الى ان يثبت الجرم نهائيا.
دول العالم النامي يغلب عليها تخلف انظمتها السياسية واستبداديتها, فغالبا ماتستخدم القضاء لتصفية حساباتها مع معارضيها السياسيين..وهي ممارسة شائعة فيها, اضافة الى مايعانيه القضاء فيها من فساد ومحسوبية ومنسوبية.
وفي العراق الجديد حيث لازال القضاء يعاني من امراض الحقبة الماضية وتراكمات عهد الاستبداد وعشوائية القرارات الارادوية لبريمر وماتلاه والفساد الاداري والقضائي بسبب المحاصصة الطائفية....تبقى اهمية الابقاء على حكم الاعدام قائمة. فالجرائم التي ارتكبها نظام صدام البائد ضد الانسان وبيئته وبكل مالهذه المعاني من مضامين, فضيعة, وماترتكبه العصابات الاسلامية من قتل عشوائي للمدنيين وتدمير للبنية التحتية ومصادرة سافرة لابسط حقوق الانسان العراقي...افضع, فأهون جرائمهم كانت القتل الجماعي مع سبق الاصرار والترصد والاغتصاب الجماعي مع القسوة البالغة وجرائم الذبح وتفخيخ جثث ضحاياهم.... وجرائم اخرى يندى لها جبين البشرية.
ان المطالبة بالغاء حكم الاعدام سابق لأوانه في عراق اليوم. فالاكتفاء بحكم المؤبد وعزل القتلة عن المجتمع التي تطالب به دول ومنظمات غير واقعي. ففي ظل الشروط التي تفرضها هذه الجهات تجعل المجرم يهنأ بظروف حياة وادعة في سجنه يحسده عليها الملايين من مواطنينا المحرومين (وكانت ظروف سجن المقبور صدام افضل من ظروف حفرته التي اختارها للاختباء اوضح مثال).
لابل انه حتى الحديث عن تطمين الحالة النفسية للعراقيين من خلال اعدام قاتليهم يصبح حديثا مشروعا...فحجم الجرائم المرتكبة بحقه هائل ولم تكن فردية او محصورة.
ان مايميز الانسان عن الحيوان الاحساس بالعدل وليس العقل واللسان فقط.
ويبقى رحموت خير من رهبوت دائما!!



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعادة الطفل العراقي...اولوية !
- اين نحن من مازوشية هؤلاء وسادية اولئك؟!!
- الحجاب يباب
- قانون ديمقراطي للاحزاب لتقويض الطائفية السياسية


المزيد.....




- غزة: مؤشرات على عودة شبح المجاعة مع استمرار إغلاق المعابر وم ...
- الاحتلال: اعتقال أكثر من 100 فلسطيني خلال الأسبوع الماضي بال ...
- لازاريني: انهيار الأونروا سيحرم جيلا كاملا من الأطفال الفلسط ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتقال أكثر من 100 مطلوب في الضفة الغربية ...
- اليونيسف: 90% من سكان غزة لا يحصلون على المياه
- برنامج الأغذية العالمي: باكستان تواصل عرقلة دخول شاحنات المس ...
- لازاريني: انهيار الأونروا سيحرم جيلا كاملا من أطفال فلسطين م ...
- اعتقال نحو 100 متظاهر مؤيد لفلسطين بعد اقتحام برج ترامب في ن ...
- نيويورك: وقفة في برج ترامب تندد باعتقال طالب بجامعة كولومبيا ...
- ألمانيا تحقق مع مشتبه بهم في تهم تتعلق بالعمل القسري والاتجا ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - احسان جواد كاظم - هل -رهبوت خير من رحموت-؟